الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة مدينة سانت كاترين

فريدة رمزي شاكر

2023 / 3 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كلمتين وحطهم حلقة في ودنك، أيوة حضرتك ياللي كنت نايم وصحيت فجأة، وعايز دالوقت تبيع يا وديع ! رغم أنه محافظ جنوب سيناء مشكوراً نفى شائعة تغيير إسم مدينة سانت كاترين إلى التجلي الأعظم، حفاظًا على هوية المدينة التاريخية والأثرية، وشهرتها العالمية بهذا الاسم. إلا أن هناك أصوات مازالت تنادي بتغيير الإسم، لا شيء سوى أن إسم كاترين إسم أجنبي رغم أنه إسم لشهيدة مسيحية مصرية من الإسكندرية، ولكن واضح إن إسمها بيصيبهم بأرتيكاريا !
- جبل موسى أو جبل سيناء أو جبل حوريب أو جبل المناجاة مَن تجلى عليه (( لشعب اليهود)) هو ((الرب يهوه)) إله اليهود. يعني (الله) إله العرب لم يتجلى لشعبه العربي على هذا الجبل! يعني كل الحكاية أنه فقط حكي عنه وإعترف بأن ( يهوه إله موسى واليهود) هو الذي تجلى على جبل موسى وطبعاً سيادتك فاهم وعارف أن ليس مَن حكي القصة كمن عاشها ولا كمن عايش الحدث نفسه وخصهم بالحدث وحدهم دوناً عن باقي الشعوب، طبعا سيادتك فاهم قصدي كويس !
-أصل الحكاية الآن هي صراع بين الفريقين ومين له أحقية في جبل موسى ومين إللي هينجح أنه يمسح المعالم ويطمس الذاكرة التاريخية ويضحك على الناس ويقول «أنا إسمي مكتوب»! فبلاش تصحى من نومك وأنت فاكر أنك لما تمسح المعالم المسيحية وأسمائها وتغير إسم مدينة عالمية زي سانت كاترين إن ده هيعطيك الحق أكثر من اليهود ! لأن حضرتك كده أنت بتقدم لهم فرصة عمرهم الذهبية في تهويد أرض سيناء، وماتنساش إن جماعة الإخوان سبق وعقدوا صفقة القرن بإسم خيرت الشاطر في محاولة لبيع سيناء لإسرائيل، وللّا حضرتك ذاكرتك «ذاكرة سمك» ولم تتعظ ولم تقرأ التاريخ والأحداث، وكيف حمى رهبان الدين منطقة سيناء منذ الغزو العربي ومن بعدهم حموا سيناء من إسرائيل؟!
- إن كنتم نسيتوا إللي جرى هاتوا الدفاتر تنقرى، فمازال رهبان الدير أحياء يرزقون!
دير سانت كاترين عبر الأحداث التاريخية كان هو صمام الأمان الذي حافظ عبر التاريخ على الأمن القومى المصرى، بشهادة السادات نفسه، لما أهدى «نجمة سيناء» لدير سانت كاترين بعد حرب 73، وكان السبب وطنية رهبان الدير في عدة أحداث بطولية.
- يقول الراهب دميانوس الذي درس الطب أن أول إحتكاك للرهبان مع قوات الاحتلال كان عندما جاء أحد الضباط اليهود يطلب منهم الإقامة في الدير مقابل توفير الحماية لهم، بيد أن المطران في ذلك الوقت -الراهب ديميسيوس- رفض طلبه. وقال له من وراء باب الدير: الدير مغلق الآن. وحين أرادوا الإسرائيليون التودد إليهم وإلى بدو المنطقة لكن الرهبان وقفوا لهم بالمرصاد. وحين أرادوا تمهيد طريق ممتد بين جبل موسى والدير، وأحضروا المُعدات يقول الأب دميانوس: «لكننا هددناهم أنهم إذا فعلوا ذلك، سنقف أمام البلدوزر بأجسادنا»، ما جعلهم ينسحبون.
- في سنة 1967 قام الرهبان بإخفاء جنود الصاعقة المصرية في الطاحونة المهجورة داخل الدير، حين إستغاثوا بالرهبان لإخفائهم، وحين بحث عنهم الجيش الإسرائيلى داخل الدير لم يعثروا على الجنود، ونجح الدير في إخفائهم.
- وحين حاول الجيش الإسرائيلي خلال فترة إحتلالهم لسيناء سنة 1968 تحريض أهالي سيناء على الاستقلال بها وإعلانها دولة مستقلة للقضاء على تبعيتها لمصر، وحاولوا شراء أراضي في منطقة دير سانت كاترين من البدو، كما فعلوا مع الفلسطينيين في أرضهم، فوصلت المعلومات للمطران ديمتري دميانوس الذي يعيش في مصر منذ 1955، فإجتمع على الفور مع شيوخ قبائل بدو سيناء، وإتفقوا جميعًا على رفض بيع أي أراضي بسيناء، لأن هذه خطوة خطيرة، وإتفقوا على عدم التفريط في أي شبر من الأرض للعدو .
- عقد المطران ديمتري دميانوس مع شيوخ القبائل مؤتمر «الحسنة» وإتفقوا على رفض « تدويل سيناء» كما خطط موشي ديان، وإستطاعت القبائل بالتعاون من مطران الدير، في إفشال مخطط تدويل سيناء، وكان ذلك سببًا في منح انور السادات والقوات المسلحة، المطران دميانوس «نجمة سيناء»، بإعتباره مجاهد وطني، فحمل لقب «المطران المجاهد» تقديرًا لدوره ودور رهبان الدير.
- عقب حرب 1973م عرض الإسرائيليون على رهبان الدير بناء معبد يهودي صغير فوق جبل موسى، لكن رفض الرهبان إستمر، قائلين لهم: «أنتم الآن راحلون وعندما تأتي الحكومة المصرية يمكن أن تتحدثوا معها وهم أصحاب القرار في المنطقة».
- قدَّم رهبان الدير للحكومة المصرية من مكتبة الدير مئات المخطوطات العربية من وثائق وخرائط قديمة لسيناء ساعدت مصر في قضية التحكيم الدولي لإستعادة طابا، لتثبت أن مدينة طابا الحدودية مدينة مصرية، فساعد رهبان الدير في عودة طابا إلى مصر .
- تعرض الدير سنة حكم الإخوان 2013 لهجمة شرسة وحرب إعلامية وقضائية من قِبل التيارات المتطرفة، بقيادة اللواء أحمد رجائي عطية، إتهم فيها الدير بالتعدي على الآثار، وطمس عيون موسى، وتغيير أسماء الجبال. وإتهم رهبانه بالعمالة والخيانة، وأنهم مُحتلين، كما إدَّعي أنهم يهددون أمن مِصر القومي، وقد أقام أكثر من دعوةٍ ضدهم أمام القضاء. وأخرج خلالها اللواء رجائي قرابة 6 قرارات إزالة لـ 8 كنائس أثرية، لافتًا إلى أن الدير هو كعبة للأديان الثلاثة! وكانت هجمة شرسة لتحطيم مصر وعمل فتنة طائفية من وراء حملته وإدعائه بطباعة كتاب داخل الدير يسيء للإسلام .

- العالم يعرف جيداً أن هذه مدينة « سانت كاترين» ويأتون على إسمها السياح وعارفين المكان من مئات السنين من القرن الرابع. منذ أن بنى الدير الإمبراطور جستنيان فى القرن الرابع الميلادى تخليدا لذكرى زوجته « ثيؤدورا». وإسمها منقوش باليونانية على عارضة خشبية «بكنيسة التجلى» الرئيسية وترجمة العبارة « لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا » ولإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي. يعني الدير بُني في القرن السادس، يعني(( قبل الغزو العربي)) !

- مدينة سانت كاترين أعلنتها ‏اليونسكو‏ ‏ضمها‏ ‏لقائمة‏ ‏التراث‏ ‏العالمي‏ ‏سنة 2002، ‏ضمن‏ ‏المناطق‏ ‏الست‏ ‏في مصر والمنضمة‏ ‏لقائمة‏ ‏التراث‏ ‏العالمي‏، وسجل المجلس الأعلى للآثار سنة 1993م الدير كأحد الآثار المصرية التي ترجع إلى العصر البيزنطي وهو يخص طائفة اليونان الروم الأرثوذكس. ويضم الكنيسة الرئيسية «كنيسة التجلي» و«كنيسة العليقة» وتسع كنائس جانبية صغيرة، و10 كنائس فرعية. الدير للرهبان الروم، ولكنه يخضع للسيادة المصرية.
وبه مكتبة تضمن مجموعة‏ ‏نلدرة من‏ ‏المخطوطات‏ المكتوبة‏ ‏باليونانية‏ والسريانية ‏والعربية‏ ‏والوثائق‏ ‏التاريخية‏ ‏ومنها‏ ‏وثائق عهد‏ ‏الأمان من‏ ‏ملوك‏ ‏وأمراء‏ ‏مصر‏ ‏إلي‏ ‏رهبان‏ ‏الدير‏ .‏‏ وتبلغ‏ ‏مخطوطاته 6000 ‏مخطوط‏ ‏نادر‏ ‏منها مخطوطات يونانية وأرمينية وإثيوبية وقبطية وسريانية، سواء ‏مخطوطات‏ ‏تاريخية‏ ‏أو جغرافية‏ ‏أو فلسفية‏ ‏إضافة‏ ‏إلي‏ ‏نحو‏ 2000 ‏وثيقة‏ ‏وفرمان‏ ‏أعطاها‏ ‏الولاة‏ ‏للدير‏ ‏وأغلبها ‏من‏ ‏العصر‏ ‏الفاطمي‏. بالإضافة إلى «شجرة العليقة» التي تجلى فيها «الرب يهوه» لموسى النبي.
ممكن يصير مكان عالمي للجميع يحج إليه من جميع الأديان، بدون ما تحتاج سيادتك لتزييف التاريخ ولا تزييف وعيّ الناس ولا لطمس معالم المدينة وبدون تهويد للأرض !
هو كان إسم سانت كاترين كان أضركم في إيه، كفاية فضائح عالمية. مش من مصلحتكم أبدا أنكم تغيروا إسم المدينة العالمي، ولو سميتوها التجلي الأعظم يبقى هتخلوها (التخلي الأعظم )! وتبقى مدينة تابعة للتراث اليهودي المقدس دينياً ورسمياً، لأن المفروض أن التجلي على( جبل حوريب) ده خاص بشعبهم اليهودي مش خاص بسيادتك، وهييجوا يطالبوك بمقدساتهم وبحقهم في هذا الجبل كما فعلوا أيام إحتلالهم وعقب الحرب!

- والمحاولات لطمس الهوية القبطية لاتنتهي، ومسح الاسماء المسيحية يمارس من وقت لآخر. مثل تغييرهم إسم «قرية مرقص» التابعة لمركز الرحمانية إلى قرية المجد. وتغيير إسم «ميدان فيكتوريا» بشبرا إلى ميدان نصر الإسلام. وشاءت الأقدار وفشل محاولتهم لتغيير إسم قرية دير أبو حنس بملوى سنة 2009 إلى قرية «وادى النعناع» رغم أن كل سكانها أقباط ولا يوجد أي مسلم بها، ورغم إحتجاجات الأقباط إلا أنه لم يتم تفعيل الإسم في الشهر العقاري والسجل العيني وظلت الخرائط المحلية بإسم وادي النعناع، كنوع من التحايل ووضع أهل القرية أمام الأمر الواقع!

بلاش.. بلاش تلعبوا بالنار علشان ماتحرقش الجميع، لما إحتلوا سيناء ومحاولتهم أخذها ثانية أيام حكم الإخوان. واسالوا أهل الدير إن كنتم لا تعلمون !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعصب
ابراهيم ذكي ( 2023 / 3 / 11 - 02:55 )
مقال متشنح

اخر الافلام

.. لغز الاختفاء كريستينا المحير.. الحل بعد 4 سنوات ???? مع ليمو


.. مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها




.. إيران تلوح بـ”النووي” رسميا لأول مرة | #ملف_اليوم


.. البرهان يتفقد الخطوط الأمامية ويؤكد استمرار القتال




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل | #رادار