الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعوة للاصلاح ذريعة للتسقيط قبل السقوط!!

عدنان سلمان النصيري

2023 / 3 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالرغم من أن العهد القديم كان أشبه بالبِكْر في أفكاره المكتوبة، التي اعتقد بها البشر يوم ذاك وعلى مقدار طبيعة أميتهم وجهلهم وتصورهم لطريقة ميكانيكية الكون والخلق، فإنهم أخذوا يبتدعون ويطورون من خلال مجموعة كتبتهم الكثير من الميثولوجيات الأخرى التي سبقتهم، وأصبحت مصادرهم جاهزة برفع المجرور ونصب المرفوع وجر الساكن وتسكين المتحرك، حسب الأهواء والرغبات المستنضحة من المصالح والإلهام المتدفق من سعة الخيال والتصور اللا محدود، لتتناغم تطلعاتهم في نقل التصورات المكتشفة عبر سلسلة الأنبياء المتأخرين وانتهاءا بخاتم الرسل ، وليجعلوا الاعتقاد من حولهم، بأنهم الأرفع مع رموزهم إلى درجات عليا نحو السماء، والحصول على امتياز الهيمنة بسلطة أوسع، والتمتع بأولوية بركة الصلاحيات الممنوحة بالسيادة والتسيد.
ودائمًا ما كانت لهذه العلاقات المقدسة قوانين وطقوس تسترضى بالقربان والخرزة والطلسم، للتحول بفكرة الطموح والحذاقة والخداع والمناورة، قبل الإجهاز على الفكر الآخر بالضربة القاضية، والحصول على نتائج الاستقطاب بالعوامل المساعدة الأخرى، لتصبح الوسائل أكثر تأثيرًا بعزل النعاج عن فحول الخراف، ومن ثم الانفراد بالأكباش الناطحة والإجهاز عليها بتكسير قرونها، وبث التخويف والترهيب بالنفوس، لتركيع الفكر الآخر، ومن خلال حملة الترويج للقائد الهُمام نحو التنصيب على عرش السلطان الإلهي في الأرض، ولتتحول مهمته السياسية بقطع الحجة على كل من يمتلك طموحًا مماثلاً بالتسلق، والاتهام من اللحظة الأولى بتهمة الخروج من الدين أو الاعتقاد، وبمنازعة السماء بالكفر.
وعلى هذا الأساس من السياسة تم استدراج الاقوام إلى حقيقة ان الإصلاح لم يكن ثورة لتغيير الكثير من الاعتقادات التي جبلوا عليها، وإنما هو انقلاب يحمل مكاسب جديدة وحقوقًا بعد ان كانت مهضومة لبني الإنسان كعملية مدروسة بحذاقة للحصول على أكبر عدد من المؤيدين في عملية الاستقطاب، وبعد محاولة سحب البساط من تحت أقدام العقائد والأديان المنافسة.. وبعملية اجتثاث الأفكار المختلفة مرة واحدة، سيشكل عوائق وتأخير لن يصب بخدمتها، لأن الإنسان جُبِل على الموروث، وكل ما يعتقد به لن يتخلى عنه بسهولة بعد أن صار مترسخًا في عقله مثل مسمار قد اكله الصدأ وهو مغروز في لوح من الخشب يستحيل نزعه من دون ترك أثر وتشوهات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب