الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال بسيط: هل الإسلام هو الحل؟ ببساطة لا. لماذا؟

راكان علي
Adel Ahmed

2023 / 4 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سؤال بسيط: هل هو الحل؟ الإسلام، هل هو الحل؟ ببساطة وباختصار لا. لماذا؟ لأنه لا يقدم نفسه كحل ولا كمخلص أو مصلح لحياة البشر، الإسلام دين [وهنا أتحدث عن الإسلامي الإنساني كما تصفه الدكتورة إلهام مانع] والدين لا علاقة له بغير مجاله الذي هو المجال الروحي الوجداني الوجودي. الدين ضرورة في مجاله، وحل في مجاله، وجميل عندما لا يتعدى حدود مجاله.

المشكلة ابتدأت عندما أصرّت جماعات الإسلام السياسي [الإسلام الأيديولوجي] على ترحيل الدين من مجاله الأنطولوجي الوجودي إلى مجال الأيديولوجيا [بتعبير الدكتور عبدالجبار الرفاعي]. من هنا نشأ وانتشر شعار "الإسلام هو الحل"، الحل لماذا؟ لكل شيء حسب ما يدعي مروِّجوه!

إذًا، البلاء تفشّأ لحظة حشر الدين في غير مجاله، ومحاولة أدلجته وفرضه على كل الناس وكل مناحي الحياة، عندها فسد الدين وفسدت الحياة، ولم يحل الدين مشكلاتنا ولن يحلها، ببساطة؛ لأن وظيفته تنحصر في مجال المعنى والرحمة والطمأنينة ووصال الحق سبحانه، وما عدا ذلك فليس من مهامّه ولا غاياته. ومن يحاول فرض الدين كحل لمسائل وقضايا لا تتعلق بمجاله، فهو عدو حقيقي للإنسانية والدين، وهدفه ليس إلا السيطرة على رقاب البشر باسم الدين والنصوص الدينية.

الموضوع في غاية البساطة لمن أراد أن يعي ويفهم؛ الإسلام [وأكرر الإنساني لا الأيديولوجي] دين كغيره من الأديان، والدين لا علاقة له سوى بمجال المعنى والروح ووصال الحق تعالى. من يؤدلج الدين ينسف عنه صفة الدين، والدين يا رعاكم الله ليس أيديولوجية ولا إرهابا ولا سيفا مسلطا على رقاب الناس إلا في حالة واحدة؛ حينما نصرّ على أدلجته وتسييسه وإزاحته من مجاله، وحشره في مجالات وأماكن ليست في حدوده ولا من اختصاصه.

قد يرد عليّ البعض بنصوص من القرآن تدعو للجهاد والقتال وما شابه، غير أن جوابي سيكون كالتالي: وهل القرآن كلام الله؟ لا، القرآن نص بشري صدر في ظل ظروف وسياقات عالم القدامة، عالم ما قبل الدول والمؤسسات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. القرآن كما تراه الدكتورة إلهام مانع: ".. هو نص نطق به الرسول الكريم على مدى عشرين عاماً، في سجاله مع محيطه ومن حوله".

النص القرآني كما ذكرت في غير مقال، هو مخلوق، والمخلوق ناقص، ومقيّد بحدود عصره وسياقاته، وبيئة وثقافة وفهم واحتياجات من نطق به، فلا يعقل أن نفرض ذلك النص الذي هو مخلوق كما بيّنت، على مختلف الأزمنة والأمكنة. له زمانه وظروفه، واليوم لنا زماننا وظروفنا، ولسنا ملزمون بكل ما جاء فيه. القرآن الكريم بوصف سعيد ناشيد: ".. هو خطاب تعبّدي خالص. وهذا يكفي لمن يملك إيماناً سوياً وحسّاً سليماً". وبنص القرآن نفسه [ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر] أي أن وظيفته لا تتجاوز التعبّد به واستلهام ما فيه من قيم وجدانية وروحانية فقط لا غير، وكل ما عدا ذلك مما لا يدخل ضمن هذا النطاق التعبّدي والوجداني، فليس ملزما لأحد وليس صالحا لأي عصر.

ومن يصرّ على تكفيري ومن يدعو للإسلام [الإنساني] الذي دعت له الدكتورة إلهام مانع منذ سنوات ليست بقليلة، أقول له وبنص القرآن ذاته: [فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض].

إسلام الأيديولوجيا لا نفع به ولا فيه، لم يقدم سوى الخراب والحروب والدماء، ومصيره إلى زوال شاء من شاء وأبى من أبى، وأما [الإسلام الإنساني] فلا يروم إلا الخير وإعادة الدين لمجاله الأصيل، وبذلك يكون قد قدم نفعا، بل وكل النفع، وبالتالي مآله الإشراق والقبول في قلب كل مسلم إنساني في هذا العالم، ولو بعد حين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقتباس 1
راكان علي ( 2023 / 4 / 6 - 07:08 )
الدين يا رعاكم الله ليس أيديولوجية ولا إرهابا ولا سيفا مسلطا [أكرر ولا سيفا مسلطا] على رقاب الناس إلا في حالة واحدة؛ حينما نصرّ على أدلجته وتسييسه وإزاحته من مجاله، وحشره في مجالات وأماكن ليست في حدوده ولا من اختصاصه.


2 - اقتباس 2
راكان علي ( 2023 / 4 / 6 - 07:09 )
البلاء تفشّى لحظة حشر الدين في غير مجاله، ومحاولة أدلجته وفرضه على كل الناس وكل مناحي الحياة، عندها فسد الدين وفسدت الحياة، ولم يحل الدين مشكلاتنا ولن يحلها، ببساطة؛ لأن وظيفته تنحصر في مجال المعنى والرحمة والطمأنينة ووصال الحق سبحانه، وما عدا ذلك فليس من مهامّه ولا غاياته. ومن يحاول فرض الدين كحل لمسائل وقضايا لا تتعلق بمجاله، فهو عدو حقيقي للإنسانية والدين، وهدفه ليس إلا السيطرة على رقاب البشر باسم الدين والنصوص الدينية.


3 - الخلاف لا يفسد للود قضيه.
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 4 / 7 - 03:14 )
الاخ الكريم بعد التحية. ان خلافنا معك هو في التسمية وليس فيما تعتقد لانك حر في ذالك. فالرد الانسب ان تقول ( انا ربوبي) وهذا حقك ولا تقل انا مسلم الا بالمعنى العام اي انك مسالم وتحب الانسانية وكل مخلوق يدب على وجه الارض.ان الرد الاصوب هو ما قاله عبد العظيم الطيب من الفيسبوك. لقد قرات كتابا في موقع الربوبيين العرب بعنوان ( القرآن الكتاب المفترى على الله) وهو ما تعتفده انت التي ظهر جليا في مقالاتك. انت حر ونتمى لك التوفيق ولكن دع عنك القول بانك مسلم بالمعنى الحقيقي لدين الاسلام لان المليار ونصف مسلم لا يتفقون معك بل يكفرونك لانك تضرب عقيدتهم قي الصميم.
ان انت انصفتني حفي فانت اخي *** آمنت بالله ام آمنت بالحجر.


4 - ردا على الأخ سمير آل طوق البحراني
راكان علي ( 2023 / 4 / 7 - 10:49 )
أشكرك على تعليقك ومتابعتك لما أكتب.

بصراحة لا أدري لمَ كل هذا الإصرار منك على تسميتي بما لا أرغب؟ ألا ترى في ذلك تدخلا وتسلطا على الغير وادعاء أنك الأصوب وغيرك هو الضال؟

أرجو أن تقرأ بقية مقالاتي حول تعريف الإسلام لترى أني لم أخترع تعريفا من عندي وإنما ما هو موجود ومعروف لغة وجوهرا، فالإسلام من التسليم، أن تسلم بوجود وحضور ورعاية الحق سبحانه وتعالى، وألا تشرك به شيئا [لا نصا ولا شخصا ولا أي شيء آخر]، وهذا ما بيّنته في كل كلامي، وعليه فأنا مسلم ومؤمن ليس بوجود الله سبحانه وحسب كما يعتقد [الربوبيون]، بل ومسلّم بحضوره ورعايته وإجابته.

هذا بالإضافة لكوني أمارس الطقوس والشعائر [المحمدية] كونها تراثي الطقوسي والتي من خلالها أصل المولى جل وعلا كما يصله كل صاحب طقس ديني آخر عبره.

أرجو أن نتخلص من حب التسلط وفرض تسمياتنا وأوصافنا على الآخر، لو كنت ربوبيا لقلت، أنا مسلم ولا مقدس لدي سوى الحق سبحانه وتعالى وأصله عبر الطقوس المحمدية التي هي تراثنا الديني الطقوسي لا أكثر من ذلك ولا أقل.


تحياتي لك


5 - الاخ الكريم بعد التحية
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 4 / 7 - 12:49 )
انا لا اتدخل في معتقدات احد فاذا كان ما كتبته هو ازعاج لك فاعتذر عن ذالك واعاهدك الابتعاد عن كل ما تكتب وانت حر. ان ما كتبته في تعليقاتي هو باب النقاش والاستفادة من معلومات الغير لا غير. اعتذر والعذر عند خيار النس مقبول ولك خاص الود. سلام عليكم.

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب