الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ونظرية المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية (3)

رواء محمود حسين

2023 / 3 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ويقول الدكتور إبراهيم بيومي مدكور أخيراً، من هذه العناصر المختلفة التي أشرنا إليها باختصار، تتكون فلسفة الإسلام. إذا كانت عقيدة (أرسطو) هي عمادها القوي، فقد وهبها (أفلاطون) و (أفلاطن) مواد لا يمكن إنكارها، وقد لوحظ منذ زمن بعيد أن ما هو موجود في الفلسفة الإسلامية من بقايا الأفلاطونية المحدثة ومع ذلك، فإن المصادر الدقيقة التي أخذت منها هذه النفايات لم يتم تحديدها بعد. أحيانًا يبحث عنها في إنياد (أفلاطون)، وآخر في كتاب الربوبية وكتاب الخير الخالص، والتي تُنسب خطأً إلى (أرسطو). أما (أفلاطون) أو (شيخ اليونان) كما يسميه (الشهرستاني) فلم يترجم إلى العربية قط، وما ينقله (الشهرستاني) من آرائه يعود لما كتبه فلاسفة آخرون. الإسكندرية. أما كتاب الألوهية وكتاب الخير الخالص فقد نقلا بلا شك نظرية (أفلاطون) إلى المسلمين، ولكن لا بد من أن نضيف إلى هذين الكتابين من بين مؤلفات المفسرين (أرسطو) من فلاسفة الإسكندرية الذين أشرنا إليهم. فوق. لم يقدم هؤلاء المعلقون المدرسة الفكرية الأرسطية للعرب في شكلها القديم، لكنهم خلطوها ببعض النظريات الأفلاطونية والرواقية وأجزاء من الأفلاطونية الحديثة. إذا شرح (أرسطو) أنه لا يستطيع التخلص تمامًا من آرائه الشخصية، أو التخلي تمامًا عن نظريات مدرسته، لذا فإن الحركة الفلسفية التي قام بها علماء الإسكندرية في القرن الثاني الميلادي، ومن بينهم (رينان)، لم يقدم بيانًا مرضيًا، وهو مدرسة فكرية أرسطية بحتة، ولكنه بالأحرى نظرية مشوهة بعناصر مختلفة، كان المعلقون في الإسكندرية مهتمين بالتوفيق (أرسطو) (وأفلاطون) من ناحية، وبين الأول ومن ناحية أخرى فإن جماعة الرواقيين، وهذه المصالحة في حد ذاتها أوضح من خصائص الفلسفة الإسلامية. نعتقد أننا إذا أردنا إصدار حكم دقيق على هذه الفلسفة، فلا بد أن تكون بين أيدينا تفسيرات فلاسفة الإسكندرية وتفسيرات أعظم أتباع (أرسطو) الأول ((ينظر: الدكتور إبراهيم بيومي مدكور: "المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية"، مجلة الرسالة/العدد 95، بتاريخ: 29 - 04 – 1935، على الرابط الاتي: https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_95/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D9%84%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9).
وهذا ما أقر به الإمام الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق، شيخ الأزهر، ومؤرخ الفلسفة الإسلامية المعروف، إذ قال في كتابه: "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية":
"واعتراف مؤلفي العربية بأن علوم الفلسفة دخيلة عليهم، ظاهر في شيوع وصفها في كتبهم بأنها من علوم الأوائل والعلوم القديمة، في مقابلة العلوم المحدثة في الملة الإسلامية... واستعمال العرب للفظ "الفلسفة" اليوناني إشعار بأن مصدر الفلسفة عندهم يوناني، بل إن مؤلفي العرب يرون أن الأصل في الفلسفة والمبدأ في الحكمة للروم" (ينظر: مصطفى عبد الرازق: "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية"، مطبعة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1363 ه – 1944 م، ص 39).
من خلال الأفكار التي طرحها الدكتور إبراهيم مدكور في مقاله الموسوم "العناصر الإغريقية في الفلسفة الإسلامية، نكتشف حجم التأثير الهائل الذي تركته الفلسفة الإغريقية في الفلسفة الإسلامية، وهذا ما يفتح المجال لتساؤلات كثيرة متعلقة بالفلسفة الإسلامية من ناحية الأصول والمنهج والأصالة وغير ذلك.
في رأيي المتواضع، إن إعادة اكتشاف هذا المقال الهام والمبكر جداً للدكتور إبراهيم بيومي مدكور، والمعروف بكونه أحد أبرز المتخصصين، كما قدمت من قبل، في الفلسفة الإسلامية وتاريخها، يفسح المجال، لإعادة التفكير في مدى أصالة الفلسفة الإسلامية، ومدى علاقتها بالفلسفة الإغريقية، ومدى التأثير الهائل الذي تركه فلاسفة اليونان في الفلاسفة المسلمين. إن المضامين التي اشتمل عليها هذا المقال مضامين مهمة للغاية تفتح المجال واسعاً لقراءة جديدة فاحصة ونقدية في الفلسفة الإسلامية وتاريخها حول هذه النظرية حصراً، أي (نظرية المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية) التي طرحها الدكتور إبراهيم مدكور في مقاله الموسوم (المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |