الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يَختَفون

حسام محمود فهمي

2023 / 4 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


هَجَص كَلِمُةٌ عاميةٌ مِصريةٌ تَعنى الكلامَ أو الأفعالَ المُنافيةِ للعقلِ و المثيرَة للسخريةِ؛ المَنظَرة الفارغة من الهَجَص. من مظاهرِ الهَجَص الشِلَلِيةُ والاِنشغالُ بالمقالبِ لَهثًا وراء الكراسي والمَغانِمِ من مكافآتٍ وسفرياتٍ مع إهمالٍ للإنجازاتِ الحَقيقيةِ. الهَجَص دائمًا مَكشوفٌ ولو طالَ أمدُه؛ عالمُ اليومِ لا يَحفَظُ أسرارًا، الإنترنت فَضّاحٌ فَضوحٌ. كلما كانَ الاِهتمامُ العامُ بمجالٍ أو نشاطٍ أقوى كلما أصبحَ كَشفُ الهَجَص فيه أسرَعَ وأكثرَ صَخَبًا.

لكُلِ بيئةٍ مَناخُها وأشخاصُها، تَختلفُ وتَتشابهُ في جُزئياتٍ، إلا أنها تَتحدُ في أحدِ العناوينِ، الهَجَصِ. المناخُ التعليمي عنوانُه الواضحُ اِستنساخُ نُظُمٍ لا تتوافقُ مع واقعِ المدارسِ والجامعاتِ وتقَبُلِ المجتمعِ. على مستوى المدارسِ لم يقضْ ما يُسمى تطويرٌ وتابلت على الدروسِ الخصوصيةِ واِنكارِ دورِ المدارسِ لدرجةِ الغيابِ عنها. أما على مستوى الجامعاتِ هل بأمانةٍ تَطَورَ التعليمُ مع الساعاتِ المُعتمدةِ، وتقليصِ ساعاتِ الدراسةِ؟ وكيف ترتَقي به الشَراكاتُ مع جامعاتٍ أجنبيةٍ متواضعةِ الترتيبِ؟ وهل ينهَضُ سوقُ العملِ والخريجون مَنقوصين التعليمِ والتدريبِ والثقافةِ؟

أليسَت من الهَجَصِ صورٌ تذكاريةٌ لفِرقِ الجودةِ إياها مع الإداراتِ وكلامٌ مُعَلَبُ عن السعادةِ بلقاءِ أحدِ الصُروحِ الجامعيةِ؟ أليسَ منه أيضًا تكريسُ عاداتِ الاِنتقادِ لدى الطلابِ بدلاً من الاِجتهادِ، والتَبَرُمِ والشَكوى لا العملَ في صمتٍ؟

لأشخاصِ الهَجَص مُمارساتُهم،التَلَوُن والتقَلُبُ وكأنَّهم كلُ تطويرٍ واِبتكارٍ وجودةٍ، التأويلُ بجَرأةٍ للاِحصاءاتِ ولي الحقائقِ. التَمَسُحُ في كل إدارةٍ وكلِ مَسؤولٍ جديدٍ أيًا كانت كفاءتُه هو أسلوبُهم للوصولِ. عباراتُ أخي وصديقي وحبيبي وأستاذي يبتَذِلونها من فرطِ استخدامِها كأدواتِ تَمَسُحٍ وتبييضٍ لوجوهِهم.

الأستاذُ الجامعي الحقيقي، بتكوينِه، يَنتهجُ النقاشَ والمُقارناتِ ويرفضُ الإملاءاتِ، إلا من ينتهجون الهَجَصِ وسيلةً للكراسي والظهورِ. ما أثقَلَ الإحساسِ بعدمِ كفاءةِ واِستحقاقِ عَديدين.

مستر إكس يَغيبُ لكن لا يَختفي، أهلُ الهَجَص يُعادُ تدويرُهم، ولو كانوا لا يُنتِجًون إلا تَنويعاتٍ من الهَجَص كالمَنظَرةِ الكاذِبةِ والتَسطيحِ. التطويرُ إبن بيئتِه، للبدلةِ الكاملةِ وقتُها ومكانُها، يقينًا ليسَت على ملابسِ المنزلِ،،

إيييه إيييه ….

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي