الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات من لندن الإسلاموفوبيا- لا تتوقف للحظة!

عبير قبطي

2006 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


* في أوروبا "المتحضّرة" و"المُدافعة عن حقوق الإنسان"، كل شيء أصبح ممكنًا باسم "مكافحة الإرهاب" *
منذ وصلت إلى هذه المدينة وأنا أحاول كتابة مقالة لزاويتي المزمعة، والتي لم يقرها أحد، ولا أعرف هل ستكون أسبوعية أم شهرية أو نصف سنوية، لذا يمكنكم اعتبارها زاوية متخيّلة، على غرار "المنجمعات المتخيّلة".
منذ وصلت، وهذه المدينة تتحايل علي بالكتابة، كل ما يحدث هنا تقريبًا - برأيي على الأقل - يستحق الكتابة. كل مكان هنا تاريخي وله قصة. لندن الكبيرة تصبح صغيرة حين تبدأ بالسير على الأقدام للوصول من مكان إلى آخر، ولندن الصغيرة تصبح كبيرة حين تدرك أنه حتى أعوام كثيرة لا تكفي لمعرفتها ولاستكشاف كل قصصها وزواياها.
فلنبدأ بالسياسة، وكيف لا؟ هنا، في بريطانيا، أو لندن، "الإسلاموفوبيا" لا تتوقف للحظة، هنا يحرصون على تذكير الجميع بان عدوكم الأساسي هو "الإرهاب" القادم من "الإسلام". وسائل الإعلام وجهات سياسية، لا يتوقفون عن ضخّ الخوف والتحريض على الإسلام.

* وزارة الخوف
قبل أسبوعين حضرت محاضرة لروبرت فيسك، وهو صحافي معروف عالميًا عمل غالبية حياته المهنية في الشرق الأوسط مراسلاً لعدة وسائل الإعلام البريطانية. فيسك انتقد وسائل الإعلام الغربية والبريطانية تحديدًا وكذلك السياسيين بتفعيل ما اسماه بـ"وزارة الخوف" بشكل مستمر، مشيرًا إلى إسهامهم في تغذية الخوف وبالتالي الكراهية تجاه الإسلام، منتقدًا السياسة الخارجية الأوروبية والأمريكية طبعًا، مؤكدًا ان الأسئلة الحيوية لمعالجة قضية "الإرهاب" والأسباب التي تولـّد مجموعات متطرفة تلجأ إلى العنف، لا تُسأل من قبل وسائل الإعلام، ومُصرًا على أن "الأمر الوحيد الذي يريدونه منا بخصوص الشرق الأوسط هو أن نتركهم وشأنهم"!
رغم تعاليه الأوروبي (الأبيض) نوعًا ما، إلا أن لسانه السليط كان سيد المحاضرة.
فيسك كان صادقًا في تسميته "وزارة الخوف"، فالصحف البريطانية لا تخلو يوميًا من التقارير التي تحوي غالبًا تغطية سلبية عن الإسلام، فإما محاولات لمهاجرين مسلمين بارتكاب عمليات "إرهابية" أو حتى أخبار عن سرقات واعتداءات، تتحول فيها هوية المعتدين الدينية إلى الأهم، إلى قضايا الحجاب، وغيرها.
وإذا لم يكن هنالك ما تتناقله الصحف من أخبار، فالبركة في رجال السياسة أو المؤسسات الرسمية. جاك سترو، وزير الدفاع البريطاني الأسبق، كتب في إحدى الصحف البريطانية قبل عدة أسابيع بأن النقاب "يزعجه كثيرًا"، ودعا النساء المسلمات لخلع النقاب، ما أثار ضجة كبيرة وتبعته تداعيات كثيرة.
في بداية الأسبوع كشفت صحيفة "غارديان" عن نية وزارة التعليم البريطانية مُطالبة الجامعات والكليات بـ"مراقبة" طلابها المسلمين وبإعلام السلطات عن أي "شكوك" تراود المحاضرين بشان هؤلاء الطلاب.
نعم.. صدقوا أو لا تصدقوا، في أوروبا "المتحضّرة" و"المُدافعة عن حقوق الإنسان"، كل شيء أصبح ممكنًا باسم "مكافحة الإرهاب". وماذا عن محاربة إرهاب الدولة؟ هنا على الأقل لا أحد يسأل هذا السؤال.

* شكسبير
كان الطموح الأول الذي حققته هو زيارة ضريح ماركس، شمالي المدينة في مقبرة مميزة وجميلة جدًا. لكن دعونا نعود إلى شكسبير، فقد قامت هيئة الإذاعة البريطانية (الـBBC) بالتعاون مع مسرح "غلوب شكسبير"، المسرح التاريخي التي عرضت فيه مسرحيات شكسبير قبل مئات السنين، بتسجيل عرض لمسرحية "الملك لير" ليتم بثها عبر الراديو أثناء عيد الميلاد القادم، هذا العرض كان مفتوحًا للجمهور، وكان ثمن البطاقة خمسة جنيهات استرلينية لمن يقف أمام المسرح، وثلاثين جنيهًا لمن يريد الجلوس في محيط المسرح، طبعًا قمنا أنا وصديقة لي بشراء بطاقتي وقوف، ولأننا وصلنا باكرًا تمكنا من الوقوف قرب المسرح.
صعد الممثلون دون الأزياء الخاصة وبدون ماكياج، وكانوا يقرأون أدوارهم من الدفاتر وامام المايكروفونات الإذاعية.
كان عرضًا مثيرًا جدًا، ولا أعتقد انه سيتكرر مرة أخرى.
خمسة جنيهات لرؤية مسرحية لشكسبير، أمر يستحق المفاخرة بلا شك..

* نصيحة
كما تعلمون، اتجاهات السير هنا بعكس اتجاهات السير في بلادنا، ويحتاج المرء إلى بعض الوقت للتعوّد. وإلى أن يحدث هذا، عند اجتياز الشارع عليه الحذر كي لا تصدمه السيارة القادمة من اليسار لأنه كان ينظر إلى اليمين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استطلاع: 61% من اليهود الأميركيين يؤيدون بايدن| #أميركا_اليو


.. الكنيست الإسرائيلي يمرر قانون استمرار إعفاء اليهود #الحريديم




.. كيف صعد الآشوريون سلّم الحضارة ؟


.. أبو بكر البغدادي: كواليس لقاء بي بي سي مع أرملة تنظيم الدول




.. 164-Ali-Imran