الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النور والظلام في الديانة المندائية

سنان نافل والي

2023 / 3 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إن العلاقة بين النور ( الخير، الحق ، العدل ، الجمال ، الطيبة، الرحمة ) والظلام ( الشر ، الباطل ، الظلم ، القبح ، القسوة ) في الديانة المندائية ، هي علاقة صراع دائمية ، علاقة تجمع الشيء ونقيضه حيث لا اتفاق ولا سلام بين الإثنين ، مثلما نقرأ في النص التالي من كتاب " ترسر ألف شيالة " :
( انظروا وتعلموا بأن بين الظلام والنور لا يمكن أن تكون وحدة أو معاهدة ، على العكس ، البغض والنزاع ، ولو أننا على علم بكل ما يحدث ويريد أن يحدث ، لأن الظلام هو خصم النور ، فهما اليمين واليسار ، فإنهما الروح " روها " والنشمثا " النفس " وأكثر من هذا ، إنهما يدعيان آدم وحواء ) (1) (2)
وفي نص آخر في كنزا ربا ، نقرأ :
( سيظل النور والظلام يتصارعان وسيقاتل الكفر الإيمان ما عاش على وجه الأرض إنسان هكذا يمتحن الإيمان ) (3)
إن صبغة الصراع بين الإثنين نرى صداها في كل المفاهيم المندائية، سواء على مستوى اللاهوت أو الطقوس الدينية حيث نتلمس وبشكل واضح أثرها ووجودها حتى في أدق التفاصيل الصغيرة والدقيقة ( على سبيل المثال ، فإن الفرد المندائي الذي يريد أن يصطبغ ( يتعمد ) عليه أن ينزل الى الماء من يسار رجل الدين الذي يصبغه ليخرج بعد ذلك من جهة اليمين دلالة على خروجه من الظلام الى النور حيث اليسار هو الظلام واليمين هو النور وغيرها من الممارسات والطقوس التي تعكس حجم هذا الصراع الأبدي بين الإثنين ) . ولكن هذا الصراع من جهة أخرى لا يعني أن العالمين ( عالم النور وعالم الظلام ) متساويان في الوجود أو المكانة أو القدرة على المبادرة والفعل، أو أن العلاقة بينهما هي علاقة الند للند كما يشير الى ذلك النص الآتي في كنزا ربا :
" والظلام على النور لا يحسب ، لا يحسب الظلام على النور"(4)
وهذا وجه الاختلاف الرئيسي بين المندائية والزرادشتية ، حيث تبين العديد من النصوص الدينية أسبقية عالم النور وما يمثله من مفاهيم وكائنات نورانية على عالم الظلام وكائناته الظلامية الشريرة ، مثلما نقرأ في النص الآتي:
" ومن المياه الحية ، نحن الحياة صرنا ، ثم صرنا الأثريون . بعد أن صرت أيتها الحياة صار الظلام . ثم صار بعده العوز والنقصان " (5)
ونقرأ في نص آخر :
" لا يوجد حد للنور
ما صار لولا الماء صار
الماء من الظلام أقدم
الماء لا حد ولا عد له . هو أقدم من الظلام ، وهو أقدم من الأثريين .
الأثريون من الظلام أقدم .
الأثريون أقدم من الظلام ، وأقدم من المقيمين فيه .
الخير من الشر أقدم .
الهدوء من العصيان أقدم .
الحرارة الحية من الحرارة الآكلة أقدم .
التسبيح من السحر والشعوذة أقدم .
يردنا الثالث أقدم من مياه بلد الظلام الآكلة .
الفكر أقدم من عمل أشرار بلد الظلام .
صوت الأثريين أقدم من شياطين بلد الظلام (6) وأيضا:
" بهاق زيوا (7) أقدم من الروها .
فكرة الأثريين أقدم من الصوت المتمرد .
موقع الصالحين أقدم من بلد الظلام .
الأصفياء الأبرار أقدم من مخلوقات الظلام جميعا " (8)
إن هذا التأكيد المتكرر على الأسبقية النورانية في الوجود ، يمكن أن تفهم على أكثر من مستوى ، منها أنها (يمكن) أن تعني أن لعالم النور القدرة على التخطيط و المبادرة والفعل بينما يفتقد عالم الظلام لتلك الإمكانية كما رأينا في خلق عوالم النور والكون والحياة والإنسان، أي أن المبادرة بالتحرك والفعل يبدآن دائما من جانب عالم النور أو عالم الخير بينما تكون حصة القوة المقابلة لها، قوة الشر أو العالم الظلامي هي ردة الفعل فقط (سلبيا) والدفاع عن النفس (أحيانا) تجاه هذه الأفعال والمبادرات النورانية في أغلب الأحيان لذلك رأينا على سبيل المثال أن عالم النور هو الذي يرسل الأثريين لمقارعة عوالم الظلام وكائناته التي ليس بيدها إلا القتال والدفاع عن نفسها تجاه هذه المخاطر دون أن تستطيع أن تتخذ فعل المبادرة كما هو الحال في الجانب الآخر وقد بدا ذلك واضحا عندما أراد ملك الظلام أن يعلن الحرب على ملك النور والعوالم النورانية كما نقرأ في النص الآتي :
" سأصعد الى تلك الأرض المشعة وأعلن الحرب على ملكها . سأنتزع منه تاجه ، وأضعه على رأسي ، وسأكون ملك الأعالي والأعماق " (9)
إلا أنه يعجز عن فعل ذلك تماما ويكتفي في النهاية بالصراخ والزئير دون فعل حقيقي يذكر . ومعنى آخر ومهم لهذه الأسبقية في الوجود هو أن عالم النور ، عالم قائم بذاته ، ماهية قائمة وموجودة وحقيقية، تستطيع أن تفكر وتخطط ماهيته ووجوده الفعلي يعتمدان بالكامل على الخطأ أو النقص الذي يمكن أن يظهر أحيانا في الجانب الآخر المضاد له ، عندها (فقط ) يبرز الى العلن كوجود حقيقي يذكر . أي أنه عالم موجود ولكن وجوده ناقصا وغير مفعل ، إلا أنه يتحول الى الوجود الفعلي والحقيقي كرد فعل سلبي على فعل إيجابي ما أو خطأ صادر من الجانب الآخر (10) أو مستغلا الخطأ والنقص الذي يمكن أن يرافق ذلك الفعل الإيجابي كما رأينا في حالة خلق الإنسان ومشاركة عالم الظلام في ذلك الخلق مع الأثرا " بثاهيل " (11) حيث نقرأ نصا يتحدث فيه " بثاهيل " (12) الى الروها :
" قال بثاهيل للروها : سأجعل من على هيأتي ذكرا ، ومن على هيأتك أنثى ويسمى الذكر آدم ، وتسمى الأنثى حواء " (13)
و نقرأ أيضا في العديد من النصوص الدينية التي تتحدث عن أصل عالم الظلام شيئا من المجهولية وعدم وجود أصل واضح ومعروف وحقيقي لهذا العالم :
" أيها الأشرار والكذابون من أين أتيتم وسكنتم في هذا العالم ؟
ويجيبون : بحياتك ، مندادهيي ،
لا نعلم شيئا ، ولا من أين أتينا .
موطننا هو موطن الظلام ، الذي لا نور فيه .
موطننا هو موطن العصيان ، الذي لا هدوء فيه .
موطننا هو موطن الفوضى ، الذي لا نظام فيه .
موطننا هو موطن الأشرار ، الذي لا خير فيه " (14)
مما يعطينا تصورا عن عدمية عالم الظلام ( ليس المقصود بالعدمية أنه غير موجود إنما وجوده هو وجود ناقص وسلبي) أي أن الشر الذي يرتكبه الإنسان على سبيل المثال ليس إلا تراجعا للخير الموجود فيه وليس لأن الشر موجود وقائم بشكل حقيقي أو مثلما عندما نقول أن البرد هو بسبب تراجع أو انخفاض في درجات الحرارة وليس لأن البرد موجود وقائم بذاته. ومن هنا يمكن القول أن الثنوية الموجودة في المندائية ، هي ثنوية (شكلية - ظاهرية) فقط وليست حقيقية وأن الاتجاه التوحيدي هو الغالب والمهيمن على جميع تفاصيل المشهد اللاهوتي والطقسي المندائي .
إضافة الى ذلك ، نقرأ في أحد النصوص من كنزا ربا ضعف وعدم أهمية عالم الظلام ونهايته المحتومة :
" أبناء الظلام باطلون ، وأبناء المعظم باقون .
بيوت الأشرار باطلة ، تنطفئ حرارتها الآكلة .
سحرهم ينطفئ ويزول ، وأعمالهم تحول .
وسلالة الحي هي الباقية " (15)
ومع أننا نقرأ بين الحين والآخر نصوصا مختلفة تشير الى العلاقة القريبة جدا بين النور والظلام وكيف أن أحدهما يكمل الآخر وأن لا استمرارية لأحدهما دون الآخر ، كما نقرأ في " ترسر ألف شيالة " :
" ياور يتكلم :
وعوالم النور وعوالم الظلام هي كالجسد ومثيله ،
والذي لا ينفصل أحدهما عن الآخر ،
بل يتقرب أحدهما الى الآخر ، ولا يمكن التفريق بينهما ،
وليس بمقدور أحد فصلهما عن بعضهما ،
بل كل منهما يأخذ قوة من الآخر " (16)
أو في نص آخر :
( يا تجلي الأثيريين ، يا كلمة من فكرها انبثقت جميع الملوك "ملكي" ، أنظر النور والظلام إخوان ، ينبعثان من سر واحد والجسم يحفظهما ، وكل علامة في البدن ( الجسم ) تخص النور ، لها ما يشابهها في الظلام ، ولم تكن علمت بعلامة الظلام ، لما تأسست ولا قدمت للتعميد ورسمت برسم الحياة) (17)
أو في قراءة أخرى لنفس النص :
" وأنظر أن النور والظلام " إخوان " ،
انسلخا من سر واحد ، وحفظ كليهما جذع واحد
وكل رسم يعود الى النور ،
له في الجسم نفس الرسم الذي يعود الى الظلام .
والذي لا يرسم برسم العالم الدنيوي ،
لا يثبت ولا يقوم ولا يقترب الى التعميد السماوي ،
ولا يرسم برسم الحياة (أو برسم النور)" (18)
إلا أن تلك النصوص برأينا ، إنما تشير في الدرجة الأساس للمبدأ الذي يقوم عليه الكــون والحيـاة والإنسان وهو مبـدأ الصـراع بيـن الأطراف المتضادة أو المتنافرة التي يشكل صراعها وسيلة للاستمرار والصيرورة وليس الى فعلية المساواة الحقيقية بين الإثنين .
يمثل الإنسان في الديانة المندائية كما هو في الزرادشتية ، المسرح الرئيسي للصراع الدائر بين الخير والشر، بين النور والظلام ، حيث يمثل لكليهما الهدف الرئيسي الذي يجب الفوز به والسيطرة عليه كما تشير الى ذلك العديد من النصوص الدينية :
" حين كان آدم ، وحين كانت حواء ، نزلت الروها الشوهاء ، حاملة في الأرض كل ما يغشي الضياء
قالت : لأغرقن آدم وحواء في الآثام ، ولأجعلنهما يقترفان الحرام ولتكن أيام وشهور ، ينجبون عددا من الإناث والذكور، لا أحد منهم يصعد الى النور " (19)
وأيضا نص آخر، تتحدث فيه الروها وهي تتحدى الأثرا مندادهيي بالسيطرة على الإنسان:
" قالت : سأفعل ما لا ينتظرون ، ما يجعل آدم وأولاده في الظلام يدخلون ، وعن مندادهيي ينحرفون ، ومن بلده يخرجون. وأعدت الروها طبلا ومزمارا ، وجواري أقمارا ، ثيبا وأبكارا، وجواهر نثارا ، وموائد كثارا ، وخمرا أنهارا ، وقالت لمندادهيي : أنظر ، لي من كل هذا سبع حصص ، ولك واحدة، ومن حصتك لي حصة عائدة قال : حصتي لن تصليها ، ومائدتي لن تقربيها " (20)
ونقرأ في نص آخر ندم الإنسان وخوفه بعد أن نجح الشر بحرفه عن طريق النور وإتباعه طريق الظلام:
" يا مندادهيي ، كان الذي كان . أغوانا الشيطان ، ونحن خلصاؤك الان ، فكن شفيعنا عند الرحمن " (21) ويجيب الأثرا مندادهيي : " أما النفوس التي لم تخرج من مجراها ، ولم توسم بغير وسمها وسيماها ، رغم أن الشيطان دعاها ، وأضلها وأغواها ، فالحي كفيل بأمرها ، ولن يطول في الظلام مثواها " (22)
إن سمة الصراع الذي لا ينتهي بين الطرفين لكسب الإنسان اليه كان سببه أصلا نجاح عالم الظلام في المشاركة بخلقه وبالتالي إجبار عالم النور على خوض الصراع (مجبرا) لغرض مساعدة النشمثا في صراعها مع الظلام و الحصول على الخلاص بعد أن تلوثت بالظلام ( وهو مشابه الى حد كبير للمبدأ الزرادشتي في سحب ( آهورا مزدا ) وجره للصراع مع ( أهريمان ) حيث الجائزة الكبرى هي السيطرة على الإنسان ، كل الى الطريق الذي يريد ) و بذلك فإن الشر أو عالم الظلام، وفق هذا المنطق قد حقق انتصارا كبيرا على النور من خلال إدارته للصراع حول الإنسان والسيطرة عليه وهو ما جعل الطرف الآخر في المعادلة ، أي العالم النوراني أن يضطر الى الوقوف ومواجهة عالم الظلام من خلال تصديه لعملية الفناءات الثلاثة ( الفناء الأول كان بالسيف والطاعون والثاني بواسطة النار والثالث بالطوفان ) التي حاول العالم الظلامي اللجوء إليها كوسيلة للقضاء على عوالم النور المتمثل في إيمان الإنسان بالمندائية وتعاليمها النورانية بالإضافة الى الفناء الرابع والأخير (بواسطة الريح ) (23) الذي سيقضي على الحياة والإنسان بشكل نهائي . أن ذلك الانتصار الظلامي إنما هو انتصار مؤقت وقصير المدى بينما سيكون لعالم النور في نهاية الأمر البقاء والانتصار النهائي والكامل عندما سيقضى على الظلام بشكل حاسم وأبدي .

المصادر والهوامش
(1) لا يعني هنا أن حواء تمثل الشر أو أنها رديف للروها ، إنما حواء تعني في هذا السياق أنها جزء من العملية الثنائية التي تشكل الأساس والطريقة التي يقوم عليها الكون .
(2) E.S. Drower : The Secret Adam . P17-18 .
(3) كنزا ربا . يمين : الكتاب العاشر . ص174 .
(4) كنزا ربا . يمين : الكتاب الثالث . ص66
(5) كنزا ربا . يمين : الكتاب الثالث . ص62
(6) كنزا ربا . يمين : الكتاب الثالث .ص 64-65 .
(7) بهاق زيوا : الضوء المشع ، وهو كائن نوراني ، وهو اسم آخر يطلق على أباثر . مصطلحات كنزا ربا اليمين .ص 310
(8) كنزا ربا. يمين: الكتاب الثالث. ص66
(9) كورت رودولف : النشوء والخلق في النصوص المندائية . ص 72
(10) يشار أيضا في بعض الأحيان في الديانة الزرادشتية الى أن طبيعة الصراع بين الخير والشر أو بين النور والظلام إنما هو صراع بين وجود مقتدر وقادر على الفعل وهو الذي يمثله آهورا مزدا وبين اللاوجود أو العدم الذي يمثله أهريمان أو الشيطان
(11) يشير الباحث س . كوندوز في حديثه عن الأثرا "بثاهيل" الى أن : التأثير المصري الأساسي يلاحظ في اسم خالق الكون المادي عند المندائيين ( بثاهيل ) ، حيث يشير ليدزبارسكي ودراور غالبا الى أن " بثاهيل " هو اتحاد من " بثاه " خالق الكون عند المصريين و " أي " الإله السامي . ويضيف كوندوز الى أن كريلنغ اقترح أن " بثاهيل " هو مشتق من كلمة "بث " التي تعني " يفتح " ويجادل في أنه في علم الكونيات المندائية تستعمل كلمة " يفتح " في معنى " الخلق " وأقترح، أي كريلنغ أن بثاهيل يشير الى الخالق الأسمى في قوته الخالقة. أنظر : س. كوندوز: معرفة الحياة . ص 149 . ويقول الباحث صباح الدهيسي في كتابه " كتاب يحيى " ص 63 ، أن بثاهيل أو فتاهيل ( الحياة الرابعة ) خالق العالم المادي بأمر من أبيه السماوي " أباثر " ( الحياة الثالثة ) وهو في نصوص أخرى ابن " هيبل زيوا " من " زهرييل " كما يرد في النصوص المندائية . ويعتقد قسم من الباحثين أن اسم " بثاهيل " أو " بتاه - إيل " له علاقة بإله الخلق المصري " بتاح "
(12) بثاهيل : ملاك أثري يمثل الحياة الرابعة . توكل بتنفيذ أوامر الخالق في تكوين العالم المادي ، وله مطهر . مصطلحات كنزا ربا اليمين . ص310
(13) كنزا ربا . يمين : الكتاب الثالث عشر . ص218
(14) كورت رودولف: النشوء والخلق في النصوص المندائية. ص66-67
(15) كنزا ربا . يمين : الكتاب الثالث . ص67
(16) كورت رودولف : النشوء والخلق في النصوص المندائية . ص70
(17) كورت رودولف : النشوء والخلق في النصوص المندائية. ص 70
(18) كنزا ربا . يمين : الكتاب التاسع . ص172
(19) كنزا ربا . يمين : الكتاب التاسع . ص173
(20) كنزا ربا . يمين : الكتاب الثاني عشر . ص198
(21) كنزا ربا . يمين : الكتاب الثاني عشر . ص 198.
(22) حسب التعاليم الفارسية فإن عمر العالم ينقسم الى أربعة مراحل ، تأخذ 12 ألف سنة . كل مرحلة تستغرق 3000 سنة وسيكون هناك تحطيم بواسطة النار في نهاية الألف الأخير من المرحلة الأخيرة . س. كوندوز: معرفة الحياة . ص 107
(23) س . كوندوز : معرفة الحياة . ص 105








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو