الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءات حول كتاب العَرَبُ وَالِرياضياتْ

عطيه الدماطى

2023 / 4 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يتحدث متعلمو اليوم عن الرياضيات فإنهم ليسوا سوى نقلة عن نقلة عن نقلة بمعنى أن متعلم اليوم ينقل عن أستاذه فى الجامعة الذى ينقل بدوره كلامه أساتذته فى جامعات الغرب ومن ثم لا نجد أبدا أى رياضى يبدأ من التاريخ الصحيح وهو أن أول من تعلم الرياضيات وعلمها هو آدم(ص) من خلال تعليم الله له البيان وهو الأسماء أى الألفاظ كلها وطريقة كتابتها كما قال سبحانه:
"وعلم آدم الأسماء كلها"
ونجد كلام عن أن الناس كانوا لا يعرفون العدد أو الحساب ويدخلوننا فى نظريات التطور المزعومة فتجد من يقول لك أن الإنسان الأول- ولا ندرى عن أى أول يتحدثون لأنهم لا يتحدثون عن آدم(ص) -كان يعد غنمه بطريقة التعليم بالسكين أو البلطة على شجرة فكل شرطة أو ضربة بشاة وهكذا كان يعرف عدد ما يملكه من غنم أو ماشية أو غير هذا فلما تعلم الإنسان الكلام وضع ألفاظ الأعداد
كاتبنا تناول فى مقدمته دور العرب المسلمين فى العلم خاصة العلم الرياضى حيث قال :
"المُقَدِمَةُ
كدنا في أيامنا هذه أن ننسى، أو نتجاهل دور العرب المسلمين في صناعة العلم والمعرفة، وذلك عندما نتحدث عن أي موضوع علمي؛ فإننا ننسب اكتشافه للغرب، الغرب الذي سرق الكثير من المعرفة العربية ونسبها لنفسه، منكراً شمس العرب التي سطعت عليه، و أنارت له درب الحقيقة و المعرفة، ومهدت له القيام باكتشافات العصر؛ فضاع فضل العرب والمسلمين له وللعالم أجمع.
إن العلماء لا يستطيعوا اكتشاف كل ما يتعلق بعلم معين دفعة واحدة؛ إنما يكون ذلك بالتدريج؛ فالعلم في نمو مستمر لا ينتهي، ولكل عالم يبحث فيه دوره؛ الذي يرتكز عليه من يأتي بعده؛ ليكمل بناء صرح العلم الإنساني، والعرب كغيرهم من البشر لم يكونوا ليتوصلوا إلى ما وجدوه، و ما صنعوه لولا إطلاعهم على معرفة وإنجازات الأمم الخالية عن طريق ترجمتهم لآثارها، وكذلك علماء الغرب ما كانوا ليضعوا النظريات لولا إطلاعهم على معرفة الأمم؛ وخاصة العرب و نتاجهم العلمي الغزير، فنيوتن وغيره ما كانوا ليكونوا لو كانوا في عصر الخوارزمي و بن الهيثم.
لقد رأيت، ومن منطلق أني أدرس الرياضيات؛ أن أكتب بحثي هذا؛ لأعرض جزءاً يسيراً من التراث العربي في الرياضيات، فتراث العرب في هذا المجال واسع، وللأسف لا نستطيع أن نعطيه حقه في هذا المقام؛ فجمعه يحتاج إلى عمل شاق مضني؛ حيث أنه موزع في شتات الكتب والمراجع والمخطوطات القديمة النادرة الغير متوفرة في متناول اليد، وقد بذلت جهدي في البحث عن بعض الكتب، والمراجع المعنية في هذا المجال، فوقعت يدي على عدد يسير منها، وخاب أملي في إيجاد الكثير منها.
لقد كتبت هذا البحث، و لم أضمنه تفاصيل العمليات والنظريات الرياضية، و إنما قمت بسرد أسماءها وتوضيح أهمية بعضها، ودوره في التمهيد لأفكار عصرية، وقد ضمنته بعض الأبيات الشعرية التي تتعلق بالرياضيات، وخاصة الجبر، وقد ضمنته وخاصة في الخاتمة ما كان من أمر الغرب والعرب، ويتكون هذا البحث من مقدمة يليها تمهيد فأربع أبواب هي العرب والجبر، الجبر والشعر، العرب و الحساب، العرب و الهندسة، فالخاتمة."
المهم فى هذا الكلام هو أن الكاتب لم يكلف نفسه أن ينظر فى كتاب الله ليعلم أن علوم الرياضيات الحقيقية لم يخترعها الناس وإنما الله هو من علمها الله للإنسان بدليل أنه علم الكتبة الكتابة بكل طرقها ومنها كتابة الحساب فى كتابة الديون حيث قال :
" إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله "
لم ينظر أحدهم أن علم الزمن بدأ مع خلق الأرض والسموات كما قال سبحانه :
"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشرا شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض"
ولم ينظر أحدهم أن علم الزمن علمه الله عن طريق منازل القمر كما قال سبحانه:
" والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب"
وقد ابتدأ الكاتب كلامه بتمهيد يقول فيه أن عرب الجاهلية لم يكونوا على علم بالرياضيات سوى علم قليل حيث قال :
"تَمهيد
لم يكن للعرب قبل الإسلام مؤلفات رياضية، فقد كانت معرفتهم تقتصر على الحسابات الأساسية، وقد ضمَّن نفر قليل منهم مسائل حسابية في شعرهم، ومن أمثلة ذلك قول زرقاء اليمامة عندما رأت سرباً من الحمام؛ فرغبت التعبير عن عددها شعراً:
ليت الحمامَ ليَه ونصفهُ قدِيَهْ
إلى حمامتيهِ صارَ الحمامُ مِيَهْ
"والمعنى المقصود من هذين البيتين، أنه إذا أضيف إلى هذا السرب نصفه، وحمامة واحدة لكان حاصل الجمع مائه، فإذا أخذت الحمامة كان الباقي تسعاً وتسعين" وقد استمر هذا الوضع بعد ظهور الإسلام، وقيام الدولة؛ حتى اتسعت هذه الدولة، وزادت مواردها، فاشتدت الحاجة إلى الأعداد والحساب؛ لتنظيم شؤونها المالية والاقتصادية، لذلك رجع العرب إلى آثار الإغريق ليأخذوا عنهم النظريات والطرق الرياضية، ولكن رياضيات الإغريق لم تسد حاجاتهم، فتوجهوا إلى الهنود حيث اطلعوا على منجزاتهم، ومن ثم انطلقوا للبدء ببناء صرحهم الرياضي الخاص بهم، فأبدعوا وأظهروا من الإتقان، والمعرفة ما لم يكن أحد ليفكر حتى في أحلامه أن العرب سيحققوه، وأنهم سيطوروا الرياضيات، ويصلوا فيها إلى درجات عالية من التقدم، فالعرب حملوا عبء تطويرها لقرون من الزمن؛ فنقلوا بذلك العالم نقلة نوعية متميزة، ووضعوه على طريق التقدم وبناء الحضارة و المدنية، فكانوا نعم العلماء المخلصين للعلم والبشرية."
الغريب فيما سبق أن الرجل يقول أن عرب الجاهلية كانوا جهلة بالرياضيات وهو كلام لا يستقيم مع التالى :
أن قريش كانت قبيلة تجارية والتجارة أساسها علم الحساب
أن العرب كانت لديهم حسب التاريخ المعروف مبانى تسمى الكعبات وسد مأرب وقصورا وبيوت ثمود الفارهة وأعمدة عاد العظيمة ومن المعروف أن أى بناء يقام على علم الهندسة وعلوم أخرى ومن ثم لا يمكن أن يكون العرب جهلة بعلوم الرياضيات الأساسية لأن تلك المعرفة وحتى إن كانت متوارثة من البنائين مثلا فإنها معرفة منتشرة بينهم
والأغرب هو اتهام المسلمين الأوائل فى عهد خاتم النبيين(ص) بالجهل بعلوم الرياضيات وهو كلام يتنافى مع وجود مؤسسات اقتصادية تعتمد فى وجودها على الحساب كمؤسسة الزكاة أى مؤسسة الصدقات لأن هناك عاملين عليها أى جامعين لها وموزعين لها ومن المعلوم أن الزكاة لها مقادير معينة وتوزيعها يستلزم وجود مؤسسة معلوماتية تعرف أعداد كل فقير ومسكين وابن سبيل وغارم وعبد وأمة ومؤلف القلب
كما يتعارض مع نزول علم المواريث فى سورة النساء وهو قائم على علم الكسور
ويتعارض مع مسئولية المجتمع عن تنظيم الحج والعمرة فى مواعيد معينة والتنظيم هو عملية رياضية أساسا لمعرفة كم يأخذ المكان من عدد وكم يحتاج لطعام وكم يحتاج لمساكن وغير هذا وكل هذا يعتمد على علم الحساب
وتناول إنجازات العرب حيث قال :
"سنتناول الآن تباعاً منجزات العرب في الرياضيات بدءاً من الجبر انتهاء بعلم الهندسة.
العربُ والجبر:
يعتبر العرب أول من ألف في الجبر، وأولهم " محمد بن موسى الخوارزمي " مؤلف كتاب " الجبر والمقابلة "؛ حيث كان أول من ارتقى بهذا الفرع من الرياضيات إلى درجة العلم، وقد أبدع " الخوارزمي" ومن أتى بعده من علماء العرب في هذا العلم حيث أضافوا عليه الكثير، وقد انتقل اللفظ إلى اللغات الغربية فكان " Algebra" .
لقد تعرض العلماء العرب لحل المعادلات من الدرجة الأولى، والثانية، والثالثة، وحالات خاصة من الدرجة الرابعة، وقد استعملوا الحروف الأبجدية للتعبير عن المقادير المجهولة، وبحثوا في نظرية ذات الحدين، ويظن الكثير من المؤرخين أن العرب مهدوا في أبحاثهم إلى اكتشاف اللوغاريتمات؛ حيث وضع "سنان ابن الفتح الحراني " كتاباً في الجمع والتفريق؛ شرح فيه الطريقة لإجراء عمليات الضرب، والقسمة بوساطة الجمع، والطرح، وقد مهد لاكتشاف اللوغاريتمات أيضاً "بن حمزة " في أبحاثه المتعلقة بالمتواليات العددية والهندسية، وهذا يثبت وجود هذه الفكرة عند العرب قبل " نايبير " و "بورجي"، واستعمل العرب الجبر في حل المسائل الهندسية كما يظهر عند " الخوارزمي "، وقد اكتشف العرب النظرية القائلة: (أن مجموع مكعبين لا يكون عدداً مكعباً)، واشتغل العرب في نظريات المجاميع؛ حيث أوجدوا صيغاً لإيجاد مجموع الأعداد الطبيعية التي عددها (ن)، وكذلك مجموع مربعات الأعداد الطبيعية التي عددها (ن)؛ حتى أن " الكاشي " أوجد صيغة لإيجاد مجموع الإعداد الطبيعية المرفوعة للقوة الرابعة.
اهتم العرب بإيجاد الجذور الصماء، حيث أطلق " الخوارزمي " (أصم) على العدد الذي لا جذر له، وقد وجد العرب طرقاً لإيجاد القيم التقريبية لجذور الأعداد الصماء، والعرب مهدوا لإيجاد علم التفاضل والتكامل، ولا يستطيع أحد إنكار أهمية هذا العلم في الاكتشاف والاختراع، وأثره على الكيمياء والفيزياء وغيرها؛ فلولاه لما كان بالإمكان الاستفادة من قوانين الطبيعة، واستغلالها لخير الإنسان ورخاءه، ويظهر ذلك في إيجاد "ثابت بن قره " لحجم الجسم المتولد من دوران القطع المكافئ حول محوره، وهذا يعتبر تطبيق لعلم التكامل؛ حيث إيجاد حجوم الأجسام الدورانية، إن كل هذه الطرق والبحوث لخير دليل على قوة الفكر، وسعة العقل والوقوف التام على الجبر عند العرب."
الكلام هنا ركز على علم واحد هو علم الجبر ورغم المزاعم الكثيرة عن فوائده فى حياتنا فإن الإنسان لا يعرفها ولا يجدها ولكن هذا العلم استعملوه فى بعض مسائل علم المواريث وهذه هى الفائدة الوحيدة التى أعرفها له
وتناول الكاتب نظم علم الجبر شعرا حيث قال :
"الشعرُ و الجبر:
لقد ارتبط العرب منذ الأزل بالشعر؛ فهو صنعتهم الأولى، وقد تناول العرب في شعرهم الكثير من جوانب الحياة، وقد وُجد الرياضيون الشعراء، أو قد نقول: الشعراء الرياضيون، ومن هؤلاء " الخيّام " صاحب رباعيات الخيّام، والذي كان شاعراً ومؤلفاً في الفلك والرياضيات، وهناك " ابن الهائم " صاحب "رسالة التحفة القدسية" وهي منظومة في حساب الفرائض، كما أن له رسالة مكونة من 52 بيت من الشعر في الجبر، ومنهم أيضاً " ابن الياسمين " الذي نظم أرجوزة شعرية تعرض فيها لمقدمات للعدد الصحيح، وأبواب في الجمع والطرح والضرب والقسمة، وحل العدد إلى أصوله، ثم تعرض في باب الجبر إلى جبر الكسور، والحط ـ وهو عكس جبر الكسور ـ، والصرف، وطرق استخراج المجهولات، وأخيراً ينتقل إلى الجبر والمقابلة، وهو أهم أبواب الأرجوزة وأنفسها؛ حيث جاء فيها:
فالمال كل عدد مربع وجذره واحد تلك الأضلع
على ثلا ثة يدور الجبر المال والأعداد ثم الجذر
والعدد المطلق مالم ينسب للمال أو الجذر فافهم تصب
والجذر والشيء بمعنى واحد كالقول في لفظ أب و والد
وجاء في بيانه للمعادلات وأقسامها:
فتلك ست نصفها مركبة ونصفها بسيطة مرتبة
أولها في الاصطلاح جاري أن تعدل الأموال بالأجذار
وإن تكن عادلت الأعدادا فهي تليها فافهم المرادا
وإن تعادل بالجذور عددا فتلك تتلوها على ما حددا
وجاء في بيان كيفية حل تلك الأقسام
واعلم هداك ربنا أن العدد في أول المركبات انفرد
ووحدوا أيضاً جذور الثانية وأفردوا أموالهم في التالية
فربع النصف من الأشياء واحمل على الأعداد باعتناء
وخذ من الذي تناهى جذره ... ثم انقص التصنيف تفهم سره
فما بقي فذاك جذر المال وهذه رابعة الأحوال
وهذه الأبيات تدل على الإلمام بالشعر والرياضيات؛ وإلا لما استطاع أن يكتب هذه الأرجوزة بلغة سلسة معبرة."
ونظم العلوم شعرا منتشر فى اللغة العربية وهو لا يقتصر على علم الجبر وإنما يكاد كل علم معروف نظمت فيه العديد من الأراجيز وهى قصائد قول علم كذا شعرا
وتناول الأرقام عند العرب حيث قال :
"العربُ والحساب:
شاع بين العرب قديمًا نظام الترقيم على حساب الجمل الذي لم يكن له قيمة عملية ذات فائدة مرجوة، فتركه العرب بعد إطلاعهم على حساب الهنود، فأخذوا عنهم نظام الترقيم، إذ أنهم وجدوه أفضل ما وقعت عليه أيديهم من نظم الترقيم، حيث أن الهنود فاقوا غيرهم في هذا المجال، ولكن العرب لم يكونوا مجرد ناقلين، فقد انتقوا الرموز التي تناسبهم من مئات الرموز المستخدمة في الهند، و خلصوا إلى مجموعتين من الأرقام: الأرقام الهندية، والتي استخدمت في المشرق العربي، و الأرقام الغبارية أو العربية، والتي شاع استخدامها في المغرب العربي، ومنه انتقلت إلى الغرب، ويرى بعض المؤرخين أن هذه الأرقام تشبه أشكال بعض الأحرف العربية، وقد جمعها أحدهم بقوله في الأبيات التالية:
ألف وحاء ثم حج بعدهعين وبعد العين عو ترسم
هاء وبعد الهاء شكل ظاهر يبدو كمخطاف إذا هو يرقم
صفران ثامنها وقد ضما معاُ والواو تاسعها بذلك تختم
وقد وفرت هذه الأرقام سهولة التعامل مع العمليات الحسابية، فالغرب و بعض الأمم السابقة استخدموا أرقاماً يصعب التعامل معها، لذا كان البديل بالأرقام العربية الجديدة جيداً لميزاته الحسنة العديدة.
لعل من أهم منجزات العرب هو استخدام الصفر، و الصفر في اللغة هو التعبير عن الفراغ، حيث يقول حاتم:
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني وأن يدي مما بخلت صفر
والصفر في الأصل عند الهنود "سونيا "، وهي دائرة صغيرة قد طمست في الأرقام الهندية إلى نقطة، وبقيت كما هي مع بعض التحوير في الأرقام العربية، وقد أثبت الصفر قدرته في حل المسائل الحسابية الطويلة؛ مبرهناً أنه لم يكن اختراع أحمق كما ظن مدعو العلم من الغرب."
وهذا الكلام ملخصه وجود طريقتين لكتابة الأرقام:
الأولى الطريقة الهندية 0123456789
وللأسف فإننا نعرفها بالاسم الطريقة العربية وهى ليست عربية
الثانية الطريقة العربية وتعرف خطأ بالطريقة الإنجليزية عند الكثيرين وهى:
0123456789
والفارق بين الطريقتين هو أن الأولى ليس لها نظام معروف سوى فى الأربعة أرقام الأولى فالواحد مكون من قطعة والاثنين مكونة من قطعتين والثلاثة مكونة من ثلاث قطع والأربعة مكونة من أربع قطع
والثانية قائمة على نظرية الزوايا فالصفر هو دائرة ليس لها زوايا والواحد له زاوية واحدة فى أعلاه والاثنين لها زاويتين والثلاثة ثلاث زوايا والتسعة لها تسع زوايا
ومن ثم فالطريقة قائمة على أساس هندسى سليم ولكن تشترك الطريقتين فى عيوب أهمها تحويل بعض الأعداد فيها بسهولة عند التزوير كالواحد والخمسة
وتناول الكاتب النظام العشرى حيث قال :
"لقد أضاف العرب أيضاً إلى الحساب طريقة استخدام النظام العشري، حيث يأخذ كل رقم قيمتين: الأولى قيمته العددية الأصلية و الثانية قيمته التي ترجع إلى موقعه في الرقم، حيث يكون في خانة الآحاد أو العشرات أو المئات .... ، ومع أنه لم يستطع أحد الجزم بأن العرب استعملوا الفاصلة العشرية إلا أنهم استخدموا الكسر العشري، وعرفوا مزاياه، حيث عرض الكاشي النسبة التقريبية (ط) على شكل (145965358987 3 صحيح)، ولقد قسم العرب الحساب العملي إلى: "الغباري" وهو ما يحتاج استعماله إلى أدوات كالقلم والورق، و"الهوائي" وهو الذي لا يحتاج إلى استخدام أدوات، وهكذا فالعرب كانوا سباقين في تطوير الحساب وخاصة الأرقام، ولو قدر لأحد علماء الإغريق بالعودة للحياة، ورأى سرعتنا وإتقاننا في العمليات الحسابية لوقف طويلاً منبهراً ومفتوناً."
وهذا الكلام ليس صحيحا فتلك العلوم قديمة قدم الإنسان وليست جديدة كما يتصور التطوريون الذين لم يشاهدوا ولم يعايشوا شيئا حسب المنهج العلمى ومع هذا توصف النظرية بالعلمية مع خلوها من العلم وخلوها من اتباع المنهج العلمى والأغرب اعتراف صاحبها بأنها لن تثبت للأبد بسبب النقص الرهيب فى السجل الأحفورى الجيولوجى
وتناول الكاتب اسهامات العرب فى الهندسة حيث قال :
"العربُ والهندسة:
لقد غطى الإغريق معظم المواضيع والأفكار المتعلقة بالهندسة المستوية، فلم يتركوا للمستزيد في هذا المجال شيئاً يذكر، وهكذا عند قيام النهضة العلمية عند العرب رجعوا إلى ترجمة كتاب إقليدس في الهندسة الذي وضع فيه نظرياته، وسموه " كتاب الأصول " أو " كتاب الأركان"، ونسخة هذا الكتاب اختلفت باختلاف مؤلفه، زد على ذلك فقد ألف العرب كتباً على نسقه حيث أدخلوا فيها مسائل تطبيقية جديدة لم يعرفها السابقون.
لقد غطى العرب في دراساتهم و أبحاثهم الهندسية مواضيع شتى، فقد بحثوا في التحليل الهندسي، وتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية، ورسموا المضلعات المنتظمة؛ وحاولوا ربط كل منها بمعادلة أو معادلات جبرية، واشتغلوا في علم تسطيح الكرة؛ حيث يطبق هذا العلم في مجال عمل وصناعة الخرائط، وقد بحثوا في إيجاد حجوم ومساحات المجسمات، والأشكال الهندسية، وخلصوا إلى إيجاد معادلات جبرية تبين كيفية ذلك، وقد حاول العرب حل المعادلات الجبرية من الدرجات المختلفة بطرق هندسية؛ ونجحوا في حل بعضها، وقد قسم العرب الهندسة إلى حسية و عقلية، فكانت الحسية التي تتعلق بالأمور العملية في الهندسة، وكانت العقلية تطلق على الهندسة النظرية."
وانتهى الكاتب إلى وجود إشارات عن الرياضيات فى القرآن ولكنه لم يتحدث عنها حيث قال :
"الخاتمة
إن القرآن الكريم كتاب هداية في الأصل، ولكنه تضمن إشارات كلية عن الكون والإنسان والحياة، وعندما استجاب علماء المسلمين إلى هذا النداء الرباني؛ صاروا أساتذة العلم في عصرهم، وأقاموا حضارة راقية لم تعدلها واحدة في زمنها، والرياضيات كأحد مرتكزات هذه الحضارة، فقد برع فيها العرب، فكان منهم الخوارزمي و الكاشي و ثابت بن قره و ابن حمزة وابن الهيثم و الحراني و بن الياسمين و غيرهم كثيرون، فقدموا للإنسانية روائع النظريات التي كانت الأساس المتين الذي يرتكز عليه، فقد ارتقوا بالجبر إلى درجة العلم، وصاغوا فيه النظريات المبرهنة، ومنهم من كتب فيه شعراً، و العرب هم الذين خلصوا إلى الأرقام المستخدمة في شرقي العالم وغربه، ولم يتركوا الهندسة؛ و إنما عالجوا العديد من المواضيع فيها، وخاصة الهندسة العملية، فهم لم يكونوا مجرد ناقلين كما يدعي البعض خطئاً، فهم كانوا أصاحب فكر، حيث زادوا ونقحوا واخترعوا، فهم لم يكونوا بعالة في وجودهم على وجه البسيطة، بل أنهم استحقوا الحياة لجدهم واجتهادهم، ومن منطلق دينهم ودنياهم.
لقد استفاد من العرب الغرب خاصة، وأقام على أطلال حضارتهم المزدهرة بالعلم والمعرفة صرحه الحضاري، وبنى عليها نظرياته وطور فكره العلمي، فصار منارة للعلم بعدما كان في ظلام دامس من الجهل والتخلف، فكان النقيض فالعرب الذين كانوا ما بقوا منارة له، ولذلك يجب علينا الفخر بماضينا المتمثل بأجدادنا العرب و منجزاتهم، فالذي لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل، ولكن أيضاً علينا ألا ننسى أنفسنا، ونظل نحلم بماضينا المجيد، بل يجب أن نسعى لتعويض ما فاتنا، والتطلع إلى ما هو أحسن، فلا نفقد ثقتنا بأنفسنا، و لا نشك بقدرتنا على الاختراع و الإبداع."
وبالطبع لم يذكر الكاتب اسهامات القوم فى الرياضيات الأخرى ومن يتابع الكتب العربية القديمة فسيجد قوانين ما يسمى بعلم الحركة الحقيقى موجودة تحت اسم علم الحيل ومبنية عليها وليس علم الحركة النظرى فى كتب المسلمين القدامى الذى يدرس فى المدارس تحت اسم الميكانيكا ومن الكتب المشهورة كتاب الجامع بين العلم والعمل النافع فى علم الحيل لاسماعيل بن الرازاز الجزرى وهو كتاب يحتوى على أسس معظم المخترعات الحديثة وكلها مرسومة وطريقة عملها معها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طلع البدر
سلام صادق بلو ( 2023 / 4 / 7 - 04:09 )
طلع البدر .. سبحان الله كيف عرفوا ان القمر له وجه بدر وهلال مع ان جلجامش لم يكن يعرف.. ذهب الليل.. طلع الفجر.. والعصفور صوصو.. شاف القطة قال لها بسبس.. قالت له نو نو... اعجاز حسابي.. ثم - -إن عدة الشهور عند الله اثنا عشرا شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض- فهل هذه من اختراع اله القرآن ام من البشر قبل 7000 سنة من تأليف القران!!!!

اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي