الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول -رابعة العدوية- في أميركا

طارق الهوا

2023 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدمة التالية ضرورية لمن يعرف رابعة العدوية الصوفية الزاهدة المتعبدة، ولا يعرف رابعة العدوية المنطقة الأولى إدارياً بمدينة نصر، التي لم يزل الطابع العسكري مميزا لها لقربها من معسكرات تدريب الجيش المصري والمبنى الرئيسي لوزارة الدفاع، وفي هذه المنطقة أُقيم طريق من معسكرات الجيش حتى مدرجات شُيدت للضيوف، كان يُجرى فيه عرض عسكري في ذكرى حرب أكتوبر، ولم يعد يُقام بعد اغتيال الرئيس السادات سنة 1981 أثناء العرض الأخير.
بدأت منطقة رابعة العدوية منذ منتصف سبعينات القرن العشرين، تتحول إلى بؤرة تجمع للإخوان المسلمين، استغلوها أفضل استغلال بعد خارطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في 2013، وشملت عزل رئيس الجمهورية محمد مرسي، فخرجت مظاهرات صاخبة من رابعة العدوية (حيث قُتل الطاغوت) وميدان النهضة ضد عزل مرسي، وبدأ المعتصمون يتسلحون ويبنون حواجز أسمنتية لمنع دخول قوى الأمن لفض الاعتصام، لكن السيسي طلب تفويضا من الشعب بفض الاعتصام، حتى لا تزايد عليه جمعيات حقوق الانسان ودول الغرب، وتم له ما أراد وفُض الاعتصام بالقوة.
ما حدث في منطقة رابعة العدوية ينفذه الراديكاليون المسلمون خطوة بخطوة في بعض دول أوروبا. أسلوب خلق بؤر إسلامية سياسية متشددة تكبر وتتوسع، وأصبح يخشى حتى البوليس دخولها.
بؤر تعتمد على الكثافة العددية للمسلمين المنتمين للإسلام السياسي، ويعتاش معظمهم على المساعدات التي يأخذوها من الدولة بصفتهم مهاجرين غير شرعيين، ويتربحون من التجارة غير الشرعية التي تشمل المخدرات بأنواعها وغيرها.
إلى جانب هذه البؤر على الأرض، ينتهج الراديكاليون المسلمون سياسات أخرى في دوائر السياسة العُليا وصناعة القرار، منها وصولهم لعضوية الأحزاب السياسية الكبرى أو البرلمانات في أوروبا أو الكونغرس كما حدث في أميركا، وهي مناصب/بؤر تتيح لهم التمدد السياسي الأفقي والرأسي، وتتبني غالباً قضايا متطرفة مثيرة للجدل تستعمل الديمقراطية وحرية العقائد وصناديق الانتخاب لمصالحها.
في الولايات المتحدة لم تحظ حتى اليوم هذه القضايا المتطرفة التي تنتهجها جماعات الراديكالية الإسلامية بفرص تُذكر لتمريرها في الكونغرس، مثل مشروع اقرار قانون الاسلاموفوبيا الذي قدمته إلهان عمر، إلا أن أصحاب القضايا المتطرفة يمكن أن يصلوا إلى قمة السلطة على المستوى المحلي في الولايات، بفضل التمويل والرشى والتدليس.
هامترامك Hamtramck مدينة في ميشيغان ذات أغلبية مسلمة، وصفتها وسائل الإعلام كذباً بأنها "أرض إثبات للتعددية الثقافية"، وبناء على هذه الأغلبية اختار الناخبون مجلس مدينة جميعهم مسلمين راديكاليين (لا يعلنون الانتماء للإخوان في أميركا) لأنهم لا يسمحون أو يدعمون مسلما عاديا لا ينتمي إليهم للوصول لأي منصب قيادي، مما يجعل الحكومة المحلية لهذه المدينة، الأولى والوحيدة حتى الآن التي يهيمن عليها مسلمون راديكاليون في أميركا.
وكالعادة كانت انجازاتهم دينية، لا علاقة لها بأي تعددية ثقافية كما يزعم الاعلام، أو بأي انجاز تجاري أو فولكلوري أو صناعي كأي مدينة ذات أغلبية عرقية واحدة في أميركا، فقد سمح التشريع الذي يسيطر عليه مسلمون في هامترامك بإنجازين غير مسبوقين في أميركا، أولهما السماح للمساجد بإذاعة الآذان للصلاة عبر مكبرات الصوت، والتضحية بنحر الحيوانات في ساحات البيوت الخلفية THE HOUSE BACKYARD في عيد الأضحى أو من أجل اللحم الحلال رغم وجوده في الأسواق.
منذ زحف الراديكاليون المسلمون أصبح هناك تاريخ لهامترامك في تزوير الانتخابات، وهي عادتهم أينما تمكنوا، إضافة إلى استغلالهم لكل التيارات والعمل ضدها بعد حصولهم على مبتغاهم، إذ يزعم أعضاء مجتمع المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية أن لديهم مشاكل في المدينة، هي التمييز ضدهم، لكن رئيس البلدية عامر غالب يطبق نهج "الأغلبية"، ويصر على ضرورة احترام الأغلبية المسلمة في المدينة، التي ترفض المثلية بكافة أشكالها، ويصرح غالب هذه هي "الطريقة التي ستتم بها الأمور".
غير مستبعد في هكذا بيئة انتشار زواج القاصرات في المسجد بعيداً عن قوانين الولايات المتحدة، والزواج بأكثر من امرأة دينياً في المسجد أيضا، وممارسة ختان الفتيات، وتسيير شرطة أخلاق لفرض الحجاب أو مضايقة من لا ترتديه، وحظر بيع الخمور واغلاق البارات لأنها تؤذي مشاعر المسلم، ومحاولة شراء الكنائس التي تقع في النطاق الهمايوني للمسجد، ومضايقة الآخر حتى يترك المدينة أو يقبل بالطريقة التي ستتم بها الأمور حسب عامر غالب، وتلقين المصلين بأنهم يعيشون في دار حرب، وحثهم على عدم مشاركة المشركين في أعيادهم ومناسباتهم أو التشبه بهم في الملبس والمأكل، وحث الشباب على عدم الالتحاق بالجيش، وتكفير ولي الأمر الذي لا يطبق شرع الله.....
هامترامك تحذير، مثل بعض مدن أوروبا المغلقة، من تسلم الراديكاليون المسلمون للسلطة الذي لا يتحدث عنه الإعلام الحر، بل المواقع أو المراصد المختصة بالإرهاب.
هذه الرابعة العدوية في أميركا يمكن أن تنتشر في مدن أخرى بقدر ما سيسمح المؤمنون بالتعددية الثقافية "مهما كان الثمن"، لأن التعددية تغني المجتمع حسب ما يزعم الليبراليون ومن لف لفهم من الذين يتعامون عما يحدث في مصر وتونس والمملكة السعودية والإمارات، وتجريمهم لهذه التعددية الثقافية التي تهدم المجتمعات ويرحب بها الغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah