الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحبّة هي محور الكتاب المقدس – الجزء الرابع - مَحبّة ألإنسان لأخيهِ ألإنسان

نافع شابو

2023 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جاء في كتاب "السرّ" للكاتبة "روندا بايرين" عن "تشارلس هانيل" قوله عن المحبّة مايلي:
"ما من قوّة أعظم شأنا في الكون كُلُّهُ من قوّة الحبّ. إنَّ الشعور بالحُبّ هو أعلى تردّد يمكنك ان تبثُّهُ ، إذا أمكنك أن تغلق كُلِّ فكرة من أفكارك بالحبّ ، إذا أمكنك أن تحبُّ كُلِّ شيء وكُلِّ شخص ، فسوف تتحوَّل حياتك بشكل جذري ".
في حقيقة ألأمر ، أشار بعض من عظماء مفكّري الماضي الى قانون الجذب على أنّه قانون الحُب. وإذا أمعنتَ في الأمر ، ستفهم السبب ، فإذا خطرت لك أفكار غير طيبة حول شخص آخر ، فسوف تتجسّد فيك أفكار غير طيبة . لايمكنك أن تؤذي شخصا آخر بأفكارك ، بل إنّك فقط ستؤذي نفسك (وهو نفس قول المسيح لاتبادلوا الشر بالشر بل احبوا اعدائكم).
إذا سيطرت عليكَ أفكار الحُبّ ، فخمّن من سيتلقى المنافع ، إنَّهُ أنت !. وهكذا فإذا كانت الحالة المُهيمِنة عليك هي الحُب ، فإنَّ قانون الجذب أو قانون الحُبّ يستجيب بأقصى وأعظم قوّة لأنَّك تقف على أعلى تردُّد ممكن . وكُلَّما زاد مقدار ما تشعر به وما تَبثُّهُ من حُبّ ، زادَ مقدارُ ما تَمتَلِكُهُ من قوّة وطاقة .
ويضيف "تشارلز هانيل" فيقول:
"إنّ قانون الجذب هو المبدأ الذي يُعطي الفكرة قوّتها الديناميكية لكي تتناسب مع موضوعها ، وبالتالي تتغلَّب على كُلّ تجربة إنسانية عصيبة ، وهذا القانون هو مسمّى آخر للحُبّ . هذا مبدأ أساسي وأزلي متضمّن في كُلِّ الكائنات والأشياء
وفي كُلِّ نظام فلسفي ، وكُلِّ دين وكُلِّ علم . ليس هناك مهرب من قانون الحُبّ . إنّ المشاعر هي الرغبة ، والرغبة هي الحُب ، والفكر المُشبع بالحُبّ لايُقهر أبدا "(إنتهى ألأقتباس ).
المجتمع المسيحي رسالته هي جذب الناس للمسيح بالمحبة التي يراها الناس فيهم فتنتقل الى الآخرين ,فكما هناك قوة جاذبية بين الأجسام في الكون هكذا تكون الجاذبية بين الناس بالمحبة المستقات من يسوع المسيح الذي هو مصدر هذه المحبة . فالمسيحية تنفرد عن بقية الديانات بهذه المحبة ,فهي مفتاح الحياة المسيحية بل مفتاح ملكوت السماء.
المحبّة هي في قلب الأنجيل وموجز مشروع الله في العالم . والمحبّة هي علامة مجيء الملكوت ، وهي قيمة هذا الملكوت على مثال يسوع المسيح .
أعظم شيء يحتاجه الأنسان على الأطلاق في حياته هو أن يُبدي الناس له محبتِهم ,وأتعس شيء للأنسان أن يعيش محروما من محبّة الآخرين له فهو سيعيش في تعاسة.
حتى علم النفس يؤكّد أقوال الكتاب المقدس عن هذه الحقيقة ,فالطفل المحروم من المحبة والحنان قد يتحول الى وحش كاسر في حياته بسبب حرمانه من حنان ومحبة الوالدين أو المحيطين به ,والأنسان في داخله طفلٌ يحتاج الى دُفئ المحبة ,لأنّ المحبة تُعطينا الفرح والسلام,فكلُّ البشرية تبحث عن المحبة لأنّها أجمل وأرقى علاقة بين البشرية وهي سرُّ(الحياة) لا يعرفه الاّ الذين يختبرون هذه المحبة .
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة يقول:" لا يَكُنْ عَلَيْكُم لأَحَدٍ دَيْنٌ إِلاَّ حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض. فَمَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ أَتَمَّ الشَّرِيعَة؛ لأَنَّ الوَصَايَا: «لا تَزْنِ! لا تَقْتُلْ! لا تَسْرِقْ! لا تَشْتَهِ!»، وأَيَّ وَصِيَّةٍ أُخْرَى، تَخْتَصِرُهَا هذِهِ الكَلِمَة: «أَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ!» (رومة 13 : 8-9). كُلّ هذه الوصايا تتلخَّص في وصية واحدة هي " أحب قريبُك َ مثلما تحبُّ نفسكَ"متى 22: 39". فمن أحبّ قريبهُ لايسيءُ الى أحد ، فالمحبّة تمامُ العمل بالشريعة .
الرسول بولس يدعو المسيحيين لكي يعيشوا حسب قيم هذا الملكوت على مثال يسوع. هناك دين واحد هي المحبّة التي نمارسها ، بين الأخوة وأبعد من الأخوة . هناك واجبات عديدة نقوم بها في المجتمع . وهناك واجب المحبّة .
المحبة لايمكن أن تسمّى محبة الآ بوجود الآخر لأنّ المحبة هي أنبثاق مشاعر جيّاشة من شخص يُعطي واخر يستقبل هذا العطاء . كيف أعرف من أنا أذا لم أعرف من أنت؟ فأنا بدونك لا أعرف نفسي .فمن خلال الآخر (أنت) أعرف حقيقة كياني وهويّتي وجنسي ,لأنَّك نضيري ومثالي .
المحبّة وفاء وعملية تجرّد من الذات من أجل الآخر ,وقمة السعادة الحقيقية هي في العطاء وليس في ما أحصل عليه ,وللأسف الكثيرون يستغلّوا المحبة لحالة النفع فتصبح سلبية ,وعلاقة المحبة ناجحة عندما أطبّق القاعدة الذهبية الورادة في الكتاب المقدس حيث يقول الرب يسوع المسيح في انجيل لوقا (وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ هكَذَا."لوقا 6 : 31 ".هذه هي القاعدة الذهبية وهي ملخّص الشريعة والأنبياء التي تستند الى المحبّة.
"لأنّ الله سكب محبّته في قلوبنا بالروح القدس الذي وهبه لنا"روميا 5:5" هكذا يجب على المسيحي أن تنبثق منه المحبة التي هي رائحة المسيح الطيبة المرتفعة الى الله ,فلا يخطئ الآخرون ملاحظتها "2كورنثوس2: 15"
رسالة المسيحي هي أنّه طالما أستقى محبته" من ينبوع الحياة " يسوع المسيح معطي الحياة فلا بد لهذا المسيحي أن يسقي الآخرين بهذا الماء الحي "المحبة" الفائضة منه .لأن الكتاب يقول" مجانا أخذتم مجانا تعطوا".
عندما يمتلأ المؤمن من محبة الله , فلا بد أن يفيض على الآخرين,انها محبة التضحية ومحبة فيها نشارك الآخرين أفراحهم وأتراحهم وأن نصل الى قلوبهم ونمسح دموعهم ونساعدهم في أجتياز كلّ مشاكلهم . يخبرنا البشير لوقا كاتب سفر أعمال الرسل كيف كان المؤمنين يشاركون الخبز مع بعضهم البعض وكيف كانوا يداومون في الصلاة في الهيكل بقلب واحد "أعمال 2 : 46 ، 47"
المحبّة هي العطش الى الآخر والأحتياج الى الآخر وبذل الذات من أجل الآخر ,فقمة المحبة هي العطاء والبذل ، والمسيح أحبنا حتى النهاية وهو على الصليب صاح "أنا عطشان" إنّه عطش "المحبة" وهي تنبع من الداخل الى الخارج ,فهي تتدفق كما يتدفق الماء من الينبوع الصافي ,وهكذا كان الماء والدم الذي تدفق من قلب المسيح وهو على الصليب رمزا لهذه المحبة النابعة من قلب الله لنا نحن العاجزين عن ادراك هذه المحبة الغير المشروطة والمضحية. المحبة هي أن تبيّن للآخرين مدى أهتمامك العميق بهم .المحبة تأدي الى الصدق والأمان. المحبة تأسر القلوب . المحبة تستر الأخطاء.
محبة المسيح لنا هي مثل الماء الحي الذي يروي عطش كل انسان فيرتوي ولن يعطش بعد ذلك ابدا وهي الخبز الروحي النازل من السماء الذي وحده يشبعنا .فمحبته تنعش النفس والروح و تشفي الجراح وتحّول الجحيم الى جنة .
محبّة المسيح هي علاج النفس والروح والجسد
الحب هو جوهر الوحي المسيحي .ووحده حبُّ الله للبشر يدل على دافع الخلاص للبشرية . هذا الحب ,الذي كشفه يسوع المسيح ,يحرّك الحب فينا والذي يدفعنا الى تحدي حتى الموت ,لأنّ المحبة أقوى من الموت, وهذا ما تشهد له تاريخ الكنيسة عبر الأجيال(وخاصة الكنيسة الأولى) ,ولكن للأسف صار الأيمان اليوم متزعزع وبدوره زعزع المحبة,واصبح الأنسان المؤمن يستسلم لتأثير المحيطين به,خاصة وقت الأضطهادات والمحن , وبسبب الأنقسامات بين المسيحييّن أنفسهم أضعف حماس عرفته الكنيسة الأولى ,لقد حلّت الديانة الروتينية(ديانة الطقوس ومظاهر التدين) محل العلاقة(الحميمية) بين الله والأنسان وبين الأنسان وأخيه الأنسان . ونتيجة فتور الأيمان حلَّ فتور المحبة فنشاهد اليوم في الكثير من كنائس العالم فتورا وخمولا .اصبحت الكثير من الكنائس تمارس الشعائر الدينية كوظيفة(واجبات) طقسية يؤديها الناس دون تحريك قوّة الروح القدس ليشعل نار الأيمان ويلهب المحبة في قلوب المؤمنين, فأصبح ينطبق علينا قول المسيح عن ملاك كنيسة لاودكيَّة:"أنا أعرف أعمالك، وأعرف أنّك لا بارد ولا حارٌ,وليتُكَ كُنتَ باردا أو حارا! سأتقيّؤكَ من فمي لأنّك فاتِرٌ,لا حارٌ ولا باردٌ"رؤيا 3 : 15".
يقول بولس الرسول في رسالته الثانية الى كورنثوس:
,"المحبة تصبر وترفُق ,المحبة لاتعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا تسيء التصرف ,ولا تطلب منفعتها, ولا تحتدُّ ولا تظنُّ السوء. المحبة لا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق., المحبة تصفحُ عن كُلّ شيئ ,وترجوا كُلِّ شيء ,وتصبرُ على كل شيء ,المحبة لا تزول أبدا "2كورنثوس13"
نعم المحبة الحقيقية ليس فيها انانية وهي على النقيض من الشهوة ,لأن المحبة التي هي من الله تتجه الى الخارج الى الآخرين وليس الى الداخل ,الى أنفسنا ,وكُلما أقتربنا من المسيح نُظهر محبتنا للآخرين, فأنا لا أستطيع أن أقول لأنسان أن يكون منعزلا عن الناس والعالم كليّا أنه يُحبُّ ,لأنَّ المحبّة هي فعل متجسّد (كما جسّد يسوع المسيح محبة الله للعالم على خشبة الصليب). المحبة تعني العمل ,عمل شيء من أجل من نحبهم ، (كما كان يسوع المسيح يطبق أقواله بأعمال الخير) ,وذلك ببذل الجهد والمال والأهتمام .المحبة تقاس بكيفية التعامل مع الآخرين بالخدمة الخالية من الأنانية . شبَّه الرب يسوع المسيح هذه المحبة بمحبة الطفل الصغير الذي لا يستطيع أن يردّ الجميل "متى 10:42" .من الصعب أن يحب الأنسان لو فكّر في ذاته فقط.
بولس الرسول في رسالته الثانية الى مؤمني كورنثوس فرّق بين المحبة والشهوات ، فشهوات هذا العالم أعمت عيون الأمم(أي غير المؤمنين بالمسيح) فلا يستطيعوا أن يميزوا بين الخير والشر بين المحبة والشهوة, فهناك المحبة الحقيقية التي هي عطاء وهناك الشهوة التي هي الأمتلاك . ألاولى سماوية والثانية هي من الشرير.
يركز البشير يوحنا على المحبة كطريق للحياة الحقيقية ,فيقول عن الذين لا يسلكون في المحبة".....ولكن من يكره أخاه فهو في الظلام ,وفي الظلام يسلك ولا يعرف طريقه ,لأنّ الظلام أعمى عينيه"1يوحنا 2:11".
يسوع المسيح جاء ليضع لنا شريعة المحبة الحقيقية وهي أن نحبُّ حتى أعدائنا ، وهو يقول لتلاميذه :"سمعتم أنّه قيل :أحِبَّ قريبُك وأبغض عدوّكَ.أما أنا أقول لكم : أحبّوا أعدائكم"متى 5 : 13" . المحبة تتجلّى عندما نغفر حتى لأعدائنا "لا تنتقموا لأنفسكم ,أيُّها الأحباء,بل دعوا هذا لغضب الله .فالكتاب يقول :ليَ الأنتقام ,يقول الرب ,وأنا الذي يجازي ولكن :اذا جاع عدوُّك فأطعمه ,وأذا عطش فأسقه "روميا20 : 19،20"
الغفران قد يكسر حلقة الأنتقام ويؤدي الى المصالحة المتبادلة .وقد يخجل العدو فيغيّر من أساليبه,فمقابلة الشر بالشر (كما في بعض الديانات والمعتقدات)سيسبب لنا من الضرر مثل ما يسببه للعدو,ولكن الصفح عنه سيحررنا من عبء ثقيل من المرارة. المحبة تجمع كلِّ ألأديان وتربطنا باله المحبة (المسيحي –اليهودي –المسلم...الخ ) "حيث الأيمان أحيانا يُفرّق" ولكن لايستطيع أن يحب الأنسان اذا كان خاضعا للعبودية(عبودية الخطيئة) ,فقط بالحرية (بعد معرفة الحق) يتحرر الأنسان ليستطيع أن يحب ويتحرر من كُلِّ المعتقدات التي تفصل الأنسان عن أخيه الأنسان .
من هو قريبي ؟
عندما سأل مُعلِّم الشريعة اليهودي يسوع المسيح من هو قريبي؟ فأجابهُ يسوع وقال :
" «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِنًا نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضًا، إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَلكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ، فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. فَأَيَّ هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟» فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا»." (لو 10: 30-37"
القريب هو الذي يقترب من الآخرين بمحبّته ويعاملهم بالرحمة ولو كانوا من الأعداء . وهكذا يصبح السؤال : كيف يُمكِن أن تكون قريبا من كُلِّ إنسان ؟ بهذه الطريقة تكون المحبّة بلا حدود ، ولا تكون شكليّة ، بل عمليّة (إذهب وأعمل ).
القريب (بالمفهوم المسيحي) هو أي انسان محتاج الى المساعدة,من أي جنس كان,ومن أي عقيدة ومن أي لون ,ومن أي خلفية أجتماعية,فالله أحب كُلِّ العالم : "اذا كان العالم لا يعرفُنا ,فلأنّه لا يعرف الله.....ولا يكون من الله من لا يُحبُّ أخاهُ"1يوحنا 3:1,10"
مثل السامري الصالح في انجيل لوقا يأكد فيه الرب يسوع أنّ المحبة لا تقف عند حدود الوطن والدين بل تتجاوز العقائد والفواصل الطبقية والحواجز التي يضعها البشر.
يسوع المسيح في مثل السامري الصالح يعطينا أربعة نماذج من الناس في تعاملهم مع القريب (أي الأنسان)
1- علماء الشريعة يتعاملون مع المواضيع المطروحة عن البائسين والمشردين والفقراء والمجروحين....الخ ,كموضوع للجدال والمناقشات فقط كما فعل عالم الشريعة اليهودية مع المسيح ليحرجه "لوقا 10 : 25"
,2- ويتعامل اللصوص (سارقي أموال الناس وتجار الحروب....الخ) مع هؤلاء الناس كموضوع للنهب والسرقة,كما تعامل اللصوص مع الرجل السامري في مثل قصة السامري الصالح.
3- أما الكاهن في مثل السامري الصالح يمثّل لنا الكثيرين من رجال الدين الذين يتجنّبون مواجهة المشاكل للآخرين لانّها مشاكل لا تتعلق بهم فهؤلاء يعتبرون مركزهم الديني مجرّد لغرض الأرشاد وتعليم الناس شريعة الله ولكنهم في الحقيقة قلوبهم بعيدة عن محبة الله وأخوتهم في الأنسانية ,الذين يعانون شتّى أنواع الآلام والظلم والفقر والجوع والمرض, بل هم بعيدين عن وصية الله الأولى التي تقول: "أحب الرب الهك من كلّ قلبك,وبكلّ نفسك,وبكل قوتك,وبكل فكرك,وأحب قريبك مثلما تُحبُّ نفسك"لوقا10 : 27" .
انّ الرب يسوع المسيح يقول لهؤلاء المتديّنين واللصوص والذين يحسبون أنفسهم علماء الشريعة :"أبتعدوا عنّي ,ياملاعين ,الى النار الأبدية المهيّأة لأبليس وأعوانه : "لأنّي جعتُ فما أطعمتموني ,وعطشتُ فما أسقيتموني ,وكنتُ غريبا فما اويتموني ,وعُريانا فما كسوتموني ,ومريضا وسجينا فما زرتموني " متى25: 41، 42 ، 43"
نعم أنّ مانفعله للآخرين يبين حقيقة محبتنا ,ويسوع المسيح يريد أثمار ايماننا وخاصة مع أخوتنا المجروحين جسديا ونفسيا وروحيا
4-أما السامري الصالح الذي(كان بحسب المفهوم اليهودي وثنيا), تعامل مع المجروح ,كأنسان يستحق الحب والرحمة ,فهو يمثل كلِّ انسان صالح يساعد المحتاجين ويعمل على تخفيف معاناتهم معنويا وماديا ,قد تكون بكلمة طيبة أو محبة صادرة عن القلب التي تكفي لضماد جروح الآخرين ,أو القيام بأعمال الرحمة ومساعدة المحتاجين حوله
يقول يوحنا البشير هذا الشاهد الذي عاش المحبة ورأى الحق :"...فالوصية التي سمعتموها من البدءِ هي أن يُحبَّ بعضنا بعضا , لا أن نكونَ مثل قايين الذي كان من الشرّير فقتل أخاهُ هابيل....نحنُ نعرف أننا أنتقلنا من الموت الى الحياة لأنّنا نُحبُ أخوتنا. من لايحبُّ بقي في الموت"1يوحنا 3:12,14"
ادم لم يستطع أن يعيش سعيدا وهو في الفردوس بالرغم من كُلّ المميزات التي أنفرد بها عن بقية المخلوقات حيث أعطاه الله السلطة ليكون سيد الكائنات والخليقة,الا أنه كان مهموما هائما ,فقال الله "ليس مستحسنا أن يبقى ادم وحيدا ,سأصنع له معينا نظيره"تكوين 2 : 18" هكذا خلق الله من ضلع ادم حواء نظيرة له ليبادلها المحبة .
يسوع المسيح جاء لخلاص العالم, وتحرير الأنسان من العبودية للخطيئة, فهو ليس لفئة معينة من البشر بل للعالم كله ، وهو القائل :"أذهبوا الى العالم كُله وأعلنوا البشارة (الأنجيل ) الى جميع الناس" مرقس 16: 15".انها لمأسات بشرية حقيقية أن يُفكِّر(لمجرد التفكير) الأنسان بكراهية أخيه الأنسان .
السؤال هو كيف نستطيع أن نصف معتقد أو دين أو أيدولوجية يؤمن معتنقيها بقتل الأنسان ، الذي يُمثِّل "صورة الله ومثاله " على هذه الأرض, وهو أيضا انعكاس لصورة أخيه الأنسان ونظيره .
سؤال يحتاج الى الأجابة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-