الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة 60 سنة: الجيش الواحد ماسورة الانقلابات .. ومكانه الحدود

محمد الصادق

2023 / 5 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


العبارة المشهورة
(جيش واحد شعب واحد)
يبدو انها ستكون مثل عبارات
(وطن مليون ميل مربع)
و (منقو قل لا عاش من يفصلنا)
فمن التجربة اتضح
ان عبارة:
(جيش واحد)
ما هي الا اكبر ماسورة
وقع فيها السودانيون
فدعونا في البدء نسأل انفسنا
ماذا نقصد بالجيش الواحد؟
ففي كثير من الدول هناك اكثر من جيش
وكل تلك الجيوش تابعة للدولة
في عهد البشير لم نسمع ان هناك جيشان
فالدعم السريع
مع انه كان جيشا له قائد
لكنه كان تابعا للرئيس

المشكلة انه حينما يتحدث الناس
عن (جيش واحد)
فهم يقصدون ان كل الجيوش
تكون تحت امرة
قائد عسكري واحد !!!!!!
وهذا ليس ضروري
بل ان هذا اكبر ماسورة
ونحن في السودان نعلم ذلك
من تجربتنا مع العسكر لحوالي 60 سنة
و هذا ينطبق علي كثير من الدول حولنا
فالقائد الواحد يمكن ان ينقلب في اي لحظة
خاصة اذا كانت قيادة الجيش
فاتحة في القصر الجمهوري !!!
مثلما هو عندنا
وقد ذكرنا هذا في مقالات سابقة
فمثلا
ذكرنا كيفية الاطاحة برئيس الوزراء حمدوك
فقد حدث ذلك بكللللللللل سهولة و يسر !!!!

حينما جاءت ثورة ديسمبر
انحاز قائد الجيش للشعب
وساعده بشكل كبير جيش الدعم
فلولاه لما نجحت الثورة
فكان يمكن للضباط الاسلاميين
الاطاحة بسهولة
بالفريق البرهان
كما اطاح الاخير بسابقه ابن عوف

الآن وقد حلت هذه الكارثة
ودخلت الحرب (العبثية) اسبوعها الثالث
واقتنع الطرفان بالجلوس للتفاوض
فان التفاوض سيكون عبثيا ايضا
اذا لم يؤخذ في الاعتبار
الحقيقة التي ذكرناها
والتي كما قلت
كانت عصارة تجربة دامت لستين عاما
وهي ان القائد الواحد
يعني ...
انقلابات متكررة
انقلاب وراء انقلاب
فاذا كان القائد العام الحالي مضمون
فمن يضمن من يأتي بعده غدا

فالآن حتي لو استسلمت قوات الدعم
وقبلت باندماجها في القوات المسلحة
فلا ينبغي ان يكون هناك قائد واحد للجيش
وبدلا عن ذلك يمكن ان يكون هناك
قائد عام للجيش بكل ولاية
ويكون هذا احد اعضاء
مجلس للامن الوطني - مثلا
يكون رئيسه
رئيس السلطة التنفيذية
ولا يقل احد ان هذا مدعاة للتفتت
فحتي لو فكرت احدي الولايات في الانفصال
فهذا بكل الاحوال افضل كثيرا
من مثل هذه الحال التي نحن فيها الآن
فليس اسوأ من ان يصبح الشعب
بين قتيل و متشرد
وماذا يعني تراب الوطن بدون المواطن
ماذا تعني ابنية و بيوت مهدمة
تسكنها القطط والكلاب و الخفافيش
لقد حارب الجيش متمردي الجنوب
منذ العام 1955
ثم اخيرا اقتنع الناس بالانفصال
بعد حوال خمسين عاما
لانه اوقف الحرب
وحفظ دماء من تبقي من الناس

هناك طريقة اخري
للخروج من هذه المحنة
باقل الخسائر
وهي مثلما يُفعل في تخطيط القري
بأن يحدث تحريك بسيط
يعني مجرد (فتح شوارع)
فقوات الدعم يمكن ان تؤول لها
حراسة العاصمة
ويخرج الجيش الي الحدود
خاصة وان قائد الدعم
- ان كان صادقا -
يري ان مهته حماية الديمقراطية
فليكن اذا كحرس جمهوري
وليبقي بداخل المدينة
فالمدن يفترض الا يكون فيها
غير الحرس الرئاسي
والمخابرات والشرطة
فالجيش مهمته علي الحدود
من اجل حمايتها
اما الوضع الحالي
حيث تتركز ثكنات الجيش وسط العاصمة
بين المنازل والمدارس والمساجد
فهذا وضع مختل
وهو ما جلب لنا
الحالة العبثية الحالية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة