الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كِتَاب - تَطوُّر مَفهُوم الإله -

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2023 / 2 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-------------------------
هُو كِتَابٌ صَادِمٌ ومميَّز بَعْض الشَّيْء ، لِلْباحث الأمْريكيِّ فِي شُؤُون العلم وَالفِكر والدِّين ، " رُوبرْتْ رايْتْ Robert Wright 1957 ) .
بَحْث فِيه تَارِيخ المعْتقدات الدِّينيَّة البشريَّة وتطوُّرهَا بِمرور الوقْتِ .
مُبَينا وُجهَة نَظرِه، كَيْف أنَّ الأدْيان تَطورَت جنْبًا إِلى جَنْب مع الحضارة الإنْسانيَّة ، وموضِّحًا أنَّ بِنَاء كُلِّ دِين جديد، كان يَستَنِد بِالضَّرورة على مُعْتقدات الأوَّلين وممارسات الأدْيان السَّابقة .
تَتبُّع مُؤلِّف الكتَاب بعناية، مَراحِل تَطوُّر الفكْر الدِّينيِّ مِن الأشْكال اَلأُولى لِلرُّوحانيَّة وعبادة الأسْلاف وأحْدَاث الطَّبيعة، إِلى الدِّيانات التَّعدُّديَّة فِي اليونان القديمة وَرُومَا ، ثُمَّ بَعْد ذَلِك إِلى مَا يُسمَّى بِالدِّيانات التَّوْحيديَّة " اليهوديَّة والْمسيحيَّة والْإسْلام .
أهمَّ الأفْكار اَلتِي يمكن تقْديمهَا تلخيصاً فِي هذَا الكتَاب هِي :
- فِكْرَة تَطوُّر " مَفهُوم الإله " اَلتِي جعلهَا " رايت " عُنْوانًا جذَّابًا لِلْكتَاب :
وَفِيهَا شَرْح بِإسْهَاب ، كَيْف أنَّ فِكْرَة الإله قد تَطورَت بِمرور الوقْتِ ،
مِن إِلهٍ قَبلِي خاص، أَكثَر مَحَليَّة، يَهتَم بِحياة وشؤون مَجمُوعة بشرية مُعَينَة ، إِلى إِلهٍ أَكثَر عَالمِية يَعرِف كُلُّ شَيْء ويهتم بالجميع.
مُشيرًا بوضوح ، إِلى أنَّ هذَا التَّطَوُّر كان مَدفُوعا بِعوامل مِثْل اَلقُوى الاقْتصاديَّة والسِّياسيَّة ، فضْلا عن الحاجة إِلى التَّماسك الاجْتماعيِّ .
- فِكْرَة دَوْر الدِّين فِي المجْتمع :
وفيها يَستكْشِف الكاتب - تاريخياً - الطُّرق اَلتِي عَمِل بِهَا الدِّين كَوَسيلَة لِلتَّنْظيم الاجْتماعيِّ والسَّيْطرة ، وَكذَلِك كمصْدر ارضاء للحاجات الروحانية لِلْأفْراد .
فضْلا عن تبيان الوضْع الحاليِّ لِلْمعْتقد الدِّينيِّ بعامة ، وتطوُّره المحْتمل فِي المسْتقْبل .
- فِكْرَة العلاقة بَيْن الأخْلاق والدِّين :
بحَث فِيها كَيفِية تَأثِير الدِّين على تَطوُّر النُّظم الأخْلاقيَّة ، وكيْف شَكلَت هَذِه الأنْظمة القيميَّة بِدوْرِهَا المعْتقدات الدِّينيَّة عبر التاريخ .
- فِكْرَة تَأثِير التَّوْحيد :
وَمن خلالها حَاوَل الباحث " رايْتْ " القوْل لَنَا ، أنَّ ظُهُور التَّوْحيد ( الإيمان بِإله وَاحِد ) كان لَه تَأثِير كبير على تَطوُّر الفكْر والْممارسة الدِّينيَّة ، وَكذَلِك على مَسَار التَّاريخ البشَريِّ ككل.
- فِكْرَة أَهَميَّة التَّبادل الثَّقافيِّ بَيْن الأقْوام والشُّعوب :
وَفِيهَا كشِف لَنَا الكاتب، كَيْف لَعِب تَبادُل الأفْكار والْمعْتقدات بَيْن الثَّقافات المخْتلفة دوْرًا حاسمًا فِي تَطوُّر الدِّين ، وكيْف يَستَمِر هذَا التَّبادل فِي تَشكِيل فهْمنَا لِلَّه والرُّوحانيَّة إِلى اليوْم .
قُصَارَى القوْل :
يُقدِّم كِتَاب " تَطوُّر مَفهُوم الإله " فحْصًا شاملا وجذَّابًا حَوْل تَارِيخ الدِّين وتطوُّره المسْتمرِّ . وجهْدًا مَعرفِيا مُحَفزا لِفَهم تَارِيخ الدِّين ومفْهوم الإله . وَفي تقديري سيَدفَع القارئ اَلحصِيف ذُو الفهْم اَلحَي والْمفْتوح ، إِلى إِعادة النَّظر فِي أُسُس مُعْتقداته ، وَ قد يَحثَّه على تَمحِيص اِفْتراضاته حَوْل طَبِيعَة الألوهيَّة .
لَطَالمَا هو يَقرَأ بتمعنٍ، ويتأَمَّل فِي رُؤيَة عِلْميَّة بَحثِية مُقْنِعة ، مُفَادهَا أنَّ المعْتقدات الدِّينيَّة البشريَّة قد تَطورَت بِمرور الوقْتِ وَتَشكلَت بِواسِطة عَوامِل اِجْتماعيَّة وثقافيةو . . . إِلخ،
وأنَّ الدِّين - بِشَكل عامٍّ - لَعِب - ومازَال - دوْرًا مُهمًّا فِي تَارِيخ البشريَّة ، أقلّهُ أنه وَفَّر للمرء إِحْساسًا بِالْهَدف والْمعْنى ، فضْلا عن كَونِه - بِلَا شكٍّ - إِطارًا لِلسُّلوك الأخْلاقيِّ والاجْتماعيِّ بَيْن بَنِي الإنْسان .
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور