الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من نحن

محسن عزالدين البكري

2023 / 3 / 21
المجتمع المدني


نحن مجتمع خارج المسار، قضايانا لا تهم البشرية، وقضايا البشرية لا تهمنا، تواجدنا في القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد بعقلية القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد.
نبحث عن ما نتباهى به على بضع قبائل بجانبنا ونترك ما سنتباها به على كل أمم وشعوب العالم،؛؛
مجتمع كل قيمنا ومبادئنا مستمده من مبدأ صورني وانا بالجبهة.
تجدنا في جروبات الواتساب، ولا تجدنا في رسائل الواتساب الخاصة، نتصدق بمليون في حين ان المليون جاء عن طريق ابشع انواع الاستغلال؛ نتباهى به أمام الكاميرات، في حين أننا قمنا بتوفيره من العرطات، بل قل من السرقات.
مجتمع نعيش في بلد مهما رممت شوارعها ولمعت مناظرها فلن يتعدى الأمر سوى القيام بترميم سجن.
ولدنا في سجن ونشأنا في سجن لذا نرى هذا السجن هو أجمل مكان في العالم.
نمشي الى الخلف وننظر فقط الى الامام فنتعثر كثيرا ومرارا وتكرارا.
لا نعطي قيمة للوفاء ولا للإخلاص ولا للصدق ولا للإبداع ولا للحب.
يزعجنا صوت الحب وتطربنا أصوات المدافع.
نتمنى الهلاك لبقية العالم بينما بقية العالم هم من يكسونا ويداوونا ويسعون لتوفير كل سبل الراحة لنا.
لا نعطي فرصة للكريم ليضل كريما ولا للأمين ليضل أمينا،، ولا للمخلص ليبقى مخلصا.
نرمي طوق النجاة للغريق إما بعد أن يغرق أو بعد أن يصل الى بر النجاة وفي أكثر الأحوال لا نهتم مطلقا.
نضيع الاطفال الموجودين اهم موارد المستقبل، ونبحث عن الاجداد الضائعين بين مخلفات الماضي.
كل ثرواتنا في المقابر،
مواهبنا وكوادرنا كالمعادن النفيسة بين الصخور، لا نقوم باستخلاصها فتضل صخوراً.
نطالب بحقوقنا في الوقت الذي نتعدى به على حقوق الآخرين.
لا نتعاطف مع آلام العالم ونريد من العالم أن يعطف علينا.
ندعي باننا سنخرج البشر من الظلمات إلى النور بينما الكهرباء عندنا منطفئة.
نمجد الجهل ونحتقر العلم، ونرقص بلا موسيقى.
نرقص في شعاب بعيدة عن المكان الذي يرقص به العالم في الظلام وفي بطون المنحدرات، فلا أرض مستوية صالحة للرقص ولا نور لنرى شركائنا في الرقص، ولا يصلنا صوت الطبول ولا الموسيقى.
نكتب في دعوة الأفراح يمنع اصطحاب الأطفال إلى صالة الأفراح؛ بينما العروس في سن العاشرة،
يسيرنا الموتى، ويوقفنا الأحياء.
سيارات الشرطة هي الأكثر في الحوادث المرورية.
وطاقم شرطة الأمن هم الأكثر إخلالا بالأمن.
وشرطة مكافحة الجرائم هي الأكثر قتلاً وإجراما.
تشتكي للشرطة من شخص ظلمك بألف ريال. فتدفع للشرطة عشرة ألف لتستعيد الألف من ظالمك.
نتقاتل من أجل السماء فنضيع الأرض.
موبوؤون بأفكار المناطقية والقبلية والطائفية وعداء الموتى وحروب الماضي وخطايا الأولين.
لم نفهم بعد أن كل شخص هو كيان منفصل بحد ذاته، لا علاقة له بسيئات الآخرين ولا بحسناتهم، حياته لم يعشها غيره، وحياتهم لم يعشها هو.
لم نفهم أن ما كان صالحا لمن سبقونا ليس بالضرورة أن يكون صالحا لنا، وماهو صالح لنا ليس بالضرورة أن يكون صالحا لمن سيأتي بعدنا.
نتمدح بأوهام المجد لأجدادنا، بينما المجد الذي يستحق ان نفتخر به هو مجد اولادنا أو تلاميذنا. لان مجد الابناء والتلاميذ نحن من نساهم في صنعه.
موبؤون بوباء جنون العظمة والإرتياب فنتوهم أننا فقط الشجعان في هذا العالم. وبقية المليارات من سكان الأرض جبناء ونتوهم أننا متميزون وكل العالم يتآمر علينا، بينما الحقيقة أن كل العالم متورط بالصدفة التعيسة التي جمعتنا به في هذا العالم وفي هذا العصر.
سمعنا دائما قول الثلايا، حين قال لعن الله شعباً أردت له الحياة فأراد لي الموت، - - لكننا لا نعلم أن الثلايا مات بينما لم تمت مقولته، ولا تزال حتى الآن سارية المفعول.
فرحم الله الثلايا ولعنة الله علينا..
.......
...
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل


.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800




.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو خائف جدا من احتمال صدور مذكرة اعتقا


.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام




.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف