الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البدء كان الرسم وكان الرسم من الإنسان

سامى لبيب

2023 / 2 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- نحو فهم للوجود والحياة والإنسان (127) - في العشوائية والنظام .

* بداية اعتز بهذا المقال أيما إعتزاز , ويرجع إعتزازي أنني أقدم فكراً وأداءاً ومعالجة فلسفية بشكل متفرد لم يتطرق إليها أحد ,, راجياً ان تجد القبول لديكم .

- أعتز أنني إمتلكت موهبة الرسم من نعومة أظافري فقد عرفت الرسم قبل أن أعرف الكتابة لأحقق فيها تقدما ما للأسف توارى مع مشاغل وهموم الحياة .
يأتى الكثير من رؤيتى وفلسفتى فى الحياة والوجود من فن الرسم , فمن الغوص والإحساس بالخط واللون تكونت نمنمات أفكار كانت بمثابة ملاحظات وإشارات وصور حسية فقط تراكمت بدون أن تتأطر فى رؤية نظرية فكرية بحكم حداثة العقل والسن لتكتفى بملاحظات وعلامات إستفهام كانت ضرورية لتجد لها لاحقاً مع التقدم فى السن والقدرة على ربط الأشياء ببعضها ملامح رؤية فلسفية يمكنها أن تفسر المشهد الحياتى الوجودى فى نسق فكرى .

- لقد عرفت الرسم في طفولتي المبكرة قبل معرفتي بالكتابة والقراءة لأكتشف أن الإحساس بالرسومات هو سبيلنا للمعرفة والوعي فهكذا كَون الإنسان معارفه .
- إكتشفت أننا نعي الكتابة من خلال الرسومات فعندما كنت أدون في صفحة ملفاتي أسماء لأفضل المواقع على اليوتيوب لأستدعيها لاحقا , كان منها هذا الموقع ليوتيبر روسي Александр Смольянинов صاحب مجموعة هائلة من الفيديوهات للفن التشكيبي ,فالبرغم أنني لا أعرف نطق إسمه كوني جاهل باللغة الروسية كذا العشرات من الفنانين التشكيلين الروس ولكن تدوين رسم حروفهم بالروسية جعلني أتعرف عليهم لأحصل علي مدوناتهم .

- إكتشفت أننا لا نقرأ الحروف والكلمات بل نقرأ رسومات , فحياتنا كلها رسومات لذا أعتبر الرسم هو وعينا الحقيقى بالحياة , فالرسم لا يقتصر على لوحة فى الطبيعة ذات خطوط وألوان ,فالرسومات طريقة تعاطي أدمغتنا مع الحياة .. فنحن مثلا لا نقرأ الحروف والكلمات فى جريدة أو كتاب أو تلك الكلمات التى تقرأها فى مقالى هذا , فأنت تقرأ رسومات فقط مُتمثلة فى حروف متشابكة ذات أشكال مرسومة لتمر سريعاً على كلماتى بدون ان تتهجاها , وهذا يرجع لأن لديك فى ذهنك أرشيف هائل من رسومات لكلمات فيقوم الذهن بإستدعاء رسم تلك الكلمه وإدراكها .. لذا نحن لا نتهجى الكلمات التى لها رسومات سابقة فى ذهننا فهكذا نتعامل مع اللغة كتابة وقراءة كرسومات نستدعيها , لتكون أى كلمة جديدة مثل " انسطالبوك " ككلمة لم نعهدها من قبل فنتصور أننا نتهجاها والحقيقة أننا نصورها بعيوننا لنسجلها كرسمه جديدة نخزنها فى أرشيف الدماغ , والدليل أن هناك كلمات أجنبية أو حروف فرعونية أو صينية أو ذلك المدون الروسي لا نعرف نطقها ولكن نحفظ رسمها , فالكلمة لن يتواجد لها وعى بدون رسم لها , وهذا يعنى أن الوجود والحياة خطوط ورسومات يتكون منها وعينا الذى هو إستدلال على تلك الخطوط التى جاءت بشكل عشوائى .
يبلغ جمال ومرونة وعينا بتعاطينا مع رسومات لكلمة واحدة بأشكال عديدة ككتابتها بالنسخ أوالرقعة أوالكتابات العادية الإرتجالية وتتفاوت بالطبع القدرة على القراءة لأنماط من الرسومات وفق القدرة الذهنية وحظنا من الطبيعة التى إستوعبنا من خلالها رسومات عديدة فهناك من يستدلون على الكلمة برسومات غير تقليدية عديدة .

- من طبيعة رسم كلمات اللغة الماثلة لوعينا تتأكد الرؤية بأن الوجود عشوائى فى طبيعته وأن النظام هى رؤية بشرية إعتنت بتحديد معنى لخطوط عشوائية لتراها نظام , فنظرتنا وتعاطينا مع الحياة هو الإتفاق على رسم عشوائى وإعطاءه معانى ودلالات.. وإذا كان الإنسان منذ البدء فعلها فنحن مازلنا نفعلها بإبداع رسوم لماركات وبادجات ولا مانع أن نخلق من تلك الرسومات المعقدة العشوائية للحروف والكلمات قواعد ونَظم وكتابات شعرية لتكون كل هذه التمظهرات منتجات نظامية جاءت من تعاطى مع العشوائية .

- يقال أن الهيدرجين أصل الوجود بإعتبار أن الوجود جاء فى البدايات من هيدروجين , وأقول أن الألوان هى أصل الحياة وبدون الألوان ماكان هناك حياة ولا وعى فنحن ندرك الحياة من الألوان والخطوط فيستحيل أن نعيش فى حياة من لون واحد فحينها لن تكون حياة بالفعل (الخط هو الفاصل بين لونين ) .

- من الخطوط والألوان يتكون الوعى ومن الخطأ فهم الحياة كخطوط مستقلة ذات موضوع ليتماهى البعض ويتوهم أن هناك من يمسك قلم ليخط به بينما الخط عشوائى تواجد من لونين عشوائيين لنخلق منهما معنى وتكون حياتنا هى الإحساس بالخط واللون وتوصيفهما فى إنطباع لنُقيم معنى للحياة .

- تطور وعى الإنسان جاء من خلال الرسم , ففى إعتقادى أن الإنسان تخلص من حيوانيته عندما بدأ يرسم خطوطه الأولى على جدران الكهوف فقد حاز على أول شهادة لتطوره الإنسانى من خلال رسم خطوط مغلقة , فلا يندهش أحد من هذه الإشارة التى نراها بسيطة .. فالرسم هو صياغة الإنسان للوجود المادى وفق عقل لم يكتفى بتصوير المشاهد بل اختزنها وبدأ يراجعها ويسقط إحساسه وإنطباعاته عليها بغض النظر عن طبيعة إحساسه ولكنه جَسد موقف فكرى وحسى فلم يكتفى بتخزين الصور بل بإسقاط وعيه وإحساسه عليها .

- دعونى أسجل بداية تجربة ذاتية كانت مع بداياتى الأولى فى الرسم بالقلم الرصاص الذى كنت أخط به رسوماتى . فمن خلال كم هائل من الخطوط المنحنية والغير منتظمة كان يتم تشكيل منظر محدد أو بورتريه واضح الملامح , فلم أكن أفطن حينها للفكرة التى راودتنى إلا فى مرحلة متقدمة من العمر عندما بدأت أتأمل عمق ما خطته وتخطه يداى لأصل إلى مفاهيم عميقة تعطى دلالات كثيرة تخوض فى العشوائية والمعنى والنظام وفكرة الإله .
عندما نتأمل لوحة مثل تلك للفنان scottburdick
https://www.pinterest.com/pin/22799541855189193/
نرى عدد هائل من الخطوط المنحنية المختلفة القصيرة والطويلة والغير منتظمة وكل خط فيها ستجده ليس ذو معنى أو دلالة محددة فى ذاته ولكن بتكاثفه وتشابكه وإمتزاجه مع غيره من الخطوط والمنحنيات أعطى تشكيل ذو معنى متمثلاً فى بورتريه لفتاة.
عندما كنت أخط مثل تلك الخطوط لم أكن أرسمها بشكل محسوب كما أمارس التخطيط فى حالة رسوماتى الهندسية ,ففى الرسم الهندسى يكون كل خط ومنحنى محدد القياس والإتجاه , بينما فى الفن التشكيلى لا تكون الخطوط محددة صارمة بقدر ماهو عمل تلقائى عفوى أعطى فى النهاية معنى , لذا يمكن القول أن الرسم التشكيلى يماثل خطوط الطبيعة من حيث العفوية والتلقائية الغير متعمدة بينما الخط الهندسى حالة نظامية إستخلصناها من طبيعة عشوائية , فكل الأمور المصاحبة لعملية الرسم الفنى تتم بدون أفكار وقوانين مُنظمة مُخططة صارمة , فأنا ألقى القلم أو الفرشاة على الورقة ليتحرك القلم والفرشاة فى يدى بتلقائية شديدة ليُنتج عدد هائل من الخطوط والمنحنيات المتشابكة , كل خط ومنحنى لا يشكل أى معنى أو قيمة دلالية في حد ذاته بل وحدة مجردة , ولكن مع تشابكه وتجاوره مع خطوط أخرى أعطى معنى وقيمة .

- نحن دائما ما نقع فى مستنقع المنتج النهائى لننبهر به ونحرق مئات المراحل إما لجهلنا أو لصعوبة تتبع تلك المراحل , فلو نظرنا لأول خط فى لوحة فنان سنجد أنه ليس بذات معنى لأنه الوحدة التجريدية البنائية الأولى ولكن مع ذوبان وتداخل هذا الخط مع خطوط أخرى كثيرة ومتنوعة أصبح للرسم تكوين منحناه إنطباع وإحساس ولو كان بأى تركيب كنا منحناه أيضا معنى لنصيغه كمفردة فى الوعى .. هكذا رؤيتنا للطبيعة ننبهر بتعقيدها لنحرق كل مراحل تكوينها كما ننبهر بلوحة الفنان ونتغاضى عن رسمه أول خط فيها بعشوائية .

- بإمتلاكى موهبة الرسم أتاحت لى القدرة على ترجمة أحاسيسى فى خط ولون ليكون الفن بالنسبة لى عشقى ووجدانى وفرحى وأحلامى وعالمى الخاص فمنه أدركت ذاتى وأدركت الحياة بعد أن صغتها فى خط ولون لأكتشف مع المزيد من التأمل أن الرسم يقدم لنا طريقة لفهم لغز الوجود والحياة , فمن تلقائية الخطوط فى الطبيعة ندرك أن العشوائية هى أصل الوجود بينما النظام جاء من إنتاجنا نحن لإيجاد صيغ نتعامل بها مع الطبيعة أى التحايل على إيجاد علاقات نظامية نعيش بها . فمن الصعوبة بمكان أن نتعايش على الدوام مع كل إحتمالات العشوائية .

- سر متعة العمل الفنى هو مداعبة العشوائية فى داخلنا كالمتعة التى نحظى عليها من لعب الكوتشينة والزهر والألعاب الإليكترونية كتعامل مع الصدفة لأقول أننا ننجذب للفن وتلك الألعاب لأنها تداعب عشوائية ومجهول ولا نظام , فبئس الحياة إذا كانت خطوات صارمة معلومة سلفاً .. من الرسم سندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان فالوجود عشوائى جاءت منه حياة , ليتصور الأحياء أنهم محور هذا الوجود وإعتناءه بينما هم خطوط وألوان تجمعت لترسم لوحة فهمناها أو بالأحرى كما نريد أن نفهمها .

- نحن نعيش فى وجود طبيعى غير عاقل لا يرسم الأشياء بإرادة ولا إعتناء ولا إهتمام ليصدر رسالة لنا أو حكمة ما للإقتداء , فنحن من نحاول أن نجمع المشاهد المتواجدة لنلصقها مع بعضها لنكون فكرة هى نتاج ماهو موجود فكل محتواها وجذورها من واقع مادى , لنتخيل وهماً بأن هناك رسالة وحكمة من ورائها .

- هناك رؤية تأملية لها مغزاها , فالبسيط لا يعنينا بينما التعقيد يثير فينا الإحساس ليعطينا هذا درس عن الوجود فى أن جوهر التكوين هو تشكيل عشوائى بسيط ليس ذو إعتناء ولكن العناية جاءت منا نحن فى بحثنا عن انطباع نسقطه على الشئ بعد تعقيده لنأرشفه كإحساس يعطى مفهوم .

- الرسم ليس هو تلك اللوحات الفنية لطبيعة أو بورتوريه فحسب بل لغة وفلسفة الحياة , فالكتابة مثلا عبارة عن خطوط عشوائية إتفقنا على رسمها ومنها نستطيع ان نقرأها كرسم , فلا يكون الحرف أو الكلمة بذات معنى بل بإتفاقنا على التعبير عن معنى لذا تتباين الكتابات واللغات فى رسم الحروف والكلمات ليبقى لكل جماعة بشرية إتفاق على مدلولات عند رسم حروفها .. الحروف المتشابكة ليس لها أى بناء أو تنظيم بل النظام والبناء جاء من البشر الذين اتفقوا على تشابك حروف عشوائية لتعطى لهم معنى ودلاله معينة فيمكن لأى انسان أن يشبك مجموعة مختلفة من الحروف , وهذا ما يحدث بالفعل من اختيار أسماء المعدات والأجهزة والماركات .. فهذا التشبيك العشوائى للرسومات نترجمه لدلالة ومعنى معين كشفرة بيننا لإدراك ماهيتها أى أننا تعايشنا مع الوجود العشوائي وأنتجنا منه ما نتصوره نظام , أى أن الإنسان أنتج من العشوائية أشكال وعلاقات يراها نظامية
.
- الرسم بالتنقيط نموذج يمكن من خلاله إدراك أن المشاهد العشوائية التى بلا معنى ليمكن أن نخلق لها معنى من ذواتنا , فالصورة المرفقة لو تأملناها سنجد عدد كبير من النقط لا يوجد بالطبع أى معنى لأى نقطة فيها ولكن من تكاثف النقاط أعطت لنا فى النهاية صورة "يد" , لنقول أن الطبيعة عندما نحلل صورها فسنحظى على عدد هائل من الخطوط ليكون كل خط بمثابة مجموعة نقاط كما فى هذا الشكل لنعطى له إحساس ومعنى.
http://www.alfalq.net/upload/uploads/13239327875.jpg

- نرجع ثانية إلى الخط فمن خلال الصورة المرفقة التالية تعمدت أن أقدم فيها شكل تجريدى لفتاة لتحتوى الصورة على عدد قليل من الخطوط لأبين أن أى خط لو تأملته منفرداً فلن تجد له أى معنى فهو خط عشوائى فى مفرده ولكن عندما تتجمع الخطوط فسيتولد تشكيل ذو معنى , وهذا المعنى جاء من تقييمنا نحن , فالرسمه قريبة من وعينا التجريدى لصورة إمرأة .
http://artdosug.ru/wp-content/uploads/2010/02/54292609_l575w.jpg

- وعينا هو إحساسنا بالخطوط , فلا يوجد وعى بدون إحساس , فمن الإحساس بالخطوط والألوان نُكون إنطباعات ويكون تقاربنا كبشر فى التذوق والتقييم والاحساس بحُكم تقارب التكوين البيولوجى والنفسى والتجارب والخبرات البشرية ولنلاحظ أننا يمكن أن نتقارب ولكن يستحيل أن نتطابق ليظل مفتاح وعينا هو إحساسنا بالخط واللون ودرجة تفاعلنا معه أى مدى فاعلية الإحساس وقوته , ومن هنا يتكون الوعى بترميز هذا الإحساس الذى جاء من إنطباع مُختلق من خطوط عشوائية لتدخل كشفرة فى نظام , ويجدر الإشارة أن القول بالإحساس ليس مقتصراً على التفاعلات القوية الفجة كالإحساس بالخوف والبرودة والسخونة وما شابه بل من تلك النمنمات الكثيرة من التفاعلات الحسية الكيميائية مع الأشياء التى نتحسسها ولا نستطيع صياغتها فى مفردات لغوية كون الإحساس يسبق اللغة , فالإحساس بلوحة تشكيلية أو معزوفة موسيقية يختلف تماماً عن نوعية الإحساس بالعمل المسرحى , فالرسم شأنه شأن الموسيقى عالم آخر من الاحاسيس بكل نمنماتها ليعجز المرء التعبير عنها سوى أن يستحسن فى المجمل أو يستقبح , فاللغة تتضاءل أمام الإحساس فهى تحاول أن تقترب وتعبر فقط .

- يستحيل أن تتطابق لوحة فنية مع أخرى لذا نقول أن هذه نسخة مُزيفة ومُقلدة من العمل الفنى الأصلى .. بل أؤكد أن الفنان الأصلى كليوناردو دافنشى مثلاً لو أراد ان يرسم الموناليزا مرة ثانية فيستحيل أن يرسم نفس اللوحة بصورة كربونية مهما توخى الدقة.! .. لا توجد لوحة تشبه أخرى حتى لو حاولنا أن ننسخها بدقة ومهارة , لأن أى لوحة تعبير وإحساس عن لحظة عصبية مادية مُحددة مُتأثرة بكل الأبعاد من زمان ومكان , لذا يستحيل أن يتواجد فى الطبيعة مشهدان متطابقان ولا لونان متطابقان لأنه لا يوجد تناسخ للحظات الزمانية والمكانية , لذا نكون مخطئين لو قلنا أن هذا المنظر أو اللوحة تتطابق مع مشهد أخر , فلو أمعنا النظر والتدقيق فيستحيل أن نعثر على التطابق بل يجوز التشابه فقط , فنحن كبشر لا تكون نظرتنا لأى مشهد من خلال عملية تدقيق صارمة بل نأخذ بالمتشابهات , فلا توجد ثمرة تفاح تتطابق مع ثمرة تفاح بالوجود سواء بالماضى أو الحاضر أو المستقبل , فالماء لا يجرى فى النهر مرتين وعليه فإن الوجود سرمدى فلا توجد فيه صورة فارقة . التطابق كلمة ليس لها وجود ولا واقع .!

- لا تتطابق رؤية الأشياء فى داخلنا فلا يوجد إنسان يرى المشهد كما يراه غيره , فالرؤية هنا تمتزج بإنطباع وإحساس وموقف وظرف زمكانى لتتباين بالضرورة من إنسان لآخر بل داخل الإنسان ذاته , لذا يستحيل أن تتطابق رؤيتان ومن هنا نقول أن لكل منا رؤية خاصة به بل الرؤية الخاصة تتباين مع الزمن ويمكن تلمس هذا فى الرسام الذى يرسم موديل لتجد رسمه مختلفاً عن زملاءه بالرغم أن الموديل واحدة بل لو رسم هذا الفنان الموديل عدة مرات فستتابين فى كل مرة , وهذا يلقى بظلاله على وهم فكرة الحقيقة فلا يوجد شئ إسمه حقيقة بل هى زوايا للرؤى لكل إنسان , ومن هنا يمكن إدراك وهم الإله ليبقى كفكرة تتباين لدى البشر على مر الزمن والمكان بل يمكن أن نؤكد أن كل إنسان ذو رؤية خاصة عن الإله .!

- أتذكر تلك الفترة التى نصحنى مدرس الرسم أن أقلد اللوحات الفنية العالمية وأنسخها بدقة لأدرك ما يُعنيه بهذه النصيحة وهو التعلم من خلال التشبع بالأداء اللونى والخطى والظلال لهؤلاء العظماء ولكنه بالفعل كان عملا سخيفاً مضنياً فأنا أقلد الخطوط والألوان بكل دقة وصرامة لأتبع نفس ميل الخط وإنحرافه وتعرجاته متقيداً بنفس درجة الألوان لأقول فى ذاتى هل الرسام رسم لوحته بتلك الصرامة التى تشبه الخطوط الهندسية أم أن الفرشاة كانت حرة فى يده .
عندما أرسم بحرية لأدع الفرشاة تتحرك بإنسيابية وعفوية دون أن تتوجس خطواتها أدركت جماليات الفن فهو ليس كاميرا ترصد , فالخطوط والألوان تنساب لتغزل عمل فنى رائع بتلقائية وعفوية وعشوائية .. هذا المثال أطرحه بغية إسقاطه على الطبيعة فنحن نندهش بشدة لمدى التعقيد فى الطبيعة ونقول كيف تم ترتيب هذه الجزيئات بتلك البراعة وكيف تم إنجاز هذا المشهد الطبيعى المعقد والجميل بكل تنوعات خطوطه وتعرجاته لأرى أن الطبيعة مثل الرسام الأصلى الذى يرسم بتلقائية وعفوية شديدة بينما الرسام المُقلد يرهق ذاته فى تقليد إنحراف الخط وتعرجاته مرتباً الألوان كما هى , بينما المُبدع رسمها بعفوية بدون هذه الصرامة , ولا أعنى هنا أن وراء الطبيعة مُبدع , فالإبداع معنى وتقييم إنسانى حصري مُختلق ,,من هنا نقول أن ما نتصوره معقداً ومتعمداً هو غير ذلك فهو عفوى عشوائى لا يحتاج لتعقيد فى إنجازه ولكن كوننا نريده منظماً ذو غاية تصورنا أن إنحراف الخط وتعرجاته ذو معنى وحكمة وتعمد من الرسام .

- أتيح لى ممارسة شئ طريف , وهى القدرة على رسم لوحة منشأها شخبطة ليس لها معنى فقد كنت أسمح لأحد رفاقى أن يخربش على صفحة بيضاء أى شخبطة إرتجالية ثم أقوم بتكوين رسم على هذه الشخبطة بأن أضيف إليها من خيالى خطوط ولا ألغى أى خط من شخبطة زميلى أو أمحي أى جزء منها لأعطى فى النهاية رسم له معنى لا تظهر فيه الشخبطة فقد ذابت فى العمل الفنى وأصبحت جزء منه .. هذا المثال له معنى كبير فى فهم الوجود , فالوجود شخبطة بلا معنى لتكون وظيفة عقولنا هى إدماج شخبطات لإيجاد معنى لها , فالشخبطة الأولى حاضرة مثل رسم زميلى ليست بذات معنى لندمج شخابيط أخرى عليها ليتكون مشهد نعطى له معنى , فلو نظرت لأى مشهد وجودى فى مفرداته الصغيرة الأولية فلن تجد له أى معنى لتكون علاقتنا بالوجود هى محاولة إيجاد معانى لشخابيط وجودية مركبة ليتهور البعض ليتوهم أن لشخبطته جدوى وغاية .!

- الحياة كالألوان نمارس إسقاط مجموعة مختلفة من الألوان على ورقة بيضاء , ولكن ليس هناك معنى لأى لون فى ذاته فلا يوجد أى معنى لأى لون إلا ما نسقطه عليه نحن من إحساسنا , كما لا يوجد معنى للون بدون وجود ألوان أخرى فنحن لن ندرك اللون إلا بوجود ألوان أخرى ليتكون الإحساس والإنطباع بل قل الحياة , فتستحيل الحياة مع لون واحد فهذا يعنى أن سبورة الوعى فضاء من لون واحد فيستحيل ان تتكون صورة او مشهد.

- أن نقول أننا نحب اللون الأحمر أو الأخضر ألخ فهذا لأننا ربطنا اللون بإحتياج ورغبات ترسبت داخل أعماقنا فى اللاوعى فيكون حبنا للون الأحمر مثلا لأننا نجده فى التفاحة ذات المذاق اللذيذ , والأصفر لإرتباطه بحرارة الشمس والدفء , والأبيض لأنه حليب وهكذا , وهذا يعنى أن اللون ليس جميل أو قبيح فى ذاته بل بما نسقطه عليه من إنطباع ومن هنا ندرك أن المادة تسبق الوعى ليكون وظيفة الوعى إيجاد إنطباع وأرشفة للمادة .
أن تلون لأنك تسعد بمداعبة أحاسيسك وكفى , فهكذا هى الحياة أن تمارس مزج ألوان مع بعضها فتسعد بهذا المزج . لذا نحن من نمارس خلق معنى من مجموعة ألوان حتى يمكن قبول الحياة والتعايش فيها ولكن تذكر إنك من وضعت المعنى على الألوان.

- الفنان لا يرى الأشياء كما هى بل يضع إحساسه وإنطباعه على كل خط ولون , لذا نستطيع أن نفهم الحياة من خلال الفنان , كما فى داخل كل منا بلا إستثناء رؤية فنان ولكن المهارات نسبية بالطبع .. فنحن نسقط إنطباعاتنا وأحاسيسنا على الأشياء لتعطى معنى ورؤية فلا نعرف العيش فى الحياة كعدسة كاميرا , ولكن فلنتذكر أن الإنطباع والإحساس تكون من وجود مكونات مادية مُستقلة عنا وأن الأشياء ليست ذات كينونة مستقلة .. لكن قد يقول قائل أننا نتفق كثيراً على تقييم الأشياء وهذا صحيح لأننا بشر متشابهون فى تجاربنا وتكويننا البيولوجى والنفسى وجيناتنا وقدرتنا على تصدير مدراكنا وأحاسيسنا .

- لا أعتقد بفكرة أن العمل الفنى التشكيلى يبرز قصة أو رسالة أو معنى معنوى فلندع هذا لأصحاب الشعر والتمثيل , فالتشكيل بالألوان معزوفة حسية ذات خصوصية بلغة الألوان فقط , لتكون العلاقة بين المُتلقى والعمل الفنى فى جوهرها علاقة تفاعل ولغة إحساس وإنطباع من نوعية خاصة يتم فيها إحساس المتلقى بتذوق الألوان والخطوط بالعمل الفنى وفق حصيلة هائلة من تاريخ مخزونه التفاعلى مع الطبيعة لتتكون إشارات وخبرات وأحاسيس بالخط واللون .

- وأنا احتسى قهوتى سقطت قطرة من القهوة على أرضية البلاط السيراميك لأدوس عليها بدون أن أفطن ثم ألحظها فى اليوم التالى فأجد قطرة القهوة الجافة ترتسم على شكل وجه فتاة يابانية ذات ملامح أسيوية بزى الشادو.. شئ غريب وطريف ولكنه يعطى إطلالة رائعة لفهم الحياة والوجود .
الصور بالحياة بلا معنى فنحن من نعطيها المعنى من إنطباعاتنا ثم نخزن كل صورة بإنطباع كى يمكن أن نأرشفها فى الدماغ فنحن لسنا آلة تصوير تلتقط الصور وتكتفى بل ترفق مع كل صورة إنطباع حتى ولو كان بسيطاً أو غير مُدرك بشكل واع .
منظر الفتاة اليابانية على أرضية البلاط السيراميك كان يمكن أن تكون بلا أى معنى لو أننى لا أحمل فى ذهنى صور سابقة لملامح الفتيات اليابانيات , وقد لا يرى البعض نفس إنطباعى الذى فكرت فيه إما لعدم التدقيق أو إختلاف زاوية رؤيته عن رؤيتى او لا يوجد فى ذهنه صور سابقة لملامح فتاة يابانية .
أشير لزوجتى إلى ملامح الفتاة اليابانية المتشكلة من قطرة القهوة الجافة وأشير لها بخطوطها , فهكذا تنتقل أفكارنا بتصورات وانطباعات وإحساس من خلال رسومات نحاول أن نرسلها للآخرين بالتعاطى مع الخطوط .. كما تعنى قطرة القهوة التى تشكلت فى عشوائيتها لتعطينى ملامح فتاة يابانية , فهذا يمنحنا فهم أن الصور فى الحياة غير مُتعمدة وعشوائية بل نحن من نشفر الصور ونسقط عليها إنطباعاتنا.

- صورة الفتاة اليابانية التى تخيلتها من قطرة القهوة التى سقطت على الأرض تكون إمتداد لرؤى سابقة كنت أتخيلها دوماً فى الغيوم لأخرج برسم من تشكيلات الغيوم فيخيل لى منظر جانبى (بروفيل) لوجه رجل أو إنسان يمشى مثل الصورتان المرفقتان وهذا مثال قوى على أن الصور فى الطبيعة عشوائية ونحن من نسقط عليها إنطباعاتنا وفق حصيلة ما فى أدمغتنا من مخزون صور , وبالطبع لو لم توجد صورة سابقة فى الدماغ ما كان لنا ان نتلمس شئ فى مشهد الغيوم أى أن الصور المادية تسبق وعينا وتشكله أيضا .
http://images.alwatanvoice.com/news/0778727121/1.jpg
http://www.farfesh.com/pic_server/articles_images/2013/10/09/560_man.png
من الأهمية بمكان إدراك أننا نسقط خبراتنا وصورنا على الأشياء لنتصورها وكلما كانت الخطوط معتادة قريبة من خيالاتنا ومخزون خبراتنا السابقة إستدلينا عليها بسهولة , ولكن هذا ليس شرطاً فهناك قدرة للإنسان على تركيب الصور من سعة خياله فيمكن أن أتصور أشياء من الخطوط لا تتوفر لغيرى كهذه الصور .. فمثل هذه الصور يمكن تخيل ملامح إنسان فى الغيوم من خلال إستخلاص مفردة وجه وما شابه . وهذا الخيال بالرغم أنه تهيؤات وتقديرات فخطوطه من واقع مادى .
من هنا أتصور أن فكرة الإله القابع في السماء حصراً من تخيل اشكال في الغيوم من تصور خيالي, فيستحيل وجود فكرة بدون صور مادية تستمد كل مكوناتها من الطبيعة التى لا ندرك غيرها .

- لا يعرف الوعى الإنسانى العيش فى الحياة بدون أن يخلق روابط بين الأشياء , فالحياة بالنسبة لنا هى قدرتنا على تجميع الصور بصورة منطقية أو خيالية لخلق مفهوم نتعاطى به فننتج الصور الخيالية الغير موجودة بالواقع من صنع تركيبات لصور , فيمكن أن نلصق صور مختلفة مع بعضها لننتج أفكار مثل عروس البحر , فلن يكلفنا الأمر شيئاً سوى لصق جذع وذيل سمكه مع رأس وصدر إمرأة .. الحصان الطائر لا يحتاج أكثر من جناحين نلصقهما بجانبيه , وليس معنى هذا بالطبع أن ما لا وجود له صار ذو وجود فهى أفكار وصور خيالية من صنع الخيال , ليأتى الحمقى ويقولون لك إثبت لنا أن الحصان المجنح غير موجود !.. العملية الإيمانية أنتجت صورها الخيالية وألصقتها ببعضها ولكن مشكلتها تصديق ما أنتجته لتصل أنها تعتبرها وجوداً ولا بأس من تحريك الصور الخيالية لتنتج سيناريوهات وأساطير تجعلها تغضب وتثور وتنتقم .!

- الطبيعة تنتج بعشوائيتها مليارات المناظر التى تتكون من خطوط ومنحنيات تشكل مليارات المناظر التى نراها والتى لا تتطابق مع بعضها ولكن هناك فرق بين لوحة الفنان ولوح الطبيعة .. فلوحة الطبيعة هى المعلم الأول والوحيد والمُنفرد والمُتفرد الذى يعلمنا الخط واللون والوعى , ومنها تكون مهمة الفنان أن يحاكيها ويمتصها ليخرج بخطوط وألوان جديدة هى من وحي الطبيعة أيضاً مضافاً لها حسه ومعانيه وانطباعه الذاتى التى هى صياغة لتشكيلات الخطوط الألوان بإحساس خاص تم فى الداخل , أى أنه يستلهم من الطبيعة علبة الألوان لينتج رسوماته الخاصة عن الطبيعة .

- من خلال تأمل الخط واللون نستطيع أن نفهم وجودنا .. فالدنيا خطوط وألوان ولايوجد من خطها ولونها وظللها .. ندرك أن من العشوائية والفوضى يأتى منها نظام .. لنتحسس وجودنا وندرك أبعادنا بعد أن نتعرى من هذا الغرور الغريب والأنا الغريبة التى تصور لنا أننا محور الكون وكل الأمور قد تم ترتبها بعناية من أجل سواد عيوننا بينما نحن نعيش وجود غير معتنى ولا مهتم , وأن نظرتنا الذاتيه هى التى تتخيل وتتوهم ولكن الوجود غير معنى برؤيتنا ولن يحاسبنا على أوهامنا , فالوجود غير واعى ولا عاقل ولا مريد .

- الانسان ادرك وأحس بالنهايات والأطراف لأتصور أن فكرة الخط المغلق عبرت عن قدرات ذهنه التى لا تتصور الخطوط المفتوحة اللانهائية , فخلق آلهته من خلال خطوط محددة ومغلقة فلا يستثنى من ذلك معتقد أو دين عن آخر حتى لو إدعى أى معتقد بمقولة إله غير محدود الأطراف وصاحب خطوط ممتدة فهذه سفسطة لغة فلابد أن تجد فى التراث محدوديات للخطوط لتتفاوت الأديان فى تحديد نمنمات الصورة فمنها ما يغرق فى الخطوط المغلقة والالوان ومنها ما يقلل هذه الخطوط والمساحات اللونية .لذا يمكن القول أن المعتقد الذى أسرف فى الخطوط والألوان والنمنمات الكثيرة هو المعتقد الذى حظى على قبول أكثر من البشر حتى لو كان محملا بثقل فرضيات وخرافات كثيرة .

- الحياة هى وعى إرتجالى عفوى بخط ولون فى عشوائية خطوط أدخلناها فى علاقات نظامية لنستوعب الحياة فنحن لا نعرف العيش فى خطوط مفتوحة بلا نهايات ,وهذه الخطوط والألوان لا تكون شئ جميل بقدر أنها كينونة الحياة ومحاولة للتناغم مع الوجود من عشوائية خطوط خلقنا منها معنى لوجودنا .

- فى الختام أعتبر نفسى مخطئاً فى طفولتى عنددما كنت أتصور أن الرسم بدون ممحاة هو قمة التطور والكفاءة , بينما الحقيقة أن روعة الحياة أن تستخدم ممحاة لتزيل خطوط غير دقيقة لتحل مكانها خطوط دقيقة وهكذا طوال عمرك , فهكذا تستخدم الطبيعة الممحاة أيضا من خلال التطور , ومن هنا ندرك غباء فكرة الثوابت والأيدبوجيات والمعتقدات الدوغمائية .

دمتم بخير وعذرا على الإطالة وليبقي هناك اجزاء أخرى في فلسفة الرسم .
في البدء كان الرسم وكان الرسم من الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكون يعود إلى صناعة رياضيّة موسيقيّة الجوهر
ليندا كبرييل ( 2023 / 3 / 1 - 15:51 )
الأستاذ سامي لبيب المحترم
تحية طيبة

مقالك اليوم في الفن وقد وردت فيه أفكار عميقة
الفنانة اليابانية العالمية(يايوي كوساما) التي أصبحت معروفة ب(ملكة التنقيط) مسيرتها الفنية مدهشة وما زالت تمارس الرسم وقد تجاوزت التسعين من عمرها
تفضل هذا الرابط
الفنانة اليابانية كوساما تدهش مواطني الولايات المتحدة وكندا
https://share.america.gov/ar/japanese-artist-kusama-wows-washington/

شخصيا أعتقد أنه قبل الهيدروجين وقبل أي شيء آخر بدأ الوجود بحركة، عندما تمخّضت الزيتونة فولدتْ كواكب ونجوما، زلازل وجبالا، وبراكين ووديانا
قد رافق هذه الحركة صوت هائل دون شك
الحركة في بدئها كانت قفزا بين الأشجار وجريا وراء الحيوانات للاصطياد، ثم تطورت رياضياً لتصبح أوليمبيك وكأس العالم
والصوت في بدئه كان تقليدا لأصوات الحيوانات، ثم تطور موسيقيا ليصبح سيمفونيات ومقامات
كل ما في الكون يعود إلى صناعة رياضيّة موسيقيّة الجوهر

يوما سعيدا
تقديري


2 - الفنون كما تمنحنا الجمال فهي تلهمنا فهم الحياة
سامى لبيب ( 2023 / 3 / 2 - 14:45 )
ممنون استاذة ليندا على حضورك وتقديرك وإضافاتك.
قد يكون مقالي يتناول فلسفة الرسم كونها تعطينا تفسيرا للغز الحياة وهي كذلك كما اوضحت كذا في الأجزاء المقبلة.
أتصور أن حضرتك تلمستي مدى عشقي للفن التشكيلي لأضيف مدى ندمي وحسرتي على إهمال موهبتي والإستسلام لضغوط أبي بالإنصراف عن دراسة الفن وإمتهانه مفضلا دراستى الهندسية لأرضخ وأستسلم لذلك وأحمل إرث ندمي لذا أفكر جديا في إعتزال الكتابة وإشباع نهمي بالفن النشيكلي ولكن هذا القرار صعبا وعسيرا.
الطبيعة هي التى ألهمتنا الرسم والموسيقى من قانون الحركة كما أشرتي حضرتك ومنها نحس بالحياة كما منها تلهمنا أن نفهم الحياة بدون أوهام وخرافات.
رغم ان الرسم والموسيقى يعتني بالخيال والجمال ليسبح المرء في عالم ساحر جميل إلا أن الفنون لا تقيم توبيا وأصنام للخيال والجمال فهي تجعلنا نستمتع بالجمال وكفى,وعلينا أن ندخل في دهاليز الفنون لنتأمل أسرارها وكيف هي تعبير عن أحلامنا وخيالنا ورومانسيتنا فيدون هذا لن يكون للحياة معنى.
صدقا لاتكون قضيتي الإلحاح على العشوائية ولكن تأملاتي تقود لذلك لذا سأحاول سردها وإن كنت أأمل الإنصراف وإرواء عشقي بالفن التشكيلي.
تقديري لشخصك


3 - الى سامي لبيب
nasha ( 2023 / 3 / 3 - 00:36 )
موضوعك هذه المرة يخلو من التكبر والتأله ،ومن الحكم على آراء الناس المختلفين عنك في طريقة التفكير، ووجهة النظر حول الوجود والحياة وهذا شيئ حسن.

ولذلك انت حر في ما تعتقد ، لا احد يستطيع ان يلومك على عالمك الداخلي الخاص بك وحدك دوناً عن كل البشر، هذه حرية مصانة لا يستطيع احد ان يغيرها داخلك لانها ملكك ، حتى لو ارهبك او سجنك او قتلك من يملك السلطة عليك ، ايا كان صاحب السلطة ابتداءً بالسلطة في داخل العائلة او السلطات المتحكمة بالمجتمع وبالدولة ككل.

اما علميا وفلسفياً فعنوان مقالك غير دقيق تقول فيه:
في البدء كان الرسم وكان الرسم من الإنسان
اولا البدء هو بدء حياتك انت وليس بدء الوجود
ثانيا الرسم هو هو الكلمة (الفكر ) اوالروحية لا فرق.
ثالثا الفكر صادر من جسد الانسان المادي وهذا صحيح ، ولكن الفكر ليس مادة

وهذا هو بيت القصيد! من اين يأتي الفكر؟
هذا هو اللغز المبهم الذي لا حل له علمياً تجريبياً.

التكنولوجيا تعجز عن انتاج الة تفكر وتكتب نظريات علمية او ادبية او فنية ، ولها احساس داخلي فردي مستقل.

!هذا هو سبب الايمان بجود اله (مصدرا للفكر) ، وليس خرافة اخترعها القدماء
شكرا على عدم التاله


4 - من اللذي حول بلد قبلة المسلمين لبلد دعارة علنية
المناويشي أبو بدريه ( 2023 / 3 / 3 - 06:06 )
أنا أتفق مع البعض أن الدعارة السرية كانت ولا زالت موجودة في بلد الحرمين الشريفين
والأسباب كثيرة ومختلفة ومنها الفقر
بس دعارة علنية ومنهج رسمي اليوم ومن ابن سلمان شخصيا مدعوم
فلماذا ؟ ومن الذي له مصلحة بعلنية الدعارة وفي بلد التوحيد والشريعة؟


5 - أقدر ما يقوم به ابن سلمان لتحديث ورقي السعودية
سامى لبيب ( 2023 / 3 / 3 - 15:31 )
الأخ المناويشي أبو بدريه
رغم ان مداخلتك بعيدة تماما عن محتوى المقال إلا أنك أردت التعبير عما يشغلك فليكن لك هذا.
أتصور أنك كنت حاضرا في مقالي السابق بمعرف مختلف ولكن بنفس المضمون فهذه قضيتك فأنت مستاء من الحداثة والمدنية التى يقودها ابن سلمان.
بداية هناك قبول كبير من المجتمع السعودي من التحديث والمدنية وذلك بفتح المجال أمام الفنون والآداب وتحجيم دور المؤسسة الدينية الوهابية فلما يكون إستياءك؟
واضح أنك تنتمي للفكر الوهابي الذي يتراجع فى السعودية مقايل الحداثة والمدنية التى تجد حضور كبير.
للتنفير من حركة الحاثة والمدنية والفنون تلجأ للتشهير والتقبيح المعتاد من اصحاب الفكر الديني فهناك دعارة علنية في بلد التوحيد والشريعة , فما هذا الكلام فهل توجد بيوت دعارة مرخصة من الحكومة وهل من السهل إصطياد العاهرات وإعتلائهن فلماذا تقبح مجتمعك بهذه الصورة هل لرفضك من إحياء القنون والترفيه بعد عهود من الإنغلاق.
أنا أحترم وأقدر ما يقوم به ابن سلمان لجعل المجتمع السعودي اكثر انفتاحا ورقبا ومدنية.


6 - الدعارة صارت حداثة
ملقوف لقافة ( 2023 / 3 / 3 - 19:03 )
عجبي


7 - الدعارة ومبس والصهاينة خط أحمر في الموقع
داغر العصيمي ( 2023 / 3 / 4 - 03:33 )
غريبة


8 - سامي لبيب والمرأة والفتنة؟
داغر العصيمي ( 2023 / 3 / 4 - 03:46 )
-;- عن النبي ﷺ-;- قال: إن الدنيا حلوة خَضِرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ،رواه مسلم


9 - شكرا الحذف فتح أعيننا على الحقيقة
داغر العصيمي ( 2023 / 3 / 4 - 03:48 )
ميرسيه أوي لأنك يا سامي حذفت التعليقات بس عرفناها من العنوان


10 - النبي حذر من أول فتنة لليهود
ملقوف لقافة ( 2023 / 3 / 4 - 09:04 )
حركة حلوة من الموقع حذف التعليق
التسلسل 10
وترك العنوان
هههههه مفلس هالموقع


11 - فتاوى الحاخامات في استغلال الجنس والمجندات
ملقوف لقافة ( 2023 / 3 / 4 - 09:08 )
اليهوديات في التجسس عن طريق الجنس
جميع زعماء العرب اللي عاشروا وزيرة خارجية الكيان الصهيوني السابقة تمت بفتوى حاخامية وتم تصويرهم؟


12 - أين بيوت الدعارة بالسعودية..انها شوية موسيقى وكفى
سامى لبيب ( 2023 / 3 / 4 - 15:38 )
تحياتي للجميع إذا كانوا عدة ولم يكونوا معرف واحد
بداية جميع المداخلات خارج الموضوع لذا كنت أتمنى ان أجد نقدا وفكرا يتناول محتوبات المقال.
ثانيا:تعتنون بالتحديث قى السعودية وهذا حقكم في طرح ما يشغلكم وليكن لكم هذا شريطة أن أحصل على مداخلات موضوعية وليست تلغرافية تهجمية تهكمية بل تبينوا نقدكم الموضوعي لما ينتهجوا ابن سلمان.
ثالثا:انا لم أحذف اى مداخلات فلتنظروا للتحكم وهذا لا ينفي أنني كنت أحذف المداخلات المسيئة السبابة سابقا ولكني إنصرفت عن هذا وأقبل كل المداخلات المسيئة المتهافتة من منطلق فضح أصاحبها أمام القراء وتبيان مدى تخلفهم وبذائتهم.
رابعا:لسنا هنا لتسجيل مواقف سياسية وكفي فإذا كان هناك توقف ونقد فليتم طرحه موضوعيا والإجابة على ما أثيره كقصة دعارة علنية في بلد التوحيد والشريعة فلتذكروا لنا بيوت الدعارة المرخصة والملاهي الليلية بالسعودية كذا التنازل عن الشريعة بقوانين مدتية.
خامسا:هل لكم مواقف من الحفلات الفنية الترفيهية بالسعودية وماذا كان موقفكم من حفلات محمد عبده وآخرين.
سادسا:هل نسيتم حجم الكبت في السعودية التى تدفع السعودي للإرتماء في مواخير مصر ولبنان.
هناك إرتقاء بالسعودية


13 - العالم الان
على سالم ( 2023 / 3 / 4 - 18:57 )
اهلا استاذ سامى وموضوع متميز عن الرسم ودنيا الرسم الساحر , دعنى انحرف قليلا عن الموضوع واقول ان العالم الان يعيش وقت صعب ومؤلم فى ظل الحرب الاوكرانيه وكوفيد19 والاثار الاقتصاديه الناجمه من صعوبه الامن الغذائى والصحى ومتطلبات الحياه الاخرى للشعوب الجائعه , العالم يعانى الان من ظاهره خطيره الا وهى الهجره الغير شرعيه العالميه واصبحت ناقوص ينذر بالخطر , منذ حوالى اسبوع تحطمت سفينه بدائيه على حدود ايطاليا وكلها مهاجرين غير شرعيين وتم غرق مايقرب المائه وتم انقاذ العشرات منهم , كلهم كانوا من دول فقيره مثل افغانستان وايران وباكستان والصومال , الغريب كان من ضمن الغرقى مهاجره باكستانيه مشهوره فى عالم الرياضه , كل فرد منهم دفع للمهربين مبلغ ثمانيه الاف يورو ؟ ؟ هنا ايضا فى الولايات المتحده تم رصد هجوم كاسح من الصينيين الغير شرعيين يريدوا اختراق الحدود المكسيكيه الامريكيه بزياده اكثر من سبعمائه فى المائه عما كانت عليه ؟ وتجدهم ايضا فى الحدود الشماليه الكنديه يفعلوا المستحيل من اجل النزوح لااميركا والهروب فيها , اننى اتساءل مالذى يحدث وماهى نتائجه على الاستقرار العالمى


14 - اضمن لنا النشر والشباب يتفاعلون معك
طارق باب ( 2023 / 3 / 5 - 08:17 )
يا أستاذ سامي لبيب
لكن كيف الكاتب نفسه والذي منع عنه الموقع وصول الاميلات والتعليقات تبع مقالاته كما كان وضعه سابقا
حيضمن نشر تعليقات القراء


15 - أستاذ سامي لبيب
طارق باب ( 2023 / 3 / 5 - 08:31 )
أستاذ سامي لبيب
جميع ما تم نشره ويتم نشره لاحقاً في صفحة البرفيسور أفنان القاسم على الفيس بوك
تم منع نشره هنا في الحوار المتمدن

والسؤال لماذا؟
وكيف تتوقع عودة الجميع للتعليق مع القمع والمنع
يمكن لو قرأته تعرف السبب
صفحة البروف على الفيسبوك

https://m.facebook.com/profile.php?id=100052010434436


16 - ماعلاقة أفنان والمخططات الصهيونية الغربية بموضوعنا
سامى لبيب ( 2023 / 3 / 6 - 18:15 )
أهلا أستاذ طارق باب
للاسف حوارك مشتت ذو شطط فحضرتك إنصرفت تماما عن موضوع المقال الذي يتناول فلسفة الرسم والنظام والعشوائية لتوجه هجوما على ابن سلمان بإعتباره يؤسس لدعارة علنية حسب قولكم لأفدم مداخلة تدين هذا التهجم العشوائي مطالبا إثبات الدعارة العلنية في السعودية وما هو موقفكم الفكري السياسي تجاه سياسات المدنية والحداثةوالترفيه.
أجد حضرنك تنصرف عن هذا الحوار أيضا لتشط بعيدا معلنا إستياءك من الحوار المتمدن الذي يضيق على الاستاذ أفنان القاسم.
أنا أعرف افنان من زمن حضوري في الحوار فهو شخصية مثقفة ولا أعرف عن ماذا تثيره ولكن الحوار لايمنع ويضيق على نشر مقالات ومداخلات بدليل وجودك على صفحة الحوار وقبل كل هذا ما علاقة افنان القاسم بما تثيره عن هجوم على ابن سلمان.
تشط بعيدا أيضا لتتناول المخططات الصهيونية الغربية في المنطقة لأقول هناك بالفعل آمال للغرب وإسرائيل في المنطقة ولكن لا ألف إسرائيل وامريكا قادرة على تنفيذ شئ فالأمور تتم من ثقافة إقصائية عدائية رافضة للآخر لتكون الفتنة بيد المسلمين انفسهم لتجني اسرائيل وأمريكا ثمار هذا التناحر.
ختاما ما علاقة المخططات الصهيونية الأمريكية بموضوعنا!


17 - الحرية والأمان ينتج خبز ورفاهية
سامى لبيب ( 2023 / 3 / 7 - 13:12 )
أهلا أستاذ علي سالم
بالفعل أنا حزين من إنصراف الزملاء عن تناول موضوعي عن فلسفة الرسم والنظام العشوائية,,قد يكون رأيك صائبا من إنصراف المعلقين الخوض في المواضيع الفلسفية ولكني أصيغ افكاري بشكل سلسل من خلال تاملات وتحليل مشاهد بعيدا عن التعاطي مع العبارات الفلسفية الأكاديمية.
دوما تكون مهموما بمشاهد إنسانية تكتسي بالقسوة والظلم والتعسف وهذا يدل على إنسانيتك المرهفة وأن قلمك للإنسان.
مشهد ودراما المهاجرين لدول الغرب وما يعانونه من قسوة وخطورة جدير بالتوقف فنحن أمام بشر باحث عن لقمة عيش نظيفة وهذا حقهم فليس ذنبهم أنهم ولدوا في بلاد فقيرة متخلفة.
التراجديديا في هذا المشهد أن الساعين للهجرة يقدموا أنفسهم كعبيد والسيد الغربي لا يقبل بعبوديتهم.
نحن أمام مشهد شديد القسوة والوحشية الإنسانية ولابد من حلول جذرية تعتني بتنمية حقيقة للبلدان الفقيرة ولا تكتفي الأموربتقديم مساعدات وهبات بل بخطط تنموية منظمة وحازمة وذات مراقبة جادة حتي لا تذهب المساعدات الإقتصادية في جيوب المفسدين كما يجب أن يمارس الفرب ضغوطات على الانظمة الديكتاتورية فمنشا الفقر هو غياب الحريات والديمقراطية فالحرية والأمان ينتج خبز.

اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب