الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع عربي او خريف عربي؟؟

فايز الخواجا

2023 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما سمى بالربيع العربي وسيطرة الايدولوجية السلفية الاسلامية عليه وعلى مجرياته وانحناءاته ونتائجه...
الحديث عن ما سمى بالثورات العربية او الربيع العربي ليس حديثا سهلا ان اتجه نحو المقدمات المتراكمة والتي افرزت ما افرزته من مآسي وكوارث ومصائب..
وعليه استطبع ان اقول كما سجله واقع النتائج انها قد فشلت فشلا ذريعا وادى هذا الفشل الى التراجع والنكوص قياسا لاتجاه تطور الحياة وانسانها ومعارفها وطريقة التفكير التركيبي من خلال التركيبة العقلية الحديثة محتوى وادوات.
وحسب رأي استطيع ان اقدم الاسباب التالية لفشل هذا الحراك الشعبي
اولا: تاريخيا لم يشكل التركيبة العقلية لانسان بلادنا الا الفكر الديني من خلال القراءة الايدولوجية الفقهية- السنة والجماعة- وهي الفرقة التي تسمى عند هذا المذهب -الفرقة الناجية- هذه التركيبة العقلية مليئة بالاساطير على جميع انواعها من خلال تقديس حوادث لا تتسم بالواقعية باية صلة من جهة الى خواطر وتداعيات عقول السلف وثقافتهم وادوات تفكيرهم ونرجسياتهم واسقاط ما هو خارج العقول العميقة وقوانين الواقع. فعدم الاهتمام بقراءة الواقع من خلال ادوات المعرفة والتفكير ترك المساحة واسعة للغيبيات والعشوائيات والارتجاليات والفوضى في الحياة على المستوى الفردي والجمعي.
وللتركيبة العقلية والخريطة الذهنية اهتمام خاص عندي لانها هي البلاء والكارثة والامراض لمجتمعاتنا وهي المرض المزمن وما تفرضه من اعراض قاتلة من ابسط الامور للشخص او للمجتمعات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والمعرفية والفكرية والمكونات النفسية.متناغمة ومرسخة كل البنى المترحلة والمتولدة من القرون الوسطى تماما.
ثانيا :مع انتشار التعليم في بلادنا منذ بداية القرن العشرين ثم بناء المدارس ومؤسسات التعليم المختلفة خصوصا بعد الاستقلال السياسي الشكلي وطرح مسألة فلسفة التربية تحت عنوان الحفاظ على التراث والهوية استمرت مدخلات محتوى هذه التركيبة في المناهج ومدخلات التعليم حيث كانت المخرجات هي نفس المدخلات واصبح التعليم يدور حول محو امية القراءة والكتابة فقط مع الحفاظ على هذه التركيبة لانها تمثل الحفاظ على الهوية والتراث بدون الالتفات ان لكل الهوية والتراث محاور للثابت والمتغير.
من هنا كان يمثل التعرض للمعرفة الحديثة والفكر الحديث والنظريات الحديثة تعرضا سطحيا قشريا هافتا ومتهافتا يمثل جزئيات ورتوشا باهتة مريضة لانها جميعا تتعرض للهوية والتراث. حتى التعليم العالي لم يصمد ولم يخترق ويطور خريطة هذه العقلية بسبب ان هذه العقلية تمثل المخيال الشعبي بكل ما فيه من اشارات ورموز وسلوكيات وتوجهات وتوجهات على المستوى المعنوي والمادي. ترتبط بقوى غيبية وقوى خوافي ما ورائية تنسب لها هذه التركيبة العقلية اليد الطولى والقوية في تغيير الواقع في اي اتجاه تريده هي بمعزل عن الانسان وارادته ومتطلبات حياته. امام هذه الحالة لا اثر للعلم وللتعليم في تغيير بنية هذه العقلية حيث ينعدم اثر كل من العلم والتعليم في صياغة تركيبة عقلية جديدة. خصوصا ان هذه التركيبة العقلية تترحل وراثيا من خلال جينالوجيا التربية.
ثالثا: مجتمعاتنا لم تنتج نتيجة التطور التاريخي السيسولوجي انما هي عبارة عن تجمعات تم احاطتها بسياج سمى دولة بمعنى ان الدولة لم تخضع لتطور في البنى الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية والسياسية اي انها ليست وليدة مقدمات وسيرورات متتالية انما تم تناسل دولة القرون الوسطى مع استيراد شكليات وتحديثات ليس لها جذور في ثقافتنا وفكرنا اي ليس لها بذور في ارضنا حيث فهمت الدولة سيطرة وسطوة لكل من يملك القوة والقبيلة والعشيرة من خلال( العقيدة والغنيمة والقبيلة) كما قال ابن خلدون..
وهنا العقيدة هي مدخلات ومخرجات التركيبة العقلية السابقة والغنيمة هي السطو والغزو والكسب في اطار الاستحداث لهذه المفاهيم والقبيلة( حزب سياسي. قبيلة نسب. قبيلة دينية. حركة سياسية) مع امتلاك القوة والمال والرجال.. فتركت مجتمعاتنا تئن تحت سطوة الغالب والقبيلة واصحاب النفوذ بسيوفهم المشرعة ضد كل ما يفكر بالجديد او التجديد.. هذا لم يخلق التنوع وحرية الانسان غير الضارة وحريته بالتفكير مقابل سطوة من قام بالعمل في منظومة المال الريعي والوكالات التجارية الاجنبية كل هذا كان سدا امام بلورة حراك مجتمعي لبلورة المجتمعات المدنية والتي تشكل كتلة قوية امام تغول سلطة الحكم وسياسييه.
رابعا: الحركات الفكرية والسياسية: الحديث هنا طويل ومركب وبحاجة الى معرفة وتحليل قدر المستطاع ولكن هنا للتسهيل او ان اقسم الحالة الى ما يلي:
=الحركات السياسية واحزابها لم يكن لها ابعادا فكرية حديثة عميقة للنهوض بمجتمعاتنا اللهم الوصول الى الحكم والسطوة والسيطرة تحت عناوين شعارات منمقة خادعة ومن هنا اصبحت ظاهرة الانقلابات على رفاق الامس عملا (ثوريا) فارغا تافها لم تقدم لشعوبنا الا تغيير الوجوه والوان القبعات بعيدا عن نسق فكري ثقافي عميق للتغيبر وارى السبب في ذلك يعود الى طبيعة التركيبة العقلية المترحلة والمتغولة منذ قرون حيث التنابد ومعاداة المختلف والابتعاد عن اية افكار ثورية نقدية وبالتالي حدثت الكوارث والمصائب
=الحركات الفكرية ذات البعد القومي الواقع انتجت التركيبة العقلية ذات المضمون السلفي كمحتوى وادة بطريقة مشوهة مختلطة مع بعض شذيرات العصر الحديث والتي اشبهها دائما بالصاق اغصان خضراء يانعة على شجرة يابسة ميته حيث تبقى الشجرة ذات خلايا لبذور ميته.
اما اليسار والحركات الديموقراطية والليبرالية والعلمانية فهي وجدت في ارضية لاتتفق مع شعاراتها واطروحاتها وافكارها واعتقد ان السبب يعود الى عدم العمل الجاد لتغيير هذه الارضية وطرح المكونات والعناصر الكيميائية اللازمة لتغيير تركيبتها وهنا اقصد تغيير التركيبة العقلية االمسيطرة وخريطتها الذهنية ومن هنا كانت عوامل واسباب السقوط جاهزة لتتقدم الايدولوجية الفقهية السلفية وتحتل المشاهد جميعها وما تعمل به ليل نهار من تخريب للعقول ونشر =التخاريف والاساطير والجهل والسخافات والتفاهات من سقط المتاع من كتب الغيبيات والهذيانات والتفاهات والمساخر الى قراءة تفسير الاحلام وطريقة الطبخ والتنجيم وشعوذات معرفة الغيب ممن وجدوا في تخاريفهم هذه من وسائل الكسب والتكسب المالي نتيجة اقبال قطعان الجهلة على تخاريفهم في المواقع مثلا.!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله