الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (3)‏

محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)

2023 / 5 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وفي هذه السلسلة نطرح إشكالية تبادل التاريخ بين قرية مصر ‏اليمنية وبين دولة إيجبت وادي النييل ...‏

نستكمل معاً قراءتنا لمخطوطة " تاريخ مصر والعالم " المنسوبة زوراً للقس القبطي " ‏يوحنا النقيوسي" ، بينما مؤلفها الحقيقي هو كاهن ومؤرخ يهودي يمني صهيوني عمل ضمن ‏مشروع صهينة تاريخ العالم كله وأديانه وثقافاته وصبغ حياة البشر كلهم بصبغة يهودية ‏يمنية حميرية خالصة ، فلو راجعنا رواية هيرودوت عن غزو قمبيز لإيجبت سندرك الفارق ‏بجلاء بين (الرواية الهيرودوتية للحدث والرواية النقيوسية) والوهم الذي يحكيه (المؤلف) ‏على لسان يوحنا النقيوسي ، ، بينما يزعم هيرودوت أنه يستمع بإنصات لروايات الكهنة ‏والعامة من الأقباط عن الذكريات الأليمة التي حفرت مقاعدها في أدمغتهم حزناً على ما ‏حدث لبلادهم أمام أعينهم، حتى أنني شخصياً عند قراءة ما نقله عنهم هيرودوت في صفحات ‏كتابه لم أستطع تكملة القراءة (راجع تاريخ هيرودوت الكتاب الثالث ص 217 وما بعدها ‏‏- تحقيق عبد الإله الملاح – نسخة مكتبة الإسكندرية ) .. ‏

والمؤكد لدينا أن مؤلف كتاب " تاريخ مصر والعالم " ليس هو يوحنا النقيوسي الأسقف ‏القبطي، إنما هو كاهن يهودي مُتنكر الهوية حاول أن يخترع تاريخ لإيجبت ووضع عليه ‏توقيع شخصية قبطية معروفة ولها احترامها، وقد أوضح الدكتور عمر صابر أن النسخة ‏الحبشية التي نقل عنها هي مُترجمة عن نسخة عربية أصلية وليست منسوخة من أخرى ‏بلغة أخرى، ما يعني أن المؤلف كان عربياً بامتياز ، وأبسط دليل على ذلك هو روح البلاغة ‏العربية المميزة والتي تنبعث من النص بجلاء .‏

والأمر الثاني هو نقله الكثير عن كتب يهودية ومراجع تاريخية عربية وإراده ‏لكلمات عربية، مثل كلمة (أشجار الآس) وكلمة (طبل) ، وكلمة شرقي، وكلمة ‏بحري، وكلمة الحرير وكلمة جيحون وتعبير " بحر النيل" وكلمة نُسّاخ ، وكلمة ذئب ‏وكلمة رُمح وكلمة النايب وكلمة الشوك وكلمة "القصب الفارسي" وكلمة القنطرة ‏وكلمة السيف وكلمة حليب وتعبير "اللبن والعسل والفاكهة والكراث"، وكلمة السُّعَال ‏وكلمة الجفر وكلمة بدو وهي كلمات عربية خالصة، ولو كان مؤلف الكتاب هو ‏يوحنا النقيوسي القبطي لكان استخدم المصطلحات القبطية الهيروغليفية.. ‏

في الواقع إن كتاب " تاريخ مصر والعالم" ليوحنا النقيوسي ، ما هو إلا نسخة ثانية ‏متطورة من الجبتانا، ومرحلة تالية للتأليف اليهودي في إيجبت، إذ كانت هذه لعبتهم ‏وحرفتهم منذ أن دخلوها وسيطروا على مكتبة الإسكندرية القديمة. وهي ذات المهمة التي ‏تمت في غرس لوحات تل العمارنة كمرحلة تالية لنقل تاريخ مصرايم بالكامل إلى إيجبت ‏‏(انظر الإضاءة بعد القادمة بعنوان " اسم إيجبت ومراسلات تل العمارنة) . ‏

في الواقع... يستحي الباحث من التعليق على ما خطه قلم الأستاذ العلّامة د. عمر صابر ‏عبد الجليل في هذا الكتاب، أو استدراك ما نظن أنه غاب عنه. لكننا هنا نضع فقط رؤوس ‏أقلام للباحثين للحبث عن هوية المؤلف الحقيقي لهذا الكتاب، وما يؤكد لدينا هذه ‏الفرضية أن المترجم والمحقق د. عمر صابر وغيره كثير من الباحثين قد انتهوا إلى أن النسخة ‏الموجودة باللغة الحبشية منقولة عن نسخة عربية أصلية، وذلك نظراً لكثرة احتوائها على ‏ألفاظ وتعبيرات عربية صرفة، وتعبيرات بلاغية مجازية لا يمكن أن يستخدمها مؤلف غير ‏عربي. لكن ذلك في نظرنا لا يعني أبداً أن تكون النسخة الحبشية منقولة عن نسخة ‏عربية، وأن المترجم من الحبشية نقل بعض الكلمات العربية على علاتها، إنما الأصل أن ‏مؤلف الكتاب أصلاً ليس قبطياً وليس مسيحياً، وإنما يحمل هوية عربية يهودية، وللباحثين ‏عن الحقيقة أن يعودوا إلى نسخة الكتاب ليتبينوا عنصرين جوهريين تفضحان هوية ‏المؤلف وهما العقيدة اليهودية، والقومية العربية أو الأصل السامي العروبي، وتحدثه بضمير ‏الغائب عن إيجبت وأهلها في كثير من المواضع وكأنه ليس منهم، واستخدامه لمتلازمة يونانية ‏تضاف إلى الأسماء القبطية، ما يعني أنه جمع خليطاً من الثقافات؛ يونانية وعربية وقبطية ‏ويهودية، ولم يكن يتبنى واحدة منهم إنما كان يتبنى (مشروع).‏

فـ(المؤلف) غالباً ما كانت تهرب منه بصمة هويته الثقافية على سن القلم إلى الورق دون ‏أن يشعر، ولا يستطيع في كافة الأحول إخفاء هويته بأي حال، وعلى الباحث المدقق أن ‏يستشعرها، ولو أعاد (النُقَّاد الأدبيين المعاصرين التدقيق في نص هذا الكتاب لاكتشفوا ‏ذلك بسهولة جداً؛ ذلك لأنهم أكفأ من المؤرخين في استشعار روح النص وتحسس رائحته). ‏وربما لم يلفت نظر أحد من الباحثين من قبل التدقيق حول مسألة هوية المؤلف الثقافية، فقد ‏ركز المترجم د. عمر صابر على تبيان عناصر جوهرية جداً توضح الهوية الثقافية ‏للمخطوطة العربية التي نقل عنها المترجم الحبشي، وتثبَّت أنها كانت نسخة أصلية عربية ‏وليست مترجمة عن غيرها، لكن أحداً لم يبحث في فرضية الهوية ذاتها، (هوية المؤلف)، ‏الجميع سلّم بأن المؤلف هو يوحنا النقيوسي ، لكننا في هذا السياق سنتعرض لملامح الهوية ‏الثقافية للمؤلف باختصار شديد.‏

ففي صفحة 54 و55 يتحدث (المؤلف) عن فرعون اسمه "فاوندجيوس" وأنه بنى معبد ‏للآلهة وجعل أهل مصر يسجدون للشمس، وأنه قد أنفق على عمال البناء ألفاً وستمائة وزنة ‏فضة وذلك غير الكراث والبقول، وقد وجد مكتوباً هكذا في الكتب بلسان المصريين ‏الذين نقشوه على الأحجار وأظهروه لكل من يقرأ. (( وفي الهامش رقم (2) يوضح المترجم أن ‏‏"الوزنة " تعادل ثلاثة آلاف شاقل، والشاقل نحو 11,46 من الجرام، ويقول انظر نخبة من ‏الأساتذة ذوي الاختصاص ومن اللاهوتيين. قاموس الكتاب المقدس، مكتبة المشعل الإنجيلية ‏بيروت 1964 مادتي ثقل ، و وزن)) !‏

وهنا سنطرح أسئلة فضولية لا أكثر، مثلاً، لو كان المؤلف هو يوحنا النقيوسي القبطي ‏المسيحي، فلماذا يستخدم المتلازمة اليونانية في صياغة اسم الفرعون "فاوندجيوس"، بينما ‏كان وقت صياغة هذا الكتاب لا يوجد فيه يونانيين ولا عصر فرعون موسى كان فيه ‏يونايين، فلماذا (لو كان الحدث حقيقي) لماذا يستخدم المؤلف هذه الضفيرة الثقافية ! إلا إذا ‏كان يجهل بالفعل تاريخ هذا البلد ! في الوقت ذاته الذي تذكر كتب اليهود السريانية بأن ‏فرعون موسى اسمه (الوليد ابن الريان ابن مصعب ابن لاوذ ابن عمليق)! ألا يعني ذلك أن هذه ‏الأسماء تم غرسها عمداً وبعناية؟! وإلا كيف تنتقل أسماء وهمية بصياغة يونانية لتحل ‏محل الأسماء التاريخية الحقيقية! هل من الممكن أن ينتقل تاريخ الشعب الأسباني إلى ‏إيجبت ليصبح بذلك تاريخ إيجبت قد دخل عصر الخرافات والأساطير! فلو كانت خرافات ‏وأساطير نابعة من العقلية الوطنية ذاتها لكانت على الأقل نبعت من الثقافة الوطنية المحلية ‏وباللغة المحلية الشعبية وليس بلغة أجنبية ! إنما المشكلة إلى الآن أننا لا نريد أن نصدق ‏بسهولة أن اليهود خدعونا ونقلوا تاريخ مصرايم إلى بلادنا عمداً وبخطط منظمة ومدبرة، ‏فقط لأن ذلك معناه أن مصر التي وردت في القرآن ليست هي بلادنا إيجبت! فقد شكلت ‏المعتقدات الدينية حواجز معينة على عقولنا بما حفها من قداسة وحصانة مانعة من النقد ‏أو حتى إعادة التفكير بها، إضافة إلى أن اسم مصر صار يحمل في قلوبنا كل ما تحمله من ‏حب لوطننا.‏

‏ ثم أنه لو كان المؤلف هو (يوحنا النقيوسي القبطي المسيحي) فلماذا يستخدم معيار ‏الوزن الإسرائيلي حصراً ( وزنة الفضة التي تعادل ثلاثة آلاف شاقل، والشاقل نحو 11,46 من ‏الجرام) ومعروف أن وزنة الفضة و(الشاقل) هو وحدة القياس والعملة الإسرائيلية منذ القدم، ‏حتى في بدايات عهد التوراة، فهل كان يوحنا مغموراً بثقافة بلده القبطية وأوزانها ‏ومعاييرها أم كان مغموراً بثقافة بني إسرائيل ! فحتى لو كان يوحنا النقيوسي يؤمن ‏بكتاب العهد القديم ووردت به هذه المكاييل والأوزان، لكنها تظل نظرية بالنسبة ‏ليوحنا، ولن يستخدمها في هذا السياق، بل يستخدم المعايير السائدة في بلده، بل إن الأقباط ‏ترجموا الإنجيل إلى اللغة القبطية ولم ينتقلوا هم إلى اللغة اليونانية القادم بها الإنجيل. ‏

وكانت (التالنت) هي وحدة قياس الوزن، وكان التالنت الروماني يساوي 32.3كغ بينما ‏يبلغ مقدار التالنت الأطيقي أو اليوناني حوالي 26كغ‎. ‎‏ أما وحدة قياس الوزن في إيجبت ‏القديمة فكانت الدبن = 91 جرام‎.‎‏ و كان عيار الكيل هو: "بوشل" وهو مكيال للحبوب، ‏وفي المسافات استخدموا وحدة قياس تسمى الوحدة النهرية تساوي 10305 كم أي 20 ألف ‏ذراع

وأما الشَاقِل فهو مشتق من الفعل العبري شَقَلَ أي وَزَنَ وهو أنواع: شاقل القدس، وشاقل ‏الملك. ‌والشاقل الدارج لوزن الأشياء الثمينة كالذهب والفضة. وأخيراً شاقل النقود وهذا تحوَّل ‏لعملة في أيام المكابيين نقش عليها اسم شاقل إسرائيل . تقول التوراة (خروج ٣٨:٢٤ ): كل ‏الذهب المصنوع للعمل في جميع عمل المقدس، وهو ذهب التقدمة: تسع وعشرون وزنة وسبع ‏مئة شاقل وثلاثون شاقلا بشاقل المقدس‎.‎‏ ‏

وكان الإسكندر قد جعل (الوزنة) هي وحدة القياس في كل الإمبراطورية ‏البطلمية، لكنها لم تكن مسبوكة، بل ظلت مجرد وحدة حسابية، ولم تكن موجودة ‏قبل هذا التاريخ سوى في عرف اليهود التوراتيين فقط، فكيف يقول(المؤلف) أن الفرعون قد ‏أنفق على عمال البناء ألفاً وستمائة وزنة فضة وذلك غير الكراث والبقول، وقد وجد ‏مكتوباً هكذا في الكتب بلسان الأقباط الذين نقشوه على الأحجار وأظهروه لكل من ‏يقرأ). فهذه سقطة ماسخة من المؤلف لأنه لم يقرأ ما هو منقوش على الجداريات، ولم يعرف أن ‏وزنة الفضة لم تكن موجودة في بلادنا، ثم لماذا يحاول التأكيد على ذلك بقوله (وقد وجد ‏مكتوباً هكذا في الكتب بلسان الأقباط الذين نقشوه على الأحجار وأظهروه لكل من ‏يقرأ) ؟! ألا تعتبر هذه إشارة إلى أنه يخشى أن يكذبه أحد، فيحاول أن يبعث الطمأنينة ‏واليقين في قلب القارئ؟ ‏
ألا ينُمّ هذا الأسلوب عن نية ترويج وتثبيت لشيء ما في نفس المؤلف! فقد استخدم اسم ‏غير وطني بالمرة هو "فاوندجيوس"، واستخدم عملة لم تكن موجودة في بلادنا في هذا العصر ‏وهي "وزنة الفضة"، وقام بتأكيد كلامه ثلاث مرات (توكيد لفظي) مُكرر في عبارة ‏واحدة حين قال(وقد وجد مكتوباً هكذا في الكتب)_( (بلسان الأقباط)- (الذين نقشوه ‏على الأحجار)- (وأظهروه لكل من يقرأ) !!‏

وفي موضع آخر صفحة 88-89 نجد (المؤلف) يقول: وأضاف اندريانوس بناء فوق القصر، ‏وفي أماكن أخرى فيه. وحفر كذلك قناة صغيرة القدر ليجري الماء من جيحون إلى مدينة ‏القلزم وأوصل هذا الماء إلى البحر الأحمر.." وهو هنا يتحدث عن نهر النيل وقناة سيزوستريس ‏التي حفرها القدماء لتربط بين ميناء العاصمة منف وميناء مدينة السويس على البحر الأحمر، ‏فلو كان (المؤلف) هو يوحنا النقيوسي القبطي، فلماذا لا يذكر نهر النيل الذي كان وما زال ‏محتفظاً باسمه حتى اليوم منذ أكثر من ثلاثين ألف عام ! لماذا يستخدم مسمى "نهر جيحون" ‏الوارد حصراً في نصوص التوراة وعلى الخريطة الجغرافية اليمنية ! فقد حاول (المؤلف) اللف ‏والدوران حول نهر النيل وطيه تحت اسم جيحون دون أن يذكر صراحة أنه يقصد نهر النيل.. ‏هكذا أسلوب الدس اليهودي منذ القدم، فالمؤلف فقط مسّ هوية نهر النيل من خلال وصفه ‏لقناة سيزوستريس القديمة. ‏

ثم لو كان (المؤلف) هو يوحنا النقيوسي ، فلماذا استخدم مسمى مدينة (القلزم) برغم ‏أن هذا الاسم يهودي عربي صرف وقد ورد في نصوص التوراة مئات المرات، بينما المدينة في لغة ‏أجدادنا القبطية لم يكن اسمها (القلزم) بالهيروغليفية، إنما اليهود حاولوا غرس مسمى ‏القلزم ومسمى جيحون كي يخدم مخططهم في المنطقة، ومجرد ترك المؤلف هنا للاسم ‏القبطي وذكره اسماً توراتياً بحتاً، فهذا يؤكد هوية المؤلف التي تنبأنا بها.‏

وكذلك في ص 80 يقول إن كليوباترا حفرت قناة وأوصلتها إلى نهر جيحون لتنقل ‏المياه إلى الإسكندرية وكانت بلا مياه، فجعلتها مدينة عظيمة وجعلت السفن تسير إليها ‏‏((مستحيل أن يتحدث شخص قبطي عن نهر النيل بوصفه نهر جيحون، وكان المؤرخون ‏العرب في العصور الوسطى - بناءً على كتابات من هذه النوعية- قد تكهنوا بأن نهر جيحون ‏هذا كان عبارة عن تفريعة جانبية من النيل عند أسوان تطوف حول جزيرة فيلة وانقرضت، ‏فهل تصل هذه التفريعة الجانبية إلى منف ليتم سحب قناة منها إلى السويس! وهل تصل إلى ‏الإسكندرية لتقوم كليوباترا بسحب قناة منها إلى الإسكندرية ! بالطبع هذا يوضح ‏هوية المؤلف الذي أراد صراحة أن تكون إيجبت هي مصرايم وأن يكون نهر النيل هو نهر ‏جيحون الذي كان يجري في مصرايم )) ‏

‏ وفي صفحة 193 في حديثه عن دخول العرب يقول: وكانوا منقسمين قسمين شرقي ‏النهر وساروا إلى مدينة تدعى عين شمس وهي مدينة أون التي كانت أعلى الجبل)، فمجرد ‏استخدام المؤلف لعبارة (مدينة تُدعى) فهذه قرينة قاطعة في نظرنا على أنه ليس من أهل ‏البلد، بل هو يتحدث عنها بلسان أجنبي كما كان يتحدث المؤرخون العرب عن فتح بلاد ‏فارس، وهنا يحاول المؤلف تمييز المدينة باسمها (عين شمس) وكأنه ليس من أهل البلد لأن ‏مدينة أون كانت أشهر من النار على العلم، فقد كانت عاصمة دينية وعلمية كبيرة جداً ‏كونها تقع في المنتصف بين الوجهين القبلي والبحري وبها جامعة علمية ومركز عبادة إله ، ‏فكيف يتحدث عنها بصيغة التجهيل وكأنها نكرة ويقول (مدينة تُدعى عين شمس) ثم ‏يحاول تعريفها بأنها مدينة أون ! وكأنها غير معروفة فيقوم بتعريفها بأنها تقع أعلى الجبل ! ‏فهل كانت مدينة أون بالنسبة للأقباط أصحاب البلد مجرد مدينة نكرة كل ما يميزها أنها ‏تقع أعلى الجبل ؟! أم أن (المؤلف) ليس على علمٍ كافٍ بحقيقتها، وأراد أن يبرزها باسميها معاً، ‏لأن التوراة السبعونية المزورة حملت اسمها (أون) بينما العرب ترجموه (مدينة الشمس)، ولهذا ‏استخدم المؤلف ثلاث عبارات مكررة لتوكيد وصف المدينة.‏

وفي صفحة 194 يقع (المؤلف) في خطأ تأريخي فادح وفاضح، كما يوضح المترجم د. عمر ‏، إذ ذكر المؤلف أن العرب فتحوا إقليم الفيوم أثناء حصارهم لبابليون، وهذا لم يحدث في الواقع ‏وغير متصور عقلاً، لأن عدد جيش العرب في هذا الوقت قليل جداً في حدود 3 آلاف، ولم ‏يعرف العرب أصلاً بوجود إقليم الفيوم إلا بعد مرور عام كامل من دخولهم إيجبت لأن إقليم ‏الفيوم عبارة عن واحة منعزلة في الصحراء واحتلاله لا يشكل مركز قوة للعرب ولم تكن ‏به قوات رومانية تذكر، غير أن كافة المؤرخين العرب يجمعون على أن احتلال إقليم الفيوم ‏كان بعد عام من دخول العرب وليس أثناء حصار بابليون.. ولو كان (مؤلف) هذا الكتاب هو ‏يوحنا النقيوسي لما كان من الممكن أن يقع في هذا الخطأ باعتباره شاهد عيان) ! ‏

يُتبع ...‏‎

‏(قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ ‎‏)‏‎ ‌‎
‏ (رابط الكتاب على نيل وفرات):‏‎
‏ ‌‎ ‏https://tinyurl.com/25juux8h‏‎ ‌‎

‏(رابط الكتاب على أمازون) :‏‎
‏ ‏https://cutt.us/sxMIp‏ ‏‎

‏( رابط الكتاب على جوجل بلاي‏‎ ):
https://cutt.us/KFw7C

‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA

‏#ثورة_التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!