الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطفل العقائد والاديان على بعضها قبل خروج العبقري الاصلح!!

عدنان سلمان النصيري

2023 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بما لا يقبل الشك أن اغلب سياسات العقائد تعتمد على فلسفات ذكية ومتطفلة بالمكر الرشيد، وباستقاء تجارب النجاح والتأثير، أو باستغلال النقاط الواهنة من قريناتها ولتخرج من بين ظهرانيها عبقري، أو قائد هُمام ملهم يتوسم الاصلاح بعنوان رسولي أو وصائي، يراهن على حمل السمات المثالية في عملية الدعوة، والادعاء بتدعيم السماء المقدسة التي لا تقبل المناقشة والتكذيب.
وسرعان ما يتم الإعلان عن تلك الدعوة من خلال الانتصار لذلك الداعية الجهبذ، الذي يتوسم بهالة مقدسة تتسع بمرور الوقت حولهم بكثرة الموالاة والاتباع، وبعد اضافة قدرا متزايدا من الكرامات، وبطريقة النفخ في تهويلها من اجل تبرير عملية الولاء للفكر والانقياد المطلق. حتى لتتحول الشائعات باختلاف الزمان والمكان إلى مآثر وإعجازات أعظم، تتلقفها الأجيال الوارثة لأفكار آبائهم وأجدادهم، كعقيدة لاتقبل المناقشة والجدل أو التأويل، وهم ممتلئون بالفخر والاعتزاز بهذا الولاء والتقليد.
وهكذا تناقلت الحكايات بالأساطير وهي معززة اكثر بالخيال العاطفي لتديم وصف صورة عز الأمجاد، وكما لو كانت أشبه بمشاهد توثيقية "فيديوهية" مسجلة على الشريط الذهني بشكل مجسم (ثري دي) وبالألوان، وبامتلاك مروجيها رؤية نمطية ابداعية بفن الإنتاج الذي درجت عليه الكثير من الأمم بالتقليد والتحديث عبر التاريخ، حتى حاولوا رسم مستقبل البشر اعتمادا على خرائط الهندسة الجينية والأنثربولوجية بالأنساب، وعلى اكثر شعوب العالم بالتصنيف الآري والسامي والحامي، وليبق (الوافثي) مغمورًا حتى إشعار آخر، ليعلقوا عليه نتائج اردء الاسقاطات ! .. هذا هو أصل الحقيقة المنطقية، وليس ازدراءً أو تشويشًا للحقائق، ومن لديه الفرصة فبإمكانه مراجعة جميع المصادر المقدسة وملحقاتها بكتب التفاسير المختلفة، وبما فيها (الافيستا) الكتاب المقدس القديم لدى الديانة الزرادشتية، وغيرها، حيث سيجد مدى الإبداع الفني في عملية النقل الروائي النابع من خصب الخيال، وسيلاحظ عبر كل هذه المصادر وغيرها مدى الإتقان العالي لعين الكاميرا والسيناريوهات التصويرية المتقنة بلا منازع.
وكذلك ما تم نقله كمثال آخر من سفر التكوين بالعهد القديم، في حكاية قتل (قايين) لـ (هابيل) بدواعي المنافسة والنزاع من أجل البقاء، وبدوافع الحصول على نزوة أو عنوان، قد نرى الحجة عقيمة في يومنا هذا، ولكن كان في وقته عظيمًا، بعد أن استطاع خلق الصراع وتأجيجه منذ لحظته الأولى، وقد أدى ذلك إلى قتل أحدهما وهو هابيل، وبقيت الرغبة عند أخيه قابيل أو (قايين) جامحة لتنتقل إلى ذريته في سلالة بني الإنسان كفلسفة سلوكية وأخلاقية . ومهما أردنا أن نمس جوهر حقيقة هذه المعلومة سنخيب أمام أنصارها من مروجيها على مر التاريخ، بعد أن توارثتها بقية الأديان الإبراهيمية، بالرغم من اختلاف النظرة لطبيعة بعض العناوين في طريقة التقديس والتصوير للخلق والخالق ، فمنهم من يجعل الرب ينام ويحلم ويسهو ويسكر، مثله مثل باقي البشر، ومنهم من جعلوا له ولدًا وشريكًا، ومنهم من جعلوه بوصف عبقري كواحد أحد، لا شريك له، وصفاته تتسع بسعة الكون، ولا يشبهه أحد، ولا يطوله مخلوق للتشبه بعظيم سماته..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا