الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخلاق الذاتية والموضوعية والعلم التجريبي

محسن السراج

2023 / 3 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لدينا مثلا الجنسية المثلية كانت تعتبر شذوذاً ولا أخلاقية ولكن بعد الدراسات المعاصرة والأوراق العلمية وجد أنها حالة طبيعية لدى أغلب الكائنات الحية ومن ضمنها الإنسان , هنا لايمكنك التذرع بقضية نسبية الإخلاق , الجنسي المثلي سواء في الهند أو الصين أو أميركا هو إنسان طبيعي ( الطبيعي يقرره علم النفس والتحليل النفسي والطب النفسي ) وقد تقررت الجنسية المثلية فيه وهو جنين في الرحم فأي حكم أخلاقي لدى أي جماعة بشرية هو مضاد لهذه الحقيقة العلمية , الختان بعض الشعوب تقوم به كطقس ولكنه عمل لا أخلاقي وجريمة بحق الطفل وفق المعطيات العلمية الجديدة , هنا الأخلاق تصبح لا أخلاقا ً بحسب تعبيرات نيتشه , كذلك التعذيب وتهديد الطفل يشكل خطورة على الصحة الجسدية والنفسية للطفل وتتراجع كل المقولات الأخلاقية بشأن العقوبات والتي تبرر من وجهة نظر أخلاقية , كذلك الموقف من المرأة في المجتمع الذكوري ومقارنتها بالرجل جاءت الدراسات المعاصرة لتقول لنا لايوجد بين دماغ المرأة والرجل سوى فروقات طفيفة وهي لصالح المرأة مثل الذاكرة الفائقة ومايسمى الحدوة التي تربط بين الفص الأيمن والأيسر للدماغ , والقدرات اللغوية , هذا الجانب الموضوعي من تحليل وتفسير السلوك الفردي ولكن هناك جانب ذاتي ونسبي أيضا ً في الأمور التي ليس لدينا عنها معطيات علمية راسخة ( هناك مبدأ اللذة وتخفيف الألم ) , العقل وحده لايمكنه الحكم على الحسن والقبيح فقد يقودك العقل إلى الوهم ولهذا يبنغي التفريق بين الدليل العقلي والدليل العلمي التجريبي , تعرض الصغيرة للاغتصاب يمكن البرهنة على أنه له ضرر جسيم على الطفلة وعلى صحتها النفسية والعقلية وهذا يعتمد على الدراسات والبحث الميداني وليس على نص مقدس أو غير مقدس , ليس الله من يقرر ماهو الصالح وماهو الفاسد بل تراكم الخبرة المعرفية الإنسانية والعقل والمنطق والعلم التجريبي وهذا الأخير له القول الفصل إذ يمكنه التغلب على مغالطات العقل اللامنطقية مثل الانحياز التأكيدي وربط مالارابط بينه والتضخيم والاقتران الشرطي السلبي وآليات دفاعية لاواعية مثل الاسقاط والتبرير والإنكار الخ , الضمير يتشكل لدى الطفل في عمر مبكر وهو قائم على النهي والكف والخوف ومصادره هي العائلة الأبوية القمعية والدين والتقاليد , ثم تتشكل بطارية القمع والكبت بعد مرور الزمن ومصادرها هي الجماعة التي ينتمي لها الفرد , لهذا يبنغي أن تكون للأخلاق قاعدة قائمة على العلم التجريبي والمنطق بحيث يتم الانسجام بين ماهو ذاتي وبين ماهو جماعي من خلال تخفيف حدة القمع والكبت في العائلة الأبوية وتفكيك الخطاب الديني وفق معطيات المعرفة والعلم وتحليل التقاليد السائدة ودراسة ماهو مضر وموذ وماهو نافع وحميد فيها بهذا ينشأ الطفل في مجتمع سليم و تتطور قدراته العقلية والإبداعية , يبنغي نزع الجانب السلطوي والدغمائي والنص المقدس وهذا هو الدين أي الحكم والشريعة وهي تؤكد على القصاص فيما المعطيات العلمية المعاصرة تؤكد على فشل العقوبات والأهم هو منع تكرار الجريمة وتحويل السجون إلى مدارس للتأهيل وليس للعقوبات , نسبة 1% يولد المرء سيكوباثيا ً ونسبة 3% لها علاقة ب اضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية القطبية , وتلعب الجينات دورا ً يتراوح بين 30_40 % ثم العامل النفسي الفردي والعامل الإجتماعي البيئي , ينبغي التعامل بمرونة كي لايقع المرء في حالة اتهام للذات وتبكيت لها وأن يتعلم الطفل بالمحاولة والخطأ , الأخلاق ذاتيه نسبية ويمكن أن يكون لها جانب موضوعي بالاستناد إلى العلم وهي محاولة للتكيف مع البيئة المحيطة ومتطلبات الأنا فأخلاق أهل الصحراء تختلف نسبيا ً عن أهل الريف والمدن ,ثمة مقولة ل سيجموند فرويد يقول فيها : الذات خادم لسيدين ويقصد أن الذات تخضع للدوافع الحيوية والدوافع العدوانية ( الهو ) وتخضع للأنا العليا وهو ممثل المجتمع بطريقة لاواعية وواعية , التعاون والتنافس نجده حتى في المملكة الحيوانية , لاشيء ثابت والكل في حالة صيرورة وتغير وتحول , مايسمى بالتسامي في أغلب أحواله يفشل أمام مبدأ اللذة ومبدأ الواقع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس