الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في سجوننا كتب فعلا ؟

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 5 / 5
المجتمع المدني


منذ سنوات دراستي في المرحلة الابتدائية وانا احلم ان اكون قارئ للكتب وتكون لدي مكتبة و اكتب مؤلفات ومقالات في الصحف و يصبح اسمي يتردد على السنة الناس كالكّتاب !
ليس تفاخرا هكذا استذكار ولا تبجح بل هي طفولتي التي كانت هكذا ، لذا رحت في اشهر العطلة الصيفية استرق بعض الصحف التي يأتي بها اخوتي الكبار و اقرأ الاخبار والمقالات التي فيها وان كانت قراءتي لها ببطء كونني لا زلت في الدراسة الابتدائية ، ومن ثم رحت اكتب المقالات والاخبار التي فيها بمسودات من بقايا دفاتر الدراسة او على اجزاء " كارتون " الدهن او الصابون او بقية افراد الحصة التموينية اقوم بتقطعيه الى عدة اجزاء واكتب فيه ، وهكذا صنعت في احد زوايا صندوق ملابس والدتي بما يشبه المكتبة الصغيرة خاصة بأوراقي و حاجاتي.
مضت السنين وانهيت دراستي الابتدائية لأدخل الدراسة المتوسطة و يزيد وعيي و رغبتي في القراءة والكتابة اكثر و ازدادت جرأتي اكثر ايضا إذ بدأت استرق بعض الكتب الدينية الممنوعة آنذاك في ظل نظام صدام قبل عام ٢٠٠٣ حيث كان احد اخوتي يأتي بها من بغداد كونه طالب جامعي هناك وبدون علمه او علم والدي احاول مطالعتها في الخفية لأنها ممنوعة وخطرة ولو رأوني اطالعها لحصلت لي المشاكل .
في عام ٢٠٠٣ سقط نظام صدام واصبحت الكتب متوفرة في اكشاك وبسطات الكتب حتى في مدينة الصويرة قبل ان ينهي هذه الظاهرة تطور الحال الاقتصادي لأغلب ابناء المدينة وقربهم من بغداد وبالتالي ذهابهم الى شارع المتنبي لشراء الكتب اضافة الى سيطرة وسائل الاعلام والانترنت ، بحيث ليس هناك ولا مكتبة في الصويرة لبيع الكتب الان وانا اكتب سطور هذا المقال ! ناهيك عن تعطيل مكتبة الصويرة العامة وتحويلها الى مجرد بناية لا علاقة لها بالمشهد الثقافي في المدينة من بعيد او قريب ، اما البيت الثقافي في المدينة وهو احدى دوائر وزارة الثقافة فقد كان منذ انشاءه شكلا روتينيا لا علاقة له بالثقافة سوى الاسم تتقاسمه المحاصصة الحزبية والطائفية ولا يقدم سوى جلسات شكلية لا علاقة لها بالثقافة او صناعة جيل مثقف كما ذكرت .
المهم بقيت معتمدا على جهدي الفردي في مطالعة الكتب والمجلات والصحف من خلال الاستعارة و الاقتناء و بدأ حلمي يتحقق شيئا فشيئا في امتلاك مكتبة منذ ان دخلت كلية القانون في مدينة الحلة حيث بسطات الكتب في باب الكلية وكذلك في سوق الحلة ، ومن ثم قدرتي على الذهاب الى بغداد حيث شارع المتنبي واقتناء الكتب من هناك لتصبح مكتبتي موجودة ومنوعة تسيطر على احد اركان غرفتي في دار اهلي لتكون غرفة مستقلة بعد انتقالي في دار مستقل عن دار اهلي .
هكذا سيرة مختصرة ربما تشبه سير بقية هواة الكتب ولو اتفقت معهم على تدوين كل منا سيرته لكانت كتابا مفيدا للناشئة والشباب كي نعيد اهمية الكتاب والكتابة والمطالعة الى الوجود وانني استذكرها اعتزازا بأهمية وجود المكتبة في كل بيت ومدينة ومدرسة وكلية ومسجد و محكمة وووو فمتى ما كانت المكتبة كما عبر احد الكتاب ضرورة من ضروريات البيت او الفندق او المجمع السكني كالمطبخ وباقي مرافق المنشأة استطعنا ان نتحول الى مجتمع ثقافي تقل فيه الجريمة والجهل و نتقدم فيه نحو الافضل.
نعم انها الخواطر التي ارسلتها ذاكرتي البسيطة و اوعزت بكتابتها على سطح برنامج word    في جهاز الهاتف المحمول كي تجد طريقها للنشر بعد ان قرأت في احد ملاحق قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم ٢٣ لسنة ١٩٧١ اوامر سلطة الائتلاف ومن ضمنها مذكرة سلطة الائتلاف المؤقتة رقم
( ٢)  الخاصة بإدارة السجون ومرافق احتجاز السجناء والصادرة بتاريخ ۸ حزيران ۲۰۰۳ حيث ورد في القسم( ١٥) منها تحت عنوان "الكتب"  "يجب أن يضم كل سجن مكتبة لاستخدام جميع فئات المساجين ويجب أن تضم هذه المكتبة عددًا كافيًا من الكتب للتسلية وللثقافة ويجب تشجيع السجناء على الاستفادة بشكل كامل من هذه المكتبة" وليت شعري هل موجودة بالفعل مكتبات في سجوننا الموقرة ام ان هذا الامر بقي حبر على الورق الا ان ملامح عدم الوجود واضحة فاذا كانت مدننا ومدارسنا و البيوت الثقافية التي انشأتها وزارة الثقافة ليس فيها مكتبات !! نريد في السجون مكتبات !! انها اضغاث احلام لا حرمنا الله من عشق الكتب ومطالعتها والسلام عليكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر