الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اعطى لله وجها اخر.؟

مالوم ابو رغيف

2006 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



انما بذكر الله تطمئن القلوب، تقول الاية القرآنية، اية جميلة جدا لو ان لله وجه واحد، وجه المحبة والخير والسلام، وليس وجها ثانيا، وجه للعذاب للخراب وللانتقام. فكيف تطمئن النفس البشرية وهي تقرأ وعيد الله وتهديده بنار وقودها الناس والحجارة، كيف تهدا النفوس وهي تسمع شهيق جهنم وزفيرها ومطالبة خزنتها بالمزيد من الاجساد ليشتد الحريق وتسعر النار فالله كما ورد في التوارة يحب رائحة اللحم المشوي.
لو كان تهديد الله ووعيده في العالم الثاني، لهان الامر، للتجا المظلومون والمحرومون اليه، للبحث عن راحة نفسية وملاذ آمن من ظلم الواقع المزري والمجتمعات الطبقية، لكن تهديد الله ووعيده ليس في الاخرة فقط، انما على الارض ايضا. فهو يعطي للجلادين اسبابا ومبررات، فيقول في محكم كتابه الكريم
قاتلوهم يعذبهم الله بايدكم ويخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين.
فهل للمؤمن بالله الذي وسعت رحمته السماوات والارض، ان يتشفى بالذين قتلهم وبالمعزرين والمجلودين والمصلوبين والمذبوحين والمقطعة اياديهم وارجلهم لا لشئ سوى لعمل طائش او نزوة استثنائية او مرض اجتماعي او رغبة خرجت عن سيطرة التحكم .؟
هل للمؤمن المسلم الذي لا يجب ان يكون طعانا ولا لعانا ان ينزل الخزي والعار بوجه من يعتقد انه خصمه، حتى لو كانت الخصومة لا تتعدى سوى الاحتجاج والامتعاظ من فساد وطمع وجشع ودموية وكلاء الله على الارض والاعراب عن اراء وافكار لا تتلائم مع اطروحات اثبتا العلم والتجربة خطلها، وانتقادات لمن يستخدم وجه الله قناعا لاقتراف السوء والاثم.؟
وكيف لاهل الجنة ان ينعموا بالراحة والمسرة والمتعة الابدية بينما يسمعون عويل وصراخ اناس حشرهم رب الرحمة الكبيرة جدا في النار خالدين فيها ابدا.؟
وجهان متعارضان متناقضان لاله واحد، اقرب الى ازدواج الشخصية وانفصامها، فلا يمكن ان التصور ان من يملك هذه الرحمة الواسعة التي تفوق السماوات والارض ان يكون بمثل هذه القسوة والانتقام ويخصص ملائكة للعذاب المريع. الله يناقض نفسه مرة اخرى فهو يمتدح نبيه محمد بن عبد الله مخاطبا اياه

لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.
لكننا نفاجا بان الله ينسى نفسه ويستثنيها من فضاضة القلب وتحجره فهو يامر الله عباده بشئ يناقضه في اية اخرى فيقول
خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم ها هنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون.
فاي غلاظة ما بعدها غلاضة ينسبها الرب الى نفسه ام ينسبها غيره اليه.
كنا نتعلم هذه الاية في المدرسة الابتدائية ونحفضها على ظهر قلب عندما كنا اطفالا، فكم من فزع ورعب وارهاب سببته لنا هذه الاية الاية وكم من كوابيس كنا نراها ايام كنا لا نفرق بين الحقيقة والخيال بين الاوهام وبين الواقع. اليس اطعام المسكين هو شعور انساني مبعثه المحبة وعمل الخير، ام تراه اجبار وخوف من انتقام الهي.؟
ومن جعل المسكين مسكينا، والفقير فقيرا اليس هو الله نفسه الذي يقول
إن ربك يبسط الرزق لمَن يشاء ويَقدِر إنه كان بعباده خبيرًا بصيرًا (الإسراء: 30)
ليس المشكلة وجه الله في الاخرة، اكان عطوفا، رحيما او منتقما جبارا، فهي على اية حال مسألة مؤجلة حتى قيام الساعة، المشكلة التي نعاني منها هو وجه الله على الارض، وجه الله البالغ القسوة والصرامة، وجه الله الذي لم نرى منه على الارض سوى القتل والذبح والدمار،وجه الله المنعكس في تصرفات واوامررجال دينه الذين حجبوا وجه الرحمة وارونا وجها واحدا لله هو وجه العذاب والنقمة ، في جرائم جنوده ومجاهديه الذين يسلبون الحياة التي من الله بها علينا ثم حسدنا عليها فاوعدنا بسببها بعذاب ابشع من محارق هتلر وزنزانات صدام، في شريعته التي لا تملك حتى الملائكة الا عصيانها والخروج عليها والتنكر لها، لما فيها من غلاظة وقساوة ووحشية وهمجية.
هبنا ذكرنا الله واطمئنت قلوبنا، فكيف تطمئن قلوبنا وتهجع هواجسنا ولا تثور احاسيسنا ونحن نرى ساكين مجاهديه تشحذ على مسامعنا وابصرانا، وبنادقهم تزيت للانقاض على اجسمنا واجسام اطفالنا، ومعاولهم تحفر لطمر رغباتنا وامنياتنا قبل اجسامنا. كيف تطمئن قلوبنا ونحن نرى ان منجزات الانسان تتحول على يد جنود الله الموعدين بالجنة، تستخدم للقتل والتفجير وانهاء الحياة.؟
كل شئ تحول على ايادي جند الله ووعاظه ورجال يدنه الى وسيلة للقتل والرعب ونشر الاحقاد، السيارات للتفخيخ، الطائرات تحولت الى صواريخ غادرة، الكمبيترات الى منابر لنشر الاحقاد والاضغان والفتن وعرض افلام القتل واذلال الانسان، القنوات الفضائية الى اشاعة التخلف والجهل، احتكار لاصحاب اللحى والعمائم والجلابيب والدشاديش القصيرة، حتى الاطعمة استخدموها كسموم للقضاء على من ينقمون عليه لانه يرغب ان يرى وجها واحدا لله هو وجه الحب والسماحة والرحمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa