الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحويل البشر إلى أرقام

طارق الهوا

2023 / 4 / 9
المجتمع المدني


هنا شرح نظرية Great Reset الهادفة إلى تغيير البشرية. الاشارة إلى هذه النظرية جاءت في مقال سابق عن محاكمة الرئيس السابق ترامب*، الذي يبدو واضحاً أن محاكمته سياسية، وقد تتجه إلى تسوية خلف الكواليس، أو إلى اضطراب عظيم في الولايات المتحدة، ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى انفصال ولايات عن الاتحاد الفيدرالي، وهو ما يريده أصحاب نظرية "التغيير"، لأن الصراع في ظاهره على منع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة ثانية، لكن حقيقته صراع رؤية الجمهوريين والديمقراطيين لمستقبل أميركا، وهو اختلاف أقوى بكثير من الخلاف الذي أدى إلى حروب أهلية 1861-1865.
نظرية Great Reset تتبنى كشف معلومات أي إنسان للسلطة وللآخرين متى أرادوا، حتى المعلومات الطبية والأدوية التي يستعملها الانسان ولا يرغب في معرفة الناس لها أو مرضه لأسباب شخصية.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال هناك مواقع تكشف لك كل معلومات الأشخاص (ما عدا المهاجر غير الشرعي) بما فيها عنواينهم وأرقام هواتفهم بمجرد وضع اسم الشخص ودفع الرسوم المطلوبة. وأتلقى خطابات تطالبني بدفع الزكاة للمحتاجين المهاجرين المسلمين قبل كل عيد اسلامي، والتبرع لبناء مساجد جديدة، لأن اسمي محايد ولا يشير إلى مسيحيتي! كيف عرفت هذه المساجد والجمعيات اسمي وعنواني؟
تعتمد Great Reset على المراقبة الرقمية للإنسان؛ ماذا يفعل وأين يذهب وما هي العناوين التي يذهب إليها ومن يراسل على الانترنت، وبداهة كل معلوماتنا على "فيس بوك" مكشوفة، حتى اللصوص يعرفون متى سيغيب أصحاب البيت في رحلة وسيذهبون ويسرقونه، فبعض الناس ينشرون كل تحركاتهم ومعلوماتهم وحتى مشترواتهم.
كل ما ندونه على تطبيق GPS أو The Global Positioning System، يذهب إلى الشركة الأم، وقد تطلبه جهات استخبارية أو السلطة.
ستعتمد Great Reset على معرفة خصوصياتنا ومشترياتنا، لتبتكر طرق يُمكن بها تعديل مزاج وطعام أي شعب، لتتوحد البشرية هذه المرة ليس تحت دين واحد أو نظرية سياسية، بل كأرقام تحت غطاء تقني واحد.
يتحدثون صراحة عن هوية رقمية عالمية للإنسان كأي كمبيوتر نستعمله! لا رقم قومي بعد تنفيذ Great Reset، بل حتى لن توجد عملات وطنية، والجميع سيتعاملون بدون نقود وسيستعملون ما يشبه البطاقات الإئتمانية لكن على هواتفهم لتسهل المراقبة، وقد تكون العملات المشفرة هي التجربة الاولى في هذا الاتجاه.
لا هوية ولا ثقافات ولا حتى أكلات شعبية تخص دولة بعينها. كما حدث مع توحيد أشكال السيارات وتلاشي هوياتها المعروفة، سيحدث مع البشر. لا دول قومية ستظل بعد إعادة الهيكلة العظيم ولا مواطن. وتروّج حالياً نظرية قبول الهجرة غير الشرعية كحل لظاهرتي الجفاف والتصحر والفقر.. نقل شعوب من أرض لأرض تدريجيا.. وفتح الرئيس جو بايدن للحدود الجنوبية لأميركا عليه علامات استفهام كبيرة، خصوصا انها هجرة غير شرعية. دين رقمي جديد سيحل، ورقم عالمي واحد سيُعطى للإنسان.
حتى الطعام سيتحكمون به وسيكون مُصنّعا بطريقة معينة، وبدأ الأمر فعلا بتصنيع وترويج مأكولات لا تمت لأي ثقافة، ولحوم مصنّعة لا لون لها ولا رائحة، وهذه اللحوم تمهّد لاختفاء اللحوم العادية، لأن المواشي تطلق غاز الميثان المضر بطبقة الأوزون! وبدأت هولانده تقلل من تربية البقر تأيداً لهذه النظرية.
التعليم التقليدي سيختفي، واستعمال التطبيقات سيكون اتجاه العصر. الربوتات ستجعل البشر عاطلين عن العمل، ومجرد عدد لا لون له ولا قيمة، مجهول المستقبل والمصير.
الانتماء لجنس محدد منذ الولادة سيكون غير مستحب؛ المدارس خصوصاً الابتدائية في بعض دول الغرب بدأت تسأل الطالب (أو الرقم الخوارزمي الموجود في الصف) هل أنت ذكر أو أنثى؟ ماذا تفضل أن تكون؟ بل بعض المدارس تشجع الولد على ارتداء ما يشبه فستان، أو زي محايد، حتى لا تشعر الفتيات بحرج في الصف، كما يتكاذبون لكي تنتشر الكذبة وتصبح حقيقة بتكرار الصورة البصرية!
يدعم توجه اختيار الجنس بعد الولادة شركات صناعة الافلام الكبرى في هوليوود، ونجوم كبار في كل المجالات حتى الرياضة، بحجة خبيثة جدا هي التعاطف مع المثليين.
ديزني لاند في كل فروعها وأفلامها تبث Great Reset في نفوس الاطفال، وحتى عارضات الملابس الداخلية، وهن عادة الأجمل والأكثر أنوثة وإثارة على الكوكب، بدأ ينضم إليهن رجال متحولين جنسياً يقلدون المرأة في مشيتها وصوتها.
حسين أوباما الآن من كبار نجوم الصالونات المخملية وقاعات المحاضرات، وهو يمدح علانية كل "شجاع" يختار جنسه بنفسه أو يتحول إلى جنس آخر يحس أنه ينتمي إليه أكثر. حسين أوباما صاحب شعار "التغيير" المبهم سنة 2008، لكننا بدأنا نرى تحقيق مضمونه على أرض الواقع، وبدأ بعض الناس يدركون لماذا وصل إلى الحكم. هو شخصيا بتلاعبه بين دينيّن وثقافته المبهمة مجرد جزء في شبكة أعظم.
إذا تأمل الانسان رؤساء بعض الدول الكبرى سيجد أنهم لا يستحقون مطلقاً هذا المنصب، ويتعجب كيف وصلوا إليه في فترة وجيزة. هم في الواقع وُضعوا في هذه المنصب لأنهم مستعدون للتعاون في إعادة الهيكلة العظيم Great Reset (حرفيا العودة إلى الصفر والبدء بالعّد من جديد) ويجدون الاعلام، الذي يملك معظمه أصحاب النظرية، ويتعامى عن اخطائهم ومشاكلهم والكارثة التي يمهدون دولهم لها.
بدأنا نرى، إذا دقق الانسان، أناساً تجمع بين الجنسينBinary في مناصب سياسية سيادية، كخطوة تسوّق لفكرة ظهور أجناس أخرى غير الذكر والأنثى، سيمتعض منها ثم يتقبلها أي انسان بالتكرار والتعود البصري.
ما ذكرته ليس خيالا ولا علاقة له بنظرية المؤامرة، بل هو رؤية منتدى دافوس للعالم المستقبلية، ويتحدث عنها قليلون في الاعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي.

* البغيض العنصري الشرير المتحرش المجنون المتهرب من الضرائب. مجرد كلمات روجها الاعلام عن دونالد ترامب، لكنه واقعيا وبعيدا عن أي قالب وُضع فيه وعن رأينا الخاص، منع وقوع حروب، ولم يشن أي حرب، وضرب الإرهاب بقوة، ومنع إبادة وشيكة كان أردوغان يخططها للأكراد، ولم ينهب بترول أي بلد، واعتبر نشر ديمقراطية بوش كانت أكبر أخطاء أميركا، ولم يمنع "الهجرة الشرعية" أبداً.
هذا المتهرب من الضرائب لم يكن يتقاضى من معاشه الشهري رسمياً سوى دولار واحد، والباقي كان يذهب إلى جمعيات خيرية أو بيئية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال