الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدريس العبرية في الجامعة المغربية خدمة للحضارة العربية الإسلامية

زهرة الطاهري
أستاذة باحثة

(Zahra Ettahiri)

2023 / 4 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إن اللغة العبرية، شبيهة عندنا اليوم، بما كانت عليه لغة المستعربين والمستشرقين في زمن من الأزمان، نتعامل معها في الكتب والبحوث والنظر ولا نزيد، غير أن الذي يجب أن نعترف به هو أن جمعية الدراسات الشرقية بالمغرب، وخصوصا في الدراسات العبرية والفارسية والفينيقية ونقد النصوص الاستشراقية، ساهمت بشكل كبير في إغناء هذا المجال بالبحوث والدراسات، والتي يشهد لها لدى الباحثون العرب وغير العرب. بالجودة والرصانة، فقد اعْتُبرت إصدارتها وتحقيقاتها وبحوثها وترجماتها، أعمالا ذات مستوى رفيع. كما يحق للجامعة المغربية أن تفتخر بمنجزات الجمعية، العلمية والرصينة، والتي تَرجمت جهودها في دورياتها ورسائلها وأطارحها على اختلاف أنواعها، ظلت إلى يومنا هذا مصادر ومراجع للطلبة والباحثين.
إن دور الجامعة المغربية هو النهوض بالتراث العبري المغربي والتراث العبري الأندلسي، والحضارة الأندلسية بوصفها نموذجا للتسامح الديني والاعتراف المتبادل بالآخر (التراث المادي وغير المادي). ودور العلماء المغاربة اليهود في نشر الفكر والثقافة العربية بالغرب. وكذلك حضور اللغة العربية في الانتاجات الثقافية اليهودية، وحضور العبرية في الانتاجات الثقافية العربية-الإسلامية في الأندلس وبلاد المغرب. إلى جانب الدرس المقارن بين العبرية والعربية الذي حظي باهتمام كبير لدى باحثون ومؤرخون مغاربة مسلمون ويهود، هذه الأبحاث التي تعتبر إلى يومنا هذا مراجع ومصادر لكل باحث أكاديمي يتقفى آثار هؤلاء العلماء الذين بصموا بصمتهم وقالوا قولهم في هذا المجال، ولقد حظيت الجامعة المغربية باحتضانها لهؤلاء الأساتذة والباحثين الذين لم يبخلوا في التقعيد لهذا الارث الثقافي العبري في المغرب.
إن اللغة العبرية ليست لغة اليهود، وليست لغة التوراة، هي فرع من فروع اللغة العربية، وابنة لها، وعندما ندرسها لا ندرسها في إطار سياسي أو رغبة شخصية أو مقصود نقصده؛ بل ندرسها لأنها جزء من تاريخ الإنسانية، وبوصفها امتدادا للغة العربية، ودراسة اللغة العبرية بالمغرب هي خدمة الحضارة العربية الإسلامية، ولا شيء غير ذلك. فهذه اللغة، في فترة من الفترات، نقلت المعارف العربية الإسلامية من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية، وكانت واسطة قامت بمهمتها، فهي مشروع ومسؤولية لإعادة النظر في تراثنا العربي الإسلامي. فعندما نخدم العبرية لا نخدم العبرية، بل عبر العبرية والآرامية والسريانية والإغريقية نخدم الحضارة العربية الإسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا