الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست داعية ولا رجل دين بل محب لله

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سألتني صديقة بريطانية سبق وأن تعرفت بها من خلال صديق عراقي الأصل بريطاني الجنسية والتعليم والنشأة وهو أيضا رجل أعمال وله أستثمارات في مجال المعرفة من خلال مركز لندن بغداد _ شرق غرب للثقافة والتاريخ ومقره في أحدى ضواحي لندن، الصديقة هذه وهي اصلا باحثة في دراسات ما بعد الأنثروبولوجيا وتحديدا الشرقية والاس الديني فيها، تقول من قراءتي الصعبة أحيانا ولما تكتب في موضوعي الدلالة التاريخية للفكرة الدينية وأرتباطها مع تاريخها المعرفي وليس من خلال الفهم المتعارف للدلالات، أرى انك أكثر من كونك داعية دينية أو مبشر ديني إصلاحي، المميز أن لديك قراءة فلسفية للإرث الديني الاسلامي وليست كلامية بالمعنى المتداول لعلم الكلام الإسلامي، لكن ما استغربه مع ذلك انك ومن مظهرك أنك لست رجل دين ولا حتى ملتحي ولا من علامة تؤيد ذلك، هل يمكن اعتبار نفسك رجل دين مودرن؟ او رجل دين متمرد على السلفية الشكلية الاسلامية التي تحاول أن تبرز الشكلية الظاهراتية كطريق للوصول للعقل المتدين والعقل الديني.
كان السؤال يبدو لي ومن خلال متخصصة غربية في الشأن الديني ولديها أطلاع واسع مع حركة التنوير والمتنورين العرب والمسلمين كما يبد، وتماما مثل سؤال غالب الناس عندما تبدي اهم وجهة نظر دينية قد تواجه باعتراض وربما استنكار وإدانة، لأن المعترض لا يرى فيك أهلية للحديث عن الدين لا في الشكل ولا في نوعية الخطاب المتعارف عليه عند رجال الدين المحتكرين الكلام عن الله والدين، هذه المشكلة لم يعاني منها الكتاب المسلمون فقط لا في حاضرهم ولا في الماضي، فقد عانت منه أوربا من قبل، بل وكل المجتمعات التي رسمت طريق تحررها من هيمنة المعبد والكهنوت كان الرواد في الغالب هم من خارج دائرة الشكل القديم للمؤسسة الدينية، المهم حاولت أن أقدم لها رؤيتي أنا لما يعرف لديها بالخطاب الديني التقليدي والمتنور، متبرئا من تهمة كوني كاتب ديني بعقلية حداثية تريد إصلاح أو تجديد الخطاب الإسلامي الراهن، فعموم كتاباتي لا تتصل بحدود الفكرة الدينية الإسلامية بقدر ما هي نقد لأصل الفكرة بعمقها الوجودي، فكرة وعقدة الدين والإيمان ومدى أرتباطهما بالله.
أجبتها ..... يا سيدتي أولا أنا لست بداعية دينية ولن اكون كذلك يوما لا لهذا الدين ولا لغيره بقدر ما كنت داعيا للإيمان بالله وحده وبدينه الطبيعي الذي لم يرسل به إلا العقل والوجود ليشرح القاني للأول ما معنى الإيمان بدين الله، وبهذا لن أكون من أتباع أي دين معروف ولا حتى من أتباع رجل دين سابق أو لاحق، وقد لا اكون متدينا باي دين كما في القياسات المعروفة لدى الناس، ربما اكون انسان بسيط جدا ومخلص حقيقي لعمق قضية الإيمان التي تبعد الشكل وتحل في الجوهر اليقيني للمعبود أو محل الإيمان المطلق، نعم أنا مرتبط بالله بشكل وثيق ومؤمن به أقصلا ما يمكن للعقل أن يثل في حدود يقينه التام الكامل، لكن من دون واسطة بشرية ولا مراسيم مظهرية ولا طقوس مادية أو شكلية.
ثانيا يا سيدتي أنا أعرف الله بعد أن خضعت لغسيل طويل للدماغ وغسيل عقلي مقابل فوجدته تماما كما أراه الآن فوق ما يمكن أن يراه أعظم عقل وأكمل تصور وأتم رؤية، فهو ليس كائنا بمثال ولا بمثل وليس له مثيل للمقارنة أو المقاربة عندما يريد أن يقول للناس او الوجود كلمة أو ربما يرسم لهم خارطة طريق، أو أنه بحاجة لمثل قادر أن يكلمه ويوجه له الخرائط الأمرة الناهية وبلسان من يحدث، أو بصورة اوضح في المعنى ان الله يكون والحقيقة هي أنه أسمى من أن يبعث أحدا، أو يكلم أحدا، أو يتجلى لاحد كائنا من كان لا بالعظمة ولا بالقدرة ولا بغيرهما أبدا، هذه وسائل التي يطرحها أهل الدين تستخدم عادة عندما يعجز الكائن الأعلى أو صاحب الأمر من أن يتواصل مع الآخر، فيستخدم ألية مناسبة أو طريقة ما شرطها أن تكون قادرة على الربط بيم الطرفين المعلومين وإلا كانت توهم وربما نصور ذهني خالص.
الله الرب الذي بيده ملكوت كل شيء أودع دينه في أول زمن ما قبل التكوين حين ركب وكيف وكون الدالات والدلالات وصنع ألية الدليل المحرك والدليل المنظم ووضع عليها ختم الكمال الأبدي، واحكم إرادته بالمطلق ثم قال "كن للوجود فكان كما هو الآن وللأبد الى منتهي"، هذا دين الله الحقيقي الذي اؤمن به علنا وجهرا وسرا وإلى ما يشاء الله في إرادته القديمة التي لا تبلى ولا تتغير..... وما عداه مجرد اجتهاد بشر وظن بيس إلا أو هي من ضرورات التوظيف لأجل النظام والأنتظام وربما لمصلحة أكبر ، لكن قطعا لن يكون ما يعلن عنه من أديان وعقائد هي خارطة حقيقية من الله سلمها لممثل له في الأرض، ربما تأمل وربما كانت عبقرية حاكت بالتصور جزء من أستحقاقات قانون الوجود القديم الأصل والجوهر المادي للوجود.
طيعا أنا لا أنكر على أحد إيمانه كيف كان وبأي شكل ولأي فكرة ينتمي، ولا اعترض عليه ولا احرض احد على نفي أو إثبات فكرة وليس من حقي تصويب ايمان الوجود نحو وجهة محددة، فالله هو كل الوجود في وجوده وفي منتهى قدرته أن يكون كيف ما يكون، ولكن من حقي الأكيد والقاطع وهو جزء من دين الله أن أكون حرا في ايماني، وفق مراد عقلي أنا الذي تدرج برقيه من جهل عميق إلى معرفة أعمق ثم الغوص في عمق المعرفة المتعمقة بأسرارها وتراكيب طبقاتها، فوجدت الله هناك في كل شيء، وأمنت بكل شيء يؤيد أن لا شيء يمكنه إنكار رب الاشياء، ومنشئ الشيء من اللا شيء، هذا ديني وهذه عقيدتي وهذا ملخص لما أود أن تصحح به قراءتي في أديان الإنسان لنفسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني