الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة وتدبر في الأبعاد الحاكمة لأداء مؤسسات التعليم العالي

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2023 / 4 / 15
التربية والتعليم والبحث العلمي


لقد اِطَّلَعتَ على مقالة الصديق بروفيسور معتز خورشيد وزير التعليم العالي المصري السابق، والزميل في المؤسسة العربية العالمية لتطوير التعليم، وهو شخصية مفكرة وتحليلية؛ فجل مقالاته تحمل في داخلها معاني وقيم، فتقرع رؤوس قرعًا حتى لا تظل في الرمال، بالتالي فهو قادر على فهم وتقدير مختلف الأمور، حيث طرح في مقالته المتميزة والمعنونة " في شأن إتاحة التعليم العالي في مصر" أفكار مهمة عن الأبعاد الحاكمة لأداء مؤسسات التعليم العالي، وهي أبعاد رآها الكاتب بالبصيرة متاحة له، حيث حددها في سبعة أبعاد رئيسة وهي :
1. جودة وتميز المؤسسة التعليمية، وتمايزها عن أقرانها، ومدى فاعلية تحقيق توجهات خططها الاستراتيجية.
2. إنتاج المعرفة ونشرها وتطبيقها من خلال البحث العملي والتطوير.
3. دور الجامعات في مجال خدمة المجتمع وتنمية البيئة والتنوير المجتمعي بوجه عام.
4. عدالة التعليم العالي وديمقراطيته، وتكافؤ فرص إتاحته، واستدامة العملية التعليمية مدى الحياة، وهو يُمثل البعد الاجتماعي للتعليم العالي.
5. تعظيم مساهمة الجامعات في بناء رأس المال البشرى الوطني، وتطوير شخصية الخريج وتنمية مهاراته وجداراته وقدراته المعرفية من أجل دعم أسواق العمل الحديثة.
6. مواكبة منظومة التعليم العالي لعصر الحداثة والمعرفة، وثورة العلوم والتكنولوجيا بالألفية الثالثة.
7. ما تحققه مؤسسات التعليم العالي من معدلات إتاحة، ومُجمل ما تستوعبه من خريجي المرحلة الثانوية.
وملخص هذه الأبعاد يكمن حسب وجهة نظر بروفيسور معتز في "الجودة والإنتاج المعرفي والإتاحة والعدالة والمواءمة والاستدامة والمصداقية".
في الحقيقة أجزم بأنه لا يكفي أبداً أن يتم إنتاج الأفكار، كما يقول مالك بن نبي إنما يتوجب "توجيهها لدورها الاجتماعي المتحد" وهذا ما دفع بالصديق بروفيسور معتز لكتابة مقالته المذكورة، وهي أيضا غاية هذه المقالة، حيث تعلمت بأن الحديث إن لم يزد على العقل المرء فإنه يعد من الفُضُول.
إذن على القارئ بعد أن أحاط بهذه الأبعاد أن يدرك حاجة مؤسسات العالي العالي الليبية إلى التدبر والتفكير في هذه الأبعاد الحاكمة للأداء، فالجامعات الليبية الحكومية التي تجاوزت 25 جامعة، فضلا عن عدد من الجامعات الخاصة المعتمدة وغير معتمدة، وكذلك العشرات من الكليات والمعاهد العليا التقنية والفنية كل هذه المؤسسات بحاجة ماسة إلى أن يتم تقييم أداءها وفقا لتلك الأبعاد المهمة، بغية خلق عقلية جديدة في مؤسسات التعليم العالي تقودنا نحو إنتاج العقول والأفكار، وليس إلى إنتاج قوالب جامدة ومتكررة، فمن دون عقل جديد لا يمكن أن يقوم اجتهاد جديد.
ولعلنا نروم من وراء كل ذلك أن نفهم إن تنوع الأبعاد الحاكمة للأداء سوف يُحرك خلايا العقل الراكدة بمؤسسات التعليم العالي الليبية، بحيث لن تكون بعدها كما كانت قبلها، كما سيمكن المجتمع من زيادة الوعي اتجاه أدوار وأهداف هذه المؤسسات، كما سيدفع في الوقت نفسه الجهات الرقابية من إدراك ما يُراد بهذه المؤسسات، وبالتالي سيتم توجيهها إلى ما ينبغي أن تكون عليه، وتأسيسًا على ذلك سيكون أمام مؤسسات التعليم العالي الليبية عدد من الخيارات أو المسارات ممكنة التحقيق، وربما تتجلى نماذج ناجحة ومتميزة لهذه المؤسسات. وحاصل القول فأن هذا كل ذلك يعني عدم تكرار الأخطاء والإخفاقات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية