الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام مشروع سياسي عربي

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أردت تخصيص هذا البوست عن أولئك الذين يريدون ان يتصيدوا في قضية الايمان والإلحاد.. أولًا وقبل كل شيء أقول؛ بأنني احترم قناعات الإنسان مهما كان دينه وبالتالي مهما كنت اختلف معهم في قناعاتهم فذاك لا يقلل احترامي لكل الأديان والجماعات والطوائف ودون أن يكون لي قناعة دينية ايمانية بأي منها، بل باعتبارها جزءً من التراث الثقافي الإنساني وليس من منطلق رسالة ونبوة، كما يدعونه وفيما يلبسونه من قداسة.. وأخيراً وبخصوص الخلاف بين القراءة السطحية الإسلامية فيما يدعون من رفض الإبليس السجود لآدم وعدم الرضوخ لإرادة ومشيئة الرب وبالتالي الخروج عن الطاعة الإلهية مما وجب اللعن؛ أي الطرد من الجنة وبين القراءة الفلسفية الصوفية العميقة في بعدها الإيماني والفلسفي حيث يعتبرون عدم السجود من قبل إبليس لآدم هو أعمق أنواع الخضوع للإله، كونه بذلك أكد – أي الإبليس- إيمانه العميق والقوي بالإله وبأن لا يمكن له السجود دونه لأي كائن آخر وهو كبير الملائكة، فكيف إذا كان ذاك الكائن من طين؛ الوحل والتراب وهو الكائن الناري والنار أعلى مرتبةً من الطين، بل إنه الأعلى تراتبية، بينما الطين والوحل أدناه في تراتبية الخلق والطبيعة وبالتالي لا يمكن للأعلى السجود لم هو الأدنى والأسفل فبذلك نكون قد دمرنا نواميس وقوانين الطبيعة نفسها.. وقد سبق وتطرقت للموضوع في أكثر من مناسبة.

ما سبق هو على الصعيد الفلسفي الديني، أما على الصعيد الاجتماعي فذاك ما فعله محمد والإسلام حيث جعلوا معبودهم آدم والمكون الذي شكل من الطين أعلى مرتبةً من ذاك الملاك المعبود لدى المجتمعات الآرية -ومنهم الكرد- ونقصد الملاك إبليس ملعوناً مطروداً من جنة الله ورحمته ويستحق العقاب لذنب هو ليس بذنب أساساً، كما رأينا، بل كان إيماناً عميقاً بأن السجود لا يجوز غير للرب، لكن الجماعة الجديدة؛” المسلمين كانوا بحاجة لهذه الخديعة لكي يقنعوا الأتباع بأنهم “حزب الله وعلى الحق وبأن الآخرين على باطل ويمثلون “حزب الشيطان” مع أن الحقيقة الفلسفية عكس ذلك تماماً، كما أسلفنا ووضحنا، بالرغم من إنها كلها تدور في دائرة الخيال الإنساني الأسطوري في بحثه عن معنى الوجود والحياة ولا شيء منه حدث في الواقع الوجودي والحضاري البشري؛ يعني لا آدم ولا إبليس ولا آلهة وكلها حكايات تم إعدادها لإيصال فكرة فلسفية ومن بعدها تحولت لمشروع سياسي بقالب ديني أسطوري لكي يؤسس مملكته ودينه على حساب ممالك وأديان الآخرين وإلا ما كنا رأينا اليوم عربياً أو بأحسن الأحوال بعض القبائل المتصارعة على بعض الواحات في شبه الجزيرة العربية. وبالمناسبة وبخصوص أن الإسلام خدم العرب كأهم مشروع سياسي قالها محمد بن عبدالله -رسولهم- وقد جاء على لسانه وفي أكثر من مصدر تاريخي ويذكره معروف الرصافي في بحثه التاريخي تحت مسمى “الشخصية المحمدية”، بأنه قال لقريش: “اعطوني كلمة واحدة وسأجعلكم أسياد العرب وأجعل الروم والفرس مولى لكم”؛ أي أن المشروع منذ التأسيس هو لخدمة القبيلة (قريش) حيث الانتماء الأقرب والملة (العرب) حيث الإطار الثقافي الاجتماعي الأوسع.

طبعاً لا نقول ذاك من باب العنصرية القومية، بل من باب أفضال محمد والإسلام على القبائل العربية والتي وحدها لأجل مشروع سياسي، فهو لم يُنجح العرب ويسيدهم على الآخرين فقط، وذلك بعد أن كانوا عبيداً لدى الروم والفرس “عبدة النار”، بل جعل الكثير من أمم وقبائل وملل ونحل أخرى تنصهر في العروبة من خلال بوتقة الإسلام بحيث بات المستعربين اليوم أشد عنصرية عروبية قومية من العرب الأقحاح ويمكنك ملاحظة ذلك حيث التيارات القومية من ناصرية وبعثية وغيرهما ولدت في الدول وبين هذه الشعوب التي استعربت مثل العراق وسوريا ذات الثقافة الآرامية السريانية الفينيقية البابلية الحثية، أو بدول ما تسمى المغرب العربي ذي الثقافة والحضارة الأمازيغية، بينما الدول والمناطق التي خرجت منها الموجات العربية الأولى السعودية وبعض دول الخليج لم تعرف مثل هذه التيارات القومية العروبية العنصرية.. نعم يبدو أن التطبع هذه المرة غلبت الطبع والأصل بحيث بات المستعرب أشد عروبة عنصرية من العرب العاربة. طبعاً استفادت شعوب أخرى أيضًا -مثل الترك والفرس- من الإسلام ولكن من خلال المذهبية حيث وحدوا أنفسهم تحت حالة جامعة بالمذهب، بينما شعوب ثانية مثل الكرد والأمازيغ لم يعرفوا كيف يقدروا الاستفادة وللأسف

ملاحظة وتنويه؛ أرجو أن لا يأتي أحد ليمارس سلوكيات غير لائقة من خلال تعابير وألفاظ غير لائقة أو إساءات شخصية فحينها سأكون مضطرًا لحظره، كما فعلت مع عدد من المتابعين حيث أطرح قناعاتي ومسموح للجميع إبداء قناعاته وآراءه وأفكاره ولكن في إطار فكرة مقابل فكرة وليس شتيمة مقابل فكرة حيث قلت أحترم كل القناعات لأنني بالأخير احترم الإنسان حامل الفكرة ولكون هذه الثقافات والأديان جزء من التراث العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام نسخة يهودية - مسيحية
منير كريم ( 2023 / 3 / 24 - 10:56 )
الاستاذ المحترم بير رستم
الاسلام بنصوصه نسخة يهودية- مسيحية اتت لبلاد العرب من الشام
الاسلام لاقومي اي ليس كالديانة اليهودية اختصت باليهود والديانة الهندوسية
الاسلام ليس طبقيا اي ليس اشتراكيا ولا راسماليا
لم يسد العرب ضمن الاسلام الا فترة قصيرة ثم سادت اقواما اخرى كارهة للعرب اضطهدت العرب باسم الاسلام مثل الفرس والاتراك والاكراد كانوا جزءا من الفرس والاتراك
العرب كانوا الضحية الاولى
ونقطة اخرى المسها عند البعض في الحوار المتمدن من مدعي الماركسية والديمقراطية هي تفسيرهم للانتماء القومي بدلالة العرق والعنصرية ويقسموا العرب الى عرب ومستعربين بينما التفسير العلمي الحديث الانتماء القومي باللغة والثقافة
يجب الانتباه لعنصرية وشوفينية الاقليات وهي خطرة كشوفينية الاغلبية
شكرا


2 - مقالة مفيدة وموضوعية
د. لبيب سلطان ( 2023 / 3 / 24 - 14:06 )
الشكر لكم استاذ بيير للطرح القيم والجميل لمفاهيم تراثية اجد على مثقفينا ، كما في مقالتكم،
تناولها عقليا لفهم المعاني الرمزية فيها ، فهي تساهم بخلق معرفة ووعي متحضر في فهم تراثنا ومنه يساهم في تحرير انساننا من خرافات رجال الدين وجعل فهمه عقليا وعقلانينا لفهم العالم بدل حبسه في الخرافات وما يتبعها من سيطرة على الناس. ان اعادة طرح تراثنا وفق مفهوم عقلي اجدها قضية هامة على علمانيينا النهوض بها، فشكرا لكم

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah