الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات متقاربة

عبد اللطيف بن سالم

2023 / 3 / 3
الادب والفن


من آثار الغربة:

إن المغترب إذا عاد إلى وطنه يوما وفيه إلى موطنه وجد نفسه مغتربا أكثر من الأول ، في اغتراب مزدوج فلا هو من الماضي القريب الذي عاد منه منذ مدة ولا هو من الماضي البعيد الذي عاد إليه منذ مدة وهكذا هو منبت عن كل جهة ، هذه هي حالة المغترب الذي يُطيل الغياب عن أهله وذويه وعن موطنه وعن وطنه الأصلي رغم أن الأوطان تكاد اليوم تتجمع في وطن واحد ( كثرة في واحد وواحد في كثرة ) وإنها لحالة غير مريحة حقا إذ كأنما هي حالة توقف للعقل عن النمو وضرورة البدء حالا بالانطلاق من جديد في محاولة للتكيف من جديد مع المحيط الجديد ولكن بأدوات قديمة يحاول باستمرار استبدالها ما استطاع بالأدوات الجديدة .

بين الفلسفة والدين :

هما خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا لذا فإنه لا فلسفة في الدين ولا دين في الفلسفة ولا يجمع بينهما أو يجعل منهما اثنين في واحد إلا من كان مريضا بالازدواجية في الشخصية أو متصفا بالحرباوية : التلون مع كل لون حتى وإن لم يكن به مقتنعا أو لم يكن فاهما لكل من الدين والفلسفة الفهم الحقيقي واللازم .

من أين لنا بالفكر هذا الذي نعيش به ؟

كل فكر في رأيي هو من وحي الواقع أي من وحي الطبيعة هذه التي نعيش بها ونعيش منها وبها وباعتبارها هي كل شيء في هذا الوجود القائم والذي إليه ننتمي ولا فكر أبدا من وحي " ما وراء هذه الطبيعة " إلا في الخيال العلمي كيفما كان لبعض الناس تصوره لأن الماوراء هذا هو اللاوجود واللاوجود عدم والعدم لا يعد بشيء ولا يمكن أن يكون موضوعا للتفكير مطلقا .

الأدب العربي من وجعة نظر اجتماعية :

يبدو أن الأدب العربي اليوم بكل صنوفه قد بدأ في تدهور متسارع ، أليس هذا الأمر هو انعكاس للواقع العربي المتردي في مختلف مجالاته منذ زمن ؟
لقد صارت الساحة العربية منذ مدة تفتقد تدريجيا إلى الفن الأصيل بكل أنواعه من أدب وشعر وفلسفة وغيرها من العلوم الإنسانية والفنية كأنما نحن قد صرنا نعيش فترة قحط وجفاف متواصل مطردة مع فترة القحط والجفاف المعيشة منذ مدة في طبيعتنا المناخية وكأنما الآداب والفنون ما هي إلا انعكاس للواقع الطبيعي المعيشي دائما .
لكن أفلا يّنذر هذا الوضع عالمنا العربيّ بالخطر الداهم ،خطر الانحلال الكامل والسقوط في مستنقع الرداءة والتفاهة ؟ وكأنما اللغة العربية قد صارت تحتضر ؟، وكأنما العرب اليوم قد صاروا لا يهمهم من الدنيا سوى الاستمرار في العيش كما اتفق بدون ذوق أو مبالاة بشيء آخر من الآداب والفنون الجميلة والثقافات المعمقة والفكر النيّر، وكأنما هم قد صاروا يسيرون إلى الوراء نحو الأيام الأول أيام البداوة الأولى المتصفة البشرية فيها بالتوحش والهمجية.وحينئذ يسهل على الطامعين فيهم من أية جهة أن يقبضوا عليهم ويلقوا بهم إلى التهلكة أو يقضوا عليهم بالكامل .
من مظاهر هذا التدهور أن قد صار الشعر نثرا والأدب صار وجيزا والموسيقى صارت تهريجا أو اكتفاء بما يطلق عليه " رابا " أو " رايا "أو أسماء أخر يريد البعض تنسيبها إلى الموسيقى أو تجديدا فيها وكأنما الذي نشاهد في الحقيقة هي أشلاء وبقايا جسم تآكلته الذئابـ ، ألسنا من زمان جسما ضخما تتناهشه الذئاب والكلاب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟