الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتبهوا الإنقراض السادس قادم

محمد حسين يونس

2023 / 3 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد نخفي الحقيقة خلف ستار كثيف من الأكاذيب .. و الحواديت .. و عمليات التجمبل و الميك أب ..و نظل لدهور و دهور .. نردد تفسيرات بسيطة و ساذجة .. عن ما يدور حولنا من تطورات الوجود و الحياة .. في ماضيها و حاضرها و مستقبلها
المشكلة التي واجهتها .. عندما بدأت الإبحار في محيطات المعرفة المنطقية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي .. أن عقلي لم يكن يقبل إلا معادلات الدرجة الأولي ذات المجهول الواحد ( س+3=5.) . نعوض في المعادلة فنعرف إن س=2 ..أو بالكتير ذات المجهولين .
في حين أن علوم العصر تضعك أمام مئات المجاهيل في المعادلة الواحدة ..كلما عرفت مجهولا ظهر لك عشرات غيره .
حدث هذا عندما بدأت أسأل عن ماهية الكون الذى نعيش فيه و لم تقنعني الردود التقليدية للأباء والمشايخ ..و لا حواديت القدماء من المصريين و البابليين ..و ما زلت تائه حتي اليوم من نظرية لأخرى .. و من كشف علمي لأخر ..
ثم تكرر ت الحيرة مع السؤال عن نشأة المجموعة الشمسية و حركه كواكبها و حزام كويكباتها .. وكيف تكونت الأرض و قمرها .. ثم مع تطور الحياة من الخلايا التي جلبتها النيازك من خارج الأرض .. حتي أصبحت كائنات عاقلة .
لقد كنت في الماضي أتصور .. أن الحياة نشأت مرة واحدة أو علي خطوات متتالية متزامنة لكل الموجودات ..أو علي الأقل ما نجي منها وحملته سفينة نوح ..
ثم عرفت بعد ذلك أنها تطورت عبر مليارات السنين .. و أن الكائنات الحية التي بدأت بها رحلة الحياة إندثر أغلبها .
الأرض في العلم الحديث تكونت منذ حوالي 4.5 مليار سنة .. و الحياة ظهرت عليها قبل 3.7 مليار سنة.. (مليار يعني الف مليون ..و المليون الف الف ).. و البشر ذوى الوعي (النياندرتال و الهوموسابين ) منذ نحو 40.000 أربعين ألف سنة فقط ..بمعني أن الحياة إستغرقت كل هذه السنين لتطورالكائنات البدائية .. للكائن العاقل جدنا البعيد .
الإجابة نعم .. فهي (اى الحياة ) لا تتطور في خط مستقيم .. بل في تواجد و إندثار يخلفه تواجد أخر .. إندثارات مستمرة لمليارات السنين .. إختفت فيها الموجودات تقريبا ..فالأرض في البداية لم تكن تلك التي نعيش عليها اليوم ..لم يكن لها غلاف جوى يحميها من الإشعاعات الكونية القاتلة .. و كانت عرضة مستمرة لضربات النيازك و الكويكبات ..و تقلب الجو.. ولقد تجمد الكوكب بكاملة منذ نحو 466 مليون سنة مثلا .
العلماء يتصورون أنه قد عاشت كائنات عديدة علي وجه الأرض ثم إنقرضت بصورة جماعية .. لخمس مرات .. لتبدأ في كل مرة الحياة من جديد بأجناس ناجية أو متطورة ..
إنقراض جماعي بمعني ((فقد أغلب الأنواع الموجودة فوق الأرض خلال فترة زمنية قصيرة قد تصل لعشرين مليون سنة )).. بسبب تغيرات للغلاف المحيط بالأرض .
الإنقراضات الخمسة الكبرى ..كما جرى رصدها ..تمت علي فترات متباعدة (من خمسين إلي مائة و خمسين مليون سنة ) .. أشهرها .. ذلك الإنقراض ( الخامس ) الذى أنهي سيطرة الديانصورات علي الارض ..
الانقراض الأول الاوردوفيشي-السيلوري Ordovician-Silurian extinction
جرى منذ ما يقرب من 450 مليون سنة .. في ذلك الزمن ، كانت المحيطات تعج بأشكال عديدة من أنواع الحياة متعددة الخلايا و علي اليابسة نباتات برية كثيفة إمتصت ثاني أكسيد الكربون من الجو .. و أخرجت الأكسجين ليتغير تكوين الغلاف الجوي .
وبتحويل من الغني بثاني أكسيد الكربون إلى الغني بالأكسجين ( و الأوزون ) مما أدي إلى تبريد الكوكب بشكل كبير...
و هكذا فبالإضافة إلي أنه قد أصبح الجو مسمما ( بالأكسجين ) كان باردا و تشكلت الأنهارو الكتل الجليدية ..و إنخفض منسوب مياة البحر .. فإنقرضت كميات كبيرة من الكائنات التي تعيش في المحيطات .. يقدرها العلماء ب50%من جميع الأجناس الموجودة .
الأنواع التي لم تنقرض على اليابسة وفي البحر توسعت بشكل كبير بمجرد ذوبان الأنهار الجليدية واستقرار درجات الحرارة و انفجرت العائلات الرئيسية من النباتات والحيوانات البرية.. بسبب إعتمادها علي تنفس الأكسجين
ألإنقراض الثاني العصر الديفوني المتأخر Late Devonian extinction
جرى منذ 383 مليون سنة ، قضى على حوالي 75 % من جميع الأنواع على الأرض على مدى ما يقرب من 20 مليون سنة ..وكان معظمها من اللافقاريات التي تعيش في قاع البحار في البحار الاستوائية في ذلك الوقت.
أسباب الإنقراض الديفوني المتأخر ليست مفهومة جيدًا ، قد يكون اصطدام كويكب غير أنماط الطقس وسبب التجلد الذى لف الكرة الأرضية حتي قرب خط الإستواء ..وتسبب في انخفاض مستويات سطح البحر بالتالي أو وجود كمية أقل من الأكسجين والفرائس في الماء.
وقد تشمل الأسباب الأخرى النشاط البركاني ، الذي ربما أضاف غازات دفيئة إلى الغلاف الجوي ، مما أدى إلى تغيير تكوينه .. ولكن من المفهوم في الواقع .. أن الكائنات البحرية والكائنات الحية في المياه الدافئة والفقاريات الفكية المبكرة تأثرت بشدة و اختفى ما يقرب من 97 % من جميع أنواع الفقاريات و 75٪ على الأقل من جميع الأنواع
الإنقراض الثالث العصر البرمي الترياسي Permian extinction
حدث منذ حوالي 252 مليون سنة ، واجهت الحياة على الأرض (الموت العظيم) و هو أكبر وأخطر حدث انقراض في سجل الحفريات .
تتضمن بعض الأسباب تأثير كويكب ملأ الهواء بجسيمات مسحوقة ، مما خلق ظروف مناخية غير مواتية للعديد من الأنواع و قد يكون هذا قد منع الشمس وتسبب في هطول أمطار حمضية غزيرة و لا تزال بعض الأسباب المحتملة الأخرى محل نقاش ، مثل النشاط البركاني الهائل بسيبيريا ، أو زيادة سمية المحيطات الناتجة عن زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ، أو انتشار المياه التي تفتقر إلى الأكسجين في أعماق المحيط...
كانت الكارثة أسوأ حدث شهدته الحياة على الأرض على الإطلاق ، إستمرت حوالي 60 ألف عام و مات 96 % من جميع الأنواع البحرية وحوالي ثلاثة من كل أربعة أنواع على الأرض .
و تم القضاء على غابات العالم ولم تعد مجددا إلا بعد حوالي 10 ملايين سنة ، من بين خمسة انقراضات جماعية ، فإن العصر البرمي الترياسي هو الوحيد الذي قضى على أعداد كبيرة من الحشرات ، واستغرقت النظم البيئية البحرية ما بين أربعة وثمانية ملايين سنة للتعافي.
الإنقراض الرابع العصرالترياسي-الجوراسيTriassic-Jurassic extinction
استغرقت الحياة وقتًا طويلاً للتعافي من الموت العظيم ، ولكن بمجرد حدوث ذلك ، تنوعت بسرعة ، وبدأت مخلوقات مختلفة في بناء الشعاب المرجانية بالسيطرة ، وغطت النباتات المورقة الأرض ، مما مهد الطريق لتواجد مجموعة من الزواحف تسمى الأركوصورات أسلاف الطيور ، والتماسيح ، والتيروصورات ، والديناصورات غير الطافية .
ولكن حدث منذ 201 مليون سنة الإنقراض الرابع ..ويُفترض أنه جرى بسبب الكويكبات وتغير المناخ بحيث تعرضت الحياة لضربة كبيرة أخرى و لخسارة مفاجئة لما يصل إلى 80 % من جميع الأنواع البرية والبحرية.
انقراض العصر الطباشيري الثلاثي Cretaceous-tertiary mass extinction
الإنقراض الخامس حدث منذ 66 مليون سنة .. سبب الانقراض الأكثر احتمالًا هو تأثير ضرب كويكب من خارج الأرض لمنطقة ( يوكاتان ) في المكسيك ، أو انفجار بركاني هائل في مقاطعة (ديكان ) في غرب وسط الهند الحديثة ، أو كليهما معًا.
انقراض العصر الطباشيري هو أحدث انقراض جماعي والوحيد المرتبط بشكل نهائي بتأثير كويكب كبير
انقرض ما يقدر بنحو 76 ٪ من جميع الأنواع ، بما في ذلك الديناصورات غير الطيرية و أعطى زوال الديناصورات المفترسة الخارقة فرصة جديدة للثدييات لتنويع و تطور منها البشر في النهاية.
نحن نعيش علي كوكب خطر رغم أنه منذ 66 مليون سنة .. لم تحدث إنقراضات كبرى إلا أنه يجرى الأن إنقراضات تدريجية تفقد فيه الأرض جزء كبير من التنوع البيولجي في العالم.. بسبب الطبيعة المتداخلة لشبكات غذاء الكائنات .. و تغيرات الطقس و البيئة .. وتأثير الإنسان و نشاطاته ..ومجاهيل أخرى كثيرة .. تجعل الإجابة ليست بسيطة .. أو مباشرة .
الإنسان العاقل .. عندما يضع أمامة خريطة أحداث تاريخ الحياة علي الكوكب منذ 3.7 مليار سنة .. و يرى أنها في أغلب الأحيان كانت قاسية .. عليه أن يفهم أنه ليس بحالة شاذة .. و أن الدور علية .. لينقرض كما حدث للدياناصير ..و ل99% من الكائنات التي سكنتها من قبل
و قد تكون حضارته و حروبه .. و مصانعه السبب في تدهور البيئة حوله ..أو زيارة كويكب من الخارج كافية .. لإنهاء عصر الإنسان .. أو إبتعاد القمر عن مكانه و تغير محور الأرض .. أو التأثر بجاذبية نجم عابر و خروج الكوكب عن مساره حول الشمس للتية المظلم .. أو البعد عن المنطقة الأمنة للحياة حول الشمس ..
عشرات الأسباب و الاف الإحتمالات ..لم يعرفها إلا قريبا ..من كان لدية من الحكمة .. و المرونه و الفهم فيسعي لتدبير أن ينجو بجنسه من الإنقراض السادس .. إما بالرحيل لكوكب أخر أو بالتحكم في حركة الكون ..و هو أمر ليس مطروحا إلا علي من يرون أن العالم لا تديرة معادلة من الدرجة الأولي ملخصها أن المقدر و المكتوب لا فرار منه .. واللي من نصيبك حيصيبك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعجب ما في الأمر
عدلي جندي ( 2023 / 3 / 7 - 20:57 )
مادة مثيرة
وأعجب ما في الأمر
أن المؤمن يثق ف حدوتة الخلق ولا يعترف بفرضيات أو نظريات أو نتائج البحث وقياسات الكربون المُشع في تحديد زمن العينات أو الحفريات
في نفس الوقت الذي يؤمن بالطوطم السوبرمان بتاعه الذي خلق العالم (عالمه) على عدة مراحل ستة أيام يعني في عدة ملايير من السنين بحساب أن اليوم عند الطوطم حسابه ليس كحساب يومنا الشمسي يعني الطوطم سبحانه يخضع لنفس نظرية أو فرضية النشوء والتطور عبر معايير من السنين ما اليوم السادس ولا السابع إستراح يعني خد له تعسيلة من بتاعنا ف الظهيرة
كنت بفكر الصبح وانا ماشي ف كتابة مادة ف نفس موضوع تسيبي
تحياتي

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج