الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن التنوير .ح 21 صدام الحضارات وصدام المحليات

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2023 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في خضم الصراعات العالمية التي نشهدها ، يبدو ان البعض من المثقفين ما زال يصر على منح نفسه القاب تبجيلية بسبب اراء وافكار مستخدمة من قبله ، منها اراء تخص التراث وتبجيله يستخدمها طائفة من المثقفين يعتبر التراث لديهم ذي نزعة تقديسية ، والبعض من الاراء يستخدمها اخرون بنزعة تقديسية وتبجيلية للرؤى الغربية من افكار الحداثة وما بعدها والحوار، والعولمة والصياغات الفكرية الاخرى ، حتى اصبح كلا الطرفين غير مستساغ من قبل المجتمع والمتلقي ، لاننا عندما نتحدث عن حوار الحضارات او حوار الافكار او احترام الاخر ، نجد انفسنا من حيث لا نشعر لا نكن للاخر أي احترام بل نهزؤ منه ومن افكاره، ولكن على الاخر ايضا ان يحترم المثقف ويحترم افكاره واراءه لكي لا يجر المثقف للاستهزاء به والنيل منه ، وهذا النيل والاستهزاء هو متبادل بين الطرفين فكل واحد منهما ينال من الاخر بطريقته الخاصة ، كنت في جلسة في يوم من الايام وتحدث البعض حول ضرورة ذهاب وفد ثقافي لممثل المرجعية الدينية في البصرة، وهنا اعترضت عليه ليس بسبب الغائي للاخر بل بسبب درايتي وبحكم تجربتي وخبرتي بعدم قبول هذا الشيخ المعمم لي ولا للوفد الثقافي اذا تكاشفنا في الافكار فهو يعتبرني لدي مشكلة في التوحيد وغيرها من الامور التي لا التقي معها به ابدا، لذلك اقول بل اشدد على ان اللقاء يتم وفق افكار اولها احترامي واحترامه يجب ان يتسيدا الموقف، بيننا كما ان على رجل الدين الا يعتمد منهجية التكفير والاقصاء ضدي لانني لن احابيه مقابل فكري وقناعاتي ، من هنا هو سيعمل على مبدأ الاقصاء والتكفير لان الحديث بيننا سيطول في منهجية الاصلاح التي يعتبرها المؤمنون حكرا على مؤسساتهم الدينية ،لذلك فان نظرية صدام الحضارات لهنتغتون ممكن ان نصيغها بشكل صياغات محلية local قبل ان نصوغها عالميا universal كما فعل هنتغتون لان الصدام ينحو منحى محلي وخير دليل على ذلك عدم تقبل الاخر من قبل المؤسسة الدينية وصدامها الكبير مع التنويريين هو خير دليل على صدام المجتمع المحلي الواحد في داخله لعدم وجود التقبل بين من يعتبرون انفسهم فوق البشر ، وبين البشر المساكين انفسهم الذين يتغيرون ويتطورون وفق نظرية التطور سايكولوجيا وبايولوجيا ، نحن اذن امام تحديات كبيرة على المستوى الاكاديمي والثقافي والديني وتكاد كل هذه التحديات تاخذ منحى سلبي لان الصدام هو سيد الموقف وليس الوئام والاجتماع لذلك ساوجد مصطلحا يوازي مصطلح صدام الحضارات الذي اوجده هننتغتون وسأسميه (صدام المحليات) واقصد بها الصدامات التي تصل الى حد اسالة الدماء وقتل الاخر واقصاءه داخل المجتمع الواحد نتيجة اختلاف الافكار والمنهجيات ، وصدام المحليات هذا سيقود حتما لصدام الحضارات لانه سينتج حضارة داخل مجتمع محلي لا تتقبل الاخر من داخل المجتمع نفسه فكيف اذن ستتقبل الاخر من مجتمع اخر ، والرسم التالي يبين صدام المحليات :


m






N


n: عدم قبول الاخر
M: صدام المحليات
حيث نلاحظ عند زيادة عدم تقبل الاخر يزداد معها صدام المحليات، الذي سيقود حتما الى صدام الحضارات .

صدام المحليات صدام الحضارات
اما اذا انفتح المجتمع على نفسه فسينفتح حتما على الاخر وسيكون لدينا بدلا من صدام المحليات ،لقاء المحليات.
وحسب الرسم التالي:


m







N

حيث n: قبول الاخر.
M: لقاء المحليات

اذن لقاء المحليات سيقود الى تلاقح الحضارات وتلاقيها.

لقاء المحليات لقاء الحضارات وتلاقحها.

من هنا على المثقف ان يعي ان لقاءه مع رجل الدين ليس لقاء بروتوكوليا كما يراد له ،بل يجب ان يكون لقاء فيه من المواجهات الفكرية للوصول الى حل حقيقي عقلي وواقعي هو الذي يجب ان يتم لتحقيق غرض الثقافة من الاصلاح والنهضة .

ملحوظتان:
1- لقاء المحليات سيقود الى لقاء الحضارات وتلاقحها وهذا بالضد من نظرية هنتغتون التي تؤدي الى تصادم الحضارات في النهاية .
2- اللقاء مع رجال الدين يجب الا يكون بروتوكوليا او مجاملاتيا بل يجب ان يكون واقعيا وان يقول فيه المثقف كما رجل الدين اراءه بحرية كي تتحقق العدالة الفكرية في الطرح دون تكفير الاخر والغاءه.
للحصول على الرسوم التوضيحية يرجى التواصل مع الكاتب على عنوانه الالكتروني وذلك لعدم القدرة على نشرها على موقع الحوار المتمدن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب