الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المسكوت عنه في الدورة الشهرية
شروق أحمد
فنانة و كاتبة
(Shorok)
2023 / 4 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
السبب الذي دفعني لكتابة هذا المقال بالذات هو الخجل ووصمة العار التي تلف هذا الموضوع والشعور بالخزي أو بالعار في التحدث في هكذا موضوع، واعتقادك عزيزي القارئ أن هذه مسألة من حيث التطرق لها في القرن الواحد والعشرين قد لا يوجد حولها ما يثير المنع والخجل من الحديث فيه فأنت تعيش في عالم وردي ملئ بالأحلام السعيدة، فهناك العديد من النساء والفتيات اللواتي يشعرن بالخجل من الدورة الشهرية ويشعرن بالعار عندما يذهبون إلى السوبرماركت لشراء الفوط الصحية ومحاولة اخفاءها عن الجميع كأنها وصمة عار على جبينهن.
القول إنها مسألة مؤلمة وصعبة هو شئ لا يفهمه سوى النساء والشعور بالألم الجسدي والنفسي هو شئ لن يفهمه إلا من يمر به، فعليا أنها أكثر الأيام صعوبة وألم من كل شهر وهو شعور معقد جداً جدا لا يمكن فقط وصفه بكلمات، وليست كما يصفها البعض على أنها سبعة أيام عاطفية وغير مفهومة فقط، لهؤلاء اقول يجب عليك أن تثقف نفسك قبل أن تتحدث عن هذه الأيام بتلك البساطة. أسبوع قبل الدورة الشهرية يختل التوازن الداخلي والهرمونات وتكون بداية الشعور بإكتئاب و عدم القدرة على التركيز و الشعور بالقلق المفرط والاحساس بالجوع غير المبرر رغم معرفة المرأة سبب هذه الجوع إلا أنها لا تعرف التحكم فيه أضف على ذالك الشعور المفاجئ بأرتفاع درجة الحرارة والتعرق اللاإرادي حتى لو كانت الغرفة باردة جدا، إلا أن الشعور هو في أي لحظه سوف ينفجر الجسم من الحرارة الداخلية، بالإضافة إلى التغييرات الجسدية التي تطرأ على جسم المرأة من زيادة في الوزن قبل الدورة الشهرية والانتفاخ والشعور بالثقل وأحتباس السوائل في الجسم شهريا، وحدوث تغييرات جلدية و خصوصا على الوجه، من بثور وتحولات بالبشرة من دهنية إلى جافة بشكل متطرف جدا مع تغييرات في المزاج غير إرادي و رغم كل هذه التغييرات الداخلية والخارجية إلا أنه ماتزال المرأة قوية و خصوصا خلال هذه الأيام تستيقظ وتضع قناع الشجاعة و تواجه هذه الأيام كأنها محاربة ومن يراها من الخارج لا يشعر بالتغيير الداخلي المؤلم كل شهر مع أننا نتألم من الداخل إلا إننا نقوم بواجباتنا وأداء عملنا يوميًا لا يهم من فينا، إن كانت ممرضة، مدرسة، مديرة بنك، طالبة، نادلة و حتى رئيسة تنفيذية و فنانة و رياضية، وأم لعدة أطفال لكل منهن متطلباتها الخاصة بها إلخ......
بعد ذالك تأتي أيام الدورة الشهرية السبعة وما يصاحبها من ألم شديد يصل حتى حد الشعور بالموت، تقلصات مؤلمة لا يوجد مثيل لها، بالنسبة لي شخصيا هناك أوقات أجد صعوبة في الاستلقاء على السرير من شدة الألم لا تسكته أي مسكنات، أشعر وكأن كائناً مما يقتلني من الداخل، التعرق بدون سبب، والشعور بوهن شديد، حاسة الشم تصبح سبعة مرات أقوى من الأيام الطبيعية، وفي هذه الأيام ورغم عشقي للقهوة تصبح رائحة القهوة قوية جدا بالنسبة لي تصل حتى الشعور بالغثيان منها، لا أستطيع الكف عن التفكير في النساء اللواتي يعشن لوحدهن بدون أي مساعدة من أحد، من يطبخ ويعد لهن الطعام ؟ خصوصا في أول ثلاثة أيام من الدورة الشهرية فهي كالتعذيب الجسدي في السجون، أعداد الطعام في تلك الأيام هو أداة تعذيب، لا أستطيع ايضا سوى لتفكير في كيفية قيام بعض النساء بوضع ذالك القناع الباسم الحنون رغم الألم الفظيع الداخلي و مواجهة العالم، وما يغضبني حين أسمع أحد الأشخاص يطالب بعدم المساواة بين الرجل والمرأة لأن المرأة تمر بمراحل كالدورة الشهرية والولادة مما يعني أنها لا تعمل أكثر من الرجل وعندما أسمع الرجال المتحجرين الرجعيين يطالبون بعدم مساواة الحقوق لأن المرأة ناقصة بسبب دورتها الشهرية وتكوينها الجسماني، كل ما استطيع قوله أنهُ انسان غير طبيعي وغير متحضر من يفكر في أن المرأة طلبت من الرب أوالكون أو الطبيعة أن تتعذب و تنزف لمدة سبعة أيام فقط من أجل المتعة، لولا هذه الدورة الشهرية لما أتى هذا الرجل نفسه إلى هذا العالم، فمن يستعيير من المرأة ودورتها الشهرية فهو يستعير من نفسه لأنه أتى من نفس الجزء الذي تنزف منه المرأة شهرياً.
هنا أتحدث للرجال المتنورين المنفتحين عقليا على الحياة و يتفهمون المرأة و مايحدث لها، اذا كنت رجلاً تقرأ هذا المقال و يوجد لديك شريكة في حايتك أو أختك أو إبنتك وتريد أن تكون قريبا منهن في هذه الأوقات و تخفف عليهن آلامهن أثناء الدورة الشهرية ماتحتاج له المرأة هو المساعدة، أطبخ لها وجباتها وكن قريبا منها، أجلب لها الشوكولاتة والورد، اذا كانت لديك شريكة وتتشاركان الأطفال وفي استطاعتك أخذ اجازة من العمل قم بمساعدتها مع الأطفال وأعمال المنزل لأن هذا الموضوع بالذات لا يوجد فيه نساء ورجال بل كيفية التعايش مع بعضنا البعض كبشر أولاً والتفاهم الذي يخلق بيننا هو ما يخفف الألم ويلغي الاختلاف، بالحديث عن هذه المواضيع وتفهم معاناة بعضنا البعض هو مايجعل الحياة جميلة، وإن كانت صديقتك أو حبيبتك أو الدتك أو أختك كن حنون عليها خلال هذه الأيام لأنها دائما ماتكون حنونة وهي في أفضل حالاتها مع الجميع وبالأخص أسرتها و أحبائها، وعندما تغضب في بعض الأوقات تكون حزينة بسبب الحرب الداخلية التي في كثير من الأحيان لا تستطيع فهمها أو التغلب عليها وكل ماتحتاجه هو عناق أو كلمات حنونة لتشعر بالطمأنينة والقليل من الحب.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأمم المتحدة: يوجد القليل من الاهتمام من قبل الأسرة الدولية
.. باحثات وحقوقيات: الأوضاع الاقتصادية تسببت في تراجع حقوق النس
.. منسقة مشروع مناهضة العنف ضد المرأة إيمان محمد
.. عضوة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة صباح هاشم
.. الصحيفة أمنية مكاوي