الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائف ميت

علاء الزيدي

2006 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" أحدث اتفاق الطائف عام 1989 تغييرا كبيرا على هيكل الدولة اللبنانية ، فبعد اتفاق الطائف:
أصبحت السلطة التنفيذية منوطة بمجلس الوزراء مجتمعا وبالطبع فإن الشيعة يتمتعون فيه بعدد مؤثر، خاصة إذا ما اعترض الوزراء الشيعة جماعيا على قرار فإنه من الصعب في بلد طائفي في مثل لبنان أن يمرر هذا القرار بالأكثرية .
سلطة المجلس النيابي أصبحت أكبر من ذي قبل، ورئاسته بحسب الدستور هي حق للطائفة الشيعية، ويشغل الرئاسة نبيه بري رئيس حركة أمل، وهو من حلفاء سوريا ومن الداعمين الأساسيين لحزب الله. كما أن حزب الله وحركة أمل دائما يحظيان بأغلبية المقاعد النيابية المخصصة للطائفة الشيعية إضافة إلى حيازتهما تمثيل بعض مقاعد الطوائف الأخرى. "
هذا الكلام الملغوم ، قرأته في الخامس والعشرين من تموز ( يوليو ) الماضي ، على موقع " الجزيرة نت " التابع لقناة " الجزيرة " ؛ قناة الإخوان المسلمين ( على وزن قناة المنار ؛ قناة العرب والمسلمين ! ) ومن الواضح أنه سابق زمنيا للحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ، والتي تظاهرت فيها القناة الإخوانية بأنها مع المقاومة اللبنانية ، ومع السيد حسن نصر الله ، حتى آخر رشفة ، من آخر كأس ، في آخر بار مفتـِّح ( فاتح أبوابه حتى الهزيع الأخير من الليل ) !
الطائف اللبناني ، تريد " الجزيرة " أن توحي ، كان يصب في مصلحة الشيعة ( النقاش في حديث الإفك هذا طويل وهذا ليس محله ) فهل كان كذلك " طائف " مكة الأخير بين رجال السياسة العراقيين الذين يعتمر بعضهم عمائم دين ؟
ككتـّاب أحرار في دنيانا ، قبل أن نكون خائفين من معاد ونار أو راغبين في غفران و جنة ، عيب علينا التصفيق والهتاف وتخدير الناس بالأوهام . لذلك لاوصف مناسبا لدى أحدنا لاتفاق تبويس اللحى هذا ، أكثر من القول بأنه مجرد " طائف ولد ميتا " .
فإذا كان الطائف اللبناني قد أعاد ترتيب الخارطة اللبنانية بما يضمن شيئا من الحقوق المهدورة لهذه الطائفة أو تلك ، في السياق العام للنسيج اللبناني المتنوع ، فإن " طائف مكة " لم يكن سوى نجدة لفئة واحدة تتحمل إثم كل هذا الدمار الذي لحق بالعراق ، منذ التاسع من نيسان ( أبريل ) العام 2003 وحتى اليوم . هذا الطائف العراقي يضحك على عقولنا وذقوننا إذا حاول خداعنا بالقول إنه حريص على تحريم إراقة دماء مسلمي العراق ، وتحريم تكفير المسلم لأخيه المسلم . ذلك لأن الجميع يعلم ، أن هذا الحرص المزعوم متأخر أكثر من ثلاث سنوات ، وأن هذا التأخر أو التأخير لم يحصل إلا انتظارا ً لنتائج عملية إراقة الدماء وإزهاق الأرواح والتكفير ( وهي عملية مزدوجة ومتلازمة وليست عفوية مطلقا ) ولم يأت إلا لأنها وصلت إلى طريق مسدودة !
لقد ذبحت الضحية وكُفـِّرت على مدى ثلاث سنين ونيـِّف ، ثم لما ارتد الكيد إلى نحر القاتل ، وبلغ النصل عظامه ونخاعه ، تنادى لغوثه المتنادون .. ويا ليتهم لعبوا غيرها .. في وقت غير ضائع !


عيون الكلام : المس كرترود بل عن السيد طالب النقيب : إنه رجل عديم الضمير ..وهو يشبه العدد القديم من الجرائد .. لكن مصالحنا ومصالحه تلتقي على صعيد واحد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق


.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي




.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah