الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله ينصر دولة العدل ولو كانت كافرة !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل (العدل) بدون (الدخول في الاسلام) ينفع صاحبه العادل غير المسلم؟ وهل (الإسلام) بدون (العدل) ينفع صاحبه المسلم (الظالم)(الفاجر)(القاطع لرحمه والمؤذي لجيرانه)؟؟؟
-----------( قال فقلت؟)---------------
قلتُ:
"الله تعالى لا ينظر الى أجسامنا وأشكالنا ولا كوننا ننتسب للاسلام أو لغيره بل ينظر إلى (كمية) الصدق والأمانة والعدل والرحمة في قلوبنا وعقولنا وأقوالنا وأفعالنا!، ينظر إلى كمية العدل والتقوى في كل مجتمع وفي كل دولة ولدى كل بيت وكل فرد ... فهذه الصفات هي مربط نزول الرحمة العامة والخاصة وهي أهم شروط التمكين في الدنيا"
فقال:
"الإسلام هو الأساس ولن يُقبل عمل من غير المسلم، قال تعالى: ((وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) {المائدة:5}. "
فقلتُ:
"المقصود بكلامي هو فيما يتعلق بالتمكين في الدنيا والفوز بها إنما يكون بالعدل فإن كنت مسلمًا وظالمًا فلن ينصرك الله في الدنيا مع أن هذا الاسلام قد ينفعك في الآخرة بالنجاة من النار ولو بعد الخضوع لفترة عذاب في النار قد تقصر وقد تطول بسبب ظلمك للناس في الدنيا ... فالله كما ذكر بعض السلف الصالح: ((ينصر دولة العدل ولو كانت كافرة، ويخذل دولة الظلم ولو كانت مسلمة!!)) فالاسلام بدون العدل والاستقامة قد ينفعك في الآخرة أما في الدنيا فلا!!، فإذا كانت كمية العدالة والرحمة في الدولة (الكافرة) أو (غير المسلمة) أكثر منها في دولة مسلمة يكثر فيها الظلم الاجتماعي والقضائي والفساد المالي والاداري العام فهي دولة ظالمة وفاسدة ولن ينفعها الانتساب للاسلام ولن تنال التمكين !!/ فقول السلف بأن الله ((يخذل دولة الظلم ولو كانت مسلمة وينصر دولة العدل ولو كانت كافرة)) قول سليم وحكيم يدل على فهمهم العميق والدقيق لدين وشرع الله، فالقرآن يؤكد هذه الحقيقة بل والواقع والتاريخ يؤكد ذلك !!
صحيح أنه لن يُقبل عمل في الآخرة الا بالاسلام ، بمعناه العام ، اي ملة ابينا ابراهيم، أي التوحيد بمعناه العقدي ومقتضاه العملي، اي بـ((افراد الله بالالوهية اعتقادًا وإدراكًا، وافراده بالعبادة بلا شريك عملًا وسلوكًا))، فمن يشرك بالله - حتى لو كان ينتسب للاسلام المحمدي ويشهد أن محمدًا رسول الله - حرّم الله عليه الجنة ، وأما ما كان دون الشرك من ((الكفر والنفاق والذنوب والمعاصي)) فهو تحت المشيئة ، ان شاء عذّب وان شاء غفر ، هذا عن الفوز بالآخرة أما الفوز والنجاة والتمكين في الدنيا فليس معياره الاسلام بمعنى الدخول في دين الاسلام بدون شروط بل شرطه تحقيق العدل واطعام المساكين وانصاف المظلومين والأخذ بأسباب التمكين كالعلم والتقنية وبناء القوة ... إلخ..... فمن أخذ بهذه الشروط استوفى أسباب التمكين حتى لو لم يكن من المسلمين!... الله عدل يحب العدل ويحب المقسطين ويكره الظالمين، والله رحيم يحب الرحماء المتراحمين ويكره القساة الجفاة الذين لا يرحمون الضعفاء والغرباء واليتامى والمساكين!، هذا هو الله (الحق العدل الخلوق) كما عرفته من القرآن الكريم وهو رب العالمين والناس أجمعين وليس فقط رب بني اسرائيل أو رب المسلمين!!.... قال تعالى: ((كُلًا نمدُ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما كان عطاء ربك محظورًا)) ، فالله يُعطي المؤمن والكافر والمسلم وغير المسلم في الدنيا من الدنيا ما يشاء ، والشيء المؤكد أنه يُعطي كل فريق حسب جهده واجتهاده العقلي والعملي في تحقيق العدالة والرحمة في مجتمعهم وبيوتهم وفي الأخذ بأسباب التمكين والنجاح"

قال:
وهل الغرب الديموقراطي عادل مع الشعوب الأخرى؟ ألم يستعمرونا ويُعطوا أرض فلسطين للصهاينة؟ هل هذا ظلم أم عدل؟؟
فقلت:
نحن نتحدث عن العدل الاجتماعي داخل الدولة فلا شك أن هذه الدول كما نعيشه واقعًا تتمتع بعدالة اجتماعية وقضائية ممتازة بالقياس للظلم الاجتماعي والسياسي في الدول العربية وخصوصًا الجمهوريات والجماهيريات العربية الفاشلة ، أما على المستوى الدولي وفي الساحة الدولية فالوضع مختلف ، وكما نقول بالمثل الشعبي الليبي : ((إيدك حديدك!!))، فحتى نحن لما كنا قوة عظمى في دولة الاسلام في العهد العربي أو التركي كنا نغزو البلدان ونستعمرها بل ونسبي نسائهم وأولادهم ونحولهم لعبيد لنا وإلى ما ملكت يميننا !!، فهل هذا عدل في رأيك ؟؟؟ أم أن الصراع والتنافس في الساحة الدولية له قوانين مختلفة عن الوضع المحلي في كل دولة وهو صراع يقوم على التفوق والسيادة للأقوى والأذكى والأدهي!!؟.... المهم هو احترام كرامة ومتطلبات المواطنين وإرادة جمهور الأمة في كل بلد وتحقيق العدل القضائي والاجتماعي ومحاربة الفساد المالي والإداري وتوفير العيش الكريم لكل مواطن في الدولة وهو أمر متوفر في أوروبا الغربية حتى الآن بالرغم من الأزمة المالية أما في بلداننا وخصوصًا الجمهوريات والجماهيريات العربية فالظلم والفساد والاستبداد واهانة الشعب هو سيد الموقف والغالب الأعم والشائع الأطم!!، يجب قول كلمة الحق ومواجهة أنفسنا وعيوبنا بشجاعة كي نعرف ونفهم لماذا الله تعالى لم ينصرنا حتى الآن !؟ فالله وعد في قرآنه فقال ((ولن نجعل للكافرين على المؤمنين سبيلًا )) وما نراه أن غير المسلمين أو نسميهم بـ(الكفار) لهم علينا ألف سبيل وسبيل ومتحكمين فينا ويحمون دويلة الصهاينة ويقووها علينا ويعتبرونها محمية غربية وخطًا أحمر !!، فكيف - إذا كنا مؤمنين حقًا - جعل الله لهم علينا سبيلًا كل هذه القرون ؟؟؟ فإما أننا لسنا مؤمنين حقًا أو أن أعدائنا من اليهود والنصارى ليسوا من (الكفار) حقًا !؟ ، والحقيقة أنه لا يمكن لمجتمع المؤمنين حقًا كما صورهم الله في القرآن أن يكون على شاكلة مجتمعاتنا العربية والمسلمة المتخلفة حاليًا والتي تعج بالظلم في كل النواحي والاستبداد والفساد والنفاق والحسد والأحقاد والجهل ومعاداة العقل والعلم !!، النبي محمد - عليه الصلاة والسلم - قال : ((المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)) ونحن العرب لدغنا من هذا الجحر ألف مليون مرة فأين إذن إيماننا ؟؟ وأين عقولنا؟؟؟ ، فيجب علينا أن نواجه حقيقتنا لنتأكد هل نحن مسلمون حقًا ؟؟ أم أننا كما قال المفكر المصري الإسلامي (سيد قطب) أننا نعيش في (جاهلية) مقنعة بالإسلام !!، أو كما قال المفكر المسلم الليبرالي الليبي (الصادق النيهوم) نحن نعيش في (ثقافة مزورة) ونمارس (إسلام ضد الإسلام) وأن الإسلام الحقيقي (القرآني) واقع في (الأسر)!!؟ ... يجب أن نراجع تديننا وخطابنا الديني وأخلاقنا المزورة ، فهذه هي بداية التجديد الحقيقي والتحديث المنشود وليس كما جرى على يد الأصولية الإسلاماوية بتجديد طبع ونشر كتب التراث و(السلف الصالح) محاولين استنساخ إسلام التاريخ فرارًا من اسلام القرآن !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب