الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زلزال أنطاكيا جرح غائر في صفحات التاريخ الإنساني

كرم خليل

2023 / 2 / 23
المجتمع المدني


تعرضت تركيا لزلزال القرن المدمّر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير/شباط الجاري، مخلّفاً أكثر من 47 ألف ضحية، ولم تتوقف الهزّات الارتدادية في البلاد.

كما دمر آلاف المباني والشقق، وتسبب في تشرد نحو مليون إنسان في المناطق التركية، وأكثر من 5 ملايين في سوريا وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وقد لحق هذا الزلزال آلاف الهزات الارتدادية، فضلا عن زلزال قوي آخر ضرب ولاية هاتاي مأخراً بشدة 6,4 على مقياس ريختر والذي حصد 3 قتلى في تركيا و4 في سوريا، فضلا عن مئات الجرحى.

مدينة أنطاكيا العاصمة القديمة لمحافظة هاتاي، تعرضت لأسوأ زلزال ضرب تركيا منذ عشرات العقود، وتعتبر أنطاكيا واحدة من أكثر المدن التي تضررت في الزلزال كما أنها من أقدم المدن في العالم حيث تحتوي على العديد من المواقع التاريخية والأثرية.
وأمضى الأنطاكيون والسوريون أصعب الأيام في تحمل تبعات وآثار الزلزال المدمر ، فبات الكثيرون في زوايا الشوارع المظلمة، والحدائق العشبية الصغيرة، وقرب المدارس وعلى سفح تلة تنتصب فوقها واحدة من أقدم كنائس العالم كما بات الآخرون في الحافلات في ظل ندرة الخيام.
فيما لجأ الناس إلى استخدام خشب البيوت المدمرة أو الحطب في توفير التدفئة.
كان الأهالي يصرخون أن لا كهرباء، ولا ماء، ولا حمام كما استخدمت البسطات في السوق كأسرّةٍ مؤقتة.
بنيت مدينة أنطاكية عام 300 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر، وعاشت لزمنٍ طويل شهد تدميرها وإعادة بنائها عدة مرات. وأطلق عليها الإغريق، والرومان، والبيزنطيون اسم "أنتيوك".
كانت أنطاكيا تمثل مركزاً تجارياً شديد النفوذ، لدرجة أنها كانت ثالث أكبر مدن الإمبراطورية الرومانية، وبُنِيَت فوق أطلالٍ من أنقاض حضارات أفلت شمسها قبل زمنٍ بعيد. وما يزال عبق التاريخ يتسلل من بين ثنايا العديد من مناطقها. ويتجلى ذلك في الكنيسة المسيحية القديمة التي أسسها القديسان بطرس وبولس في كهف، وداخل المساجد الحجرية القديمة في أقدم أجزاء المدينة، وعبر قطع الفسيفساء البيزنطية النادرة، ورغم ذلك فإن الزلزال لم يقف على حدود هذا التاريخ العريق.
وقد غادرت العديد من العائلات الناجية من الزلزال المدينة بعدما انعدمت سبل العيش فيها.
ولم تُعف الكارثة أحداً، إذ شهدت بعض الأحياء انهيار أو تحطُّم جميع الأبنية فيها، بل إن بعضها مسح بالكامل. ولم تسلم حتى الأشجار من ندوب الكارثة، بعد أن قطع الناس أغصانها لحرقها في سبيل التدفئة.
تعايش الأديان السمة الأبرز التي عرفتها أنطاكيا منذ القدم ورغم ذلك فلم تسلم دور العبادة من التدمير حيث تعرّض أقدم جزءٍ في المدينة للتدمير بشكلٍ شبه كامل بعد أن كان يستضيف المساجد، والكنائس، والمزارات العلوية، والمعابد اليهودية جنباً إلى جنب.
واحتضنت المدينة التي توافد اليها الألاف من اللاجئين السوريين، وتعتبر ثالث أكبر مدينة يسكنها السوريون في تركيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #