الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟

شفان شيخ علو

2023 / 4 / 28
حقوق الانسان


هناك غرائب وعجائب عن الذين يتعاملون مع موضوع الإيزيدية وعقيدتها، وهم يعيشون معهم ، بالقرب منهم، ومنذ زمن طويل، ويعرفون عنهم كل شيء، في أحزانهم، وأفراحهم، في حياتهم وموتهم، وفي طقوسهم المختلفة، وما هو مكتوب عنهم من خلال ديانتهم، وأكثر من ذلك، حيث يوجد كثيرون تكون علاقاتهم قوية معهم، في المعاملات أو العلاقات اليومية: التجارية وغيرها. لكنهم، حين يتحدثون عنهم، يظهر وكأنهم لم يلتقوا بهم، ولا توجد أي علاقة لهم معهم، وما في ذلك من غرائب وعجائب، كما أحببت أن أسمّي ذلك. أي حين يعرّفون بالإيزيدي، كما يصورونه على طريقتهم، وتبعاً لتلك الروايات التي يتناقلونها فيما بينهم،  ويشيرون إلى الإيزيدي، بشكل غير مباشر، بزعم أن ذلك يبعدهم عن شروره .
وما علاقة الإيزيدي بالشر، وهم لم يتأذوا منه، أبداً؟ إنها صورتهم السلبية عن الإيزيدي، في ديانته، وفي طبيعة اعتقاده بالدين، وتلك المعاملات التي يُعرَف بها استناداً إلى دينه، وكأنه بالطريقة هذه، يسيء إلى من حوله، لا بل ويمثّل الشر الذي يجب التذكير به، ووجوب النيل منه بكل الطرق.
الإيزيدي يختلف كلياً عن البقية من أصحاب العقائد والديانات الأخرى. إنه يطالب بلزوم فهم الخير والشر، وارتباطهما ببعضهما بعضاً، وهناك من يقدّر ذلك، وتركيز الإيزيدي على الشر، له وفيه حكمة كبيرة، وهي في ضرورة أن يبقى الإنسان شديد اليقظة، تجاه فعل الخير، والابتعاد عن الشر، لتكون الحياة أجمل، والعلاقات الاجتماعية أكثر هدوءاً وطمأنينة، وباعثة على السعادة.
وحين نسترجع الماضي" ماضينا الطويل، نحن الإيزيدية، وإلى يومنا هذا " وأمامنا هذه السلسلة الطويلة من المآسي، الفرمانات التي أعدّها هؤلاء الذين يرون في الإيزيدي شراً، يهددهم، وما فيها من مذابح، وسلب، نهب، وقتل، وإهانات.. وغير ذلك من الجرائم المرتكبة بحقنا، تكون العجائب والغرائب مضاعفة، ومستفزة بحق، وهي أن الشر الذي لا يتوقفون عن التذكير به،  هو شرهم، وليس شر أي منا نحن الإيزيدية، وليس من مجال للمقارنة بين الشرور التي تصدر عن هؤلاء الذين يوجّهون عنفهم الدموي، وأحقادهم، وكراهيتهم، وبغضهم تجاهنا،  وشرورنا التي يختلقونها، ليبرروا بذلك كل هذه الجرائم التي ارتكبوها ويرتكبونها ضدنا، وهم يؤلبون الآخرين علينا، ودون توقف.
مفارقات كبيرة، وخطيرة، لم تجد حلاً لها في القوانين والدساتير الدولية، أو الإقليمية والمحلية، وهي إن دلَّت على شيء، فإنما على أن هذه الشرور التي تصدر عن أغلب هؤلاء، لا يكونون قادرين على التخلص منها، لنكون نحن الإيزيدية المسالمين البعيدين عن اتهام الآخرين بالشرور، ضحايا لهم، وهدفاً لتلك الأشكال المختلفة والرهيبة من العنف في القول والفعل .
التاريخ شاهد،والأرض شاهدة، وأحفاد ضحايانا شهود عيان، ونحن شهود على كل هذه الشرور التي يتهموننا بها، أو يعتبرون الإنسان الإيزيدي مرجع لكل شرور الأرض، وما هذا التلكؤ عن القيام بتلك الخطوات البسيطة، للنظر في واقع الإيزيدي المفجع، والاعتراف بحقوقهم في حياة كريمة، أسوة بغيرهم في المجتمع العراقي، لأن ذلك يصب في مصلحة عموم العراقيين، وإن دل هذا التباطؤ وعدم تقديم أي حل مجد ٍ، على شيء، فإنما أنهم غير مستعدين لمواجهة أنفسهم، وإصلاحها.
أليس من حق الإنسان الإيزيدي إذا، أن يرفع صوته عالياً وفي كل اتجاه بقوله: إلى متى هذا الظلم؟ وبشكل آخر: إلى متى يستمرون في توجيه شرهم إلينا، وهم يتحدثون عن المحبة والتسامح هنا وهناك، وضرورة استخدام العقل والمنطق لفهم الحقيقة الجارية وذات الصلة بقيمة الخير والشر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونجرس يجهز تشريعا إذا أصدرت الجنائية الدولية أوامر اعتقال


.. سيناريوهات إصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو




.. شاهد: -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تجلي المهاجرين من مخ


.. واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات




.. مراسلنا: اعتقال شخص بعد أنباء عن طعن عدة أشخاص في محطة لمترو