الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزهايمر رمضاني/2_عزا

عماد ابو حطب

2023 / 4 / 5
الادب والفن


الز هايمر رمضاني/2

وعزا*
جارتي السنكوحة ،احتفلت منذ يومين بعيد ميلادها السبعيني،وللامانة بدها خرزة زرقاء ،نفسها خضراء مثل الملوخية ،وهمتها قوية ولا بنت العشرين،ألتقيها مرة كل بضعة أيام على مدخل البناية،تنظر لي بغنج ودلال يذكرني بسعاد حسني في فيلم خلي بالك من زوزو،وطبعا انا لا علاقة لي بحسين فهمي فأنا يمكن أن اكون اقرب الى هيئة الممثل الراحل صلاح منصور،رغم محاولتي أن اجيد دور الولد التقيل،ليس بفعل الأخلاق والجيرة،لكن خوفا من المصير القادم ،خاصة بعد أن علمت أنها أجهزت على ثلاثة أزواج رحمهم الله وصديقين اودعتهم المستشفى بفالج لا يعالج،جارتي هذه أصولها تركية لكنها تجيد قراءة العربية بحكم أنها لغة القرآن،لهذا كثيرا ما تحاول أن تظهر لي اطلاعها على ما ينشر في العربية،منذ اسبوعين انتبهت إلى طلب صداقة فيسبوكي جائني منها ،احترت كيف وصلت إلى حسابي،ترددت في قبولها حتى لا يصبح هنالك مجالا للاحتكاك بيننا،ولأن الز هايمر استحكم فقد نسيت أن صفحتي مفتوحة أمام الجميع،وان ما انشره يظهر لكل من يفتح صفحتي،وبوسعه التعليق مباشرة دون أن يكون صديقا. يوم أمس التقينا كالعادة صدفة ،ابتسمت وقالت:
Ramazanlar
حينما حاولت الادعاء أنني لم افهم ما قصدت سارعت بالقول
Ramadan Mubarak
هنا أسقط في يدي ورددت شكرا ،ما أن هممت بالابتعاد حتى قالت؛" لا يبدو أنك مصاب بالز هايمر"، هنا وصل حاجباي الي سقف الممر من الدهشة،كيف عرفت بهذا الأمر؟ لم ارد، فأردفت انت ألز من هايمر وضحكت،فهمت ان السنكوحة قد أطلت على صفحتي وقرأت ما كتبته عن الألز هايمر و رمضان،بصراحة ولا أخفيكم سرا أنني انزعجت،فمنذ سنوات وانا احاول الاختباء وراء باب غرفتي دون أي احتكاك مع سكان العمارة،مكتفيا ببعض الهلوسات على صفحتي الفيسبوكية،معتقدا أن لا أحد ممن حولي يعرف بماذا افكر أو ماذا اكتب،لكن الآن وقع المحظور وبت مكشوفا أمام هذه الجارة،والانكى أنني اعلم ان كل ساكنات العمارة يجتمعن عندها مرة في الأسبوع في جلسة دردشة،لا يتركن أحدا من سلاطة لسانهن،وكلهن إما ارامل أو متقاعدات أصغرهن جارتي العربية المحجبة التي تسكن الطابق الثالث والتي لم تتعد الخامسة والستين من العمر. اليوم قبيل الإفطار ولأول مرة منذ أشهر التقيت جارتي العربية في السوبر ماركت ابتسمت مرحبة فرددت الابتسامة بمثلها.ترافقنا في الطريق إلى البيت ،اقتربت قليلا وقالت:"بدك ما تأخذني اخي،والناس لبعضها، بس المرض مش عيب،واذا بدك بدلك على شيخ في حارة المغاربة بيعملك حجاب وباذن الله بترجع متل الحصان".هنا طاش راسي وضربت فيوزاتي،شيخ وحجاب ووين في ألمانيا ومن مين مني؟.. شهقت في وجهها:"شو القصة؟حصان ولا حمار ،كنا في ألز هايمر صرنا بالحصن! "اصفر وجه الجارة وقالت:"يا اخي والله ما بعرف بس جارتنا عايشة قالت امبارح لكل نسوان البناية ، واسمح لي اخي هي بتقول انك كاتب شي، عن الخمسة والستين وانه ما عدت شغال"،وهذا سبب أنك وشك ناشف وما بتحكي مع اي واحدة منا".لا اراديا طلعت معي:"ربك على رب عيشة تبعتك ،والله لاسخمط عيشة هالغبية، هنا تذكرت أنني قد انزلت ستاتيوس من يومين عن هذيان حول العنانة في سن الخامسة والستين. اخرجت تلفوني وفتحت صفحة الفيسبوك،حذفت المنشور فورا ونظرت إلى جارتي شذرا وقلت:" الحق مش على هاي السنكوحة ،الحق على اللي بيكتب وبينشر لناس ما بتعرف كوعها من بوعها. لم تفهم الجارة شيئا،كل ما قالته :"عزا شو صار لك اخي ،صرت متل الثور الهايج،قلنالك بسيطة حجاب وبيرجعك متل الحصان".

*النص لا علاقة له بوضعي الصحي
* من مجموعة جديدة قيد الإعداد بعنوان " فهود المواخير "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب