الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم المرأة العالمي

راغب الركابي

2023 / 3 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


نقول مبارك لكي أيتها المرأة في يوم عيدك المجيد ، ومبارك لنساء العراق خاصة في هذا اليوم وهنَّ يقودن صراعاً طويلاً متعدد الأغراض والإتجاهات ، ومبارك لنساء العالم يومهن الذي فيه وقف العالم ينظر و يستذكر عطاء المرأة وقدرتها وصناعتها الإيجابية للحياة ، وفي هذا اليوم نتذكر كذلك كم عانت المرأة من الظلم والإضطهاد والبغي والأستبداد والعبودية والإستخفاف ، بأسم القبيلة تارةً و بأسم الدين أخرى وثالثة بأسم السياسة ، ومع ذلك لم تلن المرأة ولم تهادن ولم تترك حقها المهدور ، وظلت تمارس دورها الإيجابي والتوعوي في جميع الساحات والمجالات وفاءا لمبادئها وقيمها و مستقبلها .

وهكذا تحصلت على أشياء ومُنعت عنها أشياء ، ولكن عينها لم تنم وظلت تراقب الأحداث وتعمل بجهد وتدعوا المخلصين في المساعدة على تأصيل حقوقها وإسترجاع كرامتها ، التي خربها البغي وبعض رجال الدين الفاسدين ، الذين يخرجون علينا بين فنرة وأخرى ، يحدثوننا من بطون التراث وعفنه عن أخبار وروايات ما أنزل الله بها ، ويفسرون لنا حقوق المرأة وشأنها حسب مقاسات الأعراف والعوايد البالية .

وإذا كنا نفخر بأن هناك جيلا من النساء كتب لهم القدر ، ان يشاركن العالم في نهضته وتطوره ، لكننا أبداً لم ننسى ما عانته وتعانيه المرأة في شرقنا الأوسط المحكوم بعاداته القبلية المتهالكة وبنموذجه المنتهي الصلاحية ، والذي لازال بعض البعض ينشد ذلك الزمن التعيس ويصفق له ويسميه الزمن الجميل بكل مافيه من فساد وعفن وخيانة .

ولازلنا نحن دعاة الحرية والكرامة والعدالة نطالب من غير هوادة وننصح ما أستطعنا إلى ذلك سبيلا من بيدهم الحل والعقد ، أن ينصفوا الأمهات والأخوات والزوجات والبنات ، وان ينصفوا مصانع الحياة وجوهرها بعيداً عن الأنانية وضيق الأفق وفقدان التوازن .

ولازالت قبائح التاريخ تتحكم بالقسط الوافر من حياتنا ومعارفنا وتربيتنا وتعليمنا ، ولازال هناك المريدين والمصفقين لكل ما من شأنه أبخاس المرأة حقوقها وحيويتها وعنفوانها وأصلها الأصيل .

ونحن وفي خضم تلك الصراعات الدولية المتعددة الأشكال والجوانب ، تبرز عندنا الحاجة للتأكيد على الحقوق الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية للمرأة في منطقتنا ، ولعل الحاجة تبدو أكثر إلحاحاً في ظل المتغير الدولي والحروب التي نشبت وستنشب في أطراف العالم ، ولكي لا يضيع حق المرأة وتندثر حقوقها في ظل هيمنة السياسة الذكورية على العالم ، نود نحن بصفتنا وشخصنا التذكير بالحقايق والتنبيه إلى أهمية عودة الحقوق وإنصاف المرأة العراقية و العربية والمسلمة ، التي طالتها يد الظلم والتعسف بحجج غبية وأخبار كاذبة وتقاعس من البعض وعمدية من البعض الأخر ، وغياب متعمد لدور المرأة الفاعل وإمكانيته في المشاركة في رسم ما يخطط لها وما يُراد تسويقه .

لقد عاشت المرأة العراقية والعربية والمسلمة منذ قديم الأزمان صراعاً متعدد الوجوه ، وكانت دائماً هي الضحية وهي كبش الفداء من دون نظر لقيمها ومشاعرها وشخصيتها ، وتُقص علينا الأيام الخوالي حكاية المرأة وكيف عاشت وتحملت ، لكنها أبداً لم تلن وظلت إرادتها صلبة قوية .

إن المرأة هي العنصر الصادق في هذا العالم الذي يملئه الكذب والتحايل والفساد ، وقد بادلت المرأة الحياة والأرض حباً وإحتراماً منطلقة من سجاياها وشمائلها ، وقد أتيح للبعض من النساء ان يجعلن من العمل والكفاح مداداً لكلماتهن عن القيم والشرف والنزاهة و الحياة الحرة الكريمة .

فكانت نساء العراق مثلاً شريكاً صالحاً وصادقاً في إكتشاف نهضة العراق من بداية التكوين وإلى يومنا الحاضر ، وكن شريكات في التأسيس لقواعد المجد في البناء والأعمار وتركيز الجهود من أجل صناعة الإنسان للغد المشرق ، وقد أتيح لهذه المرأة الطموحة والفذة أن كانت أهدافها عالية و كبيرة وعميقه فمن الله عليها وأغدق من الخيرات و النعم ، ولأنهن كذلك فقد بادلنَّ الرب هذه النعم بالشكر والتسخير الصالح لخدمة المجتمع والناس ، ولهذا كانت لهن الريادة في أداء دور المعارض الفطن وصاحب الحق الذي لا يسكت على ضيم ، وتحدثنا الأخبار عن ذلك مع تركيز هنا وتركيز هناك ، لقد جعلت المرأة العراقية هدفها وطموحها تحرير العراق من الظلم والفساد والحلم الناصع النقاء بالعيش الكريم والعدالة والحرية للجميع .

وكان العراق هذا الرمز التاريخي الممتد جذوراً وحضارة في ضمير كل إنسان مشى على هذه الأرض وفي العالم ، قد رسخ جذور حقوق المرأة منذ القدم ، وتحدثنا المدونات التاريخية وقوانين البابلين والسومريين والآشوريين كيف كانت المرأة حاضرة وكانت جزءا مهما من تكوين المجتمع والحياة وكان الذكر جزءا منهن ، نقول هذا ليس من باب الفخر ولكن من باب سد الذرائع على أصحاب اللحى والعمائم المزيفة .

ولولا عبث السياسة الحالية والطمع والخرق التاريخي الذي كان يكتب ويقرأ لوحات الواقع على نحو مقلوب ، لما سجلت بعض روزنامات الأباعد هذه النكسة التي نشاهدها ونلمسها تجاه المرأة في منطقتنا ، ولولا كدورة عقلية البعض ممن يتلحفون بالدين ومارافق ذلك من تزييف وتحريف ، وقلة وعي وتهميش للبعض نتيجة لذلك لما كان حال المرأة كما هو اليوم رديء ، ولما كانت تلك التسميات تأخذ الطابع العام في الخرائط والمجلات ذات الشأن الحزبي الخاص .

نعم إن العراق عاش النكبات والحرمان والجهل بسبب الطيش والرعونة وهشاشة الإنتماء ، وإستغلال البعض لهذه النواحي مما جعل حال المرأة العراقية يتراجع خطوات كبيرة وكبيرة جداً ، ومع كل هذا فلن يستطيع الجهل والرعونة طمس الحقيقة أو تضييع الحقوق ، مادام هناك نساء حريصات على كتابة التاريخ ومادام هناك رجال مخلصين لوطنهم ولشعبهم ، ولن يضيع حق ورائه مطالب .

فإلى نسائنا في العراق وإلى نساء العالم التهنئة والتحية وكبير الإحترام والإخلاص ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرتيرة الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين إيمان فضل السيد


.. الحسكة في يومهم العالمي على العمالات الانضمام للنقابات وا




.. الصحفية المستقلة حواء رحمة


.. الصحفية السودانية مروة الأمين




.. الصحفية رفقه عبد الله