الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمعات العربية والاعاقة العقلية

فايز الخواجا

2023 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المجتمعات العربية ومعتقدات وآراء الاعاقة العقلية...
قد يحتج بعض المحترمين على العنوان قائلا انت تهاجم مجتمعاتنا العربية وتسخر منها !!! وهنا اجيب انا امارس نقدا وليس انتقادا هذا من جهة ومن جهة أخرى انا هنا اتكلم عن قضايا ثقافية وفكرية ومعتقدات وآراء واساطير سيطرت على مجتمعاتنا منذ ان تم قتل العقل والتفكير عندما سيطر اصحاب النقل على العقل ووضع العقل تحت النعل وشعوبنا ومجتمعاتنا تنتقل من كارثة لاخرى ومن مصيبة الى مصيبة على جميع مستويات الحياة السياسية والاقتصادية والمعرفية والثقافية والنفسية والانسانية وها هي النتائج امامنا ولا تحتاج الى عبقرية لرؤيتها وابصارها...
هنا لا اقصد بالاعاقة العقلية الناتجة من خلل فيزو- كيميائي- بيولوجي عصبي اطلاقا انما اقصد تحديدا وبدقة منظومة المعتقدات والآراء التي سيطرت على مجتمعاتنا وبرمجت عقول افرادها وعقلها المجتمعي طيلة قرون ولا تزال تسيطر وتنخر بروح هذه المجتمعات.
وقبل الانطلاق في الرصد والتفكيك والتحليل اود ان اطرح الفرضيات او المقدمات التالية بشكل عام...
=المجتمعات التي لا تملك عقولا متجددة ومتحركة معرفيا وادوات تفكير مبدعة في قراءة واقعها ومرحلتها التاريخية تجتر ما رحل اليها من السلف والاجداد من توجهات ثقافية ومنظومة تراثية تحدد اتجاهاتها وتوجهاتها وقيمها وعاداتها المعنوية والمادية في التعامل مع استحقاقات متغيرات الواقع المتجدد والجديد وعليه يغرف افرادها طريقة رؤية الواقع وفهمه والاجابات على تحدياته مما خزن في عقل الفرد والجماعةمن استجابات للتحديات المطروحة!!! حيث ان هذه الاستجابات تكون بمثابة اجابة منمطة ومقولبة على جميع الاسئلة والتحديات المطروحة تماما كاجابة خاطئة عدة مرات لنفس السؤال!!! وهذا بحدث في الجماعات والمجتمعات المنغلقة على نفسها والمتخثرة والمتكلسه في عقلها والدوران في حياتها بشكل دائري على نفس المحور.
=ان ما يتم سكبه في عقول الصغار يشكل ارضية واساسا للتركيبة العقلية كمحتوى واداة ويتم ترسيخ ما ترسخ مع الطفولة الاولى والمتوسطة والمتأخرة من خلال التربية والحواضن الاجتماعية على جميع انواعها وفي المجتمعات ذات المنظومات والبنى القمعية يكرر الجيل اللاحق عقلية الجيل السابق في مخزنات الذاكرة وادوات التفكير. حيث يتم تخزين هذا المحتوى في اللاشعور مع تعزيزه يوميا من المجتمع ومؤسساته السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاعلامية ويصبح مألوفا مقدسا والخروج منه يكون العقاب والنبذ والعقاب.
=ان الآراء والمعتقدات المترحلة في موروثات الشعوب والمجتمعات تشكل حالة عامة لشعوب العالم وتشكل جزءا هاما من مخيال هذه الشعوب وتحتل مساحة كبيرة منه. ولكن الفرق بين شعب وآخر يكمن في مسألة هامة جدا جدا تتمظهر في بعدين مهمين
البعد الاول في مساحتها بين هذه الشعوب وسيطرتها الكاسحة على الوعي واللاوعي الجمعيان وتدخلها الكاسح في الشأن العام ومحاربتها للمعرفة والعلم والفكر والتفكير وحرية الانسان على اعتبار انها تنطق بالحقيقة المطلقة ولا حقيقة غيرها اطلاقا. وكلما زادت مساحة سيطرتها فانها تنفي العلم والعقل معا وتقيم اسوارا وجدرانا حول معتنقيها وان محاولة الخروج منها سوف يواجه بحراس المعابد لهذه المعتقدات والذين ينطقون باسم قوى الخوافي الماورائية والتي تتحكم بالبشر من خلال الكهنة ورجال الدين وهنا يتم تجذير ثقافة الموت بالحياة بانتظار الخلاص بعد الموت.
وقراءة الفرضيات السابقة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية وتحليلها يتضح منها في الواقع الميداني الكثير من المظاهر القاتلة للحياة والانسان ونشاطاته وعقله ومعرفته مما حوله الى انسان لا حول له ولا قوة في تحديات الواقع والتفاعل معه وكسر عنجهيته وتغيير مسارواتجاه حركته بالمعرفة والعلم والعقل والفكر والارادة مما جعل بلادنا واوطاننا مسرحا لكل من امتلك الفوة والمعرفة والعلم والتفكير والارادة ترجمت جميعها في مشاريع جيوستراتيجية اجنبية. مع العلم ان هذه المشاريع قد قدمت مراكز ابحاثهامن خلال المستشرقين ومن خلال العلماء والباحثين كل اسرار المعتقدات والآراء لمجتمعاتنا والتي هي من النسخة الاسلامية المسيطرة وقراءة الاسلام المترحلة منذ ان تم معاداة العقل والمعرفة والعلم والفلسفة بعد محاربة المعتزلةوالقضاء عليهم ووضع العقل تحت النعل.
وهنا اسجل النقاط التالية
=محاربة العقل وجعله مبررا للنص بدون وضع النص تحت حكمه وسيطرته الايشكل هذا تعطيلا للعقل ومن اسباب اعاقته فكرا ومعرفة وتفكيرا وقراءة للواقع وتحديه وتغييره؟؟؟
وهل مقولة القضاء والقدر واللوح المحفوظ قد فسرا وشرحا اعتمادا على تصالح السماء والارض والانسان ارفع مخلوقات الله من خلال فرضيات حية لتطوير الانسان وحياته.
=تقييد الانسان في حياته وتصرفاته مقدما على مستوى الخير والشر مما هو مكتوب سلفا ومن ثم التخويف من السماء والمقدس الا ينسف هذا فكرة العدالة الالهية المطلقة؟؟ طبعا هنا السؤال ممنوع ومن المحرمات التي رسختها المعتقدات ليل نهار وطيلة قرون ولا تزال!!!
=عقيدة التحريض والكره للانسان الآخر المغاير هل هذا يتفق مع فلسفة خلق الانسان واعتبار الانسان من روح الله وصورته!! طبعا المعتقدات لا تفسر ولا تشرح وتحيط عقول معتنقيها باسوار الاعاقة العقلية المقدسة!!!
=عقيدة الرهاب والتخويف والتهديد وهنا هل يهدد الله العظيم المطلق والقدرة المطلقة والكل المطلق مخلوقه والذي هو جزء منه؟؟
كفى وهذا غيض من فيض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah