الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!

محمد بلمزيان

2023 / 3 / 4
التربية والتعليم والبحث العلمي


ظواهر اجتماعية نعيشها يوميا تستحق التوقف عندها بل و النظر اليها بعين فاحصة، وقد تبدو للبعض منا عادية جدا لا تحتاج الى الإهتمام، لتكرارها بشكل يومي الى أن تحولت مع مرور الأيام والسنوات الى عادات وممارسات روتينية يتعود المرء على مشاهدتها ومعايشتها الى درجة تتحول الى جوانب لا تستحق الإنتباه والتوقف! ولعل ما أثار انتباهي من فرط هذا التكرار هو ظاهرة احتلال الأرصفة والأسواق اليومية والأسبوعية وعدم احترام ممرات الراجلين والعابرين وعدم التزام التجار والبائعين لمساحات محلاتهم واعتدائهم السافر على الأرصفة والطرقات بشكل مخجل ويدعو للسخرية والإستغراب معا، هذا في غياب أي أساليب لتدبير هذه الفضاءات عبر استعمال القنوات الإعلامية التحسيسية بعيدا عن ( المناسباتية) وخلال فترات معينة، بل بانتهاج طرق متعددة يمتزج فيها ما هو مرن وإعلامي الى ما هو زجري وردعي،عبر تبني استراتيجية واضحة وهي الوسائل التي تبدو متاحة لدى المجالس المنتخبة والسلطات المحلية لما لها من موارد بشرية كثيرة لكنها غير مؤطرة ومجهزة لهذه التدخلات الهامة، من أجل إصلاح الإعوجاجات والتخفيف من هذه الظواهر الإجتماعية المختلفة، والتقليص من مظاهر التردي العام وتشويه الأزقة والفضاءات العمومية، لكن هذه التدخلات ممكنة لو حضرت إرادة حقيقية في إرساء ثقافة من هذا الطراز، ولو أعطي لها اهتمام كاف لإنتاج ثقافة ووعي قادر على تكسير هذا التمدد الخطير نحو الفضاءات العمومية والإعتداء عليها وتحويلها الى شبه اسواق مفتوحة، الأمر الذي يؤدي الى اختناقات مرورية كثيرة وقد تؤدي الى حوادث محتملة مؤلمة ومكلفة ماديا وبشريا، لكن في رأيي المتواضع هناك ما هو أكثر أهمية وخطورة من هذه الخسائر البشرية وهي قضية ( التوارث السيء) لهذه ( الثقافة السيئة ) أبا عن جد ومن تاجر ومتسوق الى آخر، حتى تحولت (عقول) الكثير منا مشبعة بهذه (الثقافة ) السيئة والتي لا تعطي أهمية لهذا التواطؤ المكشوف من خلال إهمال ملكة النقد والإنتقاد لما تشكله من حوافز على الزجر والكف عن تكرار هذه الممارسات اليومية المشبوهة في شوارعنا واسواقنا وممراتنا وفضاءاتنا المفتوحة، بدءا من التغاضي انتقاد مسلكيات مرفوضة وغير مقبولة في هذه الأمكنة مهما بدت صغيرة من قبيل التخلص مثلا من القوارير الفارغة أو الأكياس المهملة ... الى أكثرها بشاعة من قبيل عرض السلع في الطرقات والشوارع واغلاق الممرات أمام العابرين والعربات كتنصيب الخيام في الشوارع والأزقة من أجل إقامة الحفلات على سبيل المثال لا الحصر وما تشكله هذه الممارسات من خطر على سلامة البشر ، وفي اعتقادي فإن هذه الممارسات التي لم تعد شاذة بل هي قواعد سيئة متوارثة لدينا جيلا عن جيلا واصبحت عادية لدى الكثيرين، و(صارت ظواهر كسلعة مقبولة قد تحولت الى طقوس عادية لدى البعض)، لن تتوقف ولن يتم القضاء عليها إلا عبر تظافر الجهود وتشابك الأيدي في اتجاه تكسير هذه الممارسات العدوانية والمرفوضة في المجتمع، من خلال استنفار واجهات الأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام، من خلال الدخول عمليا في برمجة مقررات مدرسية في أطوار مختلفة تحث المتعلمين والمدرسين على التحلي بهذه الصفات، وعدم الإنجرار مع هذه الظواهر المشينة في المجتمع، بدءا من التحلي بقيم الإحترام و نبذ العنف وزجره من قبل المتدخلين في هذا ال وتفعيل دور المجالس وجمعيات الآباء على النهوض بهذا الدور الحيوي من خلال المراقبة والتدخل وإسداء النصح واقتراح البدائل ، كما لا يخفى دور الإعلام ومختلف الوسائل الإخبارية والتحسيسية في تفعيل ونشر قيم بديلة قوامها بناء فرد سوي ويتحلى بقيم مواطنة حقيقية متشبه بثقافة ووعي ينبذ كل الممارسات الشاذة التي تقوض جوهر الكائن الإنساني في بيئة سليمة تنتفي فيها الأفعال المنحطة والمعتدية على حقوق الغير في استعمال الفضاءات العمومية المذكورة والحفاظ على نظافتها وبهائها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة