الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوخ السلف في قيادة الأمة إلى التلف

سالار الناصري

2006 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ينشغل العالم اليوم بعلوم الالكترونيات والبرمجيات، وننشغل نحن بعلم ضبط قراءة الكتب المقدسة .
يعيش العالم اليوم صراعا مريرا على احتكار مصادر المعلومات الحديثة ونعيش نحن أيضا صراعا مريرا في احتكار الفتاوى وأدعية الاستنجاء وفقه الدخول الى الحمام ،وفتاوى النوم ...الخ.
ويشيد العالم اليوم جامعات لعلوم المستقبل والدراسات الإستراتيجية،ونشيد نحن أيضا جامعات وبمعدلات أعلى ولكن لتدريس كتب وعلوم عفي عليها الزمن وتجاوزها العلم والحضارة.
و لك أن تتصور عشرات الآلاف من طلبة العلوم الدينية يتخرجون كل عام وكلهم مستعد أن يصعد المنبر ويهز صوته بإحياء المدن وقراها بصوت جهوري حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن أبو هريرة أن رسول الله سئل الى أين تذهب الشمس بعد مغيبها ؟فقال رسول الله (ص):تذهب الى تحت العرش ثم تخرج في الصباح .
وحينما تبتسم فقط فأنت زنديق ،وحينما تعترض (لا سامح الله)فأنت كافر (والويل لك من فتاوى ابن باز والقاعدة و الإخوان)فتطلق زوجك وتنفى (تهرب بجلدك)أو يلحقوا بك فتذبح على الطريقة الإسلامية .
وبين براكين مصادر الإبداع الحضاري تعيش منطقتنا العربية سكونية متلبدة باجترار النصوص ومقاله السلف وما فعلوه ،متجمدين بمفعول سحر عظيم في لحظة زمنية مقيدين إليها ،ولا يسمحون للآخرين بالتحرر منها ،فأن كانوا متسلطين أفتوا بفتاوى التكفير ضد عباد الله الفقراء وان كانوا خارج السلطة حشدوا لجاهلية الأمة وردتها ،وان كانت لهم يد على أعناق الضعفاء قطعوها بأبسط وأتفه الأسباب .
وشيوخ السلف (رضوان الله منهم )في قيادة الأمة الى التلف صنفين:
الأول :يريد أن يستحضر الماضي البعيد (على طريقة تحضير – بعث - الموتى)بظروفه ولباسه ومأكله ومشربه واثاثه ومفاهيمه وأسماء أشخاصه.
والثاني :يريد أن يستحضر الماضي البعيد بأرواح ناسه بمواقفهم ومشاعرهم وآلامهم وأفراحهم.
فالاثنان يهدفان الى أن ينتزعا الأمة من حاضرها وحبسها في قمقم موهوم عن الماضي.
ولان الإنسان بطبيعته يريد أن يعيش حاضره ،ولان الأمم تطمح أن تعيش مستقبلها ألآت فلا بد من ترويضها مرة بالعقاب والإرهاب وأخرى بليالي الجواري وانهار من الخمر والعسل ،وقبل هذا وذاك لابد أن يغسل دماغها أولا ويزاح عنه كل آليات التفكير الصحيح.
وكان رمضان مناسبة لا تفوت لمثل حالات غسل الدماغ هذه ،حيث انبرى شيوخ السلف في قيادة الأمة الى التلف في الفضائيات والصحف و الإذاعات وفي كل مكان عام أو خاص الى ترويج ما يمكنهم ترويجه ،والسبب بسيط لان عباد الله المساكين يتلهفون في رمضان الى أي شي يتعلق بالله والطعام والشرابت والفوازير الراقصة في السينما أو الفقه.
ولا نني حريص على أن اعرف كيف يتم غسل دماغي المتواضع فذهبت بعد الفطور الى مسجد حارتنا فإذا بشيخ جالس على منبر يتوجع من ثقله تاركا كرشة التقبل متوسدا على ركبتيه ،كان يتجشأ باستمرار لدسومة فطوره بينما حوله يتلمظ جمع من البسطاء الجوعى.
بدأ حديثه عن الله المسكين ثم انتقل للحديث عن المسجد:
ـ مثل هذا المسجد الذي أنا أمامه
طيب والله يا سيدنا الإمام :ويبدو أن الله طلع من مولد شيوخ السلف في ترويض الأمة على العلف بلا حمص.
وقال الشيخ : من أكل بصلا أو ثوما أو كراثا فلا يأت المسجد ،بل لا يقربه.
ونظر احدنا الى الآخر فهذا أكل الفقراء ،فهل يطردنا الشيخ من بين الله والتفتت إليه عيون الكادحين متسائلة.
فأبتسم الشيخ وقال : هل هناك كتاب بعد القرآن أعظم واصدق من صحيح البخاري؟
فتأرجحت الأعناق نافية ،فا كمل بارتياح: في صحيح البخاري في كتاب الاذان في باب ما جاء في الثوم والبصل والكراث رقم الحديث 806 عن نافع عن ابن عمر (رض)أن النبي (ص)قال في غزوة خيبر من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن مسجدنا.
وفي الحديث رقم 808 عن جابر أن النبي (ص)قال من اكل ثوما أو بصل فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته.
طيب والكراث وأنا أقول لكم في صحيح مسلم (الي هو يأتي بعد صحيح سيدنا البخاري)في كتاب المساجد ومواضع الصلاة هناك باب ولا حظوا وانتبهوا لعنوان الباب واسمه باب النهي من ا كل ثوما أو بصلا أو كراثا.
ففي الحديث رقم 872 سئل انس عن الثوم فقال قال رسول الله (ص)من اكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلي معنا.
ويبدو أن تساؤلات هؤلاء الفقراء الذين صعقتهم السنة النبوية المقدسة قد طفحت فوق وجوهم فصرخ فيهم قائلا:
ـ الله يتأذى من روائح طعامكم النتن ففي البخاري في الباب اللي ذكرته كره النبي (ص)الاكل من هذه الأشجار المنتنة فقال لأحد اصحابه كلها أنت فاني أناجي من لا تناجي.
والملائكة تتأذى أيضا من روائح هذا الطعام الرخيص
ففي صحيح مسلم في باب النهي عن أكل البصل والثوم والكراث رقم الحديث 874 عن جابر(رض)قال نهى رسول الله(ص)عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فاكلنا منها فقال الرسول (ص) من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فأن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الأنس.
فتأوه من في المسجد من الفقراء واغلبهم ابتدأ بالبصل وانتهى بالكراث في إفطاره بعد صيام نهار بطوله في كد وشقاء ،وتناهى الى سمع الشيخ تمتمات عن الذي لا يستطيع أن يشتري المحشي والمشوي والبسبوسة.
فقال الشيخ رضوان الله منه :طيب أنت علشان فقير بتعارض أمر ربنا وعاوز إيه كمان بترفض السنة النبوية المقدسة ،وبالتالي حتكون كافر،وهي دي حقيقة الناس الذين يخالفون شرع الله ،ولو علم الله فيهم خير لأغناهم فبدل ما تعترض على أمر الله أطع الله والرسول وإمام عصرك حتى يفتحها ربنا عليك.
وفي صحيح مسلم في الحديث 879 في خطبة لسيدنا عمر بن الخطاب في صلاة الجمعة يقول فيها :ثم أنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم لقد رأيت رسول الله (ص) إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج الى البقيع.
أي يطرد الى خارج المدينة المنورة.
بل عليه من يا كل من هذا الطعام الرخيص المنتن أن يبتعد عن المساجد ثلاثة ايام ففي سنن أبو داود في كتاب الأطعمة باب ا كل الثوم في الحديث 3328 عن حذيفة (رض)عن رسول الله (ص)من ا كل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا ثلاثا.
وانتهت المحاضرة واختلى الشيخ بأصحابه يأكلون الحلوى بعيدا عن العيون الجوعى ،خرجت من المسجد والأفكار تزدحم في رأسي فهل الله يكره الفقراء ؟وهل الملائكة أصلها سحالي باعتبار أن السحالي تنفر من النباتات البصلية .؟أم أن شيخ السلف يريد أن يقود هؤلاء البسطاء إلى الخرف؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟