الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الغزو: بين البداوة والفقه المنحرف

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعددت أهداف الغزو في العقلية البدوية بين التكسب المادي والفوز بالغنائم، وبين السطو المسلح والاستيلاء على ممتلكات القبائل المجاورة، وبين التفاخر بالرعونة والهمجيه والتغني بها. .
يعد الغزو في مجمله من العادات السيئة التي تلقى الترحيب عند القبائل البدوية الغارقة في الجهل، وظلت هذه العادات سائدة منذ العصور الغابرة، لكنها اتخذت مسارات جديدة على يد فقها السوء الذين شجعوا الناس على الغزو هذه الأيام، وفي طليعتهم (ابو اسحاق الحويني في مصر)، الذي ظهر على الملأ في تصريحات متلفزة يدعو فيها الشباب للغزو وسبي النساء. .
والطامة الكبرى ان بعض المواقع والمنصات الاسلامية تتغنى هذه الأيام بالغزوات التي شنتها الجماعات البدوية ضد قبائل نجد والحجاز للمدة 1910 - 1930، فمنحتهم تلك المواقع صفة الثوار، ومنهم (فيصل الدويش)، و (نايف بن حثلين)، و (جاسر بن لامي)، رغم انهم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، ولا علاقة لهم بالورع والتقوى والإيمان، وقد اُنتزعت من قلوبهم الرحمة، وكانت لهم صولات وجولات في ترويع القوافل بقلب الصحراء، أو في سفك دماء ابناء القبائل الفقيرة، ونهب قطعانهم وماشيتهم. .
ولا فرق بين غاراتهم وغارات الهنود الحمر أو غارات القبائل المتخلفة في غابات الامازون أو في جزر الملايو. ثم يعودوا بعد غاراتهم ليتقاسموا الغنائم بالتساوي، حتى القتلى لهم حصتهم من الغنيمة (تعطى لذويهم). اما الذين لم يشاركوا في الغزو فليست لهم حصة، وهذه هي المبادئ التي يشجعها (أبو اسحق الحويني) ومن كان على شاكلته. والتي تحولت إلى هدف استراتيجي من أهداف الدواعش حيثما أرسلتهم القوى الظلامية لإثارة الفزع في قلوب الناس ومصادرة حرياتهم، فالمنهاج الذي سار عليه الجناة والغزاة في إزهاق أرواح الفقراء والمستضعفين والمسالمين في تطبيق شريعة الغاب في القرن الماضي، حيث القوي يأكل الضعيف، وحيث البقاء للأشرس والأكثر فتكاً ودموية، هو نفسه المنهاج الذي ينادي به فقهاء الفتنة في تطبيق القواعد الفوضوية التي أسسها ابن تيمية، والذين جاءوا من بعده وساروا على نهجه. وهذه هي الصورة الدامية التي جمعت بين العادات البدوية البالية، وبين الفتاوى العدوانية التي اطلقها المشايخ لقتل الناس، وسبي نساء الاقليات والطوائف المسيحية والايزيدية، وحرق بيوتهم وتدمير كنائسهم ونسف معابدهم. .
يقول ابو اسحاق الحويني: (إذا انتصرنا على بلد فكل ما فيه غنائم وسبايا للمجاهدين). يقول هذا الكلام وهو يعلم اننا لم ننتصر على أحد منذ عام النكبة. وأصبحت بلادنا مفتوحة الآن لاستقبال الغزاة الكبار، وسمحت لهم الحكومات بإقامة القواعد الحربية. لم ننتصر على امريكا، ولا على بريطانيا، ولا على فرنسا، ولا على ايطاليا، لم ننتصر عليهم فوق أرضهم، ولا في عقر ديارهم، لكن الحويني يريد من شباب الاسكندرية الهجوم على ابناء بورسعيد وسرقة قواربهم، ويريد من ابناء الموصل الهجوم على بغداد ونهب ما فيها. تماما على السياق الهمجي الذي سارت عليه الأعراب في محاور الغدر والعبث وقتل الناس. .
وقد تناول عالم الاجتماع الدكتور (علي الوردي) هذه الامراض السلوكية الموروثة، التي تجمع بين صورة المتدين الورع، وصورة المجرم البشع، وتجمع بين صورة البدوي المتخلف وصورة المتحضر المتنور. فترى هؤلاء يعملون لصوصاً في الليل وأئمة في النهار. ولسان حالهم يقول:-
ولي فرسٌ للحِلمِ بالحِلمِ مُلجَمٌ
ولي فرسٌ للجهلِ بالجهلِ مُسرَجُ
فمَن رام تقويمي فإني مقوَّمٌ
ومَن رام تعويجي فإني معوَّجُ
فلا تندهش إذا رأيت المواقع المؤمنه بشريعة ابن تيمية هي نفسها التي تتغنى بامجاد السفاحين واللصوص والغزاة. .
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك