الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمليات التفكير الفلسفي

حبطيش وعلي
كاتب وشاعر و باحث في مجال الفلسفة العامة و تعليمياتها

(Habtiche Ouali)

2023 / 2 / 25
التربية والتعليم والبحث العلمي


الدعامات الرئيسة للدرس الفلسفي بهدف إنمائها وتقويمها و التي تختزل في المقاربة النواتية وهي:
أ – الأشكلة:
لا تعتبر الإشكالية مجرد تساؤل فقط بل هي بناء تصور عام وشامل لمشكلة تقوم على مجموعة من المفارقات أو الآراء أو المتغيرات، بحيث يعتبر لالاند أن الإشكالية سمة حكم أو قضية قد تكون صحيحة، تتفتح على رهانات الممكن المعرفي مما يستدعي إدراك العلاقة بين عناصرها، إذ أن الأشكلة تأزيم الموضوع من خلال أسئلة منظّمة والتي تستدعي الاشتغال على التقابلات وإبراز المفارقات باستخدام الوسائل التي تحقق الكفاية المستهدفة، علاوة على مواجهة أطروحتين فلسفيتين متعارضتين وإمكانية استدعاء أطروحة ثالثة وتبني تصور آخر لا يعبر بالضرورة عن المواقف المعطاة في المقرر أو البرنامج الدراسي بشكل عام، و مواجهة رأي شائع بأطروحة فلسفية.
يتم البناء الإشكالي في درس الفلسفة من خلال التساؤل كمدخل للإحاطة بمشكل ما وتحويله إلى موضوع للتفكير، والانتقال من مرحلة في التحليل إلى أخرى، من خلال بناء المفارقة عن طريق إبراز التقابلات بين الأفكار بحيث تستمد الإشكالات والمفارقات الفلسفية جوهرها من ديداكتيك الفلسفة
ب – المفهمة:
.ا تنفصل المفهمة عن السياق النظري الذي يندرج ضمنه الإشكال الذي يعالجه الدرس، لأن معالجة المفهوم/ المفاهيم تتم من خلال تحديد دلالته اللغوية والفلسفية، فالاشتغال على المفهوم يتم من خلال نقله من مستوى الرأي إلى مستوى الضبط المعرفي لذلك ينبغي التدرج في بنائه وتحديد دلالته التي ينتمي إليها، فالمعرفة نسق مركب وتفكيك المادة المعرفية وتبسيط مكونات الدرس تفرض استدعاء حقول معرفية عديدة، فضلا عن عزل كل مفهوم عن التداول العامي ونزعه من مستوى التمثلات التي تكون حمّالة لتصورات أو أحكام مسبقة وقبلية أو أحكام قيمة وصفية، فلا يمكن توظيف المفاهيم إلا في سياقها الفلسفي أو الابستمولوجي وضمن أهداف التعلم.
ج – الحجاج:
.إن أشكال بناء قضايا التفكير والآليات التعبيرية والاستدلالية في البنية المنطقية للقول الفلسفي، تستدعي إثبات القضايا اعتمادا على القياس وتوظيف أدوات البرهان المنطقي والمحاجة، فلا تناول لدرس الفلسفة دون عرض حجاجي لتأسيس موقف ما والدفاع عن مشروعيته من خلال جرد الأساليب الحجاجية وإبراز وظائفها، وتحديد الحجاج المستعمل “في النص مثلا” لإبراز تأثيره ودرجة إقناعه (الاستنباط، الاستنتاج، المماثلة، المثال، المجاز…) وتوظيف حجج متنوعة وتصورات فلاسفة وأمثلة أو الاستشهاد بأقوال فلسفية أو دينية، علاوة على التمرّن على تعلم البناء الحجاجي، من خلال خلق وضعية بهدف الشك في القضايا المثبتة أو الانطلاق من رأي معين وإقامة الحجة على رفضه، والتدرب على استخراج الروابط المنطقية وإبراز قيمتها الفلسفية والمقارنة بين حجج نصوص مختلفة، “ففي كل نسق فلسفي لا تكون الدعوة إلى الإيمان البسيط بقضاياه ومضامينه هي الهدف الأول بقدر ما تحضر الدعوة إلى النشاط التفكيري الفلسفي والى بناء الحجج وأشكال البراهين” لذلك فإن:
- البناء الحجاجي أو المحاجة هي الإطار الاستدلالي الذي من خلاله يتم قياس صلاحية الأطروحة الفلسفية.
- إثبات الأطروحة كتصور فلسفي يكمن في إبراز قيمة الحجج ودلالتها في دعم الأطروحة نفسها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج