الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا اكتفوا بالحلم؟!!!

صالح محمود

2023 / 4 / 27
الادب والفن


ظلوا سجناء، حراس الهيكل، ولم يهتدوا إلى الكلمة، الحلول، الأبوكاليبس ...
لم يهتدوا إلى اللانهائي، لعجزهم عن الخلاص من الهرم المدرج،
فاتسعت الهوة واستحال الشعور في اللاشعور ...
وصار الأقيانوس غيبا، صارما، تحوّل لغزا صعب التفكيك ...
صار مجردا بلا فجوات أو صدوع، للنفاذ منها وبلوغ الأرض العذراء،
فاكتفوا بالحلم، دون الظفر بكشف ما حول البدايات الأولى، او النهايات ...
أوغلوا في التبجح والكبر، الزور والبهتان، والرجم بالغيب،
لقد أبوا واستكبروا، نكصوا وارتدّوا، عبر السحر، التحنيط، النحت والحفر،
عبر إرساء الهرم بمكعبات الطين ...
سيظلون هناك، سجناء في تجسيد حي لدورهم التراجيدي في الفاجعة،
عبر طرح إكليل الشوك والصليب، كبرهان لا يصمد أمام الكلمة، أمام الشعور ...
ليظل مكسبهم اليتيم عند الوقوف على أوزارهم، في قلب الجحيم، الخطيئة الكبرى
اذكروا تأويلهم الذكرى في الفقه والأصول، في كتاب الموتى، الأسطورة والسحر
الحلم، النبوءة والبشرى، الهرم المدرج ...
ماذا سيقولون في الحضور والغياب، غير الاحتجاج بالحلم،
ماذا سيقولون في الكل، في الجزء، في الصفر، في العدد، ولم يدركوا العلة بعد ...
لن يُدْرَكَ اللانهائي بلا صفر، لن يُدْرَكَ بلا هوية، بلا كلمة، في النهائي ...
ليظهر الكوكب قائما بلا عمد، إشارة، نداء، فراكتال في الفصول الغامضة ...
ليظهر الكوسموس مطلق، شعور، حلول، بدء ...
سيبدو فوضى العالم السفلي في الهرم، سطحا، زيفا، أباطيل، عمى، عقما، بكما،
هي ذي نتائج خطيئتهم الكبرى، قلب الهرم لتحقيق الحلم، فصار لعنة، جحيما،
هل تُدرك الذات بمعايير الأضواء والظلال، بحق السماء،
هل تُدرك بمعايير السطوع والخفوت،
هل تُدرك في النور والظلام، ذكرى،
ستطرح الصورة هاهنا، بالإحالة حتما على القبح والجمال، الخير والشر ...
ماذا سيقول حراس المعبد في الحلم والذكرى؟
لا شيء غير ترديد الأناشيد في المناسك والشعائر، رافعين المباخر والشموع ...
تعالوا نفحص الحلم، وتأويل إكليل الشوك والصليب هرم ...
في رسوم الهيروغليفيا، في التحنيط، النحت والحفر،
فإن تعقبناهم في اللاشعور، ندركهم عبر الذكرى، حراس المعبد،
عبر القطعة الناقصة من الصورة لتكتمل، إشارة، سفانكس ...
فنحن نعلم، رغم الرسالة المبهمة في الهيروغليفيا، انتظارهم الخلاص في الهيكل،
فهم ليسوا هم بل أقنعة، استعارة، تمثيل، عرض سحري للأسطورة عبر الإحالة،
فإن نبشنا الهرم أدركنا اللاشعور، أعني إن نبشنا اللاشعور أدركنا الحلم،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا