الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للمرأة قراءة أخرى

سعاد أبو ختلة

2023 / 3 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عام 1856 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل بها، وفى 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار "خبز وورود"، طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، وفي العام 1977 أقرت الأمم المتحدة الثامن من آذار يوماً للمرأة، فأصبح الثامن من آذار تاريخاً تحتفي به النساء باعتراف أممي ووطني وشخصي بأن لها الحق في العمل وخوض حلبات السياسة ...
هذه نبذة تاريخية عن مناسبة هذا اليوم، لكن بقراءة أخرى، من منطلق تحليل السبب، لنعود لما كانت عليه المرأة الأمريكية والأوروبية في أواخر القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر، كانت تعامل بدونية حتى أن الطب الغربي آنذاك تحيز ضد النساء واعتبرهن سبب الأمراض مما أسهم في تعزيز سطوة الرجل وهيمنته، وحرمت النساء من حقوقهن في التعليم والمشاركة السياسية والتحكم في أجسادهن، فضلا عن تجاهل ما يتعرضن له من أمراض، حتى ان كبير فلاسفة ذاك الزمان، أرسطو، يرى أن جسد المرأة نسخة "مشوهة" من جسد الرجل لأنه لا يحتوي على العضو الذكري. وكانت مهمة النساء انجاب الأطفال ورعايتهم فقط، وعند الحديث عن أميركا الحلم الغربي، فقد كانت النساء في الهجرات الأولى من العبيد الذين سيقوا لاكتشاف هذه الجزيرة، وكان عليها أن تعمل ليس لجلب الرزق والحياة الكريمة لها ولعائلتها، بل لصالح أرباب العمل الذين زجوا بهن في أعمال شاقة لتأسيس دولة سيأتي حكامها حين تستقر أمورها ويتخلصوا من هجمات الهنود الحمر ضد محتلي أراضيهم، وقتلت العديد من النساء واغتصبت وخطفت لتصبح من العبيد...وبعد أن أصبحت جاهزة لاستقبال الوفود من بريطانيا وبعض مستثمري أوروبا، استمر استغلال النساء حتى بداية التسعينات، ورغم صراعها وتشبثها بحقها في حياة كريمة لم تنتزع هذا الحق سوى في العام 1977 حيث اعترفت الأمم المتحدة بحق النساء وتم اختيار الثامن من آذار تيمناً بالحركة النسوية التي اشتعلت في أمريكا ودفعت ثمنها نساء من أفريقيا وأمريكا خطفن واستعبدن وعملن بالسخرة لإرساء المنظومة الأمريكية الرأسمالية، التي ما زالت تستغل النساء لكن بوجه حضاري، استغلال أجسادهن للتسويق للمنتجات، استغلال مطالبهن بحياة كريمة للدفع بهن لتغيير أي منظومة اجتماعية لا تواكب سرعتهم في اقتناص ما يملأ جيوب التجار والمستثمرين، حقيقة لا يجب علينا تجاهلها، أدركت المنظومة السياسية لديهم باكراً أن النساء اذا أردن يقدن التغيير.
في الوقت الذي بدأ بعض النور يدخل لمهاجع النساء المكبلات بنظرة دونية من المجتمع الغربي، كانت المرأة العربية تفقد محافلها كشريكة وصانعة قرار وسيدة مجتمع مرموقة يؤخذ منها العلم وتؤتي الحكمة في أماكنها، وبدأت الأسماء اللامعة تختفي، وبقيت شهرزاد تحكي. تراجعت المرأة لأن كافة فئات المجتمع تراجعت، مواجهة الحروب والاستعمار، الفقر والمرض، وانتقلت الثقافات من وإلى، وكأن الأدوار تبادلت، عبرت ثقافة المرأة الجسد البحر المتوسط، والمرأة الحكيمة البليغة القادرة المتمثلة في شخصية شهرزاد التي أدارت مملكة كاملة بحكمتها، للغرب المتعطش للثقافة التي كانت قاصرة على بعض الطبقات حيث تسنى لبعض النساء من طبقات عليا تلقي العلوم.
بالتفكير قليلاً ماذا لو اختلف التاريخ قليلاً، وكان الفكر النسوي العربي عبر المتوسط وساعد نساء أوروبا في نفض العبودية، وكن السباقات لوضع استراتيجية نسوية؟!! ماالذي نطمح له كعربيات بعيداً عن الشائع والعام نسوياً، هل هناك خصوصية نود كنساء عربيات التمكين بها؟! يبدو سؤالي غريباً ونحن في ألفية القرية الصغيرة والعالم الواحد، هل نناضل لحرية الجسد وللاعتراف بجنس ثالث؟!! هل حقاً أصبحت مطالب النساء الحرية بمعناها الواسع المهلهل، هل أصبح هم الشعوب حق الألوان في ممارسة شعائرهم والاعتراف بهم كجنس ثالث؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تؤثر وسائل التواصل على نظرة الشباب لتكاليف الزواج؟


.. الصحفية غدير الشرعبي




.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم