الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المرجعيات والمؤسسات الدينية .. في مستقبل الأسلام

يوسف يوسف

2023 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


* في هذا المقال المختصر ، سوف لن أناقش مصدر القرآن ، أو بأي لغة كتبت نصوصه الأولى ، أو بأمر من كتب .. ، ولكني سأناقش موضوع محدد ، وهو ما دور المرجعيات والمؤسسات الدينية الأسلامية / أضافة لفقهاء وشيوخ الأسلام لمستقبل هذا المعتقد ، وذلك من أجل أبراز صورة مقبولة للأسلام ، بخضم تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية .

* الأسلام كمعتقد ، ومنذ 14 قرنا لا زال عقائديا يتخبط في ذهنيات الماضي ، متشبذا بنصوص قرآنية ، أصبحت عبئا عليه ، منها ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29سورة التوبة ) و ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ / 33 سورة المائدة ) ، ومن الأحاديث النبوية الأشكالية ( عن ابن عمر : أن رسول الله قال : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / رواه البخاري ومسلم ) ، وغيرها الكثير من النصوص ، هذا العبأ لم ولن يضيف شيئا للأسلام الحالي / وأنما كان في زمانه ، يعتبر من بعض أدوات أنتشار الأسلام ، ولكن ذات العبأ حاليا ، ألصق بالأسلام الكثير من الشبهات وجعله محل أتهام وشك .

* من أجل منح الأسلام طابعا حضاريا متمدنا ، يتماشى مع التطورات المجتمعية و يتسق مع المدنية ، يجب على المؤسسات الدينية الأسلامية / أضافة لفقهاء وشيوخ الأسلام - أهل الربط والحل ، أن يفهموا مبدأ المواطنة ، ويجب أن يعلموا أن الجمع كله متساو بالحقوق والواجبات ، بغض النظر عن الأنتماء الديني ، وليس من طبقية أو فئوية أو عرقية .. فالكل أبناء هذا الوطن ، لذا يجب ألغاء مفهوم " أهل الذمة " و " الجزية " و " ألغاء الأخر " .. معا من الموروث الأسلامي ( أهل الذِّمة : وهم الذين رضُوا بالعيش والاستقرار معنا في بلاد المسلمين ، ورضوا بالشريعةِ والإسلام حاكِمًا وسيِّدًا ، ومِن ثَمَّ دانوا لحُكمه بالذلة والصَّغار ، ولا يتحقَّق لهم ذلك كما نقَل " ابنُ القيم " وغيره من أهل العلم في -"أحكام أهل الذمة-"، إلا أن يَدْفعوا الجزيةَ كاملةً عن يد ، ويرضوا بسيادةِ الدولة المسلِمة الحاكمة ، ولا يتعرَّضوا لأحد من أهل الإسلام بسوءٍ أو إيذاء أو قتْل ، أو التطاول ببناء الكنائس والمعابد في بلاد الإسلام ، وإلا بطلت ذِمَّتُهم .. / نقل بأختصار من موقع أهل الفوائد ) ، ألغاء هذه المفاهيم / وغيرها بذات الصدد ، يجعل من المعتقد ، بشكل أو بأخر مقبولا مجتمعيا .

* من الضروري أيضا رفع أو ألغاء موضوعة " الكفار " من الموروث الأسلامي ، ومن الخطاب الأسلامي ، فقد جاء في موقع نداء الأيمان ، مايلي ( نهى الله تعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود وغيرهم من الكفار ولاء ود ومحبة وإخاء ونصرة ، وأن يتخذوهم بطانة ولو كانوا غير محاربين للمسلمين ؛ قال تعالى ‏:‏ سورة المجادلة الآية 22 ‏{ ‏لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ‏ }‏..) ، فاليهود والمسيحيين والصابئة هم مؤمنون وهم عباد الله حالهم حال المسلمين ، فالعلي القدير بعث موسى ويوحنا المعمدان والمسيح لهداية البشرية قبل محمد بمئات السنين ، فكيف يكون أتباعهم كفارا ! .

أضاءة :
* ما أشرت أليه ، هو غيض من فيض ، مما يجب أن يحجر عليه ، من نصوص وأحاديث ، وذلك من أجل قبولية المعتقد الأسلامي في بلاد الغرب ، وبذات الوقت ، من أجل شعور غير المسلمين في الدول العربية والأسلامية بالأطمئنان في وطنهم .. ويقع على المرجعيات والمؤسسات الدينية الأسلامية / أضافة لفقهاء وشيوخ الأسلام ، دورا مهما من كل ما ذكر ، وذلك لأني أرى أن الوضع الحالي والمستقبلي للأسلام ، يعتمد على الكثير من المحاور ، منها ما ذكرت .

* المهم في الأمر ، بالأحرى خلاصة الوضع - أن بقى الحال على ما هو عليه ، فسيبقى الأرهاب ينخر في كيان المعتقد الأسلامي ، ويظل شعار " الأسلام هو الحل " ، ومقولة " الأسلام صالح لكل زمان ومكان " ، يشكل أشكالية للمعتقد ، وهما بذات الوقت جلبا الويل والدمار للعالم ، أذن لا بد من " خطوة جريئة " من قبل أهل الربط والحل ، من أجل " تجميل " المعتقد / على أقل تقدير ، الذي بنيت أركانه على نصوص ماضوية ، في زمن كان الفرد غارقا بالجهل ، حالما بخيال قصص حور العين والغلمان وغير ذلك ، التي كانت مقبولة في المجتمع الجاهلي المغلق قبل أكثر من 14 قرنا .. أذن لا بد من قفزة فكرية عقائدية للمعتقد الأسلامي ، من أجل القبول والأستمرار ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي