الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان والشيطان ووهم الخيال في فلسفة العقائد الابراهيمية!!

عدنان سلمان النصيري

2023 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتوالى حقب التاريخ، بعدما أخذ كل مدعٍ فيها بالتجديد والاصلاح المتأخر، من وضع إلاصبع على الجرح النازف لمعاناة الإنسان، تحت عناويين ابتكار العقائد المتجددة، وبجملة من الرؤى الفلسفية الاسطورية في رسم خارطة خلق الكون، وألقفز المفاجئ إلى محطة متقدمة (افتراضية) في عملية استحداث الإنسان الاول بانزال آدم وزوجه على الارض بمظلة الطرد ، مرورا بجدلية احتدام تساؤل الملائكة ومن ثم احتجاج كبيرهم المدعو (عزازيل).. وقبل ان يطرد هو الاخر من جنة الخلد ، وليستحدثوا له اسما رديفا وكما كان معروفا به لدى الحضارات الأساطير القديمة بـ (الشيطان) (Satan)، ومن ثم ليتم التعريب عليه متأخرا بأسم (ابليس) تعبيرا عن ابلاسه من الجنة). وعودا إلى المشهد الخاص للمحطة الافتراضية باستحداث الإنسان، عندما صاروا يقوّمون ذلك الضلع الأعوج من "آدم" الذي وُلدت منه أول امرأة بأسم "حواء"، ومنهم من أخذ يعلل أهمية هذا الاعوجاج في ضلع "آدم" ، لِما له من أهمية وحكمة من خلقة الخالق، من أجل حماية القلب السليم من أية صدمة خارجية قد تُحدِث نزفًا أو توقفًا للقلب، وبقصد حكم التصديق. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل استحدثوا في المحطات المتأخرة، وكما جاء في آخر الأديان، بشعارات أكثر إنسانية بنشر ثقافة (الرفق بالقوارير) للحفاظ على رقة وحقوق الانثى من بنات حواء . لكن لم يدم الرفق طويلاً بهذه القوارير الرقيقة، وسرعان ما عادت واحدتهن مركونة مع قريناتها من جرار الخل والطرشي والدبس، التي تعيش في داخلها الصراصر بزوايا العتمة والاهمال.
ومن هنا لابد من الإشارة إلى أن الأديان والعقائد، ماهي الا فلسفات ماكرة بذكاء الفطنة والاستدراج بقصد الاستقطاب، فقد استفادت الواحدة من الأخرى، ليخرج من بين ثناياها كل مرة رجل عبقري أو قائد همام، يقود ركب القوم والمعتقد في الواقع المهزوم وباستثمار الفوز بالتوسع.
وبالرغم من الدعوى الدائمة للتجديد والتحديث، الا أن العقائد المتأخرة لم تبرأ من حمل وطئ الأفكار الميتافيزيقية لميثولوجيات الامم القديمة التي اعتمدت على الجن والجنيّات والالهة . بعد ان حاولوا إعادة تصنيعها وتوظيفها بشكل قد لا يختلف، وان استخدموا سياسة التحفظ على اكثر من عنوان، كما هو وارد بالإقلال من ذكر اسم الشيطان في العهد القديم، بذريعة دفع الاشتباه عن ممارسة الاقتباس من أساطير الاولين. وليطرأ التحول في العهد الاخر الاحدث، بعد أن صارت الشياطين تستودع في داخل الخنازير. ومن الجدير بالذكر فإن كلا العهدين بادبياتهما لم يتطرقا إلى مسألة لعن الشيطان، وكما جاءوا بقصة خلق آدم تحديدا. وخلافا لِما جاء به الإسلام من بعد، بل كان الاعتقاد يدور حول مسألة تمرد عزازيل أو(الشيطان) الذي كان يعتبر من الملائكة و يرأس مجموعة كبيرة منهم ، فقام هو ومجموعته بالتمرد واعلان الحرب على الله، لأنه أراد أن يكون في مرتبة الإله. فتم لعنه بسبب ذلك، وصار يوصف مع مجموعته المتمردة بـ(الارواح الشريرة) .
بينما في الرواية الإسلامية نجد الاختلاف جاء بتسمية مخلوقات أخرى مختلفة، موصوفة ب(الجن). وكذلك تم خلط فكرة الملاك الساقط (إبليس) بالثقافة العريبة، فنتج عن ذلك أن هذا الملاك قد تحول إلى (عالم الجن) مع كل أتباعه الآخرين من الملائكة. وساد الاعتقاد بان طبيعة عالم الجن بإمكانهم إعتناق الديانات المختلفة، وتصنيفهم بين كافر وغير كافر. وقرين خبيث، أو عبقري ممكن الاستعانة به في كافة المجالات. وكما كان الاعتقاد جاري عند العرب في الجاهلية بالهام فن الشعر وغيره.
ولتتوسع الظاهرة بالتشذيب والتهذيب في عملية التجديد المتقن، باستخدام مبدأ ترسيخ الاعتقاد، ومن خلال الانتقاء لزخرف بديع الوصف ، فيصبح الخوض اكثر بعالم الروحانيات والجن و الخرافة التي تبنتها مرويات الأحاديث ، ولنكون من جديد ضحايا الترهيب بالسعالي والجن والغيلان ، والتشفع بالملائكة المتلبسة ببعض أشكال الحيوان، وكما جاء في يوم فتح حصن (خيبر): عندما سأل النبي عن شخص سبقه يوم أمس، فأجابوه بعض الأعراب: أنهم رأوا بغلة بيضاء عليها وشاح من الحرير.. قال: والله هذا جبرائيل قد سبقنا ليبث الرعب في قلوب العدو. والأمثلة قد تطول من هنا وهناك..
رررررررر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت