الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Paradoxe

صالح محمود

2023 / 4 / 16
الادب والفن


الشاعر إشارة إلى الأنبياء، وعلى الدوام يدرج ضمن المتأتئين، المختلين،
يحسب على المدنسين، لكن هكذا تتاح له الفرصة للحديث عن الشعور،
ليس عبر التأويل أو الإستعارة والتمثيل، برسم الصورة أو رواية السرديات،
فهو لا ينطلق من الموضوع إن كان هوية، ولا من المثال إن كان العلة،
إذا سيكون صوتا في غياب الصورة،
عبر الشعور، لذلك لا ينتظر الوحي، بل يبدأ الخلق،
أثناء الصياغة لن يكون نبيا بل شاعرا، أعني أثناء الإلقاء، اثناء الغناء والرقص،
سيتلعثم ويتأتئ إذ يكتشف الشعور لأول مرة،
لذلك يتهم بالاختلال في غياب نقطة الارتكاز، الصورة ...
أعني سيكون غير منتظر، ولا وجه له،
سيكون إشارة إلى الفسق والمعاصي، إلى السخط واللعنة، عند سؤاله،
إذ كان قد فكك الصورة وبددها، بعد أن بيّن طبيعتها صورة...
معلنا الصفر مركز للبدء، للكشف، في حضور الكل،
إذا إلى ماذا يشير الشاعر وماذا يقول؟!!!
قد يشير إلى الكلمة عبر الإلقاء، عبر الصورة في الرقص والغناء،
قد يتحدث بإسهاب عن الحضور، حتى لا يفهم كنبي، عن الكل، عن المطلق ...
وسينتهي صفرا، حتى لا يكون مرجعا، ولا يتحول إلى أسطورة ...
سيتحدث في اندفاع عن الجنون والهذيان، عن اللعنة اساسا،
سيتحدث عن اللاشعور، عن الغربة والغياب،
متهما السجناء، يرفعون إكليل الشوك والصليب، معترفين بخطاياهم، بالشر،
هذا ما ينتظر من الشاعر ...
لكنه لن يكون حكيما، بل مختلا، فلا يبحث عن الإجماع، ولا تعنيه التسويات ...
لذلك يظل بلا تلاميذ، ولا أتباع ...
قد يقال الشاعر يسعى إلى قلب الهرم؟!!!
سيجيب "أصغوا إلي يا هؤلاء،
الأمر لا يتعلق ببعث السطح المتحجر والمحنط، مثال،
عبر الجاذبية والشعاع، انطلاقا من المركز،
فالهرم ليس تناقضا كما يدعي السجناء في اسطورة الخلق،
أعني صورة ما، أو موضوعا ما ...
أي إدراك الصفر في النهاية نقطة ما في الكوسموس، إذ سيصطدمون باللانهاية،
أعني البحث عن المركز انطلاقا من الدائرة،
والحال لسنا بصدد النهائي بل اللانهائي، لسنا بصدد العدد بل الصفر،
بصدد الكلمة حتى لا يكون صورة، ولن يكون علامة ما،
في المناسك والشعائر، في كتاب الموتى، في الشريعة وتابوت العهد ...
الهرم، سيكون حينذاك، جزءا مجتثا من الكل، يا حضرات،
والحال ما يعنيني كشف الكل في الحضور، في اللانهائي بلا مركز ...
كشف الكوكب، كشف الكوسموس، كشف الشعور ..."
حين يكون الصفر البدء، المطلق، سيهذي الشاعر ويلغو،
سيتحدث عن الذات بدل الموضوع، عن الشعور بدل اللاشعور،
سيتحدث عن الخلق بدل التركيب ...
سيقول: لا تبحثوا عن النهائي، فلا أثر له في اللانهائي،
ولا أثر للانهائي حتى تبحثوا عنه، لذلك يظل عصيا على الإدراك في النهائي،
وسيظل بيت القصيد لدى السجناء، فلن يدركوا التناقض،
ما وراء النور والظلام، ما وراء البداية والنهاية، طبيعة الصورة ...
أي الهوية لا تطرح الأسئلة، ولا تنتظر جوابا، في المطلق ...
فالموضوع منعدم في الذات، كما العدد منعدم في الصفر ...
والشعور لا يعني اللاشعور، فهناك سنصطدم بالهرم ...
وسندرك السطح المحنط، الحضور المكثف للمثال،
وظهوره الباهت بشكل مبعثر شظايا، شذرات ...
سنعجز عن تفكيك الهيروغليفيا، وتركيب اجزائها المفقودة،
للتأكد إن كانت شعورا في اللاشعور، أعني إن كانت شعرا، إلقاء، رقصا وغناء،
إذا، ماذا يقول الشاعر وإلى ماذا يشير، هي ذي القضية المربكة،
تحيلنا على اختلاله وجنونه، كفاسق، مدنس ملعون، شر ...
وادعائه التبرؤ من اللاشعور بطرح الشعور، لا بقلب الهرم،
- وهو يطالبنا بإلحاح قائلا: أنتظركم في الصفر، صفر !!!-
بعد تبديده نهائيا كأركيولوجيا، ليظهر من جديد في الشعور، الكوكب، الكوسموس،
أعني الهرم، الكلمة، الصفر، المطلق، الشاعر، اللانهائي، الكل، الحضور ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى