الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع

شفان شيخ علو

2023 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أمّا لماذا خوفنا مشروع، فلأن هناك من يدير أمور البلد " العراق " ويعلن في كل مناسبة وغير مناسبة أننا تجاوزنا الماضي وآثار النظام البائد وأعوانه. جميل هذا الكلام. لكنه بين فترة وأخرى يفاجىء عراقييه، والكورد، والذين ذاقوا مرارات الحكومات السابقة، وفي عهد الطاغية صدام حسين، أكثر من غيرهم، أن الماضي لازال مرحَّب به، وأنه لم يمت، إنما هناك من تهتم بهم الحكومة العراقية، كما في القرار الصادر عن هذه الحكومة وفي جهاتها المختصة بمنح تقاعد لـ ( فدائئ صدام )، نعم إنهم ( فدائيو صدام ) وليس ( فدائيي الشعب العراق )، والذين مارسوا شتى أنواع الظلم، والتنكيل، والقتل، والسلب والنهب واللصوصية والارهاب ضد الشعب العراقي، وفي الواجهة الكورد، بكافة أطيافهم، وما أن يأتي أحدهم على ذكرهم، حتى كان الخوف يبعث الاضطراب في نفوس المحيطين به، لأنهم يعرفون جيداً، أي همج ربّاهم طاغيتهم صدام حسين، وعلَّمهم كيف يبعثوا الرعب في النفوس .
قرار الحكومة هذا، يعني أننا سنعيش وفي نفوسنا خوف، وأن أبناءنا وبناتنا اليوم وغداً، لن يعيشوا في أمان، وأكثر من ذلك، أن ليس من ضمان يجعلنا نهدأ، ونحن نفكر في الحكومة العراقية هذه، والذين لهم دور كبير في إدارة شؤونها، وما صلتهم بالماضي، وبأناس مجرمين دمويين حتى العظم، من أمثال من يُسمّون بـ ( فدائيي صدام )، أكثر من ذلك، يعني هذا القرار، أن الذين وراءه لا يمكن فصلهم من حيث تحمّل المسؤولية عما جرى، وهم بذلك يمارسون تهديداً لمن يعتقون أنهم أبناء اليوم، وشباب الغد، وقد ضمنوا مستقبلهم وأمِنوا على نفوسهم.
كيف يمكن الشعور بالأمان، وفي مثل هذه الحالة؟ والغرابة حين نسمع في منابر إعلامية عراقية أن الحكومة الجديدة غير السابقة، وهي تقف في وجه الفساد والفاسدين. كأن هذا القرار لا علاقة له بالفساد أو بالقرارات التي تسيء إلى عموم الشعب العراقي وإلى المكونات الاجتماعية المختلفة، تبث التفرقة فيما بينهم، أو تنسف كل ما له من علاقة بخصوص التعايش السلمي .
وهذا يتطلب من كل من يتابع محتوى قرار كهذا وفيه حرص على المجتمع وسلامته، أن يستنكر مضمونه، ويفضح المخططين له ومن سينفذون له، والإهانة الكبرى الموجهة إلى العراقيين، كما قلت، وما يمكن أن يحدث من تأثير هنا وهناك. تُرى، كيف يكون شعور الطالب الذي اعتقلته هذه الزمرة المجرمة من ( فدائئي صدام ) وبجانبه طالب آخر، ووالده من هذه الزمرة؟أليس هذا عاراً كبيراً، وأن الذي لم يفكر في خلفيته، يكون قد استهتر بمشاعر أبناء أسر الضحايا ؟وربما الذين فعّلوا فينا نحن الإيزيدية من جرائم إبادة جماعية، في ألثالث من آب 2014، لهم صلة قرابة بهؤلاء، أو جعلوهم قدوة لهم، وهم كانوا محيطين بنا ، ونعرفهم عن قرب !
مؤكد أن هناك من أشار إلى ذلك، وعلَّق على ذلك، في وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب مقالات في هذا الموضوع، وهذا واجب على كل من يشعر أن إنسانيته مجروحة بسبب ذلك، وأن لا بد من المطالبة بفسخ أو إبطال هذا القرار، وأي قرار ربما يصدر مثله، أو يوسّع صلاحياته.
طبعاً نحن، ككورد، لا ندعو إلى الانتقام من أبناء هؤلاء القتلة ومن أحفادهم، إنما لا بد على هؤلاء أن يكون لهم موقف نقدي، يستنكرون ما قام به آباؤهم أو أجدادهم من مظالم بحق عراقييهم، على الأقل ليدرك من يحيطون بهم أنهم غير الذين كانوا قتلة وهمجاً. وليس هناك بوادر من هذا النوع، ولن يكون، طالما نتفاجأ بصدور قرار مخيف كهذا.
إننا نحتاج إلى تغطيات دعائية مكثفة، وإلى تأهيل تربوي للذين لهم صلات بهذا الموضوع، بحيث يجري توجيه النقد لما جرى سابقاً، واعتباره جرائم لا تغتفَر، ليكون هناك استعداد – فعلاً- للدخول في نطاق عهد جديد .
حتى ذلك الوقت، سيكون خوفنا مشروعاً.
نعم، خوفنا مشروع.
لهذا، سنكون في حالة يقظة أكثر للسبب المذكور !
 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة