الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءات حول أحكام الرؤى والأحلام

عطيه الدماطى

2023 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخطيب هو صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والخطب موضوعها أحكام الرؤى والأحلام وقد ابتدأ الكلام بانشغال الناس بتفسير الرؤى والأحلام حيث قال :
"أيها المؤمنون إن الرؤى والأحلام تشغل كثيرا من الناس؛ لأنه ما من يوم إلا ويحصل لهم فيه رؤى أو أحلاما، والشرع المطهر جاءنا بتفصيل أحكام الرؤى وتفصيل أحكام الأحلام وما يتصل بهذه أو بتلك؛ بل إن أصولها قد جاءت في القرآن العظيم."
وتناول ما جاء في كتاب الله من الرؤى كرؤيا يوسف(ص) ورؤيا الملك ورؤى المساجين والتى تحققت فيما بعد حيث قال :
"ألم تر سورة يوسف عليه السلام حيث إنه جل وعلا أخبرنا أن يوسف عليه السلام رأى رؤيا ثم تحققت تلك الرؤيا بعد كثير من السنين "إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"[يوسف:4]، قال جل وعلا في آخر السورة "ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا"[يوسف:100]، يعني أن إخوته كانوا هم الكواكب وكان أبوه وكانت أمه هما الشمس والقمر.
كذلك في تلك السورة أخبر الله جل وعلا عن الملك الكافر حيث إنه رأى رؤيا فجاءت رؤياه حقا، قال جل وعلا عن الملك "وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون(43)قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين"[يوسف:43-44]."
وكان المفترض بالخطيب أن يعرف الرؤيا وهى الحلم أولا بأنها إخبار عن حوادث المستقبل في شكل رموز
وتناول أن كتب الروايات تكلمت عن أن النبى(ص) كان أول ما بدىء به من الوحى هو الرؤى الصادقة حيث قال :
"ونبينا عليه الصلاة والسلام أول ما بدئ به الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح؛ يعني يراها كما هي عيانا في الواقع كما رآها مناما، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين من النبوة» قال كثير من العلماء لعل معنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما بدئ به الوحي أنه يرى الرؤيا فتجيء مثل فلق الصبح، فاستمر ذلك معه قبل نزول جبريل عليه السلام عليه ستة أشهر، ثم إنه عليه الصلاة والسلام استمرت نبوته ورسالته ثلاثة وعشرين سنة، وكان نصيبها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة."
وهذا الكلام لا أساس يبنى عليه من كتاب الله فالله لم يعلم رسوله(ص)تفسير الرؤى لا في أول الوحى ولا بعد نزوله فهو مثلا لم يعلمه بتفسير رؤيته هو والمؤمنين للكفار قليلا في رؤيا غزوة بدلا حتى لا يخافوا وفى هذا قال سبحانه :
"إذ يريكهم الله فى منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم فى الأمر"
فلو كان النبى(ص) فسر الرؤيا لحدث الفشل والخلاف لأن القلة عنت الكثرة في الرؤيا
وإنما ما في القرآن هو أن الله من كان يفسر له بعض الرؤى كما في رؤيا دخول مكة فلم يعرفوا تفسيرها إلا عند وقوعها وفى هذا قال سبحانه:
"لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين"
وتناول الخطيب وجود مفسرين للرؤى في كل العصور حيث قال :
"والرؤى لها مقام عظيم من أول البشرية، كانوا يعتنون بها؛ لأن أمرها غريب ولأن شأنها عجيب، ولهذا قل أن يكون زمن إلا وفيه معبرون يعتنون بتعبير الرؤيا ويهتمون بذلك لأنها تشغل الناس،…"
وبالطبع هذا كلام خطير فلم يعطى الله أحد تفسير الرؤيا إلا بعض الرسل(ص) كيوسف(ص) فهى آية معجزة وقد منع الله الآيات وهى المعجزات عن الناس من عهد محمد(ص) وفى هذا قال سبحانه:
" وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وتناول الخطيب تقسيم الرؤى حيث قال :
" والله جل وعلا بين أصول الرؤى وأنها تنقسم إلى:
رؤيا من المسلم المؤمن الكامل وفيها تكون رؤيا حق، وقد تكون الرؤيا الحق من الكافر الذي يشرك بالله جل وعلا.
قال أهل العلم: الروح؛ روح الإنسان ثلاثة أنفس فإن الروح منقسمة إلى أنفس قال جل وعلا :
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"[الزمر:42]، فالروح أنفس، والأنفس في حال المنام:
منها نفس تكون مع النائم يتردد بها نفسه وتستقيم بها حياته.
ونفس أخرى يقبضها الله جل وعلا ويتوفاها فتكون عنده.
والنفس الثالثة تسرح وتذهب هاهنا وها هناك منفصلة عن البدن.
وكل هذه الأنفس قريبة من البدن تعود إليه في أقرب من لمح البصر.
أما النفس التي تتجول فهذه النفس هي التي يحدث منها ومن تجوالها الرؤى والأحلام.
( فإذا [نفثها] ملك فضرب لها الأمثال إما بالألفاظ وإما بالأشكال وإما بالوقائع والذوات والقصص، فإن الرؤيا تكون حينئذ ضرب من الملك.
وهذا القسم هو الرؤيا التي هي الحق."
وما ذكره الخطيب هنا ليس عليه دليل من كتاب الله فالأرواح وهى النفوس واحدة فالتى تنام هى نفسها التى تموت هى نفسها التى تتجول على حسب كلامه فلو كان للمرء ثلاث نفوس فأيها سيحاسبه الله ؟
قطعا هى نفس واحدة لكل واحدة وهى التى تحاسب كما قال سبحانه:
" كل نفس بما كسبت رهينة"
وقال أيضا:
" وتوفى كل نفس ما عملت"
وتناول بقية التقسيم حيث قال :
" والقسم الثاني: أن يأخذها الشيطان فيتلاعب بها، يري الإنسان ما يغيظه، يري الإنسان ما يكرهه، وينغص عليه منامه، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت البارحة أن رأسي قطعت فأخذت أتبعها. قال عليه الصلاة والسلام «لا يخبر أحدكم بتلاعب الشيطان به في منامه».
( كذلك قد تكون تلك النفس تتجول ويؤثر عليها تعلقها بالبدن، فإذا شبع الإنسان -مثلا- أثر شبعه على تلك النفس، فإذا كان في نفسه من الخواطر ما فيه أثر ذلك على نفسه، فرأى ما شغل باله أو رأى ما أثر عليه من بدنه، لهذا ثبت في الصحيح -صحيح مسلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الرؤيا ثلاثة أقسام فمنها ما هو حق يضربه الملك، ومنها ما هو تلاعب يتلاعبه الشيطان بأحدكم، ومنها ما هو حديث نفس» وهذه هي أقسام الرؤيا.
فمنها ما يكون حقا يضربه الملك لك أيها المؤمن؛ بل يضربه الملك للمؤمن والكافر، فيكون بتلك الأمثال إشارات يعقلها العلماء كما قال جل وعلا "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"[العنكبوت:43].
ومنها ما يكون من تلاعب الشيطان يري الشيطان للإنسان؛ يعني نفسه التي أخذها في المنام وذهب بها إلى ها هنا وها هنا، يريه أشياء مفزعة، يريه أشياء تحزنه، فيكون الإنسان في منامه محزونا، وذلك فعل الشيطان به، وربما لم يحزن في منامه؛ لكن يحزن إذا استيقظ، وهذا كله من الشيطان؛ لأن تلاعب الشيطان له دلالاته يستدل بها المعبرون على أن ذلك ليس الرؤى من الحق وإنما هو تلاعب الشيطان."
وبالطبع هذا التقسيم مخالف لكتاب الله فكل الرؤى وهى الأحلام حسنة أو سيئة من عند الله ككل حسنة او سيئة في محال أخركما قال سبحانه:
" وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله "
ووتناول الخطيب اشتغال الرسول(ص) بتفسير الرؤى بعد الصلاة في المسجد حيث قال :
والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى الفجر غالبا من كل يومه فإنه يقبل على أصحابه ويسألهم «هل رأى أحد منكم رؤيا»، فيخبره من رأى منهم بما رأى، فربما عبرها لهم عليه الصلاة والسلام، وذلك أن الرؤيا الصالحة مبشرة للمؤمن، فما ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال «لم يبق من النبوة إلا الرؤى الصالحة يراها المؤمن أو ترى له»، فإن الرؤى الصالحة هذه مبشرات لأهل الإيمان."
وهو كلام يتعارض مع أن المساجد للصلاة وهى ذكر اسم وهو وحى الله وليس لأى شىء أخر كما قال سبحانه:
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
ولو سلمنا بما تقول الروايات فهذا معناه أن الرسول(ص) والعياذ بالله كان يضيع خمس ساعات على الأقل في تفسير رؤى المصلين الذين كانوا بالمئات ويترك عمله كحاكم وقاضى ومعلم وغير ذلك
وتناول الفوائد من الرؤى حيث قال:
"وربما كانت الرؤى الصالحة محذرة لأهل الإيمان، فكم من صالح رام أمرا فأتته الرؤيا، تحذره من غشيان ذلك الأمر تحذره إما بصريح أو بإشارة، ولهذا أهل العلم الذين يعبرون الرؤى يستدلون....؛ بل بما رآه الرائي، يستدلون على تأويل الرؤيا بما رآه، تارة يستدلون باللفظ، وتارة يستدلون بالأشباه، وتارة يستدلون بالأبدان وما بينها من [التنافر]، وتارة يستدلون في تفسير الرؤيا بما يأتي للرائي، وكثير منها يكون من العلم الذي علمه الله جل وعلا من شاء من عباده "ولنعلمه من تأويل الأحاديث"[يوسف:21]."
وبالطبع في ظل عدم وجود مفسر حقيقى لانعدام الآية المعجزة لا يعرف المسلم أو حتى الكافر الغرض من الرؤيا التى هى إخبار بحوادث تحدث في اليوم التالى أو فيما بعده بمدة فبعض الرؤى تكون للطمأنينة كما في رؤيا غزوة بدر وبعضها يكون للتخويف كرؤى المساجين وبعضها يكون للتحذير كما في رؤيا الملك ...
وتناول أفعال الناس عندما يرون رؤيا حيث قال :
"والناس اليوم خرجوا عما أرشدوا إليه شرعا في كثير من أمور الرؤى:
فمنهم من فإذا رأى رؤيا أسرع في أن يسأل عنها كل من رأى سواء علم منه أنه يعلم التأويل أم لا يعلم، وهذا من الأمر الذي لا يسوغ؛ ذلك لأن تفسير الرؤى علم من العلوم والكذب فيه كذب على الملك؛ لأن الله جل وعلا جعل الملائكة تضرب الأمثال، فإذا فسر المفسر رؤيا وهي ليست برؤيا بل بحدس وتخمين منه فكأنه قال للذي رأى: هذا الذي رأيت رؤيا؛ يعني أن الملك ضرب له المثل لذلك، وقد يكون ذلك من تسويل الشيطان، وقد يكون ذلك من حديث النفس، والمتعجلون في هذا الأمر كثير.
لذلك على المؤمن أن لا يسأل عن كل ما رآه، وعليه إن سأل أن يتحرى الذين يعلمون الرؤى -عرفوا بذلك-، وليس كل من عرف بتأويل الرؤيا وأصاب في كثير منها يلزم منه أن يصيب دائما، فقد قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر لما سأله عن تعبير رؤيا فعبرها فقال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر «أصبت بعضا وأخطأت بعضا»، وأبو بكر رضي الله عنه كان من المعروفين بتأويل الرؤى، فلا يلزم من تعبير المعبر للرؤيا -إذا كان عنده علم بذلك- لا يلزم منه أن يصيب دائما، لكن الناس يتعجلون في هذا الأمر، والذي ينبغي على المؤمن أن لا يحدث برؤياه؛ لأنه -كما ذكرنا- أعني ما يراه النائم في منامه على ثلاثة أقسام:
فمنها رؤيا حق وهذه على قسمين:
إما أن تكون مفرحة، فإذا كانت مفرحة فاحمد الله عليها، احمد الله عليها، وإن شئت أن تسأل فسل، ولا يلزم من تلك الرؤيا أن تسأل عنها، فإن عاقبتها إلى خير، فقد قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا على رجل طائر إذا عبرت وقعت».
والقسم الثاني أن تكون الرؤيا الحق فيها ما يحزن المرء إما بدلالة في الرؤيا وإما بما يعبره المعبر، فهذا إذا سأل عنه ربما أحزنه، والذي ينبغي إذا رأى المرء ما يحزنه أن يستعيذ بالله من شرها، وأن يتفل عن يساره ثم يتحول إلى الجنب الآخر، قال عليه الصلاة والسلام مرشدا من فعل ذلك «فإنها لا تضره».
كذلك القسم الثاني ألا وهو حديث النفس، فإن النفس لها أحاديث، فهذا راء رأى في منامه أنه يشرب الماء الكثير جدا، يشرب البحر أو يشرب النهر، أو يشرب عينا غدقة كثيرة فأفزعه ذلك، وإذا مرد ذلك إما لشبع من طعام لم يشرب عليه ماء، وإما يكون مرد ذلك لعطشه إذ ذاك أو لتفسير من التفسيرات التي فسر بها، وليس كل ما يظنه الناس أنه رؤيا يكون في الحقيقة رؤيا؛ بل كثير من الناس يرى ولا تكون رؤياه حقا؛ بل تكون من أحاديث النفس أو تكون من تسويلات الشيطان.
والرؤى يعتبرها أهل العلم باعتبارات مختلفة، لهذا مما ينهى عنه أن يتعلق الناس الرجال وبالأخص النساء بالكتب التي تفسر الأحلام، فكثير من الناس يحصل عنده كتبا في تفسير الأحلام، فإذا رأى رؤيا إذا رأى في منامه شيئا أسرع من صبيحته إلى ذلك الكتاب.
والرؤيا تعبيرها له شروط وتحتاج إلى علم واسع، فأحيانا لا يكون تفسيره له تعلق بالرؤيا البتة، وإنما يكون في الرؤيا كلمة تدل المعبر على تفسيره إياها، كلمة واحدة ويكون معها قصص طويلة كيف لها شأن بالرؤيا وليس لتفسير الرؤيا بها تعلق، وإنما التعلق بتلك الكلمة وما قبلها وما بعدها من الأحداث ليس لها مصير.
كذلك من الناس من يرى أشياء مفزعة فيرى تفسيرها بالأمر القبيح، فينظر في نفسه فإذا هو أصبح محزونا فصار كيد الشيطان عليه متحققا إذ أحزنه."
وعاد الخطيب هنا إلى نفس الأغلاط التى وقع فيها وهى تقسيم الرؤى ووجود مفسرين لها وزاد غلط أخر وهو :
أن الرؤى تقع على حسب تفسير أول من فسرها وهو غلط ظاهر فالرؤى هى على حسب ما قدر الله في كتابة وليس على تعبير المعبر لأنه غالبا يخطىء
وعاد الخطيب لتكرار غلطة وجود مفسرين في عصرنا حيث قال :
"والذي ينبغي أن لا يسعى في ذلك، وإذا أراد فليسأل أهل العلم الذين يعبرون الرؤى ولا يسل أهل الجهالة ولا يسل أهل التعجل، فإن كثيرا من الرؤى لا يعلم تأويلها إلا بشيء من التأمل والنظر، ومنها ما يظهر تأويله، ومنها ما يخفى تأويله والناس في هذا لهم مقامات."
وكما سبق القول إن الأحلام وهى الرؤى هى إخبار عن حوادث تقع مستقبلا فرؤى الكلم إخبار عن انخفاض الفيضان سبع سنوات وزيادته سبع سنوات ورؤى الساقى كان عن براءته فيما بعد ورؤيا الخباز عن اعدامه فيما بعد ورؤيا دخول المسجد الحرام كانت اخبار عن ذهاب المسلمين للحج بعد منعهم سنوات ورؤيا يوسف (ص)عن السجود تحققت بعد سنوات طويلة ورؤى ذبح إبراهيم(ص) لولده تحققت فبما بعد ولكنه لم يكن ذبحا ورؤيا بدر كانت عن انتصار المسلمين.. وهى مضمون كل ما ورد في كتاب الله منها ومن ثم لا يمكن لأحد العلم بتفسيرها الصحيح لكونه من علم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله كما قال سبحانه:
" إنما الغيب لله"
وتناول بعض التفسيرات الشائعة حيث قال :
"مما شاع بين الناس -وهو غلط- أن الإنسان إذا رأى أن من أسنانه ما سقط، أن ذلك يؤول بفقد أحد أحبته -بموت ابنه أو ابنته أو من يعز عليه-، وهذا ليس بالصحيح إذ إن الأسنان لها في الرؤى أحوال كثيرة، والأسنان العلوية غير السفلية، والمتقدمة غير المتأخرة، والأضراس غير الأسنان، وهكذا في تفاصيل كثيرة."
وهو كله باطل لا أساس له فالحادثين المختلفين قد يعبر عنهما بنفس الشىء كالبقر والسنابل في رؤيا الملك
وعاد الخطيب فقرر أن تفسير الرؤى خاص بالأنبياء عن طريق الوحى حيث قال:
ا"لمقصود أيها المؤمن: أن الرؤى من العلم الذي حازه من حازه، والأنبياء يعبرون الرؤى بتعليم الله جل وعلا لهم، فلا تكن متسرعا في ذلك بقصها ولا بأخذ الكلام فيها ولا بتعبير الرؤى إن سئلت؛ لأن ذلك من العلم "ولنعلمه من تأويل الأحاديث"[يوسف:21]، فالتعجل في ذلك من الكذب إن لم يكن صاحبه على علم بذلك."
وبالطبع تفسير الرؤى المستمر كان معجزة يوسف(ص) وحده من بين المذكورين في كتاب الله بدليل أن إبراهيم(ص) لم يعرف أن ذبحه لابنه لم يكن ذبحا وإنما استعداد للذبح فقط دون الذبح
وتناول أن الاستعاذة من شر الحلم يمنع ضرره حيث قال :
"هذا واعلموا أن المرء إذا استعاذ بالله من شرها فإنها لا تضره "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"[النساء:76]، وليس من شرط الرؤيا أن تتحقق فقد يرى رؤيا ولا تتحقق إذا سأل الله جل وعلا أن لا تكون، إذا كانت مما يحزنه أو مما يرى أن فيه ضراء."
و الغلط أن الاستعاذة تمنع ما في الحلم من ضرر وهو كلام مغلوط لأن التفسير للضرر قد يكون نفع فذبح الولد في الحلم كان في الحقيقة ذبح البعير الكبير
وفى الخطبة التالية تناول سعة العلم وأن على الناس العودة للعلماء حيث قال :
"أيها المؤمنون: إن العلم واسع، والناس توسعوا وخاضوا غمرة جهل كثير؛ في أمورهم التي لها تعلق بدينهم ولها تعلق بكتاب ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، وعليكم بالعلم في أموركم كلها، عليكم بالعلم واليقظة، وأن تسألوا إذا جهلتم فإنما شفاء العي السؤال كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يبصرنا وإياكم للحق، وأن يلهمنا إياه، وأن يعلمنا من لدنه علما، وأن يجعلنا ممن استعملهم في طاعته، وأن يجنبنا القول بالكذب والقول عليه بلا علم؛ إنه ولي ذلك وهو نعم المولى ونعم النصير"
وبناء على ما سبق على الإنسان ألا ينشغل بتفسير الأحلام لأن تفسيرها في علم الغيب وما نراه من أضرار فيها قد يكون منافع ومن ثم لا تجعل يومك أسودا سيئا بسبب حلم لأنك لا تعرف تفسيره كما لا تجعل يومك مفرطا في الفرح بسبب حلم وإنما خذ بالأسباب واعمل الطاعات فهى المنجيات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال