الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الإشكاليات الساخرة في منطق العقل المسلم..

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أولا...
(المشكلة)..
عندما قتل سيدنا وحشي عندما كان مشركا سيدنا الحمزة سيد الشهداء وجد عليه رسول الله والمسلمون بسبب ما أجترح من جريمة أصابت الإسلام بمقتل، ولما فتح الله مكة للمسلمين ودخل سيدنا الصحابي وحشي الإسلام وأراد أن يقابل رسول الله قبل رسول الله إسلامه ولكن لم يقبل أن يراه فقط، بمعنى أن الإسلام يجب ما قبله ولذا قبل الرسول إسلام أبو سفيان سيدنا الصحابي الجليل كما قبل إسلام سيدتنا هند بنت عتبه رض، التي هي من حرضت وأمرت بقتل سيدنا الحمزة وهي من لاكت كبده، ومع ذلك نترضى عليها ونطلب لها الرحمة لأنها أسلمت.
السؤال هنا لماذا ما زلنا لا نترضى على سيدنا الصحابي الجليل وحشي وقد قيل أنه أسلم وأحسن إسلامه وقاتل في جيوش المسلمين، هل لأنه مجرد عبدا أسود؟ أم لأنه ليس سيدا قريشيا؟..
المطلوب من المنشور ليس الإجابة فقط على التساؤل، ولكن الهدف والدليل منه، وهو أن رسول الله الذي هو قدوتنا في الإيمان والإسلام قد تجاوز عن قتلة سيد الشهداء لأن الحال قد تغيير، لماذا نحن ما زلنا نحمل الأحقاد والضغائن والكراهية لفلان وفلان؟ وقد كانوا وعاشوا في عهد من هم أحق منا بذلك حبا وكراهية؟....
أتمنى أن يقرأ المكتوب ليس من عنوانه فقط وبدون إنفعال علما أني لا أحب قاتل ولا أكره مقتول خارج حدود عدالة الله وأمره.
النص لا يمنعنا من أن نسأل لماذا زيف التاريخ؟ لماذا دجنت الحقائق؟ لماذا شوهوا ديننا؟ هذا من باب والحق أحق أن يتبع ولو كره الكافرون، يا سيدي لو تجرأ المسلمون الأوائل ومن بعدهم أمة محمد على الوقوف بوجه المسيئين لدين الله كما يقف الأن البعض من أجل كلمة حق، وأبيك لكنا غير ، وحالنا غير ، وأمرنا غير....
أنا لا يهمني رضي الله عنهم ام لم يرضى هذا أمر بينهم وبين رب العالمين أنا أناقش مأساة مولانا الصحابي الجليل وحشي قاتل الصحابي وسيد الشهداء حمزة عليه السلام لماذا لا نترضى عليه، هذه هي مشكلتي مع الجهات المعنية بها تاريخا وعقيدة، عندما تنذكر سيدنا وحشي لما لا نقول الصحابي الجليل رضي الله عنه إسوة بالمحرض والمستفيد اللذان صارا من أعيان المؤمنين مرفوقا ذكرهم بالرضا والرحمة ، وإلا عد الحال ممالأة لناس وبعض ناس..
إذا الموضوع الذي اثرته هنا ليس التفريق بين هذا وذاك ولا كان الهدف منه تزكية أحد أو تهوين أخر، ولكنه من زاوية فهم أخرى ايضا دعوة للحرية، دعوة للخلاص من الحقد والكراهية، من قتل الحسين فهو قاتل نفس "كمن قتل الناس جميعا" والحسين ليس عبدا مجهولا ولا مملوكا لأحد، بل هو أعلى سنام من بني هاشم، وما اقوى من بني هاشم في الإسلام وقبل الإسلام وبعد الإسلام، وله أبناء وأولياء دم وأخوة أشداء وعشيره وأتباع كانوا هم الأولى بطلب الثأر ممن قتله، وهم من يحق لهم التكلم باسم الحق والجزاء، نحن صحيح مسلمون بالنتيجة وصحيح محبوا لآل البيت حقيقة، وإن كنا كذلك فعلينا ان نعمل ما عملوا هم وان نسير بسيرتهم، إن قال علي بن الحسين يا لثارات أبي، قلنا له نعم ولبيك، ولكن ما قال أحد منهم ولا دعا أحدا منهم بالثأر وهم الذين بنوا الإسلام وأشادوا دين محمد، فعلام نختصم نحن بيننا ونتقاتل وأصحاب الحق عنه ساكتون، ثم هناك نقطة مهمة لا بد أن يفهما المتنازعون، أين قاتلي الحسين اليوم حتى نثأر منهم؟ أين هو يزيد وابن يزيد وجند يزيد وقادة يزيد؟ اليس هم تحت سطوة عدل الله وقضاءه؟ فلماذا انا مستثار والله هو من له الحكم وإليه نرجع ويرجعون...
المشكلة إذا ليست هنا فقط، بل تتجلى أيضا بعدم وجود منطق موحد يطبقه الجميع على الجميع، سيدنا وحشي عبد نعم وبلال وسلمان وصهيب ووو كلهم عبيد قبل الاسلام، ولكنهم كرجال احرار مع إسلامهم صنعوا تاريخنا بكل ما فيه، فنحن جزء منهم لانهم اصلا جزء منا، لماذا هذا التفريق؟ ولمصلحة من؟ علينا ان نعي أننا في متاهة محيرة ولا بد لنا من منطق للحصول على سر خلاصنا منها..
عندما ننفعل مع الموقف يضيع علينا رأس الخيط، الموضوع وما فيه أعمق من مسألة الترضي أو خلافه، بل هو أكبر من مسألة تاريخ ووجهة نظر بهذا وذاك، الموضوع يا ناس محصورا بمنطق وحيد هو "يا اما ان نترك الامر لله تعالى باعتباره هو من يزكي الأنفس ونتعامل مع الحالة كما تعامل رسول الله، أو نقول لله دع عنك أمرهم فنحن لها وبذلك نكون نحن أصحاب الحكم ونجرد الله من صلاحياته".... هذا هو المأل الذي أودى بنا لهذا الحال

ثانيا.....
(المشكلة)....
الإسلاميون بألوانهم وأتجاهاتهم الأيديولوجية أو منطقهم السياسي البراغماتي وما جرهم ليكونوا جزء من واقع السياسة التي يسمونها هم "اللعبة القذرة" بالمقارنة مع مبادئ ومثل إيمانية تضع رضا الله أولا، والتوافق مع خط فكري قائم على الحلال والحرام والصدق والنصيحة لله وللمؤمنين، والذين أنخرطوا في لعبة السياسة والديمقراطية تحت مبرر لا بد من أمير بر أو فاجر للناس، وقالوا بأن الأمة إذا غلبت بخيارها فهي صاحبة الحق وعلى من يعارضها الرضوخ والمبايعة لما بايعته الأمة، فعلي مثلا بايعته الأمة وأهل الحل والشور من كبار الصحابة، فلم خرج عليه الخارجون ولا أقصد هنا الخوارج تحديدا؟ فهل قرارهم أجتهاد مأجورين عليه؟ أم هناك مخرج شرعي يؤثمون عليه أو ربما يكفرون ويخرجون من الملة كما يخرج إبليس من جنة رب العالمين مذموما مدحورا.... ربما لا أدري فالفقه والأجتهاد أعلم وأدرى وأقدر على أقتراح المعجزات التبريرية.
والحالة الأخرى يزيد بايعه أغلب رؤوس القوم وكبار سادته بيعة ملزمة وفقا للشريعة وتحت سمع المسلمين ونظرهم، فهل خروج البعض عليه مشروعا في ظل ديمقراطية زمنية تشبه ديمقراطية الإسلاميين الآن تقضي بخروج من لا يبايع إمام زمانه من الملة وأستباحة دمه كما يقول البعض " أن الحسين لم يقتله يزيد بل قتله سيف جده محمد، فلا تلموا أحدا ولكن من سن سنة وأمن بها كان أولى الناس بها ربحا وخسارة"، ديمقراطية البيعة الإسلامية التي جاءت ليس بيزيد وحده بل بمن قبله وبمن بعده، وصوتها وصورتها يشبهان صوت وصورة البيعة حينذاك القد بالقد والنسق بالنسق والمثال بالمثال، إذا ما هو المتغير ؟ وما هو الثابت في تفكير القوم؟.
لا أناقش في مسألة هل كان الخارجون عن البيعة بمختلف أعذارهم وتبريراتهم على حق؟، ولا أناقش في شكل البيعة وحقيقتها وأصولها في ذلك الوقت فقد مات السبب الذي يدفعنا لذلك بذهاب العصر وأهله، كل ما أريده من قول أننا الآن نبايع أصوليا وفعليا ومنطقيا شكلا ديمقراطيا مفترض علينا اليوم كما بايع القوم في الأمس ذات المنهج والمبرر والمنطق والأفتراض، مرة مضطرين تحت حراب السلطة وشوارب رجالها التي يقف عليها الصقر، ومرة مخدوعين بفتاوى تحذرنا من الحرمان من الجنة وأن نساءنا حرام علينا كحرمة الجنة على إبليس في متنزل العزيز الحكيم.
ولكن أتعس أنواع البيعة الديمقراطية حين تكون على منهج ظاهره وجه السندريلا وباطنه سجون تحت الأرض حتى الله بعلمه قد ر يهرف كيف يصب لها، وأين المنفذ منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي