الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة ال-كارما- وزلازل تركيا

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 3 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كل طاغية يعتقد نفسه، مختلفاً عن سواه من الطغاة، وبمنجاة ومنأى عن الحساب وخارج دائرة المساءلة والعدالة وقوانين الكون الصارمة هو واهم مغفل ساذج وآخر هؤلاء البلهاء الطغاة بالطبع ار.دوغان..
لديّ أكثر من برنامج مقياس للزلازل ومؤشر لها على "موبايلي"، وكل خمس دقائق يتحفني ب"إشعار" عن هزة في وسط وشرق تركيا وكهرمان مرعش، مركز الزلزال الأخير، وعلى الحدود السورية-التركية، والسبب في هذه الزلازل كما يؤكد، ويجزم، كثير من الخبراء، اليوم، هو ضغط المياه الهائل على الأرض جراء اختزان مئات المليارات المكعبة من المياه وحبسها عن السوريين والعراقيين من نهري دجلة والفرات والتسبب بعطش آلاف المدن والقرى وتصحير الأراضي وبكل ما لذلك من تداعيات إنسانية خطيرة على الصحة والحياة قد تصل حد التسبب بموت الناس وخسائر بالمليارات وإن استمرار حبس هذه المياه سيتسبب بزلازل كبرى قادمة لا تبقي ولا تذر وخاصة في استانبول كما تتابعون جميعاً، ولن أتطرق هاهنا لكل ما فعله أردوغان بسوريا وما تسببه من ضرر وخراب وقتل ودمار وخسائر مادية وبشرية، ولكي لا يتم تسييس عملية الزلزال بالكامل.
ولكن بالمقابل هناك الرأي القائل، ونحن نؤمن به سلفا، بأن الزلازل ظواهر طبيعية قديمة لا علاقة لها بكل هذا الكلام و"العلاك" الفاضي وتقع في كل مكان، وهذا بالقطع صحيح، لكن ثمة آراء علمية وبحثية وأكاديمية لا يمكن القفز فوقها، والتي تؤكد القول السابق، لكنها تفسر وقوع الزلازل بعوامل مساعدة تزيد وتسرع في تشكّل طاقة الزلزال ومنها ضغط الماء الهائل وعوامل أخرى على قشرة الأرض مما يساعد في وقوع الزلازل وربما تكون هذه عوامل بمفاقمة وتقوية شدّة الزلزال. ومن هنا يمكن تفسير إلى حد كبير، والتساؤل عن سر هذا الكم اليومي الهائل والمتدفق الذي لا ينقطع من "الإشعارات" الـNotifications وهي بالعشرات، وتكاد تكون كل خمسة دقائق، الصادرة عن مراكز الزلازل، والواقعة، حصرياً، كلها ضمن الأراضي التركية متسببة بهلع واسع للناس ومخلـّفة خسائر وأضرار مادية جسيمة، وتركيا عرضة وبانظار زلازل كبيرة ومدمرة بفعل هذه السدود ستكون أضرارها وخسائرها أكبر بكثير من فوائد ومزايا هذه السدود..
وبالعودة لفلسفة "الكارما" أو ما تعرف بـ"العدالة الكونية الخفية"، وهي فلسفة هندية قديمة جداً تحاول تفسير وشرح الكثير من الظواهر والأسرار الكونية، وبغض النظر عمن يؤمن بها من عدمه، فهي قائمة، بالأساس، على فكرة العقاب والثواب والانتقام "الخفي"، أي لا يكون بقعل فاعل بشري معروف ولا يدري الجاني من أين وكيف سيأتيه الانتقام والشر إلا حين يقع عليه، وعادة، ما يكون من نفس الفعل وضد الفاعل والجاني أو الباغي، ووصلت هذه الفلسفة قديماً، وفيما بعد للعرب، أي هي قبلهم بكثير، ووردت حرفياً بالقرآن بنص: "من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"، وبالعامية "طابخ السم ذائقه"، وسواها من الحـِكم والأقوال كأن يقولون على الباغي تدور الدوائر، أي عاقبة الإضرار بالناس وإيذائهم هو إضرار وأذى حتمي سيلحق بالفاعل والجاني بعد حين ومهما طال الزمن، ومهما كانت صفته ومكانته وأن أذى الجاني سيرتد عليه من نفس نوع الجناية والثواب من نفس نوع العطاء. وطبعا، في الختام، مع التأسف والأسى والترحم والحزن على كل ضحايا الزلزال الأخير الابرياء، في سوريا وتركيا، لكنها الدروس والعبر التي لا يمكن أن يستخلصها ويستوعبها هؤلاء المعاتيه الطغاة...
واللهم لا شماتة بموت وضرر أحد من الناس....
ثمة رأي ورؤية للنقاش قابلة للنقاش ونتفهم كل التحفظات والاعتراضات...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة