الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*أفكار: نخب الغرب المختصة تدق ناقوس الخطر و تتباكى على ضحايا الإدمان للفيس !

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2023 / 3 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


—-
*كتب: لخضر خلفاوي*
——-من مفكرتي الإلكترونية:

*الغرب متعوّد على خلق و ابتكار الآفات و السموم الثقافية العربية على مقاس تقاليدهم ثم يعملون على - عولمتها- و جعلها تجتاح كل الثقافات لكي يتطبع الآخر و ينساق و يُفتن بمكرهم التمسيخي للمجتمعات المحافظة ، هكذا كان و جبل و يظل سلوك ( الرجل الأبيض ) إزاء المجتمعات المحافظة على القيم ، فالمجتمعات المحافظة السليمة من الجرائم الأخلاقية تُزعج المجتمع الغربي " الإباحي " في كل شيء لأنه قايض الدين بالشهوات و الملذّات و الرغبات ..
*في الأشهر الفارطة نشرت قراءة تأملية ساخرة و تأريخية في الحروب التي كسبتها البشرية مذ فجرها و الحرب التي لا و لن تكسبها .. و أنا عندما أركّز بإسهاب من خلال فكري النّاقد على موضوع ما فإنه نادرا ما أُضيّع وقتي و أتلف - شعيراتي الدماغية - في مجال لا ينفع و لا يضر !.. أنا لا أراهن على ( الأحصنة الفاشلة الخاسرة )!…فقد ذكرت من خلال مختلف مقالات و نصوص مدى سقوط البشرية جمعاء و المجتمع الإسلامي العربي في فخ حرب لن ينتصر عليها أبدًا حتى قيام الساعة و هي الحرب التي ابتدعها و كرّسها العالم الغربي و هي ( الحياة البديلة الرقمية الافتراضية ) من خلال وسائطها المعروفة المشهورة ( المسعورة ) ك ( الفيس و مسنجره و الواتساب ، و غيرها من أدوات شيطانية سرقت و اختطفت إدراك و وعي و عقول كثيرا من الأفراد و حوّلتهم إلى قطعان تابعة تكنّ الولاء الأعمى بالاستخدام المكثف لهكذا وسائط تهديم و تمسيخ و تطبيع مع ( الإباحية بمفهومها الشامل ليس تحديدا بالمفهوم الضيق الجنسي و السلوكي الحميمي)…
*كما قلت في البدء ، هذا الغرب الذي كان سباقا في كل شيء سلبي الذي كان و مازال يستعمل ( التفوق العلمي و التكنولوجي المسوّق لنا كأداة لفرض فرضا الوجه الآخر لثقافته الإنحلالية ) .. و ها هو اليوم يُستنفر من قبل نخبه المثقفة و الباحثة في الطب و العلم النفسي و السلوكي و الاجتماعي و يدق ناقوس الخطر و يؤكد تأكيدًا بأن هكذا وسائط ( المسنجر ( الفيس ) و الواتس آب و غيرها اختلقت أمراضا نفسية بليغة الخطورة لدى مستخدميها و صار ( الإدمان ) آفة مضرة بالأفراد و الأسر و المجتمعات .. و صُنّف هذا - الإدمان المرضي على استعمال الفيس - بالمرض الخطير الذي حرّف علاقات المجتمعات العصرية .. بل الفاجعة تضيف هذه التقارير و الدراسات الأمريكية و الأوروبية أن ( الفيس و تطبيقه المسنجر ) ترأّس قائمة الأسباب التي تؤدي إلى كوارث و مشاكل و أزمات العلاقات من قطيعة و حروب بينية في الأسر و منه في المجتمع و عملت آفة استخدام ( الفيس و المسنجر ) على تفكيك الأسر و إحداث إرباك مستمر في المجتمعات حيث انتشار مدمني استخدام وسائل التواصل !
و وجه أصبع الاتهام من قبل المختصين و الباحثين المنتمين إلى العالم الغربي أن حصريا يحتل ( الفيس ) المرتبة الأولى قبل الفقر و غيره من حيث قائمة الأسباب التي تزرع الفتن و التفكك في قلب الأسر و منه المجتمع برمته !
هكذا هو ( الغرب اللاأخلاقي ) يصنع لنا دوما السمّ، يسممنا ثم يتباكى على ضحاياه و يقترح الترياق و الحلول بعد فوات الأوان !…
- رغم أن هكذا دراسات و بحوث تؤكد على تفشي الفساد و نسف ( التواصل ) الحقيقي في المجتمعات ؛ إلا أنّي لم استطع إرغام عقلي على هضم فكرة اعتبار أن ( الفيس و شيطانه المبين - المسنجر -) هو داء رقمي إلكتروني يصيب المستخدمين له بالإدمان الوخيم الضار الفتاك للحياة الواقعية بمجرد الاتصال مرة أو مرتين في فترة التجريب و الفضول … في رأيي كل (مدمن ) هو شخص مهيّأ مسبقا قبل ظهور الآفة و هو يعاني من فراغ عاطفي ، اجتماعي متجذر و متأصّل و درجة إدراكه العقلية دانية و واطية جدا و مستوى إيمانه منحط جدا بحيث يفرّ إلى استخدام التواصل عبر هكذا تطبيقات لساعات كاملة يوميا.. و إلى ساعات متأخرة من الليل ؛ فإذا ارتفعت درجة الإدراك -العقلي -التي لا يمكن أن ترتقي إلا بتحسين رصيدنا الاعتقادي الديني . لماذا أتحدث هنا عن ضرورة و طبيعة مستوى و جودة الإدراك العقلي و الديني مهم للتصدي لهكذا - إدمان إلكتروني - مشوّه لشخصيتنا و لكياننا ؛ لأنه بطرح الأسئلة العميقة و الصحيحة و قد تكون أسئلة جريئة و قاسية ك:
- ما قيمتي إذا قاطعت ( الفيس و المسنجر و هكذا وسائط عبثية ) واهمة بديلة في الافتراضات ؟
- هل ستستمر أو ستتوقف الحياة عند توقفي عن استهلاك هكذا وسائط تعبث بوقتي و بصحتي و بواجباتي الواقعية على أرض الواقع و تعزلني عن أهلي و مجتمعي ؟
- هل سينقطع الرزق و تتدهور صحتي و يختفي الأمل و تشرق الشمس من الغرب و يتوقف الغيث إذا كفرت بهكذا وسائل و وسائط السوء و اللهو و العبث بالنفس و الوقت الماديين في الحياة المادية ، و هل بخس أو عدم الوقوع في شراك الحياة البديلة سيؤثر على حياتي الحقيقية الملموسة ، أليس أوهن البيوت بيوت و غرف الشبكة العنكبوتية ؟!.
- ——
- *أفكار من مفكرتي الإلكترونية لهاتفي الذكي جدا!
- باريس الكبرى جنوبا ( 17/3/2023)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة